كانت أحلام نزيلة أحد المستشفيات على مدى سنوات, كان مستشفى تخصصيا لجراحة الأورام, في ظرف كان البلد فيه يعيش مأساة الانهيار, والاحتلال واختلاط الحابل بالنابل, وضياع القيم والمبادئ .. كانت ترقد هناك في تلك المستشفى باحثة عن علاج ..عن أمل قد تأتي به إحدى اللجان الطبية التي غزت البلد دون فائدة ترتجى.. فحالتها مكلفة وخطرة للغاية، ولا احد يملك الجرأة في إجراء تداخل جراحي يقتلع الجزء المصاب فالأورام تكاثرت فوقه, ولا بد اقتلاعه وزرع جهاز سليم, وهو أمر صعب ونسبة نجاحه 1% فلا يجازف بها حتى طبيب مبتدئ.. خاصة وأنها اقتلعت الطحال وثلاثة أرباع البنكرياس والرحم و..و.. و
***
وتزداد معضلتها اتساعا فتصاب أحلام بجلطات دماغية قلبية, ويضمها السرير طوال هذه السنوات .. وبكثير من الصبر والجهد وعذابات الوجع عادت تحرك يدها وقدمها, غير أن فرص التخلص من الوحش الكامن هناك بين الأحشاء تتضاءل.. تسلم أمرها إلى الله.. تعود لممارسة عشقها القديم..الكتابة وهذه المرة على الشبكة العنكبوتية تحاول قدر إمكانها ألاّ تختلط بأحد.. تبتعد عن الجميع حتى لا تضطر للإجابة عن سر حزنها..!! فجأة! تنبهت إليه سحرها بعبير كلماته, وقوة حجته وتحليلاته الصائبة, فانجذبت نحوه, وفي ذات الوقت كان هو يتابع بعضاً مما تكتب فأعجبه فكرها على الرغم من الحزن البادي فيه، وهكذا بدأ تعارفهما.. لكنها الباحثة دوما عن الحب لم تتوقف عند حد التعارف قررت الوصول إليه.. أصرت على الدخول في صومعته, واختراق حدوده كانت تعرف أن لا وقت لديها للانتظار فالأيام محسوبة ومعدودة.. وفاجأته حين أرسلت إليه برغبتها التعرف, وما أدهشها هو عدم استجابته لها..!!ومر يوم واثنان ولكن في اليوم الثالث وردتها رسالة منه تؤكد استعداده للتعرف هو أيضا وكان اللقاء الأول..!!!
***
منذ الصباح وأحلام لا تملك القدرة على التفكير.. دوامة جديدة تغرق فيها وهي تحاول الخلاص من الوجع الذي يمارس سطوته عليها بلا رحمة.. غدا موعد إجراء تداخل جراحي أخر..تفكر ماذا لو توقفت حياتها هنا ماذا سيفعل احمد..؟
كيف سيعيش وهو المرتبط بها بكل جنونه وعشقه على الرغم من لحظات اللامبالاة التي يظهرها بين حين وحين..
سكون ووجوم يحيط بالأولاد وبكاء خفي ينسل من بين السطور..
تتصل أحلام بطيبها المشرف على وضعها الصحي يصرخ بجنون:
" ولماذا الآن.. لا تجري العملية إن فيها هلاكك.. استمعي إلى صوت العقل قلبك لا يحتمل والورم لم يتحرك من مكانه لا تتحرشي به.. لا تقتلي نفسك..!!"
تبكي وتخاف, وتصاب بالرعب ويصر الأولاد على عدم إجرائها.. والفرصة لا تتكرر مرتين:
- أحمد وحده من سيقول لي ماذا افعل ولكن أين هو أين هو؟؟
يا رب.. لماذا أرى دموعه منثالة على خديه؟؟ أريد معونتك احمد ساعدني لا املك القرار.. وكأنما يشعر احمد بضياعها في تلك اللحظات, فيرسل إليها رسالة تطمئنها عليه لكنها لا تملك غير رد واحد ترسله إليه:
"أعّني وكن معي.."
يلتقيان عبر السطور وبين الحروف تكتب إليه بدموع تغرقها, عما حصل وهو صامت منتظر أن تتم حديثها.. ليكون رده مطابقا للآخرين..
