رسالة الأديب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد جابري
    أديب وكاتب
    • 30-10-2008
    • 1915

    رسالة الأديب

    رسالة الأديب


    قد يحلو لكاتب أن يرسم خطوطه الفنية على لوحاته، فتبدو اللوحة في أعين الناس جذابة المنظر تسلب الناظر لبه وقد تستولي على خياله ؛ لكنها في عيون الفنان مجرد دم كذب ؛ لكونه عرض على الناس مساحيق وأصباغ كما يعرضها التاجر على فرق بين من يعرضها للبيع في إناء أو على صفحة الورق. فما قيمة اللوحة إن لم تؤد رسالة إنسانية نبيلة.

    إنها رسالة الشهود الحضاري، حيث يتحول الفنان إلى مبشر ومنذر، ريشته لسانه الناطق والمعرب عن آمال الأمة وعن أحزانها، وأصباغه تلون الجو بإشراقة شمس ضاحكة حتى بدت نواجذها، أو يكفهر جوها وتتكهرب سماؤها وينزل مطرها ويغطي ثلج يقينها الواقع.

    ورسالة الشهود الحضاري هي الثبات والاستمرار على درب النبوة، بالقومة لله والشهادة على الناس، فضلا عما يستجيش الشاعر من إحساس باطني ورغبة تذكي صموده ليبرز إيحاءاته ولو جحدها الجاحدون وصدها الصادون ؛ إذ ليس في ناموس الله إلا :

    قائم لله بالشهادة على النفس أو الوالدين أو الأقربين بله غيرهم،
    و حصيد حصدته عجلة التاريخ لما عارض الحق وجحده.


    ولا غرو فالأدب فنّ، والفن إن غابت عنه القسمات الجميلة، واللقطات الرشيقة، والإيقاعات الموسيقية، والخيالات المبدعة والداعية إلى الابتكار وتفجير المواهب والتنافس في الخير، حتى وإن كان الكاتب جبلا سامقا في مجاله أضحى من غير شك جبل بركان فتح فاه يوشك أن يحرق ما تحته وما فوقه وما بقربه، فضلا عن إرسال روائح كريهة للأبعد منه.

    إنما يعربه لسان حاله ومقاله هو أنه مجرد مدفع بارود على وشك الانفجار ليبدأ الحي في التناحر حتى آخر نقطة دم، وآخر عين تطرف. أنعتبر الهدم بناء ؟! والدعوة إلى الشر فنا وجمالا ؟!!

    فمن لم يدرك رسالة الفنان في واقعه، ضل سعيه، إذ كيف يتأتى التفكير لدفع السيئة بالحسنة ؟ ودفع الشر بالخير ؟ وأي الأجواء تعانق هذه الإرهاصات ؟

    لولا أخذ القرآن بعنان المرء نحو العلياء، حيث السماء، حيث الغيث والنماء، من هناك من تلك الأعالي ثغر ثغر جميل وقد سرق سارق ماله : " أتتخذني مهواة لدخول النار؟ كلا لقد غفرتها لك ولا أبالي ".

    لا تنبت تلك العيدان الطيبة إلا رافعة رأسها نحو العلياء، ولو تعمد متعمد لتنسم مسكها بحرق عودها لطار دخانه نحو العلياء وتركه أرضا. أيلحقه ؟ أيطير نحوه ؟ وأنى له ذلك !!! ولا فرق بين العود والحطب إلا طيب الريح.

    والفكر لا يستفيق من سبات في زمن الصحو إلا حينما ينفتح على جمال هادئ يثير المشاعر، ويدعو للتأمل وتحكيم المنطق السليم والإحساسات الباطنة والبارعة في نزوعها نحو سبل اكتشاف الجمال، سواء ببروزه بروزا ظاهريا، أو بإيحاءاته الرمزية الناطقة بما تعجز عنه الكلمات لتستدعيك إلى باب ربها مسبحا ملبيا.

    وبين الأديب أو الشاعر على السواء من جهة والعسكري من جهة ثانية عموم وخصوص، فمما عمم بينهم أنهم حارسو قافلة المجتمع ؛ فهذا بلوحته الفنية، وذاك بعبارات رجزه سواء منها اللطيفة السمحة أو اللاذعة الفتاكة، والآخر بسلاحه يذود عن حماها.

    وما يخص الشاعر والأديب أنهما تارة يستحثان الهمم للعلياء، وتارة يدعوان إلى غض البصر، والعفو والصفح، وأخرى يذكران بالأخلاق العالية، فهما إن اختلفا مع العسكري في لباسه ووسائله، فقد لا يختلفان معه في بعد جهاده؛ فهذا يحفظه من تربص أعدائه، وذانك يحفظانه من خلخلة فضائله، واهتزاز ثوابته ؛ بل وما يحرس العسكري إن ذهبت أخلاق الأمة وتغيرت معالمها ؟

    ولئن قدم العسكري للأمة دمه ونفسه حماية لها لنيل درجة الشهادة عند الله، فالأديب صاحب صوت الحق والكلمة الحرة التي لا تخشى في الله لوم لائم أو لئيم، فما كان سيد الشهداء إلا رجل الكلمة. وهنا تمايزت الدرجات : فالأول شهيد والثاني سيد الشهداء، ولشرف الهدف استبقى القرآن طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم ولو كان الجهاد فرض عين.

