
كتب مصطفى بونيف
يا إخواني ..الكلام في الحب ، كلام لذيذ ..ومن منا لا يحب أن بفتح قلبه ، ويتكلم عن الحب ...؟؟ ، من لديه الشجاعة ليحكي لنا عن تجربته - الفاشلة بالتأكيد - في الحب ؟
الذي خرب بيتي هو الأخ كاظم الساهر بأغانيه التي تودي في داهية ..زيديني عشقا ، وعلمني حبك ..من كثرة سماعي لأغانيه شعرت بفراغ عاطفي رهيب في حياتي ، فرحت أفتش عن (فارسة أحلامي) إذا صح التعبير ..
فتشت في كل مكان ، وأغاني كاظم لا تفارق أذني ، مع فطور الصباح ، ومع الغدا ، والعشا ، وفي السهرة ، وكان الأخ كاظم كل يوم يذكرني بأني ذكر يحتاج إلى أنثى تلملم شتاته كشظايا البلور المكسور ...
لا هذه طويلة القامة، لا هذه عيونها ضيقة ، لا هذه خرجت مع شاب قبلي أنا أريد واحدة براءة اختراعي ..، لا هذه صوتها عالي ، لا هذه تلبس القصير كثيرا ، لا هده متزمتة في ملابسها وطريقة تعاملها ..ماذا أفعل في هذه الحيرة ؟؟ ممكن شروطي قاسية نوعا ما ، كل هذا ولا يزال الأخ كاظم يصرخ في أذني ..وأنا محتاج لامرأة أبكي بين ذراعيها مثل العصفور ...فعلا أكثر شيئ أحتاج إليه في العادة عندما ابكي هو صدر امرأة حنون ..فلطالما بكيت صغيرا واسكتني الصدر الحنون ورضعت منه اللبن وسكتت عن البكاء ، وتشاء حكمة الله ان أحتاج إليه وأنا في هذا السن ..
وحشدت كل طاقتي في البحث عن الصدر الحنون ..هذه ثرثارة ، وتلك شديدة الصمت ، وتلك خجولة .كيف سأبكي على صدرها إذن؟..
كل حكايات الحب التي وقعت في التاريخ قرأت عنها ...الأخ جميل بثينة ، وحكاية عشقه الأبدي لبثينة..الرجل أحبها وطلب يدها من والدها الكريم ، الذي رفض طبعا ..وسافر بها من الحجاز إلى الشام ، وطبعا الأخ جميل ..سافر وراءها ،
وأمام إلحاح جميل في عشق بثينة ، سافر بها والدها إلى مصر ...وعمنا جميل لحق بها أيضا ..لا أحد يعرف مشاعر بثينة تجاه جميل بعد كل هذه البهدلة ، أختنا بثينة نطقت عندما توفي جميل متأثرا بعشقه في مصر ، فقالت بيتين من الشعر
وإن ســلوي عــن جـميل لسـاعة * * * مـن الدهـر مـا حانت ولا حان حينها
سـواء علينـا, يـا جـميل بـن معمر, * * * إذا مــت بأســاء الحيــاة ولينهـا
أحسن من لا شيئ ..خرج جميل بثينة من حبه لبثينه ومن الدنيا كلها ببيتين من الشعر ..ليس في الغزل وإنما في الرثاء..
وأعود إلى نفسي ، لا زال كاظم يزن في أذني ، ولا زلت أفتش عن (فارسة أحلامي)...
هذه ارستقراطية ترفع أنفها في السماء ، وتلك لا أحد يعرف إن كان هذا وجهها أم لوحة زيتية من كثرة المكياج ، وتلك فتاة رائعة ولكن أخاها تاجر مخدرات ، وهذه فتاة مثالية ولكن أختها (مش ولا بد) ...هذه جميلة ، وعلى خلق ، فتاة كاملة مكملة لكن المشكلة أنها أخت صديقي ، معقول أن أحب أخت صديقي ستكون قمة النذالة ..
وعشت ليالي أحضن المخدة على طريقة ، الاخ عبد الحليم حافظ في فلم "الوسادة الخالية" ..يقول النساء "ظل رجل ولا ظل حائط " ،، نحن الرجال ماذا نقول ؟؟ هههههههههه " حضن امرأة ولا حضن مخدة " ههههههههههههههههههههههههههههه
حضنت الوسادة حتى أصبحت أغار عليها ..كلما شاهدت الوالد الكريم يستند عليها ، أو أحد إخوتي اركض نحوه ، وأنزع عنه المخدة ، وأنا أقول في قرارة نفسي " أترك المدام بسلام "...
ولا يزال كاظم يغني وأنا افتش عن امرأة ..في الشارع ، وفي أضواء السيارات ...طبعا أنتم تعرفون من هي المرأة التي من الممكن أن تجدها في الشارع في جنح الظلام ، وأضواء السيارات ...
عارفين ليش حكيت هاذ الحكاية .....نلتقى بعد الفاصل هههههههههههههه
من حلقات "المواطن صالح " إذاعة الحرية
مصطفى بونيف
تعليق