ادباء المسرح 1--توقيق الحكيم اعداد/ صادق ابراهيم صادق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صادق إبراهيم صادق
    القاص والناقد
    • 04-10-2008
    • 102

    ادباء المسرح 1--توقيق الحكيم اعداد/ صادق ابراهيم صادق

    الحكيم (9 أكتوبر 1898 - 26 يوليو 1987)ولد قي الإسكندرية وتوفى في القاهرة. كاتب وأديب مصري، من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، كانت للطريقة التي استقبل بها الشارع الأدبي العربي نتاجاته الفنية بين اعتباره نجاحا عظيما تارة وإخفاقا كبيرا تارة أخرى الأثر الأعظم على تبلور خصوصية تأثير أدب وفكر الحكيم على أجيال متعاقبة من الأدباء ،وكانت مسرحيته المشهورة أهل الكهف في عام 1933 حدثا هاما في الدراما العربية فقد كانت تلك المسرحية بداية لنشوء تيار مسرحي عرف بالمسرح الذهني. بالرغم من الإنتاج الغزير للحكيم فإنه لم يكتب إلا عدداً قليلاً من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح فمعظم مسرحياته من النوع الذي كُتب ليُقرأ فيكتشف القارئ من خلاله عالماً من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها على الواقع في سهولة لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي
    سمي تياره المسرحي بالمسرح الذهني لصعوبة تجسيدها في عمل مسرحي وكان الحكيم يدرك ذلك جيدا حيث قال في إحدى اللقاءات الصحفية : "إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة. كان الحكيم أول مؤلف استلهم في أعماله المسرحية موضوعات مستمدة من التراث المصري وقد استلهم هذا التراث عبر عصوره المختلفة، سواء أكانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية لكن بعض النقاد اتهموه بأن له ما وصفوه بميول فرعونية وخاصة بعد رواية عودة الروح أرسله والده إلى فرنسا ليبتعد عن المسرح ويتفرغ لدراسة القانون ولكنه وخلال إقامته في باريس لمدة 3 سنوات اطلع على فنون المسرح الذي كان شُغله الشاغل واكتشف الحكيم حقيقة أن الثقافة المسرحية الأوروبية بأكملها أسست على أصول المسرح اليوناني فقام بدراسة المسرح اليوناني القديم كما اطلع على الأساطير والملاحم اليونانية العظيمة عندما قرأ توفيق الحكيم إن بعض لاعبي كرة القدم دون العشرين يقبضون ملايين الجنيهات قال عبارته المشهورة: "انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم لقد أخذ هذا اللاعب في سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام اخناتون"[
    عاصر الحربين العالميتين 1914 - 1939. وعاصر عمالقة الأدب في تلك الفترة مثل طه حسين والعقاد واحمد امين وسلامة موسى. وعمالقة الشعر مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وعمالقة الموسيقى مثل سيد درويش وزكريا أحمد والقصبجى، وعمالقة المسرح المصري مثل جورج أبيض ويوسف وهبى والريحاني. كما عاصر فترة انحطاط الثقافة المصرية (حسب رأيه) في الفترة الممتدة بين الحرب العالمية الثانية وقيام ثورة يوليو 1939 - 1952. هذه المرحلة التي وصفها في مقال له بصحيفة أخبار اليوم بالعصر "الشكوكي"، وذلك نسبة محمود شكوكو.
    أسلوب كتابة الحكيم
    مزج توفيق الحكيم بين الرمزية والواقعية علي نحو فريد ‬يتميز بالخيال والعمق دون تعقيد أو ‬غموض.‬ وأصبح هذا الاتجاه هو الذي ‬يكون مسرحيات الحكيم بذلك المزاج الخاص والأسلوب المتميز الذي عرف به. ‬ويتميز الرمز في أدب توفيق الحكيم بالوضوح وعدم المبالغة في الإغلاق أو الإغراق في الغموض؛ ففي أسطورة ‬إيزيس ‬التي ‬استوحاها من كتاب الموتى فإن أشلاء أوزوريس الحية في الأسطورة هي مصر المتقطعة الأوصال التي ‬تنتظر من ‬يوحدها ويجمع أبناءها علي ‬هدف واحد.‬ و(عودة الروح) ‬هي الشرارة التي ‬أوقدتها الثورة المصرية، ‬وهو في هذه القصة ‬يعمد إلي ‬دمج تاريخ حياته في الطفولة والصبا بتاريخ مصر، ‬فيجمع بين الواقعية والرمزية معا على ‬نحو جديد، ‬وتتجلي مقدرة الحكيم الفنية في قدرته الفائقة على ‬الإبداع وابتكار الشخصيات وتوظيف الأسطورة والتاريخ على ‬نحو ‬يتميز بالبراعة والإتقان، ‬ويكشف عن مهارة تمرس وحسن اختيار للقالب الفني الذي ‬يصب فيه إبداعه، ‬سواء في القصة أو المسرحية، ‬بالإضافة إلي ‬تنوع مستويات الحوار لديه بما ‬يناسب كل شخصية من شخصياته، ‬ويتفق مع مستواها الفكري ‬والاجتماعي؛ وهو ما ‬يشهد بتمكنه ووعيه. ‬ويمتاز أسلوب توفيق الحكيم بالدقة والتكثيف الشديد وحشد المعاني والدلالات والقدرة الفائقة علي ‬التصوير؛ فهو ‬يصف في جمل قليلة ما قد لا ‬يبلغه ‬غيره في صفحات طوال، ‬سواء كان ذلك في رواياته أو مسرحياته. ‬ويعتني الحكيم عناية فائقة بدقة تصوير المشاهد، ‬وحيوية تجسيد الحركة، ‬ووصف الجوانب الشعورية والانفعالات النفسية بعمق وإيحاء شديدين.‬وقد مرت كتابات الحكيم بثلاث مراحل حتى ‬بلغ ‬مرحلة النضج، ‬وهي:‬
    ] المرحلة الأولى