    وما كانت له المكانة الرفيعة إلا من حرصه على ثوابت الأمة حتى يورثها للأجيال اللاحقة أمانة الرسل بيضاء ناصعة لا شية فيها، فهو والعالم يمضيان على سبيل واحد وهدف واحد ؛ إذ هما مع الشرطي يشكلان اللجنة العليا لأخلاق المجتمع وإن اختلفت وسائلهم :

    فالأديب بلوحته الفنية يقرع الأسماع، ويتهدد الأطماع، وتشرق أنواره بلآلئه، فترشد وتُقَوِّم وتُقِيم صرحا شامخا من فكرة ربما هجينة تبلورها أنامل مبدعة، خليقة بجلائل الخصال.

    وذاك بفقهه يؤصل الأمور ويطورها وفق ظرفها وما احتاجت الأمة إليه من تجديد لفهم الدين فهما سليما.

    والشرطي يحفظ المجتمع من أكابر مجرميه الشريرين الذين استهواهم درب الاعوجاج والانحراف.

    وما النقد الأدبي إلا لوحة فنية تعلو صور الفنانين، وتتألق عليها بما حباها الله من خلال تضفي على سحر العبارة رونقا جميلا، يزيدها بهاء تتشربه النفوس لنفاسته، وتقبله القلوب للباقته وسلاسته.

    و الأديب من برعت ريشته في نسجها، وأبدعت إبداعها، وقدمت ما يروع العقول ويأخذ بتلابيبها، ويشد الناظر شدا يسبح المرء من جرائه الله تسبيحا يفيض من جنانه لما وهب الرب العزيز الوهاب لخلقه.

    وليس من الأدب في شيء من إذا نظر إلى لوحة بارع يذكيه حقد دفين، ويصب عليها جم غضبه، ويمقتها مقتا، ويمجها مجا، وينعتها بشتى الأوصاف المشينة لينزلها من سماء الثريا إلى أرض الوحل، حيث يصب عليها ما فاض من قطران جراء اسوداد قلبه.

    غاب عنه أن الله قد جعل لكل شيء قدرا ؛ لكونه صبغة الخلاق العليم، ومن أهان شيئا بظلم أهانه الله.كما أن التطاول على الجبال من شيم المعز لا من فعل الأغنام، وعلى ظهر أمها تلعب الخرفان.

    مضى حاقدا حاسدا، يزرع الشوك والقتاد، ويشوه الثريا ويطمع ويطمح في عليائها والسبل أمامه موصدة، والأبواب عليه مغلقة، وتنطفئ عليه الأنوار، وينطلي عليه السواد،شارك البوم في ليلها، أعمى لا يدرك للنهار نورا ولا للأشياء ألوانا، لكنه تفنن فنونا أخرى لا يحسنها غيره، وغدا الترميج والمجمحة أسلوبه، والطلخ والطلس شغله، وفساده عظيما، وخطره كبيرا، و خطيئة تلوث المجتمع لكنها تتجاوز مهام الشرطي ؛ إذ لا بد للفكر من فكر يقارعه ليكشف عواره، ويقوّم سبله، ويرغم أنفه في محول هي أشد وأنكى من ورطة السجين.

    فكم ثارت ثائرة أقوام عبر التاريخ، ولم تتعرض لها الدولة بالحديد والنار أو بالمحاكم الصورية كما يفعل أهل زماننا، إنما اعترض سبيلهم شعراء وعلماء سلوا سخائم قلوبهم برفق الإسلام وأخوة الإيمان، وانتهى الأمر بغير آهات اليتامى، ولا عويل الثكالى، ولا أنات السجناء.

    وليس النهار إلا يقظة الحياة تحقق أعمالها، وليس الشعر إلا تبليغا لجوهر رسالة رب العالمين تحقيقا لفضائلها، ترغيبا وترهيبا، ومدحا وذما لدفع البشرية أو صرفها ؛ حماية لأخلاقها، وتنفيذا للعهد الرباني الذي أخذه الله على الذين يعلمونه.

    ليس الأدب جنوحا في الخيال، أو لعبا على العواطف بتموجها على شكل الأفلام الهندية، تبكي تارة وتضحك أخرى، ويتفتق قصف العبارات من شد وجذب سواء مناظرها أو موسيقاها، على اهتزاز بعنـف مخيف حتى لكأنها لطمات متلاحقة يتلقفها القارئ واحدة تلو الأخرى، كما لو تحول إلى غرفة التحقيق ولم يسمع سؤال رجالاته، ولم يصغ إليهم، فتنفجر في وجهه صعقتها ويبقى أثر لسعاتها.

    إنما الأدب رقة ضمير تضفي على ريشة فنان أنواع العبارات الجميلة حتى ولو رسم لوحة سوداء لتبدو للناظرين نضراء يانعة، تحمل من المعاني ما لم تتحمله الألفاظ، إضافة إلى روح شجاعة رجولية تتحدى الباطل وتجبره على الزهوق، كل ذلك تتضمنه صورة فنية ذات جمال وإبداع مميزين، مما يجعل النص ذا هدف تحمل معانيه رسالة مرشدة إلى ما ينبغي القيام به من واجبات، أو العدول والعزوف عنه من شرود عن السبيل السوي.

