محسن يلعب بالألوان ( تجربة ) / ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    محسن يلعب بالألوان ( تجربة ) / ربيع عقب الباب

    محسن يلعب بالألوان

    جهز محسن أدوات الرسم ، الألوان ، والكراسة
    ؛ فهو في شوق ، أن يرسم ، عصفور ا ،أبصره اليوم ، وهو يتنقل بين حقول البلدة
    ، لا يعرف ، كيف تعلق هذا العصفور برأسه ، دون طيور الغيط ، الأخرى ؛
    فلقد شاهد حدأة ، وغرابا أسود ، وغرابا أبقع ، وأبا قردان ذا اللون الأبيض ، وهو يتبع ماء الساقية ، يروى الأرض العطشى !
    كان العصفور يرفرف بين أصابع محسن ، يعلو ويهبط في خفة ،
    لكنه حار في تلوين العصفور ، حار كثيرا ، راح يطيل التفكير ،
    هل كان رمادي اللون ، أما كان الأخضر لونه ؟
    فجأة قال :" أجعله عصفور الجنة .. وعصافير الجنة خضر !!".
    ارتاح قليلا بعض الشيء ، لكنه حين راحت ألوانه لتغطى العصفور توقف ،
    وأرجأ تلوين الرسم حتى ينهيه .
    ثم يطير العصفور ، ويحط على سنبلة خضراء ،
    السنبلة لم تهتز ، وساق القمح ضعيفة لا تتحمل ،
    أحس بكذبة ، فاختنق ، ومزق كل الرسم ، وألقى الورقة في السلة . وعاد يخطط ثانية ، العصفور ، وجناحيه ، ومنقاره ،
    حط العصفور ليلقط قشة ، يحملها ، ويحلق .
    احتار . العصفور لا يأكل قشا ، فما يصنع بالقشة ؟
    فجأة تذكر ، بالقشة يبنى بيته .
    وعاقب محسن نفسه بلطم الجبهة ، أن خانه عقله ،
    وظل العصفور يروح ، ويلقط قشا ، حتى بنى عشا فوق الشجرة !!
    كان العش جميلا ، ما شاهد محسن مثله ، فأحس براحة ، وبفرح يملأ صدره ،
    تنفس كما يتنفس قائد ، أحرز نصرا ، ثم انسابت فرشته فرسمت بيضا فى العش ،
    ثم يأتى العصفور ويحضن بيضه ،
    فى الصبح حين الديك يصيح ، على الكون ، فيصحو ، يطير العصفور ، يبحث عن حبة ، أو دودة ، أو حشرة ، حتى يملأ بطنه ، فيعود إلى العش ، ويحضن بيضه ،
    ثم ينام مكانه !
    تمهل محسن ، شمل الصفحة بنظرة ، وبعينيه كان يتابع رسمه ، خطوة خطوة ، وراح بفرشاته يضع بعض خطوط فى موضع ، ويعدِّلُ منقارَ العصفور فى هذى اللقطة ، وهو يلتقط الحبة .
    قام محسن عن كرسيه ، وفرد ذراعيه ، تمطى ، وتثاءب ، ودارت فى عقله حركة :" لماذا العصفور وحيدا يا محسن ؟ ".
    حين وصل الغيظ مداه ، كاد يمزق رسمه ثانية ،وأحس بسخف الرسم ، وضحالة عقله !
    لكن الرسم جميل ، لم يرسم أبدا مثله ..
    وتراجع محسن عن تمزيقه ، قال :" احفظه حتى أحدث تعديلا فيه ، وما يلزمني من هذا.. أخذته !! ".
    رأى صائب وجميل ، وعليه اندفعت فرشاته تخطو، رسم عصافيرا حلوة ، وطيورا أجمل من نجمة ، وفراشات بين الزهر وبين الخضرة ، تحط على نوار الزرع ، وتقبله ،
