[
الانثى/العنقاء _قراء في قصص ميساء العباس-
عندما تلهث خلف حلمك الأخير تحاول إصطياده من بين انياب القسوة والألم بجبروته.فانك تحاول كتابة قصة حلم لم يكتمل بعد..
عندها يتداخل في ذهنك وفي قلبك وفي سردك أيضا ألحلم بالواقع والحقيقة بالوهم و والخيال بالواقع والاهم من هذا كله الشعري بالسردي والإشاري بالرمزي فإنك تكتب حلمك الأثير إلى قلبك ووجدانك وربما تكتب إخفاقك فيه ...
فمع السرد تتامل تكتب تفعل تفكر تجري خلف حلمك تحاول اصطياد اللحظة الشعرية ومع الشعر يخفق القلب وتنبثق الاحساسيس المتوهجة ويندحر الواقع لصالح الحلم والوهم وربما الأمل المفقود...
وعندما تقرأ قصتي(بعد الموت وجاء الموعد_ لميساء العباس_)
تجد ها قد استفزت كل هذه الإمكانيات اللغوية والسردية كي تنسج نصا قصصيا يجمع _السردي والشعري لغة ودلالة _ والأمل والحلم الموؤد-
والحياة والموت¬¬_ ووو......
وهكذا سنقدم مقاربة قرائية تنطلق من عدة ثنائيا لا على سبيل التضاد إنما على سبل التو اشج والانبناء السردي :-
اولا ثنائية المتن والمبنى:
يعرف المبنى بأنه المادة الأولية للقصة من أحداث حياتية حصلت أو ممكن أن حصل أما المبنى فانه البنية السردية بعد أن تحول المتن إلى بناء سردي فني متكون من _راوي ومروي ومروي له_ ........................
ففي قصتي (بعد الموت وجاء الموعد ....) نرى توحد المتن واختلاف المبنى فمتنهما واحد لأنه ينطلق من مادة أولية واحدة خلاصتها الموت. امرأة تموت وتعود وأخرى تموت ولا تعود بسبب الرجل _ الحب وموضوعة الحب الذي يفضى إلى الموت (رمزا أم حقيقة سيان).
لقد تم صياغة هذا المتن القصصي بمبنيين سرديين الأول سُمي ب( بعد الموت ) وهو مبنى يسرد لحظات شعرت بها امرأة بانها ماتت وهي تحت مخدر العملية في المتشفى وسُِرَد من خلال السرد الذاتي الذي تنهض به الشخصية –الراوي ..... وينطوي على بنية زمنية يتحاور فيها الماضي الحاضر والمستقبل أيضا(حياتها قبل ألآن , والآن, واستشراف المستقبل الجنة والنار)......
أما المبنى الثاني (وجااااء الموعد) فينطوي على قصة امرأة انتظرت الزواج فتزوجت وماتت أو ماتت الأنوثة فيها ويسرد هذا المتن من وعي الشخصية –الراوي بسرد الخارجي وببنية زمنية متواصلة م بين الماضي والحاضر السردي .....على الرغم من أن الكاتبة استخدمت ضمير الأنثى الغائبة إل هي
غير أن هذه الهي هنا الاتساوي إلا أنا فكل شي في القصة يشير إلى_ إنا الرواي /الشخصية _والوعي الذاتي هنا هو المركز المسيطر
ومع ذلك فالمتنان اشتركا في مستوى الرؤية الواحدة المنطلقة من وعي الشخصية وأيضا انعدام أسماء الشخصيات بل إشارات لهم أو علاقتهم بالشخصية الرئيسة –الراوي فالكل يدور في فلك هذه الشخصية ولعل هذه من صفات القصة القصيرة ..ولعله أيضا جزء من نرجسية الأنثى الراوي- الشخصية – الكاتبة أو موقفها فقد سلطت الضوء على معاناتها بوصفها أنثى تتآمر الأقدار على قلبها فتقتل أنوثتها قبل أوانها .. ولعله دفاع عن مركزية الأنثى في مقابل مركزية الرجل –على النحو الذي يسعى إليه الأدب الأنثوي لذلك نرى في المتنين شبحيه صوت الرجل فلا نرى إلا رجلا واحد متعاطفا معا وهو الأخ في (بعد الموت) والذي يظهر خائفا أيضا ومترددا
_من في الجنة ومن في النار؟_ أما الحبيب والزوج المنتظر العتيد فلا يظهر إلا سببا أو نظيرا للموت.........................
