قصيدة : من أين أبدأ يا نزارُ عزائي؟ شعر : مجدي يوسف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مجدي يوسف
    أديب وكاتب
    • 23-10-2009
    • 356

    قصيدة : من أين أبدأ يا نزارُ عزائي؟ شعر : مجدي يوسف

    مِـنْ أَيـنَ أَبـدأُ يا نـزارُ عزَائــي؟ >>> مجـــدي يوســـف


    في رثاء نزار قباني شاعر
    العروبة الذي رثاها
    من سنين


    من أين أبدأ يا نزارُ عَزائي؟.....

    ..... يا أمّة الأشعار ِ،والشّعراءِ

    يا قِبلةَ العشّاق صلّى صوبها.....

    ..... أهلُ الغرام على وجيب بكاءِ

    كلٌّ له حِبّ أضاع وفاءه.....

    ......والليلُ مِشنقةٌ على التّعساءِ

    يا حارسَ الكلماتِ بين خُدورها.....

    .....يا ساقياً غضّ الحروف إزائي

    حتّى غدتْ صفصافةَ البؤساءِ.....

    ......ولكم يُراقص صوتُها إصغائي

    أسّستَ صرحاً للفنـون بربوة ٍ.....

    .....شمّــاءَ شابه ركنُه إنشائي

    ما البحتريّ ُبحــاملٍ مفتـاحَه.....

    .....كلا ّولا الطّائيّ تحت لواء ِ

    يا جامعاً كلّ المعاني في الهوى.....

    ..... مازال يُسحر بالقصيد سمائي

    *

    يا عاشقَ التاريخ في غرناطةٍ.....

    .....وقرونِ مجدٍ سبعةٍ كسناء ِ

    نبّهتَ في الماضي عيونَ أميّةٍ.....

    .....وحملتَ للدنيا سنا الحمراءِ ِ

    ما زال يُضنيك الحنينُ لطارق ٍ.....

    ..... والجيشُ شلالٌ على الجوزاء ِ

    قد جاء يزأرُ من عُباب الماءِ.....

    .....يطوي الفضاءَ بخيله الغرّاء ِ

    فترجّلتْ تلك الهضابُ لوقعه.....

    .....وتحشرجتْ بالدّمع عند لـقاء ِ

    إني انتظرتُك طارقي بين الرّبى.....

    .....أعيا فؤداي جهشةُ البُسَطاء ِ

    والليـلُ قضبانٌ لكلّ مُحيّـر.....ٍ

    .....والفجر عنوانٌ على الأشلاء ِ

    *

    سيناءُ هل تنسى زماناً دامياً.....

    .....صُلبتْ به والطيرُ في الأجواء ِ

    والقدسُ ملقاةٌ على عَتباتهم.....

    .....لم يفتدوها ليــلةَ الدّخلاء ِ

    قد مزّقوا منها بكارة مريمٍ.....

    .....وتناوبوا الطّعنات كالأعداء ِ

    أنّى لهم أن يستعيدوا طُهْرها.....

    ..... وهمُ على الغبراء محضُ هباء ِ؟

    لو أنهم يشرون نفساً حرّةً.....

    .....صلّوا إليها ليلة الإسراء ِ

    وجدودُهم كم قبّلوا أقدامها.....

    ..... أثوابَها ما بينَ كل ّ نداء ِ

    خانوا أماناتِ الجدود،وأطفؤوا.....

    ..... في تينك العينين وهْجَ فداء ِ

    *

    بيروتُ ما عادتْ لنا غجريّةً.....

    ..... سمراءَ ماستْ في ربى الفيحاء ِ

    قد جاءها الشعراءُ عبّادُ الهوى.....

    .....من كلّ وادٍ تحت كلّ سـماء ِ

    يتسابقون إلى خطاها صبوةً.....

    .....والعشق ممنوعٌ على التعساء ِ

    بيروتُ صارتْ هِرّةً أكلتْ بنيــهاـ.....

    ..... إنها سيفٌ على الضعفاء ِ

    بلقيسُ قد قُتلتْ ،وهل في قتلها.....

    .....عَوْدُ البطولة من سنين ِضياء ِ؟

    *

    يا سيّدي أتُرى دمشقُ أسيفةً.....