    وهي التي شهدت الفترة الأولى من تجربته في الكتابة، وكانت عباراته فيها لا تزال قلقلة، واتسمت بشيء من الاضطراب حتى إنها لتبدو أحيانا مهلهلة فضفاضة إلى حد كبير، ومن ثم فقد لجأ فيها إلى اقتباس كثير من التعبيرات السائرة لأداء المعاني التي تجول في ذهنه، وهو ما جعل أسلوبه يشوبه القصور وعدم النضج. وفي هذه المرحلة كتب مسرحية أهل الكهف، وقصة عصفور من الشرق، وعودة الروح.
    ] المرحلة الثانية

    حاول في هذه المرحلة العمل على ‬مطاوعة الألفاظ للمعاني، ‬وإيجاد التطابق بين المعاني في عالمها الذهني المجرد والألفاظ التي ‬تعبر عنها من اللغة.‬ ويلاحظ عليها أنها تمت بشيء من التدرج، ‬وسارت متنامية نحو التمكن من الأداة اللغوية والإمساك بناصية التعبير الجيد. ‬وهذه المرحلة تمثلها مسرحيات شهرزاد، ‬والخروج من الجنة، ‬ورصاصة في القلب، ‬والزمار.‬
    المرحلة الثالثة

    هي مرحلة تطور الكتابة الفنية عند الحكيم التي ‬تعكس قدرته علي ‬صوغ ‬الأفكار والمعاني بصورة جيدة. ‬وخلال هذه المرحلة ظهرت مسرحياته: (‬سر المنتحرة)‬، ‬و(نهر الجنون)‬، ‬و(براكسا)، ‬و(سلطان الظلام)‬، ‬
    ] رائد المسرح الذهني

    وبالرغم من الإنتاج المسرحي ‬الغزير للحكيم، ‬الذي ‬يجعله في مقدمة كتاب المسرح العربي وفي صدارة رواده، ‬فإنه لم ‬يكتب إلا عددًا قليلاً ‬من المسرحيات التي ‬يمكن تمثيلها علي ‬خشبة المسرح ليشاهدها الجمهور، ‬وإنما كانت معظم مسرحياته من النوع الذي ‬يمكن أن ‬يطلق عليه (‬المسرح الذهني)‬، ‬الذي كتب ليقرأ فيكتشف القارئ من خلاله عالما من الدلائل والرموز التي ‬يمكن إسقاطها علي ‬الواقع في سهولة ويسر؛ لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي.‬ وهو ‬يحرص علي تأكيد تلك الحقيقة في العديد من كتاباته، ‬ويفسر صعوبة تجسيد مسرحياته وتمثيلها علي ‬خشبة المسرح؛ فيقول: (‬إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن، ‬وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز.. ‬لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح، ‬ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلي ‬الناس ‬غير المطبعة).‬
    ولا ترجع أهمية توفيق الحكيم إلي ‬كونه صاحب أول مسرحية عربية ناضجة بالمعيار النقدي الحديث فحسب، ‬وهي مسرحية (‬أهل الكهف)‬، ‬وصاحب أول رواية بذلك المعنى المفهوم للرواية الحديثة وهي رواية (عودة الروح)‬، ‬اللتين نشرتا عام2391، ‬وإنما ترجع أهميته أيضًا إلى ‬كونه أول مؤلف إبداعي استلهم في أعماله المسرحية الروائية موضوعات مستمدة من التراث المصري.‬ وقد استلهم هذا التراث عبر عصوره المختلفة، ‬سواء كانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية، ‬كما أنه استمد أيضا شخصياته وقضاياه المسرحية والروائية من الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي المعاصر لأمته