    وحري بالأديب أن تشرق لوحته على جمال هادئ رفيق، ندي السمات والإيقاعات، في الحين، تؤرق بعضها الأخرى على نداوة ورقة، ورضى يفيض طمأنينة تتناسق فيها المناظر والأنغام والهدف المنشود، تاركا للقارئ الفرصة لمراجعة الذات، والتراجع عن سلبياته.

    ومن تمرس على الكتابة الأدبية، وشارك رجالاتها، بل ونافس روحهم الأدبية، تتفرس عينه النصوص تفرس القاضي الذي يرمق الجاني من بين المتقاضين قبل أن يبدي كلمة.

    وما كان لأديب يمشي في أرض الله أن ينبذ قوانينه التي جعلها خطا أحمر لا رجعة فيها، ولا تبديل لها ولا تغيير يعتريها، ولا تحويل يشملها : إنها " سنن الله " وهي جملة عهوده عز وجل، وهي كلماته التامات وأفعاله سبحانه وتعالى ؛ إذ لا شيء يخرج عن حوزتها، وبها يستطيع نقده أن يكشف ثغرات قل من وقف عندها ؛ إذ لا عبثية في ناموس الله الذي اجتبى الوسطية وجاءت ب" لا إفراط ولا تفريط ". وبها أيضا تلبس الكتابة رداءها الطبيعي فلا تتمحل المحول، ولا تدخل جحر الضب.

    فما رعى للأدب حرمة من انطلق حرا طليقا يطلق للقلم عنانه، ويرسله حاطب ليل يجلب عليه الويل والثبور كما جلب الناشر الدانمركي على بلاده الخراب الاقتصادي والانفصام الاجتماعي بالداخل والخارج، وما يلحق أدهى وأمر.
    http://www.mhammed-jabri.net/
  • محمد فهمي يوسف
    مستشار أدبي
    • 27-08-2008
    • 8100

    #2
    الأخ الأستاذ محمد جابري
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    عن رسالة الأديب كتبت وأجدت , سلمت يمينك وحرفك وكلماتك وعباراتك .
    كما أشرت الأدب فن , والفن تذوق وشعور , وجمال وخير محض .
    وما عدا ذلك غثاء يذهب أدراج الرياج , كغثاء السيل الجارف لايغوص فيه لآليء ولا أصداف تحوي مضامين راقية غالية جاذبة .
    وما ارتبط فن بأخلاق وقيم رفيعة إلا علت درجته , وثبتت قيمته لاتزحزحها
    سيول ولا رياح .
    جاءت صور مقالك عن رسالة الأديب مزخرفة بمعانيك وأهدافك ولها سمة
    نعرفها من الأستاذ محمد جابري تماما , مليئة بزخم التلميحات وباسطة
    لأسلوب لاتأخذه في الله لومة لائم .
    لكني وإن كان الدين والشرع والفقه أعلى الفنون والآداب في بلاغته ورقيه وسمو أهدافه لما ينفع الإنسان في دينه ودنياه ؛ إلا أنني أعرف وأقرأ أدبا مفيدا
    شامخا في كل الأقلام مسلمة وغير مسلمة , فرسالة الأديب واحدة في أي مكان
    طالما تحمل في ثناياها الأمل والرغبة في النهوض والتقدم وخير المجتمع
    لابسة ثياب الأخلاق والمباديء الثابتة في العدل والمساواة والإبداع الفني الجميل , الذي يشد النفوس إليه بحبل من التوافق والوجدان بعيدا عن الشرور والآثام .
    قد يتفاوت الأدباء في حمل هذه الرسالة فيقوى ويصمد لها من يخرجها من منهج رباني ملتزم , فتصل إلى القلوب من أقرب طريق , وقد يحملها أيضا
    من لا يؤمن بدين ؛ لكنه إنسان لم يخرج عن قيم الفن المتعارف عليها بين المتخصصين والنقاد . وعلينا أن نتقبل الجميع ونتفحص ما يحملون من أهداف
    نافعة تقدمية تواكب معالم عصرها كما يواكب الدين كل الأزمنة والأماكن .
    ==============

    شكرا لك ,

    تعليق

    • محمد جابري
      أديب وكاتب
      • 30-10-2008
      • 1915

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
      الأخ الأستاذ محمد جابري
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      عن رسالة الأديب كتبت وأجدت , سلمت يمينك وحرفك وكلماتك وعباراتك .
      كما أشرت الأدب فن , والفن تذوق وشعور , وجمال وخير محض .
      وما عدا ذلك غثاء يذهب أدراج الرياج , كغثاء السيل الجارف لايغوص فيه لآليء ولا أصداف تحوي مضامين راقية غالية جاذبة .
      وما ارتبط فن بأخلاق وقيم رفيعة إلا علت درجته , وثبتت قيمته لاتزحزحها
      سيول ولا رياح .
      جاءت صور مقالك عن رسالة الأديب مزخرفة بمعانيك وأهدافك ولها سمة
      نعرفها من الأستاذ محمد جابري تماما , مليئة بزخم التلميحات وباسطة
      لأسلوب لاتأخذه في الله لومة لائم .
      لكني وإن كان الدين والشرع والفقه أعلى الفنون والآداب في بلاغته ورقيه وسمو أهدافه لما ينفع الإنسان في دينه ودنياه ؛ إلا أنني أعرف وأقرأ أدبا مفيدا
      شامخا في كل الأقلام مسلمة وغير مسلمة , فرسالة الأديب واحدة في أي مكان
      طالما تحمل في ثناياها الأمل والرغبة في النهوض والتقدم وخير المجتمع
      لابسة ثياب الأخلاق والمباديء الثابتة في العدل والمساواة والإبداع الفني الجميل , الذي يشد النفوس إليه بحبل من التوافق والوجدان بعيدا عن الشرور والآثام .
      قد يتفاوت الأدباء في حمل هذه الرسالة فيقوى ويصمد لها من يخرجها من منهج رباني ملتزم , فتصل إلى القلوب من أقرب طريق , وقد يحملها أيضا
      من لا يؤمن بدين ؛ لكنه إنسان لم يخرج عن قيم الفن المتعارف عليها بين المتخصصين والنقاد . وعلينا أن نتقبل الجميع ونتفحص ما يحملون من أهداف
      نافعة تقدمية تواكب معالم عصرها كما يواكب الدين كل الأزمنة والأماكن .
      ==============

