ديكُ الجنِّ الصنعَاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمود قحطان
    • 24-04-2008
    • 8

    ديكُ الجنِّ الصنعَاني

    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.wata.cc/forums/mwaextraedit6/backgrounds/20.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


    .... وعلى السَّواقي أنْ تظلَّ–الآنَ-
    باقيةً على بوحِ انتحاري
    وعلى الأعنَّةِ فوقَ أرصفةِ السَّماءِ
    بأنْ تُقيمَ الحدَّ جُرمًا خافيًا
    لتلاعنَ الليلَ المُتيَّمَ بينَ كوكبةِ الأماني
    وعليكِ أنْ تبقيْ..
    رديفة مُقلتي
    وموَاجِعي ..
    وزَوابِعي ..
    وبأنْ تَصيحي حين يزدادُ انفعالي!
    ****
    إنِّي قتلتُكِ في دمي
    وطعنتُ فيكِ مودَّتي
    ودفنتُ كلَّ الوشمِ حينَ شُرُودهِ
    ذاكَ الذي
    صوَّرتِهِ.. لمَّعتهِ.. نمَّقتِهِ
    لكنَّني،
    أخرجتُ من جسدِ الفضيلةِ خِنجَري!
    ****
    إنِّي لسانٌ من دمٍ!
    يا بؤرةَ الشَّجنِ الموشَّى بالتواشيحِ العقيمةِ
    والنَّدى المستوطنَ الأقلامِ حينَ تكونُ نزفًا ثامنًا
    أفهلْ يكونُ الوجدُ جُرحًا جامدًا؟
    أفهلْ يصيرُ الحزنُ شكلاً دائرًا؟
    أفهلْ يعودُ الحبُّ خُلقًا بائسًا؟
    أم أنَّني أجري ونصفي في المَدَى عارٍ بلا
    شيءٍ يُمشِّطُ خُطوتي
    ونشيدُهُ..
    أسرابُ ضوءٍ في مزاميرِ الشفاةْ؟!
    ****
    ما عادَ ليْ غيرُ التَّبضُّع والتَّمتُّعِ بينَ سوقِ الأمنياتْ
    ما عادَ ليْ غيرُ التوسُّعِ والتقلُّصِ والتطاولِ والتقاصرِ
    بينَ أروقةِ الفضاءْ
    إنْ كلُّ شيءٍ خائِفٌ
    سيكون أصلاً للفناءْ
    إنْ كلُّ شيءٍ خافتٌ
    سيرتِّلُ الآنَ المواقيتَ المعدَّةَ لاستطالاتِ الفراغِ العاطفي
    إلاَّ الجَفاءْ...
    ما عادَ حبُّكِ سوسنًا أْسعى لهُ
    ما عادَ نبضُكِ غيرَ سَوطٍ للعذابْ
    ما عادَ نهدُكِ غيرَ منفى..
    أدفنُ الأشواقَ عُمقًا في أزِقَّةِ الاغترابْ!
    أنا عالقٌ من سُرَّتي، مُتأرجحٌ،
    مُتقولبٌ،
    مُتحوصلٌ
    منْ بَحَّةٍ
    طَلعٍ يَئنُّ ذبولُها.. ونحيبُها سِرُّ الضباب
    أفهلْ أعودُ منَ الغيابْ..!؟
    ****
    قد كنتُ أمرحُ مثلَ نارٍ تأكلُ
    قد كنتُ أوسعُ من سماءٍ بالرَّغائبِ تهطلُ
    فحميتِني..
    أدخلتِني.. كلَّ البساتينِ التي فضَّلتُها
    أغريتِ فيَّ جَميعَ ما في النَّفس من مَللٍ إلى كلِّ العيونِ الخُضرِ
    حينَ سكونِها
    ورسَمتِ لي..
    كونًا جديدًا لا يلامِسُهُ ذُبابُ الموتِ
    إنْ نبشتْ بأحضانِ الرذيلةِ قاعَها
    وروائحًا..
    من سحرِ أقمارٍ نبيَّةَ تعتلي
    خيطَ الدخانِ الحلوِ
    يسبحُ في الفضاءِ
    يطوفُ في كلِّ الفراغِ ليمحوَ الذِّكرى
    يوسوسُ معطياتٍ سابقةْ
    تعلُو وتعلُو ضاجَّةً..
    لعناقِها!
    ****
    كيف اصْطَبَرْتُ عليكِ حين خدعتِني
    وخطاكِ تجري داخلي
    تعوي بجوفِ النَّبضِ تعدو غيمةً سوداءَ
    تهمي.. في عناقٍ للهوى المتلوِّثِ!
    كيف استطعتِ الآنَ أن تتمرَّدي
    أن تُغدقي وردَ المرايا في النُّفوسِ العاطشاتِ إلى الهوى
    أن تزرعي.. أعشابَ نهدِكِ في الكؤوسِ الظَّامئاتِ
    بكلِّ ثغرٍ لاهثِ؟
    كيف اقتنعتُ بكلِّ دورٍ في الهوى مثَّلتهِ
    ورميتُ كلَّ نصائحِ الحسَّادِ خلفَ مدامعِ الأشواقِ أرفضُ ذكرَها
    وبقيتُ أغفو تحتَ جَفنِ العينِ كالنَّاقوسِ أحرسُ عُريَها
    قدْ ضاعَ عمري.. في ملاحقةِ الأماني الكاذباتِ
    وضعتُ في حِصْنِ المَخَادِعِ نجمةً حمراءَ أو صفراءَ تنشُبُ مثلَ فِطْرٍ
    في الفضيحةِ والفجيعةِ يَستقي..
    شكلاً جديدًا لامرأة!