    [كتب نشرت في لغة أجنبيةاسم العملالنوعالإصدارترجمةشهر زادمسرحية1934في باريس عام 1936 بمقدمة لجورج لكونت عضو الأكاديمية الفرنسية في دار نشر نوفيل أديسون لاتين وترجم إلى الإنجليزية في دار النشر بيلوت بلندن ثم في دار النشر كروان بنيويورك في 1945. وبأمريكا دار نشر ثرى كنتننتزا بريس واشنطن 1981.عودة الروحرواية1933ترجم ونشر بالروسية في لننجراد عام 1935 وبالفرنسية في باريس عام 1937 في دار فاسكيل للنشر وبالانجليزية في واشنطن 1984.يوميات نائب في الأريافرواية1937ترجم ونشر بالفرنسية عام 1939 (طبعة أولى) وفى عام 1942 (طبعة ثانية) وفى عام 1974 و1978 (طبعة ثالثة ورابعة وخامسة بدار بلون بباريس وترجم ونشر بالعبرية عام 1945 وترجم ونشر باللغة الإنجليزية في دار (هارفيل) للنشر بلندن عام 1947 -ترجة أبا إيبان- ترجم إلى الأسبانية في مدريد عام 1948 وترجم ونشر في السويد عام 1955، وترجم ونشر بالألمانية عام 1961 وبالرومانية عام 1962 وبالروسية 1961.الايادي الناعمهمسرحية1933]] عام 1946. وكتب مقدمة النسخة العربية الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ الأزهر الأسبق.عصفور من الشرقرواية1938ترجم ونشر بالفرنسية عام 1946 طبعة أولى، ونشر طبعة ثانية في باريس عام 1960.عدالة وفنقصص1953ترجم ونشر بالفرنسية في باريس بعنوان (مذكرات قضائى شاعر) عام 1961.بجماليونمسرحية1942ترجم ونشر بالفرنسية في باريس عام 1950.الملك أوديبمسرحية1949ترجم ونشر بالفرنسية في جت عام 1950، وبالانجليزية في أمريكا بدار نشر ثرى كنتننتزا بريس بواشنطن 1981.سليمان الحكيممسرحية1943ترجم ونشر بالفرنسية في باقة عام 1950 وبالإنجليزية في أمريكا بواشنطن 1981
    • من أعماله المترجمة الأخرى : نهر الجنون، الشيطان في خطر le demon en danger de Kta Am، بين يوم وليلة، المخرج، بيت النمل، الزمار، براكسا أو مشكلة الحكم، السياسة والسلام ترجم ونشر بالفرنسية في باريس عام 1950. شمس النهار، صلاة الملائكة، الطعام لكل فم، الأيدى النعامة، شاعر على القمر، الورطة ترجم ونشر بالإنجليزية في أمريكا (ثرى كنتننتز) واشنطن عام 1981. العش الهادئ، أريد أن اقتل، الساحرة، لو عرف الشباب، الكنز، دقت الساعة ترجم ونشر بالفرنسية في باريس عام 1954، أنشودة الموت ترجم ونشر بالانجليزية في لندن هاينمان عام 1973، وبالأسبانية في مدريد عام 1953. رحلة إلى الغد ترجم ونشر بالفرنسية في باريس عام 1960، وبالانجليزية في أمريكا بواشنطن عام 1981 الموت والحب ترجم ونشر بالفرنسية في باريس عام 1960واشعب الحكاية التي نلت الشهرة.
    • السلطان الحائر ترجم ونشر بالانجليزية لندن هاينمان عام 1973، وبالايطالية في روما عام 1964، ياطالع الشجرة ترجمة دنيس جونسون دافيز ونشر بالانجليزية في لندن عام 1966 في دار نشر أكسفورد يونيفرستى بريس (الترجمات الفرنسية عن دار نشر "نوفيل ايديسيون لاتين" بباريس)، مصير صرصار ترجمة دنيس جونسون دافيز عام 1973 مع كل شيء في مكانه، السلطان الحائر، نشيد الموت لنفس المترجم عن دار نشر هاينمان لندن.
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    أستاذي الغالي صادق
    جميل ما قرأت ، وهذه الوقفة مع توفيق الحكيم رائد المسرح العربي
    و أحد الذين ساهموا بإخلاص فى بناء مسرح عربي رصين
    فلا نستطيع أن نذكر كلمة مسرح إلا أن نسترجع توفيق الحكيم ، ما قدمه
    للمسرح خلال نص قرن ، وكما كان يعقوب صنوع هو المؤسس ، و النخبة المخلصة التي أتت ، لتقتل رتابة الحياة ، و ليعش الكثيرون الحدث ، ومنهم محمد تيمور ونجيب الريحاني و طليمات و عسر ، و التجارب المهمة للريحاني و الكسار ويوسف وهبي و بديع خيري ليشرق من بعد عصر المسرح المصري بكل رموزه الكبار الذين حولوا المسرح من حالة الاعتماد على الاقتباس و التمصير إلى الكتابة المسرحية العربية الخالصة موضوعا و لغة !!