      شكرا لك ,
      الأستاذ محمد فهمي يوسف؛

      حينما يعزف المرء أنشودته على أوتار غريبة تنكرها الأسماع، وتمجها الطباع. و{إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }لقمان19

      والعزف رقة ضمير تحرك الشعور، وتتلاعب بالمشاعر، فمن غذى مشاعره من أحاسيس مألوفة ومعروفة استطاع فنه ابتكار رنات متجددة تستجيب للذوق وتحترم المألوف.

      والشاعر أو الأديب حداء قافلة المجتمع، ولصوته صدى الجبال تردد الكلمات؛ فمن نهج نهج العلى أثمرت أحاسيسه ثمارها، وأنتجت إنتاجها وصب على الواقع مطرفضلها، فتغنى الناس بأغنيته، وشكروا له إنعام فضل ربه.

      ومن نحى بجناحه نحو الخذلان، صب الخذلان عليه غضبه، وأسمعه ما لا يرضيه، وبات في هم وغم؛ فلا لأطماع وصل، ولا على رضا الخلق حصل.

      ما رميت إليه من أحاسيس الغرباء، هو صوت الفطرة العصماء، وهي غير ما تلبسه من حالة نكراء، فالحال يحول ويزول، والفطرة لا تبديل لها ولا تغيير.

      فشرطي الضمير يكبل الأسير، ويذيقه كل عسير، رغم كل تفسير، فللكلمة قوتها وللضمير وتر إيقاعها، فما ينجو المسكين من عذاب سجن دفين.

      والنفس حين تأسن، وتسقى بماء عفن، تستحلى المجون وهابط الفنون، فتموت فيها شيم العزة، وأنفة الكرامة، ونخوة الرفعة، والتألق للعلياء...فيضحى مرتعا للدود، ورغبة لعدو لذود...ووسم بسفير اليهود.

      أخي محمد فهمي يوسف وعليك السلام، شكرا على جميل التعبير، ورفيع العبير.
      http://www.mhammed-jabri.net/

      تعليق

      • مختار عوض
        شاعر وقاص
        • 12-05-2010
        • 2175

        #4
        إنما الأدب رقة ضمير تضفي على ريشة فنان أنواع العبارات الجميلة حتى ولو رسم لوحة سوداء لتبدو للناظرين نضراء يانعة، تحمل من المعاني ما لم تتحمله الألفاظ، إضافة إلى روح شجاعة رجولية تتحدى الباطل وتجبره على الزهوق، كل ذلك تتضمنه صورة فنية ذات جمال وإبداع مميزين، مما يجعل النص ذا هدف تحمل معانيه رسالة مرشدة إلى ما ينبغي القيام به من واجبات، أو العدول والعزوف عنه من شرود عن السبيل السوي.

        أستاذنا العالم الفاضل الجليل
        محمد جابري

        أصدقك القول:
        لقد شدَّتني مقالتك بأسلوبها الناصع وقدرتها على تجلية الأفكار بما جلبت من شواهد وأمثلة نابضة كانت كفيلة بتيسير الفهم للأذهان ، ولن أكون مجاملا إذا اعترفت هنا أنني شعرت أكثر من مرة أثناء قراءة هذه المقالة أنني أقرأ للرافعي رحمه الله وأعزك بفضله ..
        فتقبل شكري على ما دبَّجت قريحتكم ..
        محبتي لكم .

        تعليق

        • اسماعيل الناطور
          مفكر اجتماعي
          • 23-12-2008
          • 7689

          #5
          الأخوة الأفاضل
          لقد أبدع الأخ محمد جابري وفعلا شدني للقراءة فهذه رسالة الأديب
          كما أن الأخ محمد فهمي يوسف أضاف بروعة لتكتمل الصورة ومعنى رسالة الأديب
          وكان أخي مختار عوض شاهدا على التكامل والسمو
          والحمد لله
          إنكم هنا نقرأ لكم لنتعلم

          تعليق

          • محمد جابري
            أديب وكاتب
            • 30-10-2008
            • 1915

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة مختار عوض مشاهدة المشاركة
            إنما الأدب رقة ضمير تضفي على ريشة فنان أنواع العبارات الجميلة حتى ولو رسم لوحة سوداء لتبدو للناظرين نضراء يانعة، تحمل من المعاني ما لم تتحمله الألفاظ، إضافة إلى روح شجاعة رجولية تتحدى الباطل وتجبره على الزهوق، كل ذلك تتضمنه صورة فنية ذات جمال وإبداع مميزين، مما يجعل النص ذا هدف تحمل معانيه رسالة مرشدة إلى ما ينبغي القيام به من واجبات، أو العدول والعزوف عنه من شرود عن السبيل السوي.