السردي والشعري:
تتواشج البنية السردية باللغة الشعرية في سرد ميساء العباس كي تقدم لنا نصوصا سردية بلغة شعرية جميلة والنصان موضوع القراءة ينطويان على بنية سردية متكاملة تتكون :
1- الراوي : وهو راو داخلي يسرد انطلاقا من وعي الشخصية المركزية الراوية ففي بعد الموت يبدأ السرد ب(هل من المعقول أن أموت خائفة ..ظمآنة) ويستمر السرد بعد ذلك بهذه الطريقة وكأنه مونولوج أو هو هكذا ...وهكذا تتركز عين الكامرة على هذه الشخصية- الراوي حتى أن كل المواقف تنبثق من وعيه وروآه وكل الأشياء الأخرى تدور في فلك هذه الشخصية المركز
أما في قصة جااااء الموعد فتُسًرد بضمير الأنثى الغائب وتبدأ ب(
لابد لها من ترتيبات كثيرة حتى لا تغتاب في هذا اليوم ..الموعد المنتظر
اليوم ..ستكون امرأة كثيرة عروسا في قمتها ) . نلحظ صوت الراوي الذي يحاول أن يكون خارجيا غير انه موارب فهو الأنا بقناع الهي لأنه هنا يدخل في ضمير الشخصية ودوالها وهو كالراوي في قصتها السابقة يركز عين الكامرة على شخصية واحدة وبقية الشخصيات تدور حول الشخصية المركز
2- الفضاء :تسبح هذه القصتان بفضاء زماكاني ضيق فالمكان لايتعدى المشفى والآخرة والبيت . أما الزمان السردي فان القصة الأولى _بعد الموعد_ تنهض على بنيتين زمنيتين الأولى الزمن الحاضر وإحداثه تور في المستشفى والعملية الجراحية والماضي الذي يسرد وما مرت به الشخصية من قصة حب وفرح وألم بالوقت نفسه وتسير القصة بخطين سرديين وكأنه مونتاج سينمائي لانعدم هنا بعض الاستشرافات السردية الحلمية بالتطلع لعالم الآخرة –الجنة والنار-
اما القصة الثانية –بعد الموت –فنرى انها تسير على وفق خط زمني متصاعد ما عدى بعض ألإرتدات المهمة غيرانها لا تشكل عاملا بنيويا هاما بنية السرد إلا أنها تسرد بعض ماضي الشخصية الذي ولد حاضرها وهنا تكمن اهميتها من ناحية الدلالة لأن الحاضر إنما هو نتيجة للماضي
3- الشخصية :
تشترك القصتان بإلغاء أسماء الشخصيات فلا نرى لها اثرا إنما ركزت على أفعالها أو الأصح على صلتها بالشخصية الرئيسة التي هي بدورها بلا اسم ولعل القاصة أرادت أن تقول أن الألم قتل الشخصية فلم يبق منها شيئ إلا هو ولعل موت الشخصية هنا هو موت رمزي لا جسدي .