    شكرا أستاذي صادق
    و ألتمس منكم وضع نموذج لكتابات الرائد العظيم
    و لتكن نهر الجنون لو كانت عندك منسوخة

    محبتي الأكيدة
    sigpic

    تعليق

    • صادق إبراهيم صادق
      القاص والناقد
      • 04-10-2008
      • 102

      #3
      استاذى/ربيع عقب الباب
      اشكر سيادتكم على تشجيعك الدائم لى وبخصوص مسرحية نهر الجنون كنموذج لمسرحيات توفيق الحكيم انشرها هنا وسوف انشر تحليل لها فيما بعد
      نهــر الجــنون

      قصة تمثيلية في فصل واحد

      بقلم : توفيق الحكيم

      (بهو في قصر ملك من ملوك العصور الغابرة. الملك و وزيره منفردان)


      الملك – ما تقص علىَّ مريع!
      الوزير – قضاء وقع يا مولاي.
      الملك – (في دهش و ذهول) الملكة أيضاً؟
      الوزير – (مطرقاً) واحزناه!
      الملك – هي أيضاً شربت من ماء النهر؟
      الوزير – كما شرب أهل المملكة أجمعين.
      الملك – أين رأيت الملكة؟
      الوزير – في حديقة القصر.
      الملك – ما كان ينقص الخطب إلا هذا!
      الوزير – لقد حذرها مولاي أن تقرب ماء النهر و أوصاها أن تشرب من نبيذ الكروم. لكنه القدر!
      الملك – قل لي كيف علمت أنها شربت من ماء النهر؟
      الوزير – سيماؤها ، حركاتها.
      الملك – أحادثتك؟
      الوزير – لم أكد أقبل عليها حتى ازورت عني في شبه روع.
      كذلك فعلت و صائفها و جواريها و طفقن يتهامسن و ينظرن إلىَّ نظرات الممروريين.
      الملك – (كالمخاطب نفسه) كل هذا بدا لعيني في تلك الرؤيا!
      الوزير – رحمة بنا أيتها السماء!
      الملك – نعم كل هذا رأته عيناى من قبل.
      (صمت)
      الوزير – متى يذهب غضب السماء عن هذا النهر؟
      الملك – من يدري؟
      الوزير – ألم ير مولاى في تلك الرؤية الهائلة ما ينبئ بالخلاص؟
      الملك – (يحاول أن يتذكر) لست أذكر..
      الوزير – تذكر يا مولاي؟
      الملك – (يحاول التذكر) لست أذكر أكثر مما قصصت عليك .. رأيت النهر أول الأمر في لون الفجر ثم أبصرت أفاعي سوداء قد هبطت فجأة من السماء و في أنيابها سم تسكبه في النهر فإذا هو في لون الليل. و هتف بي من يقول
      >حذار أن تشرب بعد الآن من نهر الجنون.. <
      الوزير – ويلاه!
      الملك – و قد رأيت الناس كلهم يشربون..
      الوزير – إلا إثنان..
      الملك – أنا و أنت..
      الوزير – وافرحتاه
      الملك – علام الفرح أيها الرجل!
      الوزير – (يستدرك) عفو مولاي. إن حزني لعظيم. ليتني كنت فداء الملكة.
      الملك – شد ما أبغض هذا الكلام. ليتك تستطيع على الأقل أن تجد لها دواء ... يحزنني أن يذهب مثل عقلها الراجح و يخبو هذا الذهن اللامع في سماء هذه المملكة!
      الوزير – حقاً ، إنها كالشمس في سماء هذه المملكة!
      الملك – نعم. أنت دائماً تردد ما أقول و لا تفعل شيئاً. على برأس الأطباء!
      الوزير – رأس الأطباء؟
      الملك – نعم رأس الأطباء. لعله يستطيع لها شفاء..
      الوزير – مولاى نسى أن رأس الأطباء كذلك قد ذهب..
      الملك – ذهب أين؟
      الوزير – هو أيضاً من الشاربين.
      الملك – يا للمصيبة ..
      الوزير – لقد رأيته كذلك بين يدي الملكة و قد تغيرت نظراته و حركاته و كلما لمحني هز رأسه هزاً لا أدرك له معنى.
      الملك – رأس الأطباء قد جن؟!
      الوزير – نعم ..
      الملك – لقد كان نابغة زمانه. أية خسارة أن يصاب مثل هذا الرجل بالجنون..
      الوزير – و في وقت نحن أحوج ما نكون إلى علمه و طبه.
      الملك – ليس في هذه المملكة الآن غير واحد يستطيع إنقاذنا مما نحن فيه.
      الوزير – من يا مولاي؟
      الملك – كبير الكهان.
      الوزير – واحسرتاه!