            أستاذنا العالم الفاضل الجليل
            محمد جابري

            أصدقك القول:
            لقد شدَّتني مقالتك بأسلوبها الناصع وقدرتها على تجلية الأفكار بما جلبت من شواهد وأمثلة نابضة كانت كفيلة بتيسير الفهم للأذهان ، ولن أكون مجاملا إذا اعترفت هنا أنني شعرت أكثر من مرة أثناء قراءة هذه المقالة أنني أقرأ للرافعي رحمه الله وأعزك بفضله ..
            فتقبل شكري على ما دبَّجت قريحتكم ..
            محبتي لكم .
            الأستاذ مختار عوض؛

            في زمن التهافت أين تقع رسالة الفنان؟

            لا غرو فهي توجد على الدرجة مائة من خطوط العرض الربيعية، وأيضا على مائة درجة من خطوط الطول الجمالية، حيث شمس الجمال لا تشرق على درب الشيطان؛ إذ الجمال ترابط الأرواح السماوية بالأرضية في طمأنينة ضمير تهز المشاعر وتسقي القلوب بماء الحياة، فتبصر أثر رحمة ربها بأرض باتت خاشعة فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج...

            فليست رسالة الأديب مواعيظ فقيه، وإن لم تخل رسالته من موعظة، ولا رضي الأديب بمسحة زيف تلمع كلماته؛ لكون تلألأ جواهره استمدت نورها من نور ربها، فأضحت نورا على نور.

            وإذا كانت البشاعة تمجها الطباع، فليس كل سلاسة تتشربها النفوس لنفاستها، وتتقبلها القلوب للباقتها.

            وإنما رسالة الأديب جمال أخاذ تلتقي فيه الموسيقى الدافئة تنعش الروح، وما يتنسم من نسائم العطر الذي يملأ الحدائق الغناء، وبها يشدو البلبل أحلى شداه؛ بل ويجود في سبيلها بروحه تفيض سخية بها نفسه، فتستيقظ بأريج زهرها المواهب الدفينة وتعرب المشاعر والأحاسيس عن تضامنها مع الهدف المنشود وتتكتل وراءه في صف المقاتل بالكلمة اللينة ذات العيار الثقيل وزنا عند ربه، والخفيف لطافة عند مستقبليه، وقابليه. والشديد الصعب على مناويئه.

            أخي الكريم مختار عوض؛ أبيت إلا أن تكون رافعي إلى مقام الرافعي، حيث نهلت حليب الصبا من وحي قلمه، ورشفت فنون الأدب من سلاسة أسلوبه.ومن تشبه بأبيه فما ظلم.

            شكرا لخفة روحك، وثقل هداياك.
            http://www.mhammed-jabri.net/

            تعليق

            • محمد جابري
              أديب وكاتب
              • 30-10-2008
              • 1915

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الناطور مشاهدة المشاركة
              الأخوة الأفاضل
              لقد أبدع الأخ محمد جابري وفعلا شدني للقراءة فهذه رسالة الأديب
              كما أن الأخ محمد فهمي يوسف أضاف بروعة لتكتمل الصورة ومعنى رسالة الأديب
              وكان أخي مختار عوض شاهدا على التكامل والسمو
              والحمد لله
              إنكم هنا نقرأ لكم لنتعلم

              الأستاذ إسماعيل الناطور؛

              كلمات المرء ألوان وأشتات يطفح بها كل مكان، فإما داعيا للخير أو مدعوا للشر، وتبقى رسالة الأديب تتابع نهج الرسالة المحمدية في روحها وجوهرها، وإن تشعبت مجالاتها وتعددت اتجاهاتها، فسمتها صدق الحروف، وبرهانها النصح الخالص لوجه الله،

              وتعرف الأشياء بأضدادها، فهناك من يستهويه درب الانحراف، ويستجيب لكل ناعق، وتغريه الأطماع، ويصبح داعية على باب إبليس؛ حتى إذا ذهب البريق وانطوت الأضواء رجع خاسئا حاسرا، لا على رضى الخلق حصل، ولا إلى تحقيق لأطماع وصل. خسر الدنيا والأخرة.

              بينما غرس الكلمة الطيبة يؤتي أكله كل حين بإذن ربه...

