هَبَّ وَدَبَّ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الفتاح أفكوح
    السندباد
    • 10-11-2007
    • 345

    هَبَّ وَدَبَّ

    [align=center]هَبَّ وَدَبَّ
    ... فما كان منه إلاَّ أن قذف بنفسه وسط الجمع بعينين جاحظتين تشتعلان احمراراً، وبجبين مقطب يتصبب عرقاً، وبفم مزبد يتطاير اللعاب منه وكأنه الشرر، فبدا وكأنه بكلتا يديه اللتين تسبقانه يسبح في بحر من الناس متلاطم الأجساد، إذ أراد بكل ما أوتي من قوة أن يشق له مسلكاً في خضمه، وقد استبد به الحرص على أن يرسو بنفسه في جوف ذلك الحشد، فلم ير له خياراً آخر قصد بلوغه هذه الغاية سوى أن يزيح عن طريقه هذا وهذه بيمناه، ويدفع تلك وذلك بيسراه ...
    أخيراً استقرت به قدماه حيث أراد وأحبَّ، فأجبر صوته على الارتفاع واعتلاء سائر الأصوات، وسخر لكل كلمة يلفظها أثناء خطبته أشد حركات جسده، وأحدَّ نظرات عينيه، ثم شيئاً فشيئاً أعاره المحتجون السمع بعدما أنكروا تواجده بينهم ولم يحفلوا به، فما إن شدَّ باستهلال خطبته الوجيز آذانهم، حتى أطال في بسط واسطة عقدها، وأفاض في عرض خاتمتها: ...
    فما أنا في نهاية المطاف إلاَّ واحداَ منكم وأخ لكم، ولا أراني إلاَّ صادقاً في هذه الكلمات التي طرقت بها سمعكم منبهاً، ولا أظنني إلا لكم إلاَّ من الناصحين الأوفياء المخلصين، فتخيروا لأنفسكم الذي تجدون فيه خلاصكم ...
    ثمَّ إنه فجأة أمسك عمَّا كان خائضاَ فيه بينهم، إذ وقعت عيناه هنالك على ما لم يبصروه، فاندفع مسرعاً من جديد كمن به ضرب من الجنون يريد الخروج من قلب الجمع، وهو يغالب اللعاب، مخافة أن يسيل من فمه، فداس الأقدام، وارتطم جسده بالأجساد، حتى إذا خلص إلى غايته متهافتاً عليها لوحده دون منافس، أنكر فعله الناظرون المنتبهون، فما كان من بينهم إلاَّ مشيراً إليه بالسبابة في ذهول، أو ضاحكاً ملء فيه سواء الجريء والخجول
    ...

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com[/align]
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #2
    الأخ عبد الفتاح أفكوح: مساء الخير:
    هل خطبته تلك أراد منها في النهاية هذه الحكمة :..؟؟
    تخيّروا لأنفسكم الذي تجدون فيه خلاصكم..
    وهل بعدها ذهب إلى غايةٍ تهافت عليها وحده دون منافسٍ..
    عملاً بهذه القناعة...المليئة بالحكمة..؟؟
    وهل ياترى..هذا الجمع الغفير ،وصلت إليه هذه الومضة..؟؟
    أم اكتفوا بالضحك والذهول..دون أن يلامس سمعهم ما قال..؟؟
    أسئلة يجيب عليها هذا النصّ الجميل..الشديد التركيز ،والحدث،واللغة المعبّرة
    سعيدة بمشاركتك..د.عبد الفتاح..ننتظر المزيد..والتفاعل المشترك
    دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي..

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • عبد الفتاح أفكوح
      السندباد
      • 10-11-2007
      • 345

      #3
      شكر وتقدير ...

      تعليق

      يعمل...
      X