      الملك – ماذا؟
      الوزير – منهم يا مولاي.
      الملك – ما تقول؟ من الشاربين؟
      الوزير – أجل منهم.
      الملك – هذا و لاريب ما يسمى بالخطب الجلل. حتى كبير الكهان أصيب بالجنون و هو أحسن الناس رأياً و أبعدهم نظراً و أثبتهم إيماناً و أطهرهم قلباً و أدناهم إلى السماء!
      الوزير – هو القضاء يا مولاي ، ألم أقل أنه قضاء و قع؟!
      الملك – أجل إنها لكارثة شاملة. ليس لها من نظير لا في التواريخ و لا في الأساطير. مملكة بأسرها قد أصابها الجنون دفعة واحدة و لم يبق بها ناعم بعقله غير الملك و الوزير!
      الوزير – (يرفع رأسه إلى أعلى) رحمة السماء!
      الملك – اصغ أيها الوزير. إن السماء التى حبتنا باستثناء و حفظت علينا نعمة العقل لا ريب ترانا خليقين أن تستجيب منا الدعاء. هلم بنا إلى معبد القصر نصلى و ندعو أن ترد إلى الملكة و الناس عقولهم. هذا آخر ملجأ نستطيع أن نلتجئ إليه.
      الوزير – أجل يامولاي. آخر ملجأ لنا و خير ملجأ: السماء.
      ( يخرجان من أحد الأبواب)
      (تدخل من باب آخر الملكة و رأس الأطباء و كبير الكهان)
      الملكة – إنه لخطب فادح!
      رأس الأطباء : (معاً)
      كبير الكهان : أجل إنها لطامة كبرى!
      الملكة – (لرأس الأطباء) أما من حيلة للطب في رد نور العقل إلى هذين البائسين!
      رأس الأطباء – يشق على هذا العجز مني أيتها الملكة.
      الملكة – تفكر يا رأس الأطباء.
      رأس الأطباء: لقد تفكرت ملياً يا مولاتي ، إن ما أصابهما لا يسعه علمي.
      الملكة – أأقنط إذن من شفاء زوجي.
      رأس الأطباء – لا تقنطي يا مولاتي. هنالك معجزات تهبط أحياناً من السماء هي فوق طب الأطباء.
      الملكة – و متى تهبط تلك المعجزات؟
      رأس الأطباء: من يدري يا مولاتي!
      الملكة – يا كبير الكهان استنزل لي واحدة منها الآن .. الآن .. الآن..
      كبير الكهان – من قال يا مولاتي إني استطيع أن استنزل شيئاً من السماء.
      الملكة – أليس هذا من عملك؟
      كبير الكهان – إن السماء يا مولاتي ليست كالنخيل يستطيع الإنسان أن يستنزل منها ما شاء من ثمار!
      الملكة – ألا تستطيع إذن أن تصنع شيئاً. إني زوج تحب زوجها. إني امرأة تريد إنقاذ رجلها. إنقذوا زوجي. إنقذوا زوجي!
      رأس الأطباء – بعض الصبر يا مولاتي.
      كبير الكهان – دع الملكة تقول! إنها على حق. هي تبكي زوجاً كريماً. الناس كذلك لو عرفوا الحقيقة لبكوا ملكاً كان حازم الرأي راجح العقل.
      الملكة – احذروا أن يعرف الناس الخبر.
      كبير الكهان – نحن أصمت من قبر يا مولاتي غير أني أخشى عاقبة الأمر. إنا مهما أخفينا الخبر لابد أن يظهر يوماً من الأيام. و أيُ مصيبة أفدح من علم الناس بأن الملك و الوزير...
      الملكة – صه! إن هذا مريع.
      كبير الكهان – حقاً أن هذا مريع وعظيم الخطر.
      الملكة – ما المخرج؟ لا تقفا من الأمر موقف اليائس. افعلا شيئاً. إني أفقد عقلي أيضاً و لا ريب إن طال أمد هذا الحال.
      كبير الكهان – لو أن في مقدوري فهم ما يدور برأسه.
      الملكة – إنه يذكر النهر في فزع و يزعم أن ماءه مسموم.
      كبير الكهان – و ماذا يشرب إذن؟
      الملكة – نبيذ الكروم. ولا شيء غير نبيذ الكروم.
      رأس الأطباء – نعم نبيذ الكروم. يغلب على ظني أن الإدمان قد أثر بعقله.
      الملكة – إن كان الداء فيما تقول فما أيسر الدواء: نمنع عنه الخمر.
      رأس الأطباء – و ماذا يشرب؟
      الملكة – ماء النهر.
      رأس الأطباء: أتحسبينه يرضى يا مولاتي؟
      الملكة – أنا أحمله على ذلك.
      رأس الأطباء – (يلتفت إلى صوت قريب) ها هو ذا الملك قادم.