    .....تبكي على ذاك الفتى بدماءِ؟

    الفلّ يعرف عشقَه والياسميـنُ.....

    ..... ولوعةُ الكُبـّاد قبل الماء ِ

    ما أنصفتك دمشقُ يوم جعلتَها.....

    .....فوق الثّرى في مفرَق الجوزاء ِ

    ورمتك في وضَح النهار بطعنة.....ٍ

    .....نجلاءَ كانت في اليد السوداء ِ

    والرّوحُ منك حمامة ٌخفّاقةٌ.....

    .....وعيونها مشـغولةٌ بوفاء ِ

    تتلو على الأزمان آيات ِالفدا.....

    .....من سورة الإنسان والبؤساء ِ

    ويظلّ يعزف بالفضا مزمُارها.....

    .....ما أعذبَ الأصداءَ في الأرجاء ِ!

    رحِم الفتى ربّ غفورٌ إنـــّه.....

    .....عاش الحياة برفقة الشهداء ِ

    *

    لم تنسَ دِجلةَ والفرات على النّوى.....

    ..... أبـداً ولا بغـداد بعد تناء ِ

    أو وشوشاتِ النّخل عند حِجالها.....

    .....أو نافحاتِ الطيـب من إرخاءِ ِ

    وحضارةً كبرى تميس على الذرى.....

    .....والريـحُ تسـترها بخير كساء ِ

    بغدادُ ما عادتْ نزارُ،كعهدها.....

    ..... تلك المليـكةَ فوق عرش الماء ِ

    واستوطن الأعداء عند وِسادها.....

    ..... لم يتركوا حتّى مزيـق َ رداء ِ

    مضَغوا السنابلَ من بهيّ ضفيرها.....

    ..... لكأنّها قَصَـبٌ ودون لحاء ِ

    واستملكوا الأعنابَ من أثدائها.....

    .....حتّى جرى العُنّابُ من أحشاءِ ِ

    من تاجها سرقوا شموس صباحها.....

    .....وَنجَـوم بهجتها،وليل بهـاء ِ

    والبدرَ مبتسماً على الأنحاء.....ِ

    .....والشعرَ ناياً في فم الشعراء ِ

    من صدرها سلبوا قلائدَ بابلٍ.....

    ..... آشـورُ أين معالمُ القدماء ِ؟

    ودمُ الحسين بكربلاءَ جريمة ٌ.....

    .....عـادتْ تفجّـره عَصا الأُجَراء ِ

    بغداُد يا وجَع العصور السّومريّةِ.....

    ..... وارتعاشاتِ الربى الخضراء ِ

    بغدادُ أمستْ في الليالي نجمةً.....

    .....لا البدرُ يرعى هاتفَ الأصداء ِ

    عمياءَ قد سُكبتْ زيوتُ سراجها.....

    .....شلاّءَ قد سقطتْ من العلياء ِ

    *

    ولّى نزارٌ في الصّباح كعابرٍ.....

    .....وعلى الجبين طـهارةُ الغرباء ِ

    جرحُ العروبة في حنايا روحه.....

    .....كم بات مصلوباً على الأشياء ِ

    عُدْ يا نزارُ،لكي ترى ما قد جرى.....

    .....هذي بلادي في دجى الأهواء ِ

    سِتون عاماً ،تشتكي أكبالها.....

    ..... رضَع الغزاة حليبها بهناء ِ

    بات الظلام يجرّها من شعرها.....

    .....والدربُ أخطرُ والجميعُ مُراء ِ

    ستوّن عاماً،والبطولةُ مركبٌ.....

    ..... والموجُ إعصارٌ على الأبناء ِ

    ستّون عاماً،لم نحرّر رايةً.....

    .....رُكزتْ على الأشلاء والأشلاء ِ

    عادتْ بنا الستونَ أكثرَ فرقةً.....

    .....وغدا الشتاتُ بلحمنا كالداء ِ

    وتقطّع الجسدُ القويمُ على الخطى.....

    .....نصفينِ هل يحيا بلا استشفاء ؟

    ماذا أقول حبيبتي وأنا الذي.....