هذه أهم ملامح البنية السردية للقصتين أما ما هو شعري فيها فنرى قوة الإحساس وجمالية العبارة و هذه جزء من سمات السرد الأنثوي الذي يغوص في الأعماق ويداعب اللغة وجمالها فنرى عبارات شعرية منها(1- عينان ضاحكتان تتآمران مع السماء وحاجبان سفيران إلى مدن غريبة 2- أنا ..العذراء التي تخاف المرايا مسّها
4- لتقطع حبل الشك السري للمدن حول نجومية أنوثتها
5- -,تستحم بخفّاش النسيان وتطرد رائحة امرأة اجترّها ضباب الانتظار وعلكة الأمل 6- تنثر بقايا عطر آآآخر قصيدة استنزفتها ..الخ الخ)
هذه نماذج من اللغة الشعرية في القصتين التي تميزهما والتي تدور حول مشاعر أنثى في لحظات حياتها فنرى صوت الأنثى واضحا من خلال اللغة الشعرية التي تغلف السرد والحكي لتشير إلى نفسها وتقول إنا هنا أنثى حفيدة شهرزاد أقول واحكي
وأعيش واتحد واتحدى.
الماضي والحاضر:
تنهض القصتان على التو اشج الدلالي بين الماضي والحاضر بحيث يبدو الحاضر وكأنه نتيجة أكيدة للماضي
ففي قصة بعد الموت نرى أن هذه الرؤية الحليمة للموت إنما هي امتداد لقصة الحب الذي عاشتها الشخصية التي تقول عنها(ودخلت في غيبوبة حبه وكأن ذكراه أخذت جسدي إلى الموت سريعا
وساعدت الفناء أن يتلقّفني برشاقة ..لأموت ياحبيبي بين يديك ) كررت الشخصية بهذا المقطع ألعشقي الصغير الموت مرتين وكأنها تساوي بين الحب والموت ولعلها تقول ان الموت هنا كان بسبب الحب الذي مات أيضا لأنه لم يكن للحب كما تريده على عكس رغبة الحبيب
أما قصة جااااء الموعد الماضي والانتظار قاد الشخصية كي تصادق الموت ويكون بديلا للحياة لأنها كانت عاشقة بصدقة وبصفاء فماضيها أصبح عبارة عن( شريط من الأحذية أمام ناظريها
أغلبها أضاع فردة جناحه حيث لم تطأها قدمها
كانت كل مرة تشتري الحذاء الأجمل لموعد جميل ..لم يأت
تقوم بعملية جرد سريعة لخلاصة هذا العمر
حتى امتلأت سلّة مهملاتها ،صادرات وواردات) إن تشبيه الماضي الذي كان جميلا بشريط أحذية يعني انه قد ٌسحق ومات فكان موت ألماض هو موت للحاضر
الحياة والموت _رؤية دلالية _:
تختلف القصتان في رؤيتهما لثنائية الحياة والموت فقصة (بعد الموت ) تنظر إليهما انطلاقا من الرؤية الأسطورية التي تشير إلى طائر العنقاء الذي يحترق ويتحول الى رماد ثم يعود للحياة فالشخصية بعد أن ماتت اوتصورت هكذا عادت الى الحياة ابهى واجمل مما كانت وان كانت ٍرجل للإمام وأخرى للوراء فألاهم (وخصرا –خصرها_..يدور كالزو وبعة ) هنا إشارة واضحة للفرح والرقص وتجاوز الأزمة والعود لحياة أبهى مما كانت ... ولعل رمزية الموت هنا تتعدى موضوعة العملية الجراحية والمخدر فالموت هنا داخلي هو موت المشاعر الداخلية للأنثى التي تؤمن ب( أن الحب.. للحب للتحليق بعيدا عن جراثيم التفاصيل اليومية فيصنع من الإنسان بطلا خارق الجهات
كم حاولت أن أثبت له أن الحياة اليومية بما فيها من واجبات وحقوق مع جعبة كاملة من الحصار المادي والاجتماعي ..تجعل الحياة طفيلية لا تفتح الشهية فتطعن الحب
ويسيل دمه تدريجيا ليروي مستنقعا من ركود الأحلام ..) هكذا نلاحظ أن الموت الأول سبه هذا الحب الذي سفح دمه على مذبح الرغبات على غير رغبة هذه الأنثى التي تنشد الحب وحدة بلا تفاصيل صغيرة تقتله .. .. تنشد الحب بتصوف ولما لم تجد صدى لحبها ولما لم يعد يمتد لها بشارع مات شيئ ما بداخلها .. ومع اصرار الأنثى على الحياة على الحب على رسالتها النبيلة عادة بأبهى مايكون كانها عشتار تعود للأرض كي تعطيها ربيعها الأخضر.....