    ثم رسم نحلا ودبابير.. الله ما أجمل ما صنعت إصبع محسن .. وفى الغيط رجالا ونساء ، وعيال صغار ، رسم حياة ، ما أفتنها .. كأنها فعلا حية ، تتحرك فى حجرته الآن ، كأن شريطا يعرضه الفيديو بالفعل ، لا .. بل أجمل .. حتى وصل العصفور إلى العش ، فوجد العصفورة فوق البيض ، والعصفورة بالفرحة تستقبل عودته إليها ، هتف بصدق :" الله .. ما أحلى الصدق .. حتى فى الرسم ".
    العصفور يهلل ، يعلو ويحلق ، ثم يتوقف فجأة ، ويترك جسمه للريح ، ويهبط ، ثم يغرد ، وتقابله العصفورة !
    ما أحلى هذا المشهد ، محسن حزم جسم العصفورة بورقة شجرة ، والعصفور بالطبل يطبل ، محسن مبدع ، طبل فوق المكتب، ونقَّر بأصابعه ، رقصت كل الدنيا فرحا ..
    فقس البيض ؛ امتلأ العش بالأولاد، بعصافير خضر ، وعلت فى العش الفرحة ، لكن سلطان النوم ، سرق "محسنَ " من فرحته .. فنام !!
    فى نفس الموعد ، من يوم تال ، فرد الكراسة أمامه ، فامتلأت حجرته بفراشات حلوة .. هنا وهناك .. على الجدران .. على الشباك .. وطن النحل بأذنه .
    غرد عصفور ، فغنت كل عصافير الغيط .. غنت خلفه .. ومحسن مبهور .. فرحته فراشات تخرج من فمه ، وتحط تقبل وجهه..
    راح يطالع رسمه،أخذته الدهشة:"هل حقا هذا رسمي ؟ ".
    انتظر قليلا يستجمع أفكاره ، وبفرشاته يكمل ما بدأه :" وماذا بعد يا محسن ؟ ".
    فقس البيض ، والعصفور يطير مع العصفورة ، فى الغيطان يلمان الحب ، ويعودان سريعا للعش ، هذا يسقى صغاره ، وهذى تغذيها ، ثم يعودان ثانية .. لا ينتهيان .
    محسن راح بفرشاته ، صمم شيئا ، ليس بعصفور ، بعض خطوط ، أصبح ما يرسمه أوضح ، كانت حدأة ، كانت بين فروع الشجرة ، ترقب ، و عصافير العش تهلل ، وتصوصو ، ما أبصرت الحدأة بعد ! الحدأة راحت تتنقل بين الشجرة ، من فرع إلى فرع ، حتى كانت قرب العش .
    رأتها عصافير العش ، اختبأت فى قاع العش ، رسم الذعر الظاهر فى العينين !
    رسم الفرحة في عيني الحدأة !
    ثم أطلق محسن جناحي الحدأة للريح ، بلا صوت ، مثل اللص تماما طارت ، حامت حول العش ، ثم اقتربت منه،فجأة خطفت كل العش بمخالبها الحادة ، وانسلت هاربة !!
    الحدأة لصة ، وهناك بعيدا حطت بالعش !
    توقف محسن ، وتردد ، قال لنفسه :" لن أكمل .. لن أكمل .. هذا شيء محزن ".
    سمع محسن صوتا ، يدفعه دفعا :" من قطع طريقا وجب عليه وصولا للغاية منه .. لا تتوقف .. لا تتوقف ".
    لا يعرف، هل كان العصفور أم العصفورة ؟ أم كان الصوت لوالده أم صوت معلمه البارع ؟ أم كان الصوت من داخله يتردد ؟
    عاد العصفور مع العصفورة إلى العش ، ما وجدا العش ، داخا بحثا عنه ، ما وجدا شيئا ، بكيا ، وأحسا بالعجز ، كأنه قيد ، كأنه فخ ، فجأة ، مسحت عينيها العصفورة ، وبجناحيها لطمت وجه العصفور برفق ، وهى تصيح :" قم نبحث .. أطفالي سرقوا .. هيا نخلصهم .. هيا .. لا تسلم نفسك لليأس ".