    إنِّي ضحيةُ كلُّ نهدٍ عابثِ!
    ****
    سكِّينتي.. يَبِسَتْ،
    وضاعتْ خُطوتي..
    فركُامها غطَّى على كلِّ الزِّحامْ
    قدْ جاعَ دربيَ للخلاصْ،
    هل ليْ ببعضِ الكأسِ أخفُقُ جثَّتي
    وأعيدُ تنميقَ الهُراءْ!
    ****
    قدْ عرَّجت،كلُّ الأظافرِ والأصابعِ
    في خلايا جسمِكِ الهوجاءِ تنضحُ بالعمى
    لتمورَ في تابوتِ لحمِكِ صرخةً
    وتأقلمتْ.. كجنازةٍ، وتوسَّدَتْ شهقَ المَواتْ
    هل ليْ بثوبٍ أسودٍ،
    شالٌ ليستُرَ عورتي؟
    إنِّي أنا.. لمْ أستطعْ غسلَ الدماءْ
    لمْ أستطعْ.. تشييدَ نجمٍ في الفضاءْ
    وجريمةٍ.. دبَّرتُها.. ورسمتُها
    رُعباً يُحملقُ في العيونِ المطفآتْ..!
    ****
    ما الدَّمعُ دمعُ فريستي
    صوتي أنا، قد يرتَجي.. لُغةَ الشِّواءْ
    وبزوغُ أيَّامي أفَلْ
    ما عادَ ليلُكِ ليْ بقاءْ
    أين الخلاصُ
    فمنكِ كيفَ يكونُ ليْ بعضُ الخلاصْ؟
    وأساورُ الساعاتِ تقضمُ مِعصمي!
    عينايَ تحرثُ في المواجعِ مُقلتي!
    والعطرُ يجهشُ بالدِّماء!
    ****
    .... وإشارةُ الرِّيحِ استوتْ
    لنبوءةِ الصَّمتِ الموشَّى بالسُّكوتِ
    لتكشفَ الأمسَ الشريدَ
    وتُشعلَ البوحَ الفريدَ
    لتستثيرَ الرَّاقصينَ على حدودِ هياجِها
    لكنَّما..
    إنْ جاءكَ الشوقُ المسافرُ نحو أُنثى في المدَى
    لا يُكتفى، أنْ تنتَظرْ..
    ومُتمتمًا
    عُشْبَ الغِناءِ بغرسَةٍ حمراءَ من ثوبِ الضَّجرْ
    فلكلِّ روحٍ طيِّبة..
    تفاحةٌ أخرى.. تُكرِّرُ ذنبَها؟![/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

    ][م ـح ـم ـو د][
    التعديل الأخير تم بواسطة محمود قحطان; الساعة 29-06-2010, 01:07.
  • مختار عوض
    شاعر وقاص
    • 12-05-2010
    • 2175

    #2
    [align=center]
    شاعرنا المبدع
    محمود قحطان

    استمتعت كثيرًا بقراءة قصيدتك ..
    شكرًا لجمال حرفك وسلس معانيك وبراعة صورك ..
    وشكرًا لنغمات الكامل بما أحدثته من موسيقى عذبة راقصة ..
    مودتي لك .
    [/align]