    ..... هدّ الأحبّةُ أضلعي ورجائي؟

    القدسُ خلفَ ظهورنا مسروقةٌ.....

    .....والعُرْبُ أقوامٌ من الغُفَلاء ِ

    ماذا نقول لمن تساوُوا في غَرام.....

    ..... حبيبتي بالسّهد ِوالأقذاء ِ؟

    في كلّ دربٍ غربةٌ وحكايةٌ.....

    .....والناسُ والآلاتُ في استغناء ِ

    هذي فلسطينٌ فلمّوا شملها.....

    .....هيَ أمّكمْ من بعد طول تناء ِ

    هذا قصيدي فاقرؤوا من وجهه.....

    .....صور الضّحايا قد قضَوا بوفاءِ

    هذي حروفي، فامسحوا من خدّها.....

    ..... دمع الثّكالى في الرّبى السوداء ِ

    هذا فؤادي، فاعذروا أعتَابه.....

    .....فالعاشقون َقبيـلةُ الرّحماء ِ
    ≈ ≈ ≈

    «مجدي يوسف»
    خالص ودي
    التعديل الأخير تم بواسطة مجدي يوسف; الساعة 12-06-2010, 16:52.
  • زياد بنجر
    مستشار أدبي
    شاعر
    • 07-04-2008
    • 3671

    #2
    شاعرنا المبدع " مجدي يوسف "
    إنَّه أحد شعراء العربيَّة العظماء رغم الخلاف حول أغراضه الشعريَّة
    و قاموسه الشعريَّ لا مثيل له ، و أراك أبدعت إذ خرجت من رثائه إلى رثاء
    العواصم العربيَّة الحيَّة الميْتة
    لشعرك رونقه الآسر و تدفُّقه البديع ،
    نقرأ المطوَّلات فنملّ و معك نستزيدها
    قصيدة رائعة و لي السبق بتثبيتها قمراً في سماء الشعر
    دمت بخير من الله و عافية
    لا إلهَ إلاَّ الله

    تعليق

    • عواطف كريمي
      شاعرة وأديبة
      • 22-12-2009
      • 656

      #3
      أخي العزيز مجدي ذكّرتني قصيدتك بنزار القباني وبجرأته في تناول موضوع القضيّة العربيّة ...هو قد تسائل:متى يعلنون وفاة العرب؟؟ وها إنّك تزفّ له عزاءها وهي الميتة منذ زمن ولا حياة لمن تنادي...أسراب موتى وما ماتوا وما قُبروا...أبدعت في وصف واقع الدمار والشتات والمآسي وجسّدت بصدق وعمق ما آلت اليه خير أمّة أخرجت للناس على مرّ السنين والنكبات...وقد فعلها من قبل نزار الذي ما انفكّ يواجه العرب بعارهم وخزيهم وهاهي أجيال تأتي بعده لترفع نفس الشعار وتتألم كما تألّم وتستصرخ الهمم كما فعل وترفع صوتها لتردّد عاليا لماذا يا أمّةالعرب لماذا كلّ هذا الخزي ولمصلحة من؟ ولكن...
      شكرا أخي مجدي على هذه الرائعة التي تستفزّ المشاعر وتنكأ الجراح فما دامت في العالم أصوات ترفض وضمائر تثور وتتألّم وارادات تتوق الى حرية الانسان وكرامته وسلامته فسوف يظلّ الأمل موجودا في غد عربي أفضل تحقّقه سواعد أبناء غزّة والعراق وكلّ أحرار وشرفاء العالم...بورك قلبك ونبضك ودمت أخا ومبدعا وصديقا...مودّتي
      أيا زهرة المجد كوني ربيعا
      فإن الربيع طواه الخراب
      وكوني خلودا، وكوني سلاما
      وإن كان درب السلام سراب