    طارا في كل مكان ، بين الغيطان ، وبين فروع الأشجار ، وأخيرا ، كان قلب العصفورة يلمحهم بين مخالب حدأة ، صاحت بالعصفور:" هاهم .. توشك أن تبلعهم ".
    ثانية ضرب العجز جناح العصفور ، كاد يموت ، الأولاد يموتون ، وهو لا يفعل شيئا ، رفع المنقار لأعلى ، ونزت عيناه دموعا ، ودعا ربه ، أن يلهمه الحيلة ؛ فكر ، فجأة طار ، وحلق حتى أبصر صقرا ، فدنا منه ، يشاغبه ، وحين كان الصقر يمنى نفسه بفريسة ، كان العصفور يطمعه ، حتى عزم الصقر على قنص العصفور !
    لم يخجل من ضعف فريسته.. أبدا،اهتبل الفرصة فورا .. بدأ الجولة !
    العصفور يطير ، والصقر يطارده ، ومخالبه مشهرة !
    العصفور يتجه صوب الحدأة ، والصقر وراءه !
    والعصفورة مشفقة تبكى مصيره ، وتصيح :" أسرع .. أكلت واحدة .. أسرع ".
    الحدأة أبصرت الصقر يحلق ، يدنو منها ، خافت فى الحال ، وطارت ، تركت عش العصفور ، وأنسلت بين فروع الشجرة ، ثم انطلقت هاربة !
    لكن الصقر طال العصفور بقفزة ، لمه بمخالبه وطار !
    ضاق الفنان برسمه ، واختنق الدمع بعينه ، ورمى الفرشاة ، وقام ، تحرك فى الحجرة ، وعند الشباك توقف ، كان يفكر :" لماذا جعلتُ العصفور فريسة صقر غاشم ؟ ومن أدارني أن الصقر لن يفترس صغار العصفور .. عقلي خائب .. عقلي خائب !! ".
    ومن الشباك شم رائحة الخضرة ، شاف العصفورة فى العش ، وصغارا فرحة ، ترقص و تهلل ، وتصوصو ، رآها تقبل الواحدة بعد الأخرى .
    محسن راح يؤنب نفسه ، ويعلن فشله ، عاد يقلب فى رأسه :" كيف لاذ العصفور ليخرج من محنته بعدو يبغى موته ؟ هذى يا محسن سقطة .. هذى كذبة .. أنت رأيت الصدق جميلا .. أكثر تعبيرا من كذب لن يدفع ورطة ".
    خطا بضعة خطوات ، كان أمام المكتب ، حدق فى الرسم طويلا ، شاف العلة ، وعليها ، راح بفرشاته يضع خطا فوق الرسم ، تحديدا ، حين رأى العصفور الصقر ، ألغى سعى العصفور لهذا الوحش ، ومطاردة الصقر ، ثم جعل العصفور يحلق ، وبشكل أسرع ، يدخل أعشاش عصافير ، ويمامات ، وحمائم ، ويعلو أفرع أشجار السرو والصفصاف ، يحكى ما وقع لعشه ، يبكى ضياع عياله ، و يثير النخوة فيهم ، حتى تخرج خلفه ، وترفرف فى موكب ، ما رأت الدنيا مثله ، حتى وحوش الطير اختبأت حين رأت الجمع الهادر !
    كان لصوت الجمع دوى قادر ، لم الأحباب من كافة غيطان البر ، وأفزع كل صقور الوادي والحدآت !!
    هلل محسن .. حجل برجله يرقص ، حل صائب ، قال بحب :" ما كان العصفور ليلجأ إلا لجنسه ..وقديما قال الجد الأكبر .. من حكمة ربى .. يقع الطير على أشكاله لا لغريب يسرق عشه ويشتت فى الأرض عياله ".