    تعليق

    • أحمد عبد الرحمن جنيدو
      أديب وكاتب
      • 07-06-2008
      • 2116

      #3
      لفلسفتك خصوصية رائعة صديقي
      سعدت بمكوثي هنا
      لجمال ما قرأت
      يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
      يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
      إنني أنزف من تكوين حلمي
      قبل آلاف السنينْ.
      فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
      إن هذا العالم المغلوط
      صار اليوم أنات السجونْ.
      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      ajnido@gmail.com
      ajnido1@hotmail.com
      ajnido2@yahoo.com

      تعليق

      • محمود قحطان
        • 24-04-2008
        • 8

        #4
        - مختار عوض،

        أضأتَ المكان يا أستاذي
        شُكرًا لهذا التَّقدير..
        أيُّها القدير،

        تعليق

        • صقر أبوعيدة
          أديب وكاتب
          • 17-06-2009
          • 921

          #5
          [align=center]
          عينايَ تحرثُ في المواجعِ مُقلتي!
          والعطرُ يجهشُ بالدِّماء!

          صورة مبتكرة راقية من أجمل ماقرأت
          رغم أنها غريبة المعنى إلا أن فيها الكثير للتأويل والتفسير
          شاعر أنت أيها الشاعر
          شكرا لك
          [/align]
          التعديل الأخير تم بواسطة صقر أبوعيدة; الساعة 21-06-2010, 03:55.

          تعليق

          • خالد شوملي
            أديب وكاتب
            • 24-07-2009
            • 3142

            #6
            الشاعر المبدع محمود قحطان

            القصيدة أجمل بكثير من الصورة المرفقة. وأظن أن الصورة تقلل من جمال القصيدة ولا تغنيها.

            النص جميل جدا. اللغة راقية وبليغة.

            استوقفني المقطع التالي وأظنه بحاجة إلى مراجعة في الوزن:


            ما عادَ نهدُكِ غيرَ منفى..
            أدفنُ الأشواقَ عُمقًا في أزِقَّةِ الاغترابْ!

            "عمقا في أزقة الاغتراب" خرجت عن الكامل.

            كما أظن أن "كلّ" في المقطع التالي يجب أن تكسر بدلا من أن ترفع:
            إنِّي ضحيةُ كلُّ نهدٍ عابثِ!

            قصيدة رائعة.

            سررت بالقراءة لك.

            دمت شاعرا متألقا!

            مودتي وتقديري

            خالد شوملي
            متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
            www.khaledshomali.org

            تعليق

            • محمد الصاوى السيد حسين
              أديب وكاتب
              • 25-09-2008
              • 2803

              #7
              تحياتى البيضاء

              قد جاع دربى للخلاص

              يمكن القول أن هذه الصورة أحدى الصورة البارعة التى تدل على موهبة خصبة كثيفة التخييل ، هنا تكمن ذورة الصورة فى علاقة شبه الجملة " للخلاص " والتى تمثل منعطفا دلاليا عنده تبدأ دفقة التخييل وتغاير الدلالة وتكوين المشهد الشعرى للصورة ، بالطبع هناك صور أخرى متفدرة بديعة مثل " يئن ذبولها " وكذلك " كنت أوسع َ من سماء بالرغائب تهطل

              - ربما أجد أن النص كان يحتاج أن يكون أكثر ايجازا حيث إن مساحة النص هنا لا أراه فى ذائقتى قد خدمت الفكرة الشعرية الجلية وهى الحبيبة الخائنة وتغاير لوحات الوجدان عبر هذا الشعور وهو ما قد يمكن ايجاز النص واحتواءه فى مساحة أكثر تكثيفا وايجازا
              - ربما كان المفتتح الذى قام عليه النص أن يكون جليا شفيا أكثر مثلا
              وعلى الأعنة فوق أرصفة السماء
              بأن تقيم الحد ، جرما خافيا

              هذا التكوين الجمالى عو تكوين أقرب للسوريالية ، رغم ما يحمله مت خيال كثيف لكن لو تأملنا تأويل السياق " إقامة الحد جرما خفيا هو ما على الأعنة فوق أرصفة السماء أن تقوم به " هنا سياق " الحد جرما خفيا " يمثل ابهاما ما ربما ليس من السهل تفكيكه وبالتالى تلقى رسالته الجمالية والدلالية .

              تعليق

              يعمل...
              X