      تعليق

      • عبدالكريم الياسري
        شاعر من العراق
        • 20-05-2010
        • 387

        #4
        الأخ الشاعر الجميل مجدي يوسف
        السلام عليكم
        والسلام على نصك الذي يستحق أن أقبَّل كل كلمة فيه لما يحمله من موضوع
        أخي العزيز
        لقد استرسلت بالموضوع بحرفية عالية
        فكنت مصورا بارعا
        وعازفا رائعاً
        فلقد اخترقت موسيقاك قلبي وروحي
        دمت بهذا العطاء الكبير
        فأنت شاعر قدير لديك الكثير لتعطيه
        دمت أخا وصديقا
        تقبل حضوري السريع
        محبتي واعتزازي
        صفحتي في مركز النور
        http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
        ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
        http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
        صفحتي في دروب
        http://www.doroob.com/?author=1386
        الأيميل k_yasiry@hotmail.com

        تعليق

        • سرور البكري
          عضو الملتقى
          • 12-12-2008
          • 448

          #5
          الله عليك شاعرنا المبدع
          مجدي يوسف
          إنها بحق قصيدة مدويّة فكل ما فيها ينطق بالحق وللحق يصدح
          هي حروف وفاء لشاعرنا الأسطوري نزار قباني رحمه الله
          حيث استطعت أن تستحضر عبر سيرة الشاعر كل المآسي والنكبات والآحزان التي يشهدها الواقع المؤلم الذي نحياه ,,
          أبياتكَ شاعرنا مؤثرة ومملوءة بحسٍ شاعري صادق بآهات الأسى
          التي تزفرها قلوبنا منذ هيمنت قوى الظلالة على أوطاننا المسلوبة ,,
          أحييك على هذه الخريدة الجميلة
          ودمتَ محلقاً في دُنا الإبداع

          تعليق

          • ميمونة اليونس
            عضو الملتقى
            • 28-04-2009
            • 106

            #6
            أراك هنا أخي مجدي ترثي الأمة العربية بأسماء وأرقام
            ولا ترثي نزار
            ربما لو عاد نزار
            الآن لأحس بأنه قتل مرتين
            ومات مرتين

            أخي مجدي تقبل مروري واحترامي
            التعديل الأخير تم بواسطة ميمونة اليونس; الساعة 12-06-2010, 17:45.
            [IMG]http://www.qplqp.com/uploads/images/qplqp.com-2410acbbfb.gif[/IMG]

            تعليق

            • خالد شوملي
              أديب وكاتب
              • 24-07-2009
              • 3142

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مجدي يوسف مشاهدة المشاركة
              مِنْ أَينَ أَبدأ ُيا نزارُ عزَائي؟




              في رثاء نزار قباني شاعر


              العروبة الذي رثاها


              من سنين



              [align=center][table1="width:95%;background-color:white;"][cell="filter:;"][align=center]