    تمت
    sigpic
  • مختار عوض
    شاعر وقاص
    • 12-05-2010
    • 2175

    #2
    ربيع ..
    تقول: تجربة(؟)
    وأنا أقول: هي حالة..
    حالة إبداع شعري..
    أعرف أن نصك ليس موزونًا..
    ولكنه شعر..
    هذا ما رأيته في تجربتك.. حالتك.
    نص مدهش على مستوى البناء الفني واللغة..
    أحييك على الصدق الفني والابتعاد عن المباشرة التي هي آفة الفن..
    تقدير بحجم الكون....

    تعليق

    • إيمان الدرع
      نائب ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3576

      #3
      الله ...الله ياأستاذ ربيع...
      أفرح الخالق قلبك ،كما أفرحتني لهذه النهاية السعيدة..
      بعد أن كاد اليأس يخنق ضلوعي..حزناً على هذا العصفور الوفيّ
      لقد ملأت اليوم صباحنا ..بكلّ الأطياف والألوان القزحيّة..
      والفراشات ،والنحل..
      وحبّ كبير لقلبي عصفورين أتخيّل الآن رفرفة جناحيهما سعادةً
      نقلت إلينا اليوم كلّ ألوانك الربيعيّة فأهديتنا شحنةً من التفاؤل نفتقدها..
      رموز لوحتك لا توصف ..لفرط دقّتها وإبداعك في نقلها إلينا بهذا العمق..
      ما أحوجنا اليوم نحن العرب..أن نتعلّم درساً من هذي الطيور المتآلفة..
      لنعيش ذات فرحتها..وما ذلك على الله ببعيد..
      كتبتُ بانطباعٍ فوري بعد الانتهاء من تصفّح النصّ مباشرة..
      حتى لا تضيع الألوان الربيعيّة العالقة بين العيون...
      مبهورة أبداً بنتاجك الأدبيّ يامعلّمي..
      وفي كلّ يومٍ أتعلّم الشيء الجديد..
      دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي...

      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

      تعليق

      • آسيا رحاحليه
        أديب وكاتب
        • 08-09-2009
        • 7182

        #4
        عاد يقلب فى رأسه :" كيف لاذ العصفور ليخرج من محنته بعدو يبغى موته ؟ هذى يا محسن سقطة .. هذى كذبة .. أنت رأيت الصدق جميلا .. أكثر تعبيرا من كذب لن يدفع ورطة ".
        أستاذ ربيع..
        أعتقد أنه سبق و قرأت لك نصا بنفس هذه التجربة..أعني توضيف فكرة الرسم و الألوان من أجل خلق حدثٍ ينطلق من ريشة طفل يرسم..ثم سحب كل خربشاته و برمزية محمكة التصوير على واقع مرير.
        ما استوقفني هنا هو ما تميّز به محسن من وعي و شعور و صدق..و تساءلت ,أيكون طفلا صغيرا بكل هذا الوعي الذي ينطق به صوت من أعماقه ليحدد له مسار الحدث ؟ ربما ..قد يكون ذلك جائزا .
        كم نحلم بقائد عربي يكون له وعي و إدراك محسن .
        استمتعت بالقراءة لك هذا الصباح.
        دمتَ سخي اللغة و الإحساس.
        تحيّتي و تقديري.
        يظن الناس بي خيرا و إنّي
        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مختار عوض مشاهدة المشاركة
          ربيع ..
          تقول: تجربة(؟)
          وأنا أقول: هي حالة..
          حالة إبداع شعري..
          أعرف أن نصك ليس موزونًا..
          ولكنه شعر..
          هذا ما رأيته في تجربتك.. حالتك.
          نص مدهش على مستوى البناء الفني واللغة..
          أحييك على الصدق الفني والابتعاد عن المباشرة التي هي آفة الفن..
          تقدير بحجم الكون....
          محسن طفلي ، أمنيتي
          مذ كنت مع محمد صالح :
          فى كأنك تراه ، وهو يخبط فى حصي الأرض نعليه
          ماذا يضيعه
          وتلك القصيدة ، و الأولاد الذين لم يشبهوني !!
          محسن كتب معي
          لأطفال الحجارة عملين أعتز بهما كثيرا
          و كتب عملين أخريين و ربما أكثر قليلا .. و اكتفي ؛ لأنه أشفق عليّ كثيرا
          لأن ما يلونه سوف لن تنشره المجلات التي يقصدها !!

          شكرا لك أستاذي مختار على الزيارة الحميمة
          كأنك قريب هنا ، بجانبي ، و أسمعها منك كما سمعتها من محمد أمين
          صديقي حين انتهيت منها !!

