نادل الطُّهر !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فرحان الفيفي
    عضو الملتقى
    • 21-05-2010
    • 41

    نادل الطُّهر !

    الحُبُّ يسكب من مشكاته مطرا
    وقافلات النوى تقتات ما فَطَرَا
    وحشرجاتي على وجه الغروب سَنَاً
    ورعشتي في شروق الساهرين (سُرى)
    تقتاتُ من سنبلات الحب أوردتي
    وتستقي من رذاذ العمر ما قَطَرَا
    تستافُ من بسمات الليل بعض رؤى
    تقيل خطويَ مما يوجب الحَذَرا
    حبيبتي بعض تيه الكاهنات علا
    ترتيلَ قدسية الأشواق فانتحرا
    ما زال في أذُن الواشي يؤرقه
    عزف النديم الذي لم يرحمِ الوترا
    ما جسَّهُ موصليٌّ قطْ فارتعشت
    بالرقص أردافُ غيد الحَانِ فانهمرا
    بل القوافي أعارت لحنها كمدا
    فأُسهدت إذ أراقت في الكرى سهرا
    ومعطف النادل السكّير مرتجفٌ
    والدَّنُّ ما ضرّه من غاب أو حضرا
    وشعلة الشمعدان الراحُ أسكرها
    فثرثرت في زوايا الحان ما استترا
    فشاع سر نديم الكأس من ثَمَلٍ
    وأغمد الناب في خد البتول (مِرا)
    وأُولِغَ الذئبُ كأسا من طهارتها
    ونادلُ الطُّهر يُدني الدَّنَّ مفتخرا
    وساعدُ الطُّهرِ مقطوعٌ ورايتهُ
    في غيهب الجُبِّ تبكي فَضْل مَنْ غَدَرَا
    يا نادل الطهر في الإبريق عزتكم
    أسقيتها الذئبَ إذا أقبلت مُعتذرا
    ولا نلوم زروع الصمت إذ صرخت
    بها المناجلُ أنْ تروي لنا الخبرا
    فتربة الزرع أضحت من رماد قِلَىً
    لا يُنبتُ الغيثُ فيها للقِرى ثمرا
    يا سندبادُ شراعي لن ترقِّعهُ
    عباءةٌ أخفت الحلاج مُحتضِرا
    وأظهرتْهُ بُعيد الصَّلب ليس له
    سوى ظلام الليالي والكرى (أُزُرا)
    تلك المرافي متى أصغي لشاطئها
    يصدُّ جيشاً من الأمواج معتكرا
    وجوقةُ من ظلال الأيك أسكنها
    إني سئمت قفار البحر والدررا
    لا ظل في البحر إلا ظل ساريةٍ
    ما تحت أفيائها غير المياه ثرى
    في رحمة الريح والأمواج تعبث بي
    وطالع النحس أضحى للمُنى قَدَرَا
    لكنني رغم جور البين أغلبه
    لا يستقي في هجير الوِرد من صَدَرَا
    ما زلت أغسل جرحي عند يقظته
    برشفة من سنا الإصباح إذا سَفَرَا
    وقبلة في شعاع الشمس أدفئها
    إذا مسها البرد حتى أرعش القمرا
    وفي انسكاب الندى أروي تَعِلَّتها
    وأستقي من نسيم الزهر ما خطرا

    التعديل الأخير تم بواسطة فرحان الفيفي; الساعة 10-06-2010, 21:25.
  • محمد يوب
    أديب وكاتب
    • 30-05-2010
    • 296

    #2
    استمتعت بقراءة هذه القصيدة الجميلة

    تعليق

    • الشاعر محمود مرعي
      عضو الملتقى
      • 18-05-2010
      • 162

      #3

      [align=right]
      تحياتي لك أخي الشاعر
      قصيدة رائعة السبك والمعنى والموسيقى ، تناغمت الاجزاء فيها واتحدت حتى بدت في هودج حسنها ، وفاض عنها الجمال ، وأبان عن وجه المأساة فيها.
      بعض الملاحظات أخي:
      وشعلة الشمعدان الراحُ أسكرها
      فثرثرت في زوايا الحان ما استترا
      الراح هي الخمر ، واللفظة مؤنثة .
      وأظهرتْهُ بُعيد الصَّلب ليس له
      سوى ظلام الليالي والكرى (أُزُرا)
      أظنك وضعت ( أُزرا) بين هلالين لكونها اقواء .
      ما زلت أغسل جرحي عند يقظته
      برشفة من سنا الإصباح إذا سَفَرَا
      عجز البيت فيه خلل ، والصواب ( إذْ سَفَرا)
      وقبلة في شعاع الشمس أدفئها
      إذا مسها البرد حتى أرعش القمرا
      عجز البيت هنا أيضا اختل وزنه ( إذا مسها) وربما لو قلت (إذ مسها أو قد مسها) لاستقام الوزن .
      [/align]