              من أين أبدأ يا نزارُ عزائي



              يا أمّة الأشعار ،والشعراءِ؟



              يا قِبلةَ العشّاق صلّى صوبها


              أهلُ الغرام على وجيب بكاءِ



              كلٌّ له حِبّ أضاع وفاءه ،


              والليلُ مِشنقةٌ على التّعســاءِ



              يا حارسَ الكلماتِ بين خُدورها


              يا ساقياً غضّ الحروف إزائي



              حتّى غدتْ صفصافةَ البؤساءِ


              ولكم يُراقص صوتُها إصغائي



              أسّستَ صرحاً للفنـون بربوة ٍ


              ٍ شمّــاءَ شابه ركنُه إنشائي



              ما البحتريّ ُبحــاملٍ مفتـاحَه


              كلا ّولا الطّائي تحت لواء ِ




              يا جامعاً كلّ المعاني في الهوى


              مازال يُسحر بالقصيد سمائي


              *


              يا عاشقَ التاريخ في غرناطةٍ


              وقرونِ مجدٍ سبعةٍ كسناء ِ



              نبّهتَ في الماضي عيونَ أميّةٍ


              وحملتَ للدنيا سنا الحمراءِ ِ



              ما زال يُضنيك الحنينُ لطارق ٍ


              والجيشُ شلالٌ على الجوزاء ِ



              قد جاء يزأرُ من عُباب الماءِ


              يطوي الفضاءَ بخيله الغرّاء ِ



              فترجّلتْ تلك الهضابُ لوقعه


              وتحشرجتْ بالدّمع عند لـقاء ِ



              إني انتظرتُك طارقي بين الرّبا


              أعيا فؤداي جهشةُ البُسَطاء ِ





              والليـلُ قضبانٌ لكلّ مُحيّـرٍ


              والفجر عنوانٌ على الأشلاء ِ


              *


              سيناءُ هل تنسى زماناً دامياً


              صُلبتْ به والطيرُ في الأجواء ِ



              والقدسُ ملقاةٌ على عَتباتهم


              لم يفتدوها ليــلةَ الدّخلاء ِ


              قد مزّقوا منها بكارة مريمٍ

              وتناوبوا الطّعنات كالأعداء ِ



              أنّى لهم أن يستعيدوا طُهْرها


              وهمُ على الغبراء محضُ هباء ِ؟



              لو أنهم يشرون نفساً حرّةً


              صلّوا إليها ليلة الإسراء ِ



              وجدودُهم كم قبّلوا أقدامها


              أثوابَها ما بينَ كل ّ نداء ِ




              خانوا أماناتِ الجدود،وأطفؤوا


              في تينك العينين وهْجَ فداء ِ


              *


              بيروتُ ما عادتْ لنا غجريّةً


              سمراءَ ماستْ في ربا الفيحاء ِ



              قد جاءها الشعراءُ عبّادُ الهوى


              من كلّ وادٍ تحت كلّ سـماء ِ



              يتسابقون إلى خطاها صبوةً


              والعشق ممنوعٌ على التعساء ِ



              بيروتُ صارتْ هِرّةً أكلتْ بنيـ


              هـا إنها سيفٌ على الضعفاء ِ



              بلقيسُ قد قُتلتْ ،وهل في قتلها


              عَوْدُ البطولة من سنين ِضياء ِ؟


              *


              يا سيّدي أتُرى دمشقُ أسيفةً


              تبكي على ذاك الفتى بدماءِِ؟



              الفلّ يعرف عشقَه والياسميـ


              نُ ولوعةُ الكُبـّاد قبل الماء ِ



              ما أنصفتك دمشقُ يوم جعلتَها


              فوق الثّرى في مفرَق الجوزاء ِ



              ورمتك في وضَح النهار بطعنة ٍ


              نجلاءَ كانت في اليد السوداء ِ


              والرّوحُ منك حمامة ٌخفّاقةٌ

              وعيونها مشـغولةٌ بوفاء ِ



              تتلو على الأزمان آيات ِالفدا


              من سورة الإنسان والبؤساء ِ



              ويظلّ يعزف بالفضا مزمُارها


              ما أعذبَ الأصداءَ في الأرجاء ِ!