      الملكة – (تشير إلى رأس الأطباء و كبير الكهان) اتركانا وحدنا.
      ( يخرجان و يتركان الملكة تتأهب لملاقاة الملك).
      الملك – (يراها فيقف بغتة في مكانه) أنت هنا؟
      الملكة – (تنظر إليه ملياً) نعم.
      الملك – لماذا تنظرين إليّ هذه النظرات؟
      الملكة – (تنظر إليه و تهمس متوسلة) أيتها المعجزات!
      الملك – (يتأملها في حزن) ويلى! إن قلبي يتمزق. لو تعلمين مقدار ألمي أيتها العزيزة.
      الملكة – (تحدق في وجهه) لماذا؟
      الملك – لماذا؟ نعم أنت لا تعرفين. هذا الرأس الجميل لا يمكن الآن أن يعرف.
      الملكة – ما الذي يؤلمك أنت؟
      الملك – (ينظر إليها ملياً) يؤلمني ... هل استطيع أن أقول؟ هذا فوق ما احتمل.
      الملكة – (كالدهشة) إنك تشعر بالنازلة؟
      الملك – أتسأليني؟! و أى شعور!
      الملكة – (في استغراب) هذا غريب.
      الملك – واحزناه!
      الملكة – (تتأمله لحظة في إشفاق ثم تجذبه) تعال أيها الوزير اجلس إلى جانبي على هذا الفراش و لا تحزن كل هذا الحزن. لقد آن لهذا الشر أن يزول عنا.
      الملك – ماذا تقولين؟!
      الملكة – نعم ثق أنه سيزول.
      الملك – (يتأملها بدهشاً) إنك تحسين ما حدث؟!
      الملكة – كيف لا أحس أيها العزيز وهو يملأ نفسي أسى.
      الملك – (ينظر إليها ملياً) هذا عجيب!
      الملكة – لماذا تنظر إليّ هذه النظرات!
      الملك – (متوسلاً في إشفاق) أيتها السماء!
      الملكة – تدعو السماء؟ لقد استجابت السماء!
      الملك – ماذا أسمع ..؟
      الملكة – (في فرح) لقد وجدنا الدواء.
      الملك – وجدتم الدواء؟ متى؟!
      الملكة – (في فرح) اليوم.
      الملك – (في حرارة) وافرحتاه!..
      الملكة – نعم وافرحتاه! إنما ينبغي لك أن تصغى إلى ما أقول و أن تعمل بما أنصح لك به. يجب عليك أن تقلع من فورك عن شرب النبيذ و أن تشرب من ماء النهر.
      الملك – (ينظر إليها و قد عاد إلى يأسه و حزنه) ماء النهر!
      الملكة – (بقوة) نعم.
      الملك – (كالمخاطب نفسه) ويحي أنا الذي حسب السماء قد استجابت!!
      الملكة – (في قوة) اصغ إليّ و اعملِ بما أقول.
      الملك – (ينظر إليها ملياً في يأس) إني لأرى الأمر يزداد في كل يوم شراً. و هل يخطر لي على بال أنها تتكلم مثل هذا الكلام و أن ما بها يبلغ هذا.. ويلاه! لابد من إنقاذها... لابد من إنقاذها. كاد يذهب من رأسي العقل (يخرج سريعاً): أيها الوزير! عليّ بالوزير!
      الملكة – (كالمخاطبة لنفسها في حزن و إطراق) صدق رأس الأطباء. أن الأمر لأعسر مما .. (تتنهد و تخرج)
      الوزير – (يدخل من باب آخر متغير الوجه) مولاي! مولاي!
      الملك – (يعود أدراجه) أيها الوزير!
      الوزير – جئتك بخبر هائل.
      الملك – (في رجفة) ماذا أيضاً؟
      الوزير – أتدري ما يقول الناس عنا؟
      الملك – أي ناس؟
      الوزير – المجانين.
      الملك – ماذا يقولون؟
      الوزير – يزعمون أنهم هم العقلاء و أن الملك و الوزير هما المصابان...
      الملك – صه! من قال هذا الهراء؟
      الوزير – تلك عقيدتهم الآن.
      الملك – (في تهكم حزين) نحن المصابان و هم العقلاء!..
      أيتها السماء رحماك! إنهم لا يشعرون أنهم قد جنوا.
      الوزير – صدقت
      الملك – يخيل إليّ أن المجنون لا يشعر أنه مجنون.
      الوزير – هذا ما أرى.
      الملك – إن الملكة واحسرتاه كانت تحادثني الآن و كأنها تعقل ما تقول. بل لقد كانت تبدي لي الحزن و تسدي إليّ النصح.
      الوزير – نعم، نعم. كذلك صنع بي كل من قابلت من رجال القصر و أهل المدينة.
      الملك – أيتها السماء رفقاً بهم!
      الوزير – (في تردد) و بنا.
