كفاح
الى طالي فحيمة *
كانت صورته أمام عينيها ، في الجريدة العربية التي تعودت قراءتها منذ أطلق سراحها من سجون إسرائيل ..
وجع الغربة صار يخف تدريجياً ، إذ صار المكان البعيد هنا كأنه بيتها ، النساء العربيات احتضننها ، وتكفلن بتوفير عمل ، وإحاطتها بجو عائلي صارت تفتقده منذ تركت أسرتها خوفاً عليهم .
نظرت حولها ، في أرجاء المنزل العربي المريح ، تذكرت كفاحها ، نضالها ضد جرائم جيشها بحق العزل ، تذكرت جنين ، وبيوتها ونسائها ، كم تشتاق إلى صوت العصافير إذ تغرد صباحاً فتستفيق النسوة كأنهن على موعد ، وجه الحياة جميلاً يرتسم في عيونهن ، في أياديهن المغطاة بالحناء ، والمثقلة بالأساور ..
وتذكرته هو ..
سألها زكريا ذات مرة :
- لماذا تفعلين هذا يا طالي .
فردت :
- أي هذا تقصد ..
نضالي معكم ، أم تركي لبيتي ، أم مخاطرتي بحياتي لأشكل درعاً بشرياً يمنعهم من اغتيالك .
ضحك ، وقال :
- كل شيء .
لم تكن تعرف هي حقيقةً ، لماذا تفعل كل هذا ، لكنها كانت تعرف حقيقة واحدة ، أن ما أخذ بالقوة لن يعود إلا بها ، وأن غطرسة المحتل لا تنهار إلا بضربات المقاومة .
فقالت :
- فقط عدني بشيء واحد .
قبل أن تكمل ، قال بسرعة :
- أعدك
والآن ، وهي ترى صورته في الصحيفة العربية ، يلبس ملابساً رثة يمثل بها دور هاملت ربما ، انحدرت دمعة ساخنة على خدها وتمتمت :
- هل يبيع المقاوم سلاحه ؟
ثم أنها رمت الصحيفة على امتداد يدها ، وصرخت :
- لقد وعدتني
تناولت حاسوبها الشخصي المحمول بدأت تداعب أزراره بأصابعها ، وهي تتمتم ..
- لشد ما تغيرت الدنيا .
وضغطت زر الإدخال بقوة حتى تكاد تخترق بأصبعها الحاسوب مضيفة :
- وأنا كذلك .
ثم شدت شالاً ربطته حول شعرها ، أدارت ظهرها لحاسوب ارتفعت حرارته ، واجهت الرياح القادمة عبر شباكها الصغير ، فاتجهت إليه ، فتحته على مصراعيه ، ملأت صدرها بالهواء ، ووجهها بابتسامة حملت ملامح التغيير .
وجع الغربة صار يخف تدريجياً ، إذ صار المكان البعيد هنا كأنه بيتها ، النساء العربيات احتضننها ، وتكفلن بتوفير عمل ، وإحاطتها بجو عائلي صارت تفتقده منذ تركت أسرتها خوفاً عليهم .
نظرت حولها ، في أرجاء المنزل العربي المريح ، تذكرت كفاحها ، نضالها ضد جرائم جيشها بحق العزل ، تذكرت جنين ، وبيوتها ونسائها ، كم تشتاق إلى صوت العصافير إذ تغرد صباحاً فتستفيق النسوة كأنهن على موعد ، وجه الحياة جميلاً يرتسم في عيونهن ، في أياديهن المغطاة بالحناء ، والمثقلة بالأساور ..
وتذكرته هو ..
سألها زكريا ذات مرة :
- لماذا تفعلين هذا يا طالي .
فردت :
- أي هذا تقصد ..
نضالي معكم ، أم تركي لبيتي ، أم مخاطرتي بحياتي لأشكل درعاً بشرياً يمنعهم من اغتيالك .
ضحك ، وقال :
- كل شيء .
لم تكن تعرف هي حقيقةً ، لماذا تفعل كل هذا ، لكنها كانت تعرف حقيقة واحدة ، أن ما أخذ بالقوة لن يعود إلا بها ، وأن غطرسة المحتل لا تنهار إلا بضربات المقاومة .
فقالت :
- فقط عدني بشيء واحد .
قبل أن تكمل ، قال بسرعة :
- أعدك
والآن ، وهي ترى صورته في الصحيفة العربية ، يلبس ملابساً رثة يمثل بها دور هاملت ربما ، انحدرت دمعة ساخنة على خدها وتمتمت :
- هل يبيع المقاوم سلاحه ؟
ثم أنها رمت الصحيفة على امتداد يدها ، وصرخت :
- لقد وعدتني
تناولت حاسوبها الشخصي المحمول بدأت تداعب أزراره بأصابعها ، وهي تتمتم ..
- لشد ما تغيرت الدنيا .
وضغطت زر الإدخال بقوة حتى تكاد تخترق بأصبعها الحاسوب مضيفة :
- وأنا كذلك .
ثم شدت شالاً ربطته حول شعرها ، أدارت ظهرها لحاسوب ارتفعت حرارته ، واجهت الرياح القادمة عبر شباكها الصغير ، فاتجهت إليه ، فتحته على مصراعيه ، ملأت صدرها بالهواء ، ووجهها بابتسامة حملت ملامح التغيير .
-----------
* متضامنة يهودية من أصل مغربي سجنت سنتين بتهمة "التخابر مع العدو " بعد تضامنها مع سكان مخيم جنين وأحد مطارديه ، ثم أطلق سراحها لتعلن اسلامها أخيراً على يد الشيخ رائد صلاح .
* متضامنة يهودية من أصل مغربي سجنت سنتين بتهمة "التخابر مع العدو " بعد تضامنها مع سكان مخيم جنين وأحد مطارديه ، ثم أطلق سراحها لتعلن اسلامها أخيراً على يد الشيخ رائد صلاح .
تعليق