              شكرا لصدق حرفك
              http://www.mhammed-jabri.net/

              تعليق

              • سهير الشريم
                زهرة تشرين
                • 21-11-2009
                • 2142

                #8
                رسالة الأديب .. إذا تجلت بصدق المشاعر ونبل الأهداف وصلت إلى القلوب من غير حائل ..
                الأدب تلك الهبة الربانية التي حباها الله إلى العبد ليصبها يراعه برفق القول ولين الطبع وأصالة الفكر والرأي ..
                أحيانا تكون الرسالة ليست لها توجه محدد ولكن تكتفي بإيداع مشاعر الكاتب ومشاعر الأمة وأحيانا مشاعر صديق . فيصبها بقالب رقيق جميل .. تتذوقها الأفئدة بروعة الإحساس .. فهل هذا النوع من الادب غير مقبول أستاذي الكريم ؟
                أشعر أن الشعر بجمالية قافيته وقوة مع جزالة الحروف هي أيضا جميلة .. تعانق المراد وتصافح الفؤاد.
                نعم افضل القراءة القرآن الكريم والسنة .. ولكن هذا لا يتنافى مطلقا مع قراءة الشعر العربي الذي لا يتنافى مع أخلاقيات المسلم وايضا النثر الراقي الذي يزيد القلوب رقة وتهذبا .. فتعلو وتتجلى الذات وتحلق حيث المشاعر المعانقة لنور الإله ..
                ولدي قناعة كيبرة انه لا يوجد كاتب رقيق المعنى صافي النجوى .. إلا وله علاقة حب عميقة مع ربه .. بحيث ألهمه تلك الحروف المضيئة .
                رسالة الأديب أمانة حيث وضعتها وجدتها .. راسخة بين القلوب .. عميقة الفكر جليلة الهدف.

                الأستاذ القدير / د. محمد الجابري

                كان لسلاسة حديثك نورا يتقاطر حتى انه لا يحتاج الى القراءة ولكن الى مزيدا من التامل ..

                تحياتي وتقديري
                سهير الشريم

                تعليق

                • رنا خطيب
                  أديب وكاتب
                  • 03-11-2008
                  • 4025

                  #9
                  الأستاذ الفاضل محمد الجابري

                  سلام الله عليكم

                  أبحرت مع رسالتك الأدبية التي رسمت مضمونها بيراعك المسافر إلى عمق المحيط حيث تسكن درر المعاني.

                  لقد شدني مضمونها و زخارف صورها المستمدة من ذاكرة خلاقة مبدعة متفننة في إنتاج الصورة و ربطها مع معناه.. و أصدقك القول منذ زمن لم أقرأ بهذه الفصاحة الأدبية .

                  في هذا الرسالة تشير إلى اللوحة الأدبية التي يرسمها الأديب بريشته الفنية ، فيصيغها بعبارات الوجد ، و يلونها بألوان الحياة الصاخبة لتبدو متحركة تجذب العين، و قد تنتزع إعجاب عيون النفس ، و هذا يتوقف على عمق الرسالة التي تحملها هذه اللوحة و تتوقف أيضا على عمق المتأثر بجمال هذه اللوحة .

                  في هذه العلاقة المتبادلة بين المؤثر و المتأثر ينكشف الحجب عن حقيقة الرسالة.. فإن كانت صادقة تأثر بها أهل الصدق و إن كانت كاذبة و خداعة أعرضوا عنها و ألتقفتها عين و نفس أهل الكذب .

                  الأديب كالمقاتل في سبيل الله في سعيه في إرساء هدف الرسالة..فالقلم سلاحه ، و الضمير حراسه ، و قول الحق هدفه ، فإذا ألغيت واحدة منهم بطل مفعول الرسالة .

                  و لحامل الرسالة أخلاقا يجب أن يتحلى بها، فالصبر و الحلم و تحمل الأذى شيمته ، و الشجاعة و الإقدام و الكرم صفاته، و امتطاء صهوة البلاغة و الفصاحة و البيان هو عنوانه .. و الأدب قبل أن يكون صورة يترقرق لها الشعور و ينأسر بها الوجدان لرسمه هي وسيلة لتأديب النفس و تهذيبها..

                  فهل أيقن الأديب في زماننا هذا حيث أضاع الكثير من أهل هذا العصر القيم الجمالية و الراقية للإنسان مهمته في صياغة رسالة الأدب و اثرها في المجتمع؟؟؟

                  بصراحة أستاذي لكتابتك الأدبية أثرا كبيرا في جذب النفوس القارئة للمعنى، و قد تكوّن هذا الرأي من قراءات سابقة كنت فيها متميزا

                  مع الشكر لهذا القلم الباذخ
                  رنا خطيب

                  تعليق

                  • محمد جابري
                    أديب وكاتب
                    • 30-10-2008
                    • 1915

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة سهير الشريم مشاهدة المشاركة
                    رسالة الأديب .. إذا تجلت بصدق المشاعر ونبل الأهداف وصلت إلى القلوب من غير حائل ..
                    الأدب تلك الهبة الربانية التي حباها الله إلى العبد ليصبها يراعه برفق القول ولين الطبع وأصالة الفكر والرأي ..
                    أحيانا تكون الرسالة ليست لها توجه محدد ولكن تكتفي بإيداع مشاعر الكاتب ومشاعر الأمة وأحيانا مشاعر صديق . فيصبها بقالب رقيق جميل .. تتذوقها الأفئدة بروعة الإحساس .. فهل هذا النوع من الادب غير مقبول أستاذي الكريم ؟
                    أشعر أن الشعر بجمالية قافيته وقوة مع جزالة الحروف هي أيضا جميلة .. تعانق المراد وتصافح الفؤاد.
                    نعم افضل القراءة القرآن الكريم والسنة .. ولكن هذا لا يتنافى مطلقا مع قراءة الشعر العربي الذي لا يتنافى مع أخلاقيات المسلم وايضا النثر الراقي الذي يزيد القلوب رقة وتهذيبا .. فتعلو وتتجلى الذات وتحلق حيث المشاعر المعانقة لنور الإله ..
                    ولدي قناعة كيبرة انه لا يوجد كاتب رقيق المعنى صافي النجوى .. إلا وله علاقة حب عميقة مع ربه .. بحيث ألهمه تلك الحروف المضيئة .
                    رسالة الأديب أمانة حيث وضعتها وجدتها .. راسخة بين القلوب .. عميقة الفكر جليلة الهدف.