ولا تعدم قصة جااااء الموعد ... من علاقة جدلية بين الموت والحياة غير إنها تختلف عن القصة الأولى لأنها تتحدث عن الموت على نحو موجع فهو موت بلا عودة وتسميه بالصديق أي انه ملازما للشخصية بمراحلها كلها ولم يكن هذا الموت جسديا فإذا كان لموت قد وهب الحياة في القصة الأولى فان الحياة تهب الموت في القصة الثانية .. لان الشخصية على موعد مع زواج ربما يكون فاتحة حياة ورمز خصب ونماء أسطوري غير انه هنا لم يكن حياة إنما موت فالشخصية الذي عاشت قصة حب جميلة البداية موؤدة النهاية والأمل .. فقد انتظرت الزواج فقط كي (لاتغتاب في هذا اليوم ..الموعد المنتظر
اليوم ..ستكون امرأة كثيرة عروسا في قمتها
لتقطع حبل الشك السري للمدن حول نجومية أنوثتها .
وابتدأت حملتها ) .. فقط لهذا السب قبلت وهنا تحولت من أنثى / إنسانة إلى الة تطبخ وتنظف وتناسل بغباء فحسب .. فالموت هنا موت الأمل موت الحب وموت الأنثى وليس الموت الفيزياوي كما أشار البعض انه موت رمزي يحيل إلى الألم والعذاب بموت الأمل والحب
ملاحظة ختامية
مع جمال القصين نجد بعض الاستطراد والتفصيلات التي لأتمت للقصة آو لدلالتها بشيئ
وربما هي استطرارات شعرية
فجر الاثنين 8/ 6/ 2010م
[/gdwl][/size][/SIZE][/COLOR]
الانثى/العنقاء _قراء في قصص ميساء العباس-
عندما تلهث خلف حلمك الأخير تحاول إصطياده من بين انياب القسوة والألم بجبروته.فانك تحاول كتابة قصة حلم لم يكتمل بعد..
عندها يتداخل في ذهنك وفي قلبك وفي سردك أيضا ألحلم بالواقع والحقيقة بالوهم و والخيال بالواقع والاهم من هذا كله الشعري بالسردي والإشاري بالرمزي فإنك تكتب حلمك الأثير إلى قلبك ووجدانك وربما تكتب إخفاقك فيه ...
فمع السرد تتامل تكتب تفعل تفكر تجري خلف حلمك تحاول اصطياد اللحظة الشعرية ومع الشعر يخفق القلب وتنبثق الاحساسيس المتوهجة ويندحر الواقع لصالح الحلم والوهم وربما الأمل المفقود...
وعندما تقرأ قصتي(بعد الموت وجاء الموعد_ لميساء العباس_)
تجد ها قد استفزت كل هذه الإمكانيات اللغوية والسردية كي تنسج نصا قصصيا يجمع _السردي والشعري لغة ودلالة _ والأمل والحلم الموؤد-
والحياة والموت¬¬_ ووو......
وهكذا سنقدم مقاربة قرائية تنطلق من عدة ثنائيا لا على سبيل التضاد إنما على سبل التو اشج والانبناء السردي :-
اولا ثنائية المتن والمبنى:
يعرف المبنى بأنه المادة الأولية للقصة من أحداث حياتية حصلت أو ممكن أن حصل أما المبنى فانه البنية السردية بعد أن تحول المتن إلى بناء سردي فني متكون من _راوي ومروي ومروي له_ ........................
ففي قصتي (بعد الموت وجاء الموعد ....) نرى توحد المتن واختلاف المبنى فمتنهما واحد لأنه ينطلق من مادة أولية واحدة خلاصتها الموت. امرأة تموت وتعود وأخرى تموت ولا تعود بسبب الرجل _ الحب وموضوعة الحب الذي يفضى إلى الموت (رمزا أم حقيقة سيان).