          محبتي أيها البارع
          sigpic

          تعليق

          • محمد سلطان
            أديب وكاتب
            • 18-01-2009
            • 4442

            #6
            يحكى ما وقع لعشه ، يبكى ضياع عياله ، و يثير النخوة فيهم ، حتى تخرج خلفه ، وترفرف فى موكب ، ما رأت الدنيا مثله ، حتى وحوش الطير اختبأت حين رأت الجمع الهادر !
            كان لصوت الجمع دوى قادر ، لم الأحباب من كافة غيطان البر ، وأفزع كل صقور الوادي والحدآت !!
            هلل محسن .. حجل برجله يرقص ، حل صائب ، قال بحب :" ما كان العصفور ليلجأ إلا لجنسه ..وقديما قال الجد الأكبر .. من حكمة ربى .. يقع الطير على أشكاله لا لغريب يسرق عشه ويشتت فى الأرض عياله ".


            وهنا كنت تثير النخوة فينا .. كأنك تصف حال "غزة و العراق" .. حال "مرمرة" وما وصلت بنا الحالة .. فهل قصدت العرب هنا ؟
            الجميل أنك عاجلت حالة الإستيلاء و الاغتصاب .. ولا بديل عن التوحد و الترابط ..
            جميل ربيعي وأكثر .. لك فنيات النص أرغمتنا على البقاء حتى نجد حلاُ لهذه القضية ..

            تحياتي لك أيها الجميل
            صفحتي على فيس بوك
            https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

            تعليق

            • مصطفى الصالح
              لمسة شفق
              • 08-12-2009
              • 6443

              #7
              لفتة رائعة برمزية متقنة

              كيف لا ويسكنك الهم العربي من المحيط الى الخليج .. كلا .. حيثما كان

              فقد عرفتك تعبر بلا زمان ولا مكان .. كنت حيث كانوا وكان الحدث

              قراتها منذ الصبح .. هضمتها وعدت للتعليق

              مشبعة بالمشاعر الجميلة

              محبتي وتقديري
              [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

              ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
              لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

              رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

              حديث الشمس
              مصطفى الصالح[/align]

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                الله ...الله ياأستاذ ربيع...
                أفرح الخالق قلبك ،كما أفرحتني لهذه النهاية السعيدة..
                بعد أن كاد اليأس يخنق ضلوعي..حزناً على هذا العصفور الوفيّ
                لقد ملأت اليوم صباحنا ..بكلّ الأطياف والألوان القزحيّة..
                والفراشات ،والنحل..
                وحبّ كبير لقلبي عصفورين أتخيّل الآن رفرفة جناحيهما سعادةً
                نقلت إلينا اليوم كلّ ألوانك الربيعيّة فأهديتنا شحنةً من التفاؤل نفتقدها..
                رموز لوحتك لا توصف ..لفرط دقّتها وإبداعك في نقلها إلينا بهذا العمق..
                ما أحوجنا اليوم نحن العرب..أن نتعلّم درساً من هذي الطيور المتآلفة..
                لنعيش ذات فرحتها..وما ذلك على الله ببعيد..
                كتبتُ بانطباعٍ فوري بعد الانتهاء من تصفّح النصّ مباشرة..
                حتى لا تضيع الألوان الربيعيّة العالقة بين العيون...
                مبهورة أبداً بنتاجك الأدبيّ يامعلّمي..
                وفي كلّ يومٍ أتعلّم الشيء الجديد..
                دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي...
                آه من محسن سيدتي إيمان
                ولد طيب
                ولد يشتل أزهار الحب فى كل بقاع الأرض
                يلون أشجار البلدة بلون الخير السابح فى صدره
                و يشكل من أوجاع الناس بعض أمل يضحك
                يرسم مشكاة يغازلها القمر كل مساء
                يرسلها قنبلة و رصاصة أو حجرا
                لأطفال الأرض هناك
                يفتح حنجرة الغضب بسيل من لعنات للظلم الحامض
                للظلم المصنوع بقدرة قادر
                يسأل ربه كل مساء : متي أرسم ياربي عدلا
                أرسم نصرا يتحرك فوق رقاب الظلمة و الفسقة من صهيون ؟!
                محسن ولد طيب يحب الناس جميعا
                ويكره أعداء الإنسان !!