                    الأستاذ القدير / د. محمد الجابري

                    كان لسلاسة حديثك نورا يتقاطر حتى انه لا يحتاج الى القراءة ولكن الى مزيدا من التامل ..

                    تحياتي وتقديري
                    سهير الشريم

                    الأستاذة سهير الشريم؛

                    مثلا لنقرأ هذه اللوحة بما حوت :

                    بدا لواصف أن يصف موكب جنازة بموكب عرس، أضحت فيه النائحات مغنيات مترنمات مائلات مميلات يغدون في خفة الأطياف، ويعدن مصفقات على الخدود، مصطفات يشد بعضهن على بعض كمن لا يتمالكن من شدة الثمل، وغدا حاملو الجنازة منشدين يترنمون بلسان واحد وقد انقسموا فرقتين ترد إحداهن على الأخرى، ويجوبون الطرقات إلى أن أدخلوا العريس بيته الجديد. ورجعوا بعد أن زفوا العريس لا لزوجه وإنما لأمه.

                    ولئن بدت اللوحتان متماثلتان يشد بعضها على بعض، فقد غاب عنها الإحساس الشاعري الصادق، وإن لم يغب الخيال الموار المتوقد إحساسا. فشتان بين من يمضي في نشوة وغرور وكبرياء، ومن تتزلزل أقدامه، ويضطرب فؤاده من جراء سماع نبأ الموت.

                    هنا يتساءل المرء هل أبى الكاتب إلا أن يَسْتَرْوِحَنا نشوة غريبة ورؤية جديدة لمشهد ألفناه؟ فما الغاية؟ وما المراد؟ والحليب أفضل للذات من اللبن، وإن لم يكن مخضه من أجل الزبد فلم التعب؟ أتراه يريد إطلاعنا عن فلسفته ويغمرنا بمختلف نظرياته؟.

                    يكتب بعضهم الأدب من أجل الأدب؟ دون غاية سوى النصب، فلقد حرم الفقهاء اسوداد الأوراق واعتبروها إسرافا وبدارا إن لم تفض إلى غاية.

                    فلو تساءل كثير من كتاب الموقع عن المرمى والغاية والنبل الموقف وشرف الهدف لتيسرت لنا أمورا كثيرة، ولقطعنا أشواطا في البناء الهادف.

                    وصحيح بأن رقة الطبع تورث رقة الأسلوب، فجميل القصائد تجدينها لدى الربانيين من الصوفية الكرام، لما لذوقهم من طبع استغنى عن التطبع.

                    شكرا لهذه المداخلة الجميلة.
                    http://www.mhammed-jabri.net/

                    تعليق

                    • مصطفى شرقاوي
                      أديب وكاتب
                      • 09-05-2009
                      • 2499

                      #11
                      الأستاذ الفاضل ... رسمت لوحتك الواضحة فأجدت الرسم ونسقت الألوان وحققت العنوان ...
                      كأني بك هنا تضع يدك على ما قد ينفد منا في آونه ويعاودنا في آونة أخرى .
                      رسالة الأديب حياة يتنفسها القارئ ويعيش بها ويحيا من أجلها هي الرسالة الغالية التي من أجلها نقتفي الأثر ونسير على الخطى بلا تحريفٍ ولا تخريف .
                      ولكن البضاعة كسدت حتى استحالت إلى المزجاةِ الرثة فباع منها من يمتلك وتلك مصيبة ولكن المصيبة الأعظم لما اشترى منه مدعوا العقل .
                      ختمت رسالتك عن تصويب الرسالة ولخصت فكرتك في سطر واحد وربما لم يصلني الهدف إلا بعد أن ختمت نصك فعلمت حينها قوة الرسالة وكأنها الصفعة التي تحتاج فقط إلى ترجمة وإرسال للنشر في ذات الوقت .

                      تعليق

                      • محمد جابري
                        أديب وكاتب
                        • 30-10-2008
                        • 1915

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة رنا خطيب مشاهدة المشاركة
                        الأستاذ الفاضل محمد الجابري

                        سلام الله عليكم

                        أبحرت مع رسالتك الأدبية التي رسمت مضمونها بيراعك المسافر إلى عمق المحيط حيث تسكن درر المعاني.

                        لقد شدني مضمونها و زخارف صورها المستمدة من ذاكرة خلاقة مبدعة متفننة في إنتاج الصورة و ربطها مع معناه.. و أصدقك القول منذ زمن لم أقرأ بهذه الفصاحة الأدبية .

                        في هذا الرسالة تشير إلى اللوحة الأدبية التي يرسمها الأديب بريشته الفنية ، فيصيغها بعبارات الوجد ، و يلونها بألوان الحياة الصاخبة لتبدو متحركة تجذب العين، و قد تنتزع إعجاب عيون النفس ، و هذا يتوقف على عمق الرسالة التي تحملها هذه اللوحة و تتوقف أيضا على عمق المتأثر بجمال هذه اللوحة .