لقد تم صياغة هذا المتن القصصي بمبنيين سرديين الأول سُمي ب( بعد الموت ) وهو مبنى يسرد لحظات شعرت بها امرأة بانها ماتت وهي تحت مخدر العملية في المتشفى وسُِرَد من خلال السرد الذاتي الذي تنهض به الشخصية –الراوي ..... وينطوي على بنية زمنية يتحاور فيها الماضي الحاضر والمستقبل أيضا(حياتها قبل ألآن , والآن, واستشراف المستقبل الجنة والنار)......
أما المبنى الثاني (وجااااء الموعد) فينطوي على قصة امرأة انتظرت الزواج فتزوجت وماتت أو ماتت الأنوثة فيها ويسرد هذا المتن من وعي الشخصية –الراوي بسرد الخارجي وببنية زمنية متواصلة م بين الماضي والحاضر السردي .....على الرغم من أن الكاتبة استخدمت ضمير الأنثى الغائبة إل هي
غير أن هذه الهي هنا الاتساوي إلا أنا فكل شي في القصة يشير إلى_ إنا الرواي /الشخصية _والوعي الذاتي هنا هو المركز المسيطر
ومع ذلك فالمتنان اشتركا في مستوى الرؤية الواحدة المنطلقة من وعي الشخصية وأيضا انعدام أسماء الشخصيات بل إشارات لهم أو علاقتهم بالشخصية الرئيسة –الراوي فالكل يدور في فلك هذه الشخصية ولعل هذه من صفات القصة القصيرة ..ولعله أيضا جزء من نرجسية الأنثى الراوي- الشخصية – الكاتبة أو موقفها فقد سلطت الضوء على معاناتها بوصفها أنثى تتآمر الأقدار على قلبها فتقتل أنوثتها قبل أوانها .. ولعله دفاع عن مركزية الأنثى في مقابل مركزية الرجل –على النحو الذي يسعى إليه الأدب الأنثوي لذلك نرى في المتنين شبحيه صوت الرجل فلا نرى إلا رجلا واحد متعاطفا معا وهو الأخ في (بعد الموت) والذي يظهر خائفا أيضا ومترددا
_من في الجنة ومن في النار؟_ أما الحبيب والزوج المنتظر العتيد فلا يظهر إلا سببا أو نظيرا للموت.........................
السردي والشعري:
تتواشج البنية السردية باللغة الشعرية في سرد ميساء العباس كي تقدم لنا نصوصا سردية بلغة شعرية جميلة والنصان موضوع القراءة ينطويان على بنية سردية متكاملة تتكون :
1- الراوي : وهو راو داخلي يسرد انطلاقا من وعي الشخصية المركزية الراوية ففي بعد الموت يبدأ السرد ب(هل من المعقول أن أموت خائفة ..ظمآنة) ويستمر السرد بعد ذلك بهذه الطريقة وكأنه مونولوج أو هو هكذا ...وهكذا تتركز عين الكامرة على هذه الشخصية- الراوي حتى أن كل المواقف تنبثق من وعيه وروآه وكل الأشياء الأخرى تدور في فلك هذه الشخصية المركز
أما في قصة جااااء الموعد فتُسًرد بضمير الأنثى الغائب وتبدأ ب(
لابد لها من ترتيبات كثيرة حتى لا تغتاب في هذا اليوم ..الموعد المنتظر
اليوم ..ستكون امرأة كثيرة عروسا في قمتها ) . نلحظ صوت الراوي الذي يحاول أن يكون خارجيا غير انه موارب فهو الأنا بقناع الهي لأنه هنا يدخل في ضمير الشخصية ودوالها وهو كالراوي في قصتها السابقة يركز عين الكامرة على شخصية واحدة وبقية الشخصيات تدور حول الشخصية المركز