      الملك – (متسائلاً في دهش) و بنا؟!
      الوزير – مولاي! إني أريد أن أقول شيئاً.
      الملك – (في خوف) تقول ماذا؟
      الوزير – إني كدت أرى ..
      الملك – (في خوف) ترى ماذا؟
      الوزير – أنهم ... شيء.
      الملك – من هم؟!
      الوزير – الناس ، المجانين ، إنهم يرموننا بالجنون. و يتهامسون علينا و يتآمرون بنا ، و مهما يكن من أمرهم و أمر عقلهم فإن الغلبة لهم ، بل إنهم هم و حدهم الذين يملكون الفصل بين العقل و الجنون. لأنهم هم البحر و ما نحن إلا حبتان من رمل. أتسمع مني نصحاً يا مولاي؟
      الملك – أعرف ما تريد أن تقول.
      الوزير – نعم ، هلم نصنع مثلهم و نشرب من ماء النهر!
      الملك – (ينظر إلى الوزير ملياً) أيها المسكين! إنك قد شربت! أرى شعاعاً من الجنون يلمع في عينيك.
      الوزير – كلا لم أفعل بعد.
      الملك – أصدقني القول.
      الوزير – (في قوة) أصدقك القول، إني سأشرب و قد أزمعت أن أصير مجنوناً مثل بقية الناس. إني أضيق ذرعاً بهذا العقل بينهم.
      الملك – تطفىء من رأسك نور العقل بيديك!
      الوزير – نور العقل! ما قيمة نور العقل في وسط مملكة من المجانين! ثق أنا لو أصررنا على ما نحن فيه لا نأمن أن يثبت علينا هؤلاء القوم. إني لأرى في عيونهم فتنة تضطرم ، و أرى أنهم لن يلبثوا حتى يصيحوا في الطرقات: > الملك ووزيره قد جنا ، فلنخلع المجنونين!<
      الملك – و لكنا لسنا بمجنونين!
      الوزير – كيف نعلم؟!
      الملك – ويحك! أتقول جداً؟
      الوزير – إنك قد قلتها الساعة يا مولاى! أن المجنون لا يشعر أنه مجنون.
      الملك – (صائحاً) و لكني عاقل و هؤلاء الناس مجانين!
      الوزير – هم أيضاً يزعمون هذا الزعم.
      الملك – و أنت، ألا تعتقد في صحة عقلي؟
      الوزير – عقيدتي فيك وحدها ما نفعها؟ إن شهادة مجنون لمجنون لاتغني شيئاً.
      الملك – و لكنك تعرف أني لم أشرب قط من ماء النهر.
      الوزير – أعرف.
      الملك – و أني قد سلمت من الجنون لأني لم أشرب، و أصيب الناس لأنهم شربوا.
      الوزير – هم يقولون بأنهم إنما سلموا هم من الجنون لأنهم شربوا و أن الملك إنما جُنّ لأنه لم يشرب.
      الملك – عجباً! إنها لصفاقة وجه.
      الوزير – هذا قولهم و هم المصدقون، و أما أنت فلن تجد واحداً يصدقك!
      الملك – أهكذا يستطيعون أيضاً أن يجترئوا على الحق؟!
      الوزير – الحق؟! (يخفي ضحكة)
      الملك – أتضحك؟!
      الوزير – إن هذه الكلمة منا في هذا الموقف غريبة.
      الملك – (في رجفة) لماذا؟
      الوزير – الحق و العقل و الفضيلة ، كلمات أصبحت ملكاً لهؤلاء الناس أيضاً. و هم وحدهم أصحابها الآن.
      الملك – و أنا؟
      الوزير – أنت بمفردك لا تملك منها شيئاً.
      (الملك يطرق في تفكير و صمت)
      الملك – (يرفع رأسه أخيراً) صدقت إني أرى حياتي لا يمكن أن تدوم على هذا النحو.
      الوزير – أجل يا مولاي. و أنه لمن الخير لك أن تعيش مع الملكة و الناس في تفاهم و صفاء ، و لو منحت عقلك من أجل ذلك ثمناً!
      الملك – (في تفكير) نعم إن في هذا كل الخير لي. إن الجنون يعطيني رغد العيش مع الملكة و الناس كما تقول. و أما العقل فماذا يعطيني!
      الوزير – لاشيء. إنه يجعلك منبوذا من الجميع، مجنوناً في نظر الجميع!
      الملك – إذن فمن الجنون أن لا أختار الجنون.
      الوزير – هذا عين ما أقول.
      الملك – بل إنه لمن العقل أن أوثر الجنون.
      الوزير – هذا لا ريب عندي فيه.
      الملك – ما الفرق إذن بين العقل و الجنون!
      الوزير – (و قد بوغت) انتظر... (يفكر لحظة) لست أتبين فرقاً!
      الملك – (في عجلة) عليّ بكأس من ماء النهر!