                شكرا لمرورك سيدتي

                تقديري و احترامي
                sigpic

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                  عاد يقلب فى رأسه :" كيف لاذ العصفور ليخرج من محنته بعدو يبغى موته ؟ هذى يا محسن سقطة .. هذى كذبة .. أنت رأيت الصدق جميلا .. أكثر تعبيرا من كذب لن يدفع ورطة ".
                  أستاذ ربيع..
                  أعتقد أنه سبق و قرأت لك نصا بنفس هذه التجربة..أعني توضيف فكرة الرسم و الألوان من أجل خلق حدثٍ ينطلق من ريشة طفل يرسم..ثم سحب كل خربشاته و برمزية محمكة التصوير على واقع مرير.
                  ما استوقفني هنا هو ما تميّز به محسن من وعي و شعور و صدق..و تساءلت ,أيكون طفلا صغيرا بكل هذا الوعي الذي ينطق به صوت من أعماقه ليحدد له مسار الحدث ؟ ربما ..قد يكون ذلك جائزا .
                  كم نحلم بقائد عربي يكون له وعي و إدراك محسن .
                  استمتعت بالقراءة لك هذا الصباح.
                  دمتَ سخي اللغة و الإحساس.
                  تحيّتي و تقديري.
                  محسن طفل شكلته من حلمي
                  هو لم يعد صغيرا
                  لم يعد .. تعدي وقته ، و اقترب من المراهقة
                  محسن طفل أوسع عقلا مني
                  بل لنقل هو يفكر بنفس طريقة الجدل التي أريدها أن تصل الطفل و يتعلمها
                  الطفل عندنا فى منتهي الذكاء أستاذة آسيا
                  و لكن طرق التربية و التعليم و البيئة المحكومة بالجهل و القبضة الحديدية
                  تفعل فيه العجب ، وتحوله من ذكائه إلى ما يشبهني

                  سرني حضورك .. نعم أستاذة سبق و قمت له ( فى رمضان ) ، وأيضا ( القرية و الثعابين ) ، و ربما قدمتها فى ركن الطفل !!

                  خالص احترامي و تقديري
                  sigpic

                  تعليق

                  • فؤاد الكناني
                    عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                    • 09-05-2009
                    • 887

                    #10
                    رائعه رائعه
                    والأروع هذه القدرة على السير بين الحد الفاصل مابين القصة والشعر والقدرة على شمولية النص لفكرة كبيرة ببساطة تضمنت رمزية فائقة في الذكاء
                    الف مبروك مثل هذا النص انه تجربة ريادية ومسبار جديد تطلقه في عالم القص
                    تحياتي وتقبل الورد كله

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                      يحكى ما وقع لعشه ، يبكى ضياع عياله ، و يثير النخوة فيهم ، حتى تخرج خلفه ، وترفرف فى موكب ، ما رأت الدنيا مثله ، حتى وحوش الطير اختبأت حين رأت الجمع الهادر !
                      كان لصوت الجمع دوى قادر ، لم الأحباب من كافة غيطان البر ، وأفزع كل صقور الوادي والحدآت !!
                      هلل محسن .. حجل برجله يرقص ، حل صائب ، قال بحب :" ما كان العصفور ليلجأ إلا لجنسه ..وقديما قال الجد الأكبر .. من حكمة ربى .. يقع الطير على أشكاله لا لغريب يسرق عشه ويشتت فى الأرض عياله ".


                      وهنا كنت تثير النخوة فينا .. كأنك تصف حال "غزة و العراق" .. حال "مرمرة" وما وصلت بنا الحالة .. فهل قصدت العرب هنا ؟
                      الجميل أنك عاجلت حالة الإستيلاء و الاغتصاب .. ولا بديل عن التوحد و الترابط ..
                      جميل ربيعي وأكثر .. لك فنيات النص أرغمتنا على البقاء حتى نجد حلاُ لهذه القضية ..