              رحِم الفتى ربّ غفورٌ إنـــّه


              عاش الحياة برفقة الشهداء ِ


              *




              لم تنسَ دِجلةَ والفرات على النّوى


              أبـداً ولا بغـداد بعد تناء ِ



              أو وشوشاتِ النّخل عند حِجالها


              أو نافحاتِ الطيـب من إرخاءِ ِ



              وحضارةً كبرى تميس على الذرى


              والريـحُ تسـترها بخير كساء ِ



              بغدادُ ما عادتْ نزارُ،كعهدها


              تلك المليـكةَ فوق عرش الماء ِ



              واستوطن الأعداء عند وِسادها


              لم يتركوا حتّى مزيـق َ رداء ِ



              مضَغوا السنابلَ من بهيّ ضفيرها


              لكأنّها قَصَـبٌ ودون لحاء ِ



              واستملكوا الأعنابَ من أثدائها


              حتّى جرى العُنّابُ من أحشاءِ ِ





              من تاجها سرقوا شموس صباحها


              وَنجَـوم بهجتها بليل بهـاء ِ



              والبدرَ مبتسماً على الأنحاء ِ


              والشعرَ ناياً في فم الشعراء ِ



              من صدرها سلبوا قلائدَ بابلٍ


              آشـورُ أين معالمُ القدماء ِ؟



              ودمُ الحسين بكربلاءَ جريمة ٌ


              عـادتْ تفجّـره عَصا الأجراء ِ


              بغداُد يا وجَع العصور السّومريّ

              ةِ وارتعاشاتِ الربا الخضراء ِ



              بغدادُ أمستْ في الليالي نجمةً


              لا البدرُ يرعى هاتفَ الأصداء ِ



              عمياءَ قد سُكبتْ زيوتُ سراجها


              شلاّءَ قد سقطتْ من العلياء ِ


              *




              ولّى نزارٌ في الصّباح كعابرٍ


              وعلى الجبين طـهارةُ الغرباء ِ



              جرحُ العروبة في حنايا روحه


              كم بات مصلوباً على الأشياء ِ



              عُدْ يا نزارُ،لكي ترى ما قد جرى


              هذي بلادي في دجى الأهواء ِ



              ستون عاماً تشتكي أكبالها


              رضَع الغزاة حليبها بهناء ِ



              بات الظلام يجرّها من شعرها


              والدربُ أخطرُ والجميعُ مُرائي


              ستوّن عاماً والبطولةُ مركبٌ

              والموجُ إعصارٌ على الأبناء ِ



              ستّون عاماً لم نحرّر رايةً


              رُكزتْ على الأشلاء والأشلاء ِ




              عادتْ بنا الستونَ أكثرَ فرقةً


              وغدا الشتاتُ بلحمنا كالداء ِ



              وتقطّع الجسدُ القويمُ على الخطا


              نصفينِ هل يحيا بلا استشفاء ِ؟



              ماذا أقول حبيبتي وأنا الذي


              هدّ الأحبّةُ أضلعي ورجائي؟



              القدسُ خلفَ ظهورنا مسروقةٌ


              والعُرْبُ أقوامٌ من الغُفَلاء ِ



              ماذا نقول لمن تساوُوا في غَرا


              م حبيبتي بالسّهد ِوالأقذاء ِ؟



              في كلّ دربٍ غربةٌ وحكايةٌ


              والناسُ والآلاتُ في استغناء ِ



              هذي فلسطينٌ فلمّوا شملها


              هيَ أمّكمْ من بعد طول تناء ِ




              هذا قصيدي فاقرؤوا من وجهه

              صور الضّحايا قد قضَوا بوفاء ِ


              هذي حروفي، فامسحوا من خدّها


              دمع الثّكالى في الرّبا السوداء ِ



              هذا فؤادي، فاعذروا أعتَابه


              فالعاشقون َقبيـلةُ الرّحماء ِ






              مجدي يوسف




              [/align][/cell][/table1][/align]

              الشاعر القدير مجدي يوسف يتحفنا في هذا الأسبوع بقصيدة ثانية رائعة.

              إن هذا الأبداع المزهر كالياسمين جذوره القدرة الشعرية الراسخة والروح الشاعرية الراقية التي يتمتع بها الشاعر المبدع مجدي يوسف.

              إن ما يملكه الشاعر من نفس شاعري طويل وصور شعرية رائعة تبشر بما يمكن أن يقدمه شاعرنا المبدع في الإرتقاء بالمشروع الشعري العربي.

              أخي وصديقي الحبيب مجدي يوسف تقبل تقديري وإعجابي

              دمت رائعا!

              خالد شوملي
              متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
              www.khaledshomali.org

              تعليق

              • يسري راغب
                أديب وكاتب
                • 22-07-2008
                • 6247

                #8
                شاعر المجد
                مجدي تالقت نزاريا
                فكنت في قاموسه قبطانا
                مابين الهوى والحب
                كانت عذوبته للاجيال مدارا
                وكانت قصيدته للوطن قضيته
                فكانت غرناطة وامية ودمشق مزاره
                والقدس قبلته وبغداد اشتياقه
                بلقيس التي استشهدت في بيروت عراقية
                والكل اصابه الجرح الما مباحا
                نزار هنا بين اناملك مجدا قلته ماجدا
                وانت للمجد لك صولاتك
                شاعر من غزة تفك حصارها ابداعا
                وتعطي لتمور الدير بلحا طيب المذاق
                اخي العزيز
                وابن مدينتي
                والشاطيء
                والقافلة
                والميناء
                ابن القضية تكتبها ملحمة مطولة اقتدارا
                دمت نشيدا وطني
                كموطني
                سناء وبهاء
                دمت مجدي سالما منعما وغانما مكرما

                تعليق

                • حورية إبراهيم
                  أديب وكاتب
                  • 25-03-2009
                  • 1413