تصر أحلام إنها فرصة تنتظرها منذ سنوات ثلاث لعل فيها الخلاص من هذا الداء.. ويصر احمد أنها إن فعلت ستلقي بنفسها في التهلكة..
تسألها حفيدتها الصغيرة:
- جدتي لماذا تبكين أنا أيضا مثل بابا أريدك معنا فلا تذهبي إلى الطبيب..
اللعنة ترتبك كل الخطوات وتعود إلى نقطة الصفر..!
يتبع
***
وتزداد معضلتها اتساعا فتصاب أحلام بجلطات دماغية قلبية, ويضمها السرير طوال هذه السنوات .. وبكثير من الصبر والجهد وعذابات الوجع عادت تحرك يدها وقدمها, غير أن فرص التخلص من الوحش الكامن هناك بين الأحشاء تتضاءل.. تسلم أمرها إلى الله.. تعود لممارسة عشقها القديم..الكتابة وهذه المرة على الشبكة العنكبوتية تحاول قدر إمكانها ألاّ تختلط بأحد.. تبتعد عن الجميع حتى لا تضطر للإجابة عن سر حزنها..!! فجأة! تنبهت إليه سحرها بعبير كلماته, وقوة حجته وتحليلاته الصائبة, فانجذبت نحوه, وفي ذات الوقت كان هو يتابع بعضاً مما تكتب فأعجبه فكرها على الرغم من الحزن البادي فيه، وهكذا بدأ تعارفهما.. لكنها الباحثة دوما عن الحب لم تتوقف عند حد التعارف قررت الوصول إليه.. أصرت على الدخول في صومعته, واختراق حدوده كانت تعرف أن لا وقت لديها للانتظار فالأيام محسوبة ومعدودة.. وفاجأته حين أرسلت إليه برغبتها التعرف, وما أدهشها هو عدم استجابته لها..!!ومر يوم واثنان ولكن في اليوم الثالث وردتها رسالة منه تؤكد استعداده للتعرف هو أيضا وكان اللقاء الأول..!!!
***
منذ الصباح وأحلام لا تملك القدرة على التفكير.. دوامة جديدة تغرق فيها وهي تحاول الخلاص من الوجع الذي يمارس سطوته عليها بلا رحمة.. غدا موعد إجراء تداخل جراحي أخر..تفكر ماذا لو توقفت حياتها هنا ماذا سيفعل احمد..؟
كيف سيعيش وهو المرتبط بها بكل جنونه وعشقه على الرغم من لحظات اللامبالاة التي يظهرها بين حين وحين..
سكون ووجوم يحيط بالأولاد وبكاء خفي ينسل من بين السطور..
تتصل أحلام بطيبها المشرف على وضعها الصحي يصرخ بجنون:
" ولماذا الآن.. لا تجري العملية إن فيها هلاكك.. استمعي إلى صوت العقل قلبك لا يحتمل والورم لم يتحرك من مكانه لا تتحرشي به.. لا تقتلي نفسك..!!"
تبكي وتخاف, وتصاب بالرعب ويصر الأولاد على عدم إجرائها.. والفرصة لا تتكرر مرتين:
- أحمد وحده من سيقول لي ماذا افعل ولكن أين هو أين هو؟؟
يا رب.. لماذا أرى دموعه منثالة على خديه؟؟ أريد معونتك احمد ساعدني لا املك القرار.. وكأنما يشعر احمد بضياعها في تلك اللحظات, فيرسل إليها رسالة تطمئنها عليه لكنها لا تملك غير رد واحد ترسله إليه:
"أعّني وكن معي.."
يلتقيان عبر السطور وبين الحروف تكتب إليه بدموع تغرقها, عما حصل وهو صامت منتظر أن تتم حديثها.. ليكون رده مطابقا للآخرين..
تصر أحلام إنها فرصة تنتظرها منذ سنوات ثلاث لعل فيها الخلاص من هذا الداء.. ويصر احمد أنها إن فعلت ستلقي بنفسها في التهلكة..
تسألها حفيدتها الصغيرة:
- جدتي لماذا تبكين أنا أيضا مثل بابا أريدك معنا فلا تذهبي إلى الطبيب..
اللعنة ترتبك كل الخطوات وتعود إلى نقطة الصفر..!
يتبع
تعليق