      تعليق

      • مهند حسن الشاوي
        عضو أساسي
        • 23-10-2009
        • 841

        #4
        [align=center]

        أخي الشاعر فرحان الفيفي .. تحية معطرة
        قصيدة رائعة رشح بها يراع يمتلك قدرة كبيرة وخيال خصب
        تراكيب حسنة السبك ترسم لنا صوراً تترى بجميل المفردات
        القصيدة على البسيط روي الراء جميلة البحر والروي..
        وكانت عندي بعض الملاحظات التي أردت تسجيلها لتغدو أجمل
        لكني عزفت عن كتابتها بعد قراءة مداخلة الأخ الشاعر محمود مرعي
        ولولا أن لك قصيدة مثبتة ولا يجوز تثبيت نصين لشاعر واحد معاً ..
        لكنت ثبت هذه القصيدة اليوم .. فهي تستحق ذلك
        صادق ودي واحترامي لك

        [/align]
        [CENTER][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=purple][B]" رُبَّ مَفْتُوْنٍ بِحُسْنِ القَوْلِ فِيْهِ "[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

        تعليق

        • فرحان الفيفي
          عضو الملتقى
          • 21-05-2010
          • 41

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد يوب مشاهدة المشاركة
          استمتعت بقراءة هذه القصيدة الجميلة
          أستاذي / محمد يوب

          شرفني وأسعدك مروروك العطر.

          لك الشكر كله.

          تعليق

          • فرحان الفيفي
            عضو الملتقى
            • 21-05-2010
            • 41

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة الشاعر محمود مرعي مشاهدة المشاركة

            [align=right]
            تحياتي لك أخي الشاعر
            قصيدة رائعة السبك والمعنى والموسيقى ، تناغمت الاجزاء فيها واتحدت حتى بدت في هودج حسنها ، وفاض عنها الجمال ، وأبان عن وجه المأساة فيها.
            بعض الملاحظات أخي:
            وشعلة الشمعدان الراحُ أسكرها
            فثرثرت في زوايا الحان ما استترا
            الراح هي الخمر ، واللفظة مؤنثة .
            وأظهرتْهُ بُعيد الصَّلب ليس له
            سوى ظلام الليالي والكرى (أُزُرا)
            أظنك وضعت ( أُزرا) بين هلالين لكونها اقواء .
            ما زلت أغسل جرحي عند يقظته
            برشفة من سنا الإصباح إذا سَفَرَا
            عجز البيت فيه خلل ، والصواب ( إذْ سَفَرا)
            وقبلة في شعاع الشمس أدفئها
            إذا مسها البرد حتى أرعش القمرا
            عجز البيت هنا أيضا اختل وزنه ( إذا مسها) وربما لو قلت (إذ مسها أو قد مسها) لاستقام الوزن .
            [/align]

            أستاذي الكريم/ محمود مرعي.

            شرفني حضورك وثناؤك العطر، وأما بالنسبة لقولك عن تأنيث الراح، فسواء أكان مذكرا أو مؤنثا فإن التذكير والتأنيث داخلان ضمن الضرورات الشعرية ، وأجازها النحاة ،ولعلك تذكر الشاهد المشهور في المصادر النحوية ، قول الشاعر:
            فلا مزنة ودقت ودقها...ولا أرض أبقل إبقالها.
            ولم يقل : ولا أرض أبقلت.
            وتلك ضرورة شعرية منصوص عليها لدى العروضيين والنحاة.

            ثانيا:قولي: (أزرا) وما رأيت فيه من إقواء.
            فليس فيه إقواء يا صاحبي، بل هو منصوب على القطع.
            كقوله تعالى : وامرأتُه حمالةَ الحطب.
            وكقولهم : جاء زيدٌ الشاعرَ .
            والكلام عن القطع واضح في كتب النحاة.
            وما وضعت القوسين إلا إشارة إلى القطع هنا.

            ثالثا: تلك الألف التي أقحمت نفسها (زلة طباعة) هي كما قلت تكسر الوزن.
            وسيدرك أمثالك أنها جاءت زلة لأنها لو كانت (إذا) لأصبح البيت بلا معنى أصلا.
            لأني أتعجل النشر قبل مراجعة سقطات الطباعة، رغم أني أزعم بأني لست ممن يجهل الأوزان الشعرية.

            لك الشكر كله.
            التعديل الأخير تم بواسطة فرحان الفيفي; الساعة 12-06-2010, 11:03.

            تعليق

            • حامد أبوطلعة
              شاعر الثِقَلَين
              ( الجن والأنس )
              • 10-08-2008
              • 1398

              #7
              ما إن استويت على أريكتي حتى وقعت عيناي على هذه الخريدة الفريدة

              لقد تراقصت ذائقتي واستراح ولوعي بالشعر

              واطمأنت نفسي أن الشعر لا يزال بخير

              أخي فرحان الفيفي

              دام قلبك نابضا

              ودمت شاعرا
              [align=center]
              sigpic
              [/align]

              تعليق

              يعمل...
              X