2- الفضاء :تسبح هذه القصتان بفضاء زماكاني ضيق فالمكان لايتعدى المشفى والآخرة والبيت . أما الزمان السردي فان القصة الأولى _بعد الموعد_ تنهض على بنيتين زمنيتين الأولى الزمن الحاضر وإحداثه تور في المستشفى والعملية الجراحية والماضي الذي يسرد وما مرت به الشخصية من قصة حب وفرح وألم بالوقت نفسه وتسير القصة بخطين سرديين وكأنه مونتاج سينمائي لانعدم هنا بعض الاستشرافات السردية الحلمية بالتطلع لعالم الآخرة –الجنة والنار-
اما القصة الثانية –بعد الموت –فنرى انها تسير على وفق خط زمني متصاعد ما عدى بعض ألإرتدات المهمة غيرانها لا تشكل عاملا بنيويا هاما بنية السرد إلا أنها تسرد بعض ماضي الشخصية الذي ولد حاضرها وهنا تكمن اهميتها من ناحية الدلالة لأن الحاضر إنما هو نتيجة للماضي
3- الشخصية :
تشترك القصتان بإلغاء أسماء الشخصيات فلا نرى لها اثرا إنما ركزت على أفعالها أو الأصح على صلتها بالشخصية الرئيسة التي هي بدورها بلا اسم ولعل القاصة أرادت أن تقول أن الألم قتل الشخصية فلم يبق منها شيئ إلا هو ولعل موت الشخصية هنا هو موت رمزي لا جسدي .
هذه أهم ملامح البنية السردية للقصتين أما ما هو شعري فيها فنرى قوة الإحساس وجمالية العبارة و هذه جزء من سمات السرد الأنثوي الذي يغوص في الأعماق ويداعب اللغة وجمالها فنرى عبارات شعرية منها(1- عينان ضاحكتان تتآمران مع السماء وحاجبان سفيران إلى مدن غريبة 2- أنا ..العذراء التي تخاف المرايا مسّها
4- لتقطع حبل الشك السري للمدن حول نجومية أنوثتها
5- -,تستحم بخفّاش النسيان وتطرد رائحة امرأة اجترّها ضباب الانتظار وعلكة الأمل 6- تنثر بقايا عطر آآآخر قصيدة استنزفتها ..الخ الخ)
هذه نماذج من اللغة الشعرية في القصتين التي تميزهما والتي تدور حول مشاعر أنثى في لحظات حياتها فنرى صوت الأنثى واضحا من خلال اللغة الشعرية التي تغلف السرد والحكي لتشير إلى نفسها وتقول إنا هنا أنثى حفيدة شهرزاد أقول واحكي
وأعيش واتحد واتحدى.
الماضي والحاضر:
تنهض القصتان على التو اشج الدلالي بين الماضي والحاضر بحيث يبدو الحاضر وكأنه نتيجة أكيدة للماضي
ففي قصة بعد الموت نرى أن هذه الرؤية الحليمة للموت إنما هي امتداد لقصة الحب الذي عاشتها الشخصية التي تقول عنها(ودخلت في غيبوبة حبه وكأن ذكراه أخذت جسدي إلى الموت سريعا
وساعدت الفناء أن يتلقّفني برشاقة ..لأموت ياحبيبي بين يديك ) كررت الشخصية بهذا المقطع ألعشقي الصغير الموت مرتين وكأنها تساوي بين الحب والموت ولعلها تقول ان الموت هنا كان بسبب الحب الذي مات أيضا لأنه لم يكن للحب كما تريده على عكس رغبة الحبيب
أما قصة جااااء الموعد الماضي والانتظار قاد الشخصية كي تصادق الموت ويكون بديلا للحياة لأنها كانت عاشقة بصدقة وبصفاء فماضيها أصبح عبارة عن( شريط من الأحذية أمام ناظريها
أغلبها أضاع فردة جناحه حيث لم تطأها قدمها
كانت كل مرة تشتري الحذاء الأجمل لموعد جميل ..لم يأت
تقوم بعملية جرد سريعة لخلاصة هذا العمر