                  #9
                  يا أخي يوسف قصيدتك جمعت بين رثائين .
                  رثاء نزار ورثاء للعربان .قصيدة جامعة مانعة شاملة للجغرافيا العربية المحتلة وللتاريخ الشاهد ، على عصر الخيبات وبني الأصفار .
                  أبدعت بيراع تخللته حسرة وأسف على مراثينا وأراضينا .المغتصبة .التي بكاها الشعراء قبل الكتاب .ماذل عساني أن أقول في قصيدة ذات نفس طويل ؟؟
                  رصينة تلك الكلمات .رخيمة تلك العبارات الوهاجة التي تشدك شدا وأنت تتابع القراءة .وأراها معلقة بل ملحمة شعرية فلسطينية لايشق لها غبار في عالم الشعر الحديث .تحمل حسرة دفينة على ما نحن عليه بعد رحيل شاعرنا نزار قباني الذي كرس شعره في أواخر حياته من أجل شعر القضية والمجاهرة بعتاب العرب الخنوعين ،وقد ذكرتني أخي بقصيدته " المهرولون " ..وكنت خير خلف لخير سلف من أقلام العرب الملتزمين لقضيتهم الأم .الوجع العربي ، ومن دون مبالغة في القول أراني قرات أجمل قصيدة في هذا الملتقى ..
                  لذلك أحييك وأقول لك بالمختصر المفيد نص فاخر بكل المعايير ..لغة ووصفا وتركيبا وصورا ومعاني .من مبدع يسرد لنا بفنية غرض الرثاء مشاعرنا نيابة عنا .وقد تكون لسان حالنا جميعا أيها الفلسطيني الحر .واصل هديرك فما أحوجنا إليه ...
                  دمت متألق الحرف بكل بهاء وشموخ .
                  تحيتي .
                  إذا رأيت نيوب الليـث بارزة <> فلا تظنـــن ان الليث يبتســم

                  تعليق

                  • ماجى نور الدين
                    مستشار أدبي
                    • 05-11-2008
                    • 6691

                    #10


                    الشاعر المبدع والأخ العزيز الأستاذ مجدي ،،،

                    مرحبا بإطلالة الشعر العميقة وقد جمعت خيوط

                    نزار بين روحك وفكرك فصغت مرثية شديدة

                    الذكاء والحرفية الشعرية ، فقد خرجت عن المألوف

                    في الرثاء وتوجيه كل كلماتك إلى الشاعر الجميل

                    نزار ولكنك أمسكت بخيوط صرخاته الموجهة

                    إلى الأمة العربية من خلال العديد من قصائده

                    ورثيته بالافصاح عما وصل إليه حالنا ورددت

                    صرخاته وعبرت عن صدقها بطرح نتاج ماكان

                    من أمرها ، وهذه قدرة فكرية تحسب لك في مضمار

                    الشعر الحديث ..

                    ما أعمق تعبيراتك وصورك الشعرية التي ارتكزت

                    على مخيلة خصبة الصور عميقة التراكيب وكأنك

                    تغترف من نهر فياض بالجمال والعذوبة والشجن

                    الخلاب الذي صاحب الحالة الشعورية وقت

                    كتابتك للقصيدة ...

                    من أجمل ما قرأت لك ويلحظ الجميع تطور أدواتك

                    من قصيدة إلى أخرى وكأنك ترتقي سلم الشعر لتصل

                    إلى القمة مستقبلا ، وهذا يبشر باحتلالك مكانة عالية

                    على الساحة الشعرية عما قريب ..

                    فإلى مزيد من التوفيق والسمو الشعري والارتقاء

                    إن شاء الله وننتظر جديدك بشغف ..

                    تقديري واحترامي










                    ماجي

                    تعليق

                    • رنا خطيب
                      أديب وكاتب
                      • 03-11-2008
                      • 4025

                      #11
                      الأستاذ الفاضل و الشاعر الكبير مجدي يوسف

                      في القدس عيون تبكي مشهد الروع العظيم
                      فالأرض مضطربة
                      و صوت الانتقام مرتفعا
                      يقابله صوت في المقاومة منخفضا ..
                      و الأخوة و الجيران من حولها منصرف
                      في لجوة الصمت و الاستسلام
                      تغطي سماءها موجة من الغيوم السوداء
                      فتعيق البصيرة عن مشهد الرؤية .
                      الشجرة المباركة أصبحت وحيدة
                      تتعرض لقرصات البرد و لسعات الشمس
                      تنتظر موعد رحيلها
                      فلا مؤذن ينادي إلى التجمع و الصلاة ..
                      بل هو وحده مفرق الجماعات
                      الذي يعلو صوته فوق كل الجولات.