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        قدمنا هذا النص صادق أخي
        فى مرجان المسرح المدرسي
        لا أتذكر العام الذي قدمناه فيه
        كان من إخراج المخرج المحلاوي فوزي شرف
        و قد م الأولاد عرضا مسرحيا خطيرا
        بعد أن تم إعداد جزء حاسم منه ،
        قبل أن يستجيب الملك ليصبح المشرب واحد
        وقد كتبت له الأشعار ، و الإعداد
        وسبحانه كانت البنت التي غنت رائعة بشكل رهيب
        طغت الأغاني على العرض تماما
        ربما عرضت هنا هذه الأشعار و الإعداد
        و بالطبع عاودنا تقديمه فى سنة أخري حيث أعمل
        موجها للتربية المسرحية !!
        أشكرك أستاذي على هذه الإضافة المهمة
        ومعك ومع رواد المسرح
        ننتظر دائما جديدك

        محبتي
        sigpic

        تعليق

        • صادق إبراهيم صادق
          القاص والناقد
          • 04-10-2008
          • 102

          #5
          استاذى/ربيع عقب الباب
          هىقصة تمثيلية في فصل واحد
          وقام بتجسيدها على خشبة المسرح كثيرا من الهواة ومن ضمنهم العبد للة وقد قمت باخراجها فى مهرجان لجامعة الزقازيق فى مهرجان المسرح عن اعمال الحكيم المسرحية
          اتمنى من سيادتكم كتابة الاشعار التى قمت بتاليفها للعرض حتى تعم الفائدة وانا فى الانتظار
          اخوك صادق

          تعليق

          • آسيا رحاحليه
            أديب وكاتب
            • 08-09-2009
            • 7182

            #6
            الأخ الفاضل صادق ابراهيم صادق.
            منذ مدّة و أنا أتوق لإعادة قراءة نهر الجنون
            شكرا لك على هذه المتعة .
            تحيّتي و تقديري.
            يظن الناس بي خيرا و إنّي
            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

            تعليق

            • عبدالكريم وحمان
              أديب وكاتب
              • 18-05-2010
              • 127

              #7
              أستاذ صادق ابراهيم صادق
              شكرا اولا على مقالك عن توفيق الحكيم
              المسرحي العربي الكبير
              و شكر ثاني وضعك مسرحية نهر الجنون الرائعة
              والتي لم يسبق لي قرائتها
              ألف شكر
              تقبل تحياتي


              تعليق

              • نعيم الأسيوطي
                أديب وقاص
                • 29-11-2009
                • 115

                #8
                أخي الكريم / صادق
                تحية حب وتقدير
                شكرا لشخصكم الكريم .. توفيق الحكيم كاتب أحببت إبداعه لفترة طويله ..معلومات مفيدة تثري قسم المسرح

                تعليق

                يعمل...
                X