                      تحياتي لك أيها الجميل
                      العرب البائدة عرب أنسوا فطرتهم التي فطروا عليها
                      و استعانوا بالغير فى معظم أحوالهم فى صراعهم و ذويهم !
                      فكانوا طعما سهلا للقنص و للضياع أيضا
                      عاد و ثمود و أصحاب الرس و جديس و إرم ذات العماد
                      ابحث عنهم جيدا .. حين نغاضب فطرتنا التي فطرنا الله عليها ،
                      و التاريخ الذي نحمل ، و نستعين بالعدو أو ما نتصوره صديقا فقد حلت
                      نهايتنا بلا شك .. ربما حدثت نماذج فى التاريخ الوسيط ، ولكن كانت فى وجود رجال كبار ، كسروها ، و تحكموا فى كفة الميزان .. و ربما حدثت
                      فى الأيام القريبة ، و مازالنا نعانيها .. المنطقة كلها تعانيها ، و إلى أن يشاء الله ، لأنها كانت بذات ألأسباب !!
                      أحببت أن أدخلك هذا الدهليز لأدفعك إلى التاريخ ، فهو مداد الكاتب الحق ، الذي يحمل مشروعا إبداعا ، و تاريخنا أو التاريخ بصفة عامة يختلج بالكثير و الكثير ، و ينتظر من يرفع عنه الغبار و الإهمال ليعلمنا !!

                      محبتي
                      صباح زين و جميل و طيب
                      sigpic

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
                        لفتة رائعة برمزية متقنة

                        كيف لا ويسكنك الهم العربي من المحيط الى الخليج .. كلا .. حيثما كان

                        فقد عرفتك تعبر بلا زمان ولا مكان .. كنت حيث كانوا وكان الحدث

                        قراتها منذ الصبح .. هضمتها وعدت للتعليق

                        مشبعة بالمشاعر الجميلة

                        محبتي وتقديري
                        مسافات و مسافات مصطفي لنلحق بركب الحضارة ، لنقول هاإنسانيتنا المهدرة تعود إلينا .ز لو أن بلادنا بلا مستعمر أو منتهك كإسرائيل
                        هناك ألف مشكلة ومشكلة .. بل آلاف المشاكل تنتهك انسانيتنا كل يوم
                        و علينا أن نحاول هنا وهنا .. فى كل القضاي .. اجتماعية أو سياسية أو قومية
                        نعم نعيش أزمة حضارية ، أزمة قاتلة !!

                        كنت جميلا مصطفي

                        شكري و احترامي
                        sigpic

                        تعليق

                        • أميرة فايد
                          عضو الملتقى
                          • 30-05-2010
                          • 403

                          #13
                          اللغة جميلة جدا يا استاذ ربيع ومناسبة جدا بلا تعقيد او تبسيط مخل .تنتقل برشاقة عصفور بالفرشاة وبالقلم.الفكرة جميلة ولم أحس بالملل في أي سطر بل كنت أتابع بإستمتاع وترقب. سلمت يداك.
                          [SIZE=3] [B][FONT=Simplified Arabic]http://amirafayed.maktoobblog.com/
                          [/FONT][/B][/SIZE]

                          تعليق

                          • زينب حبيب
                            مـــطر
                            • 26-09-2007
                            • 52

                            #14
                            هذه مدرسة أدبية مبدعة.
                            مرحى !
                            [align=center]لنا غائب[/align]

                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة فؤاد الكناني مشاهدة المشاركة
                              رائعه رائعه
                              والأروع هذه القدرة على السير بين الحد الفاصل مابين القصة والشعر والقدرة على شمولية النص لفكرة كبيرة ببساطة تضمنت رمزية فائقة في الذكاء
                              الف مبروك مثل هذا النص انه تجربة ريادية ومسبار جديد تطلقه في عالم القص
                              تحياتي وتقبل الورد كله

                              محاولات فؤاد صديقي ربما صادفت ما أبحث عنه
                              أجد نفسي فى عمل يكتب له الخلود
                              ربما أدركت تلك اللؤلؤة التي تشبه من أحب !!
                              ربما .. كل شيء جائز
                              فعند البعض ما لم يكن سيجوز جاز !!

                              لا تبتعد فؤاد ؛ فكل الوقت انتظار لطلتك !

                              محبتي
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X