                      في الحقيقة لم تلقى عين النفس منذ زمان مثل هذا الشعر النابض بالحياة .. إنها لوحة غزلت ألوانها من فسيفساء المعاني النفيسة ، و رغم حزن الحروف و المشهد الرثائي إلا أنها كانت رائعة ..

                      تقبل مروري رغم بعثرة حروفي في متصفحك لكن مهما بعثرنا يبقى الصمت في محراب هذه القصيدة أفضل من الكلام

                      دمت بود
                      رنا خطيب

                      تعليق

                      • صادق حمزة منذر
                        الأخطل الأخير
                        مدير لجنة التنظيم والإدارة
                        • 12-11-2009
                        • 2944

                        #12
                        أخي الشاعر العروبي مجدي يوسف

                        لقد كان نزار الشاعر الأمير الدمشقي .. وكانت العروبة في دمه مؤشرا
                        دائما على استمرار الحياة والنبض لديه , ولقد كان للأمير الدمشقي
                        ثوراته الشعرية الرثائية عقب كل هزيمة ألمت بالأمة شأن جميع الأبناء الغاضبين ..


                        وكنت أنت هنا حاضرا بكل وجوه الهزائم .. مع أن غزة ما ترجل فارسها بعد ..!

                        وما عهدتك إلا منافحا ثابتا مقداما .. كغزة وكل أبناء فلسطين .. لا يثنيك ولا يردعك رادع
                        ولهذا أنا دائما لست مع جلد النفس .. بل مع تسجيل شرف الوقوف للأمة بعد كل كبوة
                        مهما تكالب الأعداء وتواطئ المتخاذلون ..


                        تحيتي وتقديري لك ولشاعريتك




                        تعليق

                        • يوسف أبوسالم
                          أديب وكاتب
                          • 08-06-2009
                          • 2490

                          #13
                          المبدع مجدي يوسف

                          لم يبق لي ما أقوله بعد أن قرأت ما قاله
                          الزملاء والزميلات بحق هذه القصيدة الجميلة
                          ويبقى أن أقول
                          أن القصائد ذات النفس الطويل ربما تشعر القاريء ببعض الملل
                          ولكنها هنا بما حوته من تنويع ومشاهد كسرت رتابة الملل
                          وهذه حرفية تحسب للشاعر

                          كل الشكر لك
                          وتحياتي

                          تعليق

                          • توفيق الخطيب
                            نائب رئيس ملتقى الديوان
                            • 02-01-2009
                            • 826

                            #14
                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            الشاعر مجدي يوسف
                            قصيدة بديعة بنفس شعري طويل , أعدت لنا أيام نزار قباني الشاعر العربي الذي يعتبر أحد أفضل الشعراء في العصر الحديث .
                            إن مزج الرثاء بما يحدث في الحاضر ووصف الواقع الحالي المرير قد أضفى على قصيدتك قيمة تاريخية إضافة إلى قيمتها الأدبية , وهذا هو المطلوب من الشعراء .
                            أخي مجدي حاورت نزارا بعد رثائه فأبكيته وآلمته في قبره .
                            دمت مبدعا
                            توفيق الخطيب

                            تعليق

                            • مصطفى خيري
                              أديب وكاتب
                              • 10-01-2009
                              • 353

                              #15
                              الشاعر العزيز
                              الاخ مجدي يوسف المحترم
                              قصيدة عن نزار نقلت فيها مشاعرنا
                              فكلنا احتوانا اشعره العاطفية والوطنية
                              وانت كشفت لنا عن نزار الذي فينا
                              فابدعت واجدت وامسكت كل الموازين بين حروفك
                              تحيتي وتقديري

                              تعليق

                              يعمل...
                              X