                        في هذه العلاقة المتبادلة بين المؤثر و المتأثر ينكشف الحجب عن حقيقة الرسالة.. فإن كانت صادقة تأثر بها أهل الصدق و إن كانت كاذبة و خداعة أعرضوا عنها و ألتقفتها عين و نفس أهل الكذب .

                        الأديب كالمقاتل في سبيل الله في سعيه في إرساء هدف الرسالة..فالقلم سلاحه ، و الضمير حراسه ، و قول الحق هدفه ، فإذا ألغيت واحدة منهم بطل مفعول الرسالة .

                        و لحامل الرسالة أخلاقا يجب أن يتحلى بها، فالصبر و الحلم و تحمل الأذى شيمته ، و الشجاعة و الإقدام و الكرم صفاته، و امتطاء صهوة البلاغة و الفصاحة و البيان هو عنوانه .. و الأدب قبل أن يكون صورة يترقرق لها الشعور و ينأسر بها الوجدان لرسمه هي وسيلة لتأديب النفس و تهذيبها..

                        فهل أيقن الأديب في زماننا هذا حيث أضاع الكثير من أهل هذا العصر القيم الجمالية و الراقية للإنسان مهمته في صياغة رسالة الأدب و اثرها في المجتمع؟؟؟

                        بصراحة أستاذي لكتابتك الأدبية أثرا كبيرا في جذب النفوس القارئة للمعنى، و قد تكوّن هذا الرأي من قراءات سابقة كنت فيها متميزا

                        مع الشكر لهذا القلم الباذخ
                        رنا خطيب
                        الأستاذة رنا الخطيب؛

                        بين ثنايا الكلمات وعلى ضفاف السطور يقرأ الأديب رسالته، فيستوحي العوالم القائمة والمَهمة المنوطة به، فلم يعد الأدب على مجالسة الحكام والتزلف لرضاهم، وإنما تجلت رسالة الأديب في الوقوف للظالمين بالمرصاد، ليقود قافلة المضطهدين.

                        يجول الأديب في واقعه، وينظر بمنظاره الأنق ليبلور أفكاره، ويحشد عزيمته ويستخرج لقرائه نظرات بعيدة الأغوار، ورؤى غفلعا الغافلون ليهدهد أفكارهم بلطف رقته حينا، ويزعزعها بعنف تارة أخرى ليستفيق النائمون...

                        وتتساءلين:

                        فهل أيقن الأديب في زماننا هذا حيث أضاع الكثير من أهل هذا العصر القيم الجمالية و الراقية للإنسان مهمته في صياغة رسالة الأدب و اثرها في المجتمع؟؟؟

                        يقول الله جل علاه: {فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }الروم50

                        فهذه صفحات المنتدى تعطرت بأغاني وألحان الحب، كأنما بنا من آهات وهنات، وعلات، حولناها أفراحا تتلج الصدر تحقيقا لأحلام الأمة وتحريرا لأراضيها من المغتصب.

                        فمن الذي يلهو في زمن الجد؟ ومن الذي يثبط الهمم ؟ ومن يستنهظها ؟ وهل يستوون؟

                        وما الفرق بين عدو يستلذ ألمك؟ وصديق يثبط همتك؟ ألم تتوسطهم علامة المساواة، بعد أن سادت كلمة التضاد لردح زمني بينهما؟

                        إنها لذغات تستنهظ الأقلام وتحفزها لأداء واجب شهودها الحضاري، {وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}الكهف63

                        لا يتوقف عند هذا الموضوع من لا يلتاع لضياع قضايا الأمة، وإنما تستوقف هذه السطور همم أولي الألباب،وصدق الله العظيم {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ }غافر13
                        http://www.mhammed-jabri.net/

                        تعليق

                        • محمد جابري
                          أديب وكاتب
                          • 30-10-2008
                          • 1915

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى شرقاوي مشاهدة المشاركة
                          الأستاذ الفاضل ... رسمت لوحتك الواضحة فأجدت الرسم ونسقت الألوان وحققت العنوان ...
                          كأني بك هنا تضع يدك على ما قد ينفد منا في آونه ويعاودنا في آونة أخرى .
                          رسالة الأديب حياة يتنفسها القارئ ويعيش بها ويحيا من أجلها هي الرسالة الغالية التي من أجلها نقتفي الأثر ونسير على الخطى بلا تحريفٍ ولا تخريف .
                          ولكن البضاعة كسدت حتى استحالت إلى المزجاةِ الرثة فباع منها من يمتلك وتلك مصيبة ولكن المصيبة الأعظم لما اشترى منه مدعوا العقل .
                          ختمت رسالتك عن تصويب الرسالة ولخصت فكرتك في سطر واحد وربما لم يصلني الهدف إلا بعد أن ختمت نصك فعلمت حينها قوة الرسالة وكأنها الصفعة التي تحتاج فقط إلى ترجمة وإرسال للنشر في ذات الوقت .
                          الأستاذ الكريم،

                          شكرا للطف ثنائك، وجاء الموضوع في إبانه مبرزا ما ينبغي العناية به، لكون أغلب ما يكتب يشدو خارج السرب، وبعيدا عن الهدف المنشود.

                          يتبع
                          http://www.mhammed-jabri.net/

                          تعليق

                          يعمل...
                          X