حتى امتلأت سلّة مهملاتها ،صادرات وواردات) إن تشبيه الماضي الذي كان جميلا بشريط أحذية يعني انه قد ٌسحق ومات فكان موت ألماض هو موت للحاضر
الحياة والموت _رؤية دلالية _:
تختلف القصتان في رؤيتهما لثنائية الحياة والموت فقصة (بعد الموت ) تنظر إليهما انطلاقا من الرؤية الأسطورية التي تشير إلى طائر العنقاء الذي يحترق ويتحول الى رماد ثم يعود للحياة فالشخصية بعد أن ماتت اوتصورت هكذا عادت الى الحياة ابهى واجمل مما كانت وان كانت ٍرجل للإمام وأخرى للوراء فألاهم (وخصرا –خصرها_..يدور كالزو وبعة ) هنا إشارة واضحة للفرح والرقص وتجاوز الأزمة والعود لحياة أبهى مما كانت ... ولعل رمزية الموت هنا تتعدى موضوعة العملية الجراحية والمخدر فالموت هنا داخلي هو موت المشاعر الداخلية للأنثى التي تؤمن ب( أن الحب.. للحب للتحليق بعيدا عن جراثيم التفاصيل اليومية فيصنع من الإنسان بطلا خارق الجهات
كم حاولت أن أثبت له أن الحياة اليومية بما فيها من واجبات وحقوق مع جعبة كاملة من الحصار المادي والاجتماعي ..تجعل الحياة طفيلية لا تفتح الشهية فتطعن الحب
ويسيل دمه تدريجيا ليروي مستنقعا من ركود الأحلام ..) هكذا نلاحظ أن الموت الأول سبه هذا الحب الذي سفح دمه على مذبح الرغبات على غير رغبة هذه الأنثى التي تنشد الحب وحدة بلا تفاصيل صغيرة تقتله .. .. تنشد الحب بتصوف ولما لم تجد صدى لحبها ولما لم يعد يمتد لها بشارع مات شيئ ما بداخلها .. ومع اصرار الأنثى على الحياة على الحب على رسالتها النبيلة عادة بأبهى مايكون كانها عشتار تعود للأرض كي تعطيها ربيعها الأخضر.....
ولا تعدم قصة جااااء الموعد ... من علاقة جدلية بين الموت والحياة غير إنها تختلف عن القصة الأولى لأنها تتحدث عن الموت على نحو موجع فهو موت بلا عودة وتسميه بالصديق أي انه ملازما للشخصية بمراحلها كلها ولم يكن هذا الموت جسديا فإذا كان لموت قد وهب الحياة في القصة الأولى فان الحياة تهب الموت في القصة الثانية .. لان الشخصية على موعد مع زواج ربما يكون فاتحة حياة ورمز خصب ونماء أسطوري غير انه هنا لم يكن حياة إنما موت فالشخصية الذي عاشت قصة حب جميلة البداية موؤدة النهاية والأمل .. فقد انتظرت الزواج فقط كي (لاتغتاب في هذا اليوم ..الموعد المنتظر
اليوم ..ستكون امرأة كثيرة عروسا في قمتها
لتقطع حبل الشك السري للمدن حول نجومية أنوثتها .
وابتدأت حملتها ) .. فقط لهذا السب قبلت وهنا تحولت من أنثى / إنسانة إلى الة تطبخ وتنظف وتناسل بغباء فحسب .. فالموت هنا موت الأمل موت الحب وموت الأنثى وليس الموت الفيزياوي كما أشار البعض انه موت رمزي يحيل إلى الألم والعذاب بموت الأمل والحب
ملاحظة ختامية
مع جمال القصين نجد بعض الاستطراد والتفصيلات التي لأتمت للقصة آو لدلالتها بشيئ
وربما هي استطرارات شعرية
فجر الاثنين 8/ 6/ 2010م
[/gdwl][/size][/SIZE][/COLOR]
تعليق