كناية الرشوة : صب الزيت في القنديل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إبراهيم كامل أحمد
    عضو أساسي
    • 23-10-2009
    • 1109

    كناية الرشوة : صب الزيت في القنديل


    [align=justify]
    القنديل هو المصباح والجمع قناديل ويري " لويس معلوف " صاحب معجم " المنجد في اللغة " أنها مأخوذة من اللغة اللاتينية. ويكنون عن الرشوة بقولهم " صب الزيت في القنديل " ويسمون الراشي " المُقندل " والرشوة " القندلة ". وقد وردت الكناية في الشعر فقال " ابن لنكك " :




    أراكم تقلبون الحكم قلباً * إذا ما صب زيت في القناديل



    وقال الزمخشري في كتاب " ربيع الأبرار " : وسموا المصانعة ( الرشوة ) القندلة كما تسمي البرطلة. واستعمل كناية " صب الزيت في القنديل " في الشعر :



    إذا ما صب في القنديل زيت * تحولت القضية للمقندل



    الزمخشري ( جار الله ) : ( 1075 – 1144 م ) ولد في زمخشر من قري خوارزم. كان إمام عصره في اللغة والنحو والبيان والتفسير. سموه جار الله لأنه جاور مكة وكان معتزلي الإعتقاد ومن مؤلفاته : " الكشاف عن حقائق التنزيل " و " أطواق الذهب في المواعظ والخطب " و " أساس البلاغة ".
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة إبراهيم كامل أحمد; الساعة 14-06-2010, 22:32.
    [CENTER][IMG]http://www.almolltaqa.com/vb/picture.php?albumid=136&pictureid=807[/IMG][/CENTER]
  • محمد فهمي يوسف
    مستشار أدبي
    • 27-08-2008
    • 8100

    #2
    قنديل عربية .

    الأخ الأستاذ إبراهيم كامل أحمد
    أشكرك على الكناية اللطيفة التي أوردتها نقلا عن معجم ( المنجد في اللغة )
    للمعلوف ( صب الزيت في القنديل ) ,
    وما قال به الزمخشري عن ( الرشوة والمصانعة ) وما يفعلانه بالأحكام وقلب القضايا .
    =============

    ولكن جذر الكلمة أخي الكريم أو أصل مادتها : الفعل الرباعي ( قندل )
    موجود في العربية ؛
    قال ابن منظور في باب ( قندل ) : في لسان العرب

    قَنْدَل الرجلُ: مَشى في استرسال.

    وجاء في القاموس المحيط :

    قندل الرجل في مشيته : مشى في استرخاء واسترسال .
    وقول أُميَّة بن أَبي عائذ:

    فذلك يومٌ لَنْ تُرى أُمُّ نافِعٍ =على مُثْفَنٍ من وُلْدِ صَعْدة قَنْدَل.

    قال: يجوز أَن يكون أَراد بمُثْفَن عظيمَ الثَّفِنات أَو الشديدَها، يعني حماراً.

    وعندما ذكر الزمخشري ( البرطلة ) بمعنى ( الرشوة ) صراحة : لم يذكر معها ( القندلة ).
    وقد ورد في القاموس المحيط :
    برطل الرجل ؛ أي رشاه .
    وسمعت من بعض الناس وهم يكنون عن سوء الوقت أو الحال
    أو الموقف يقولون :( ليلة مقندلة ) يريدون سوداء سيئة .
    وكلمة مقندلة اسم فاعل للمؤنث من ( قندل ) على وزن (مفعللة ). و( قندلة ) مصدر الفعل الرباعي ( قندل ) مثل جندل جندلة , وهرول هرولة ...... وهكذا .
    ============

    والله تعالى أعلم


    تعليق

    • إبراهيم كامل أحمد
      عضو أساسي
      • 23-10-2009
      • 1109

      #3
      [align=justify]
      أستاذنا الكريم محمد فهمي يوسف

      الشكر لك أستاذي لما تلقانا به من حفاوة وترحيب وما تعاملنا به من أدب جم وخلق دمث وما تفيضه علينا من علمك الزاخر.

      أستاذي الكريم لقد قال صاحب " المنجد " إن كلمة قنديل مأخوذة من اللغة اللاتينية أما الكناية فأوردها شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري ( 977 - 1069 هـ. ) في كتابه " شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل " و " البرطلة " وردت في المثل الشعبي " البرطيل شيخ كبير " وقد استخدمت كلمة " البذل " أيضاً بمعني الرشوة وقد استخدم الكلمتين الصديق الأستاذ الدكتور أحمد عبد الرازق أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة عين شمس في كتابه " البذل والبرطلة في عصر سلاطين المماليك " وقد حصل به علي جائزة الدولة.. واشتقوا من الكلمة فعل برطل. وفعلاً يقول العوام ليلة مقندلة كما تفضلت للتعبير عن الليلة السوداء وأحسب أن هذا يرجع إلي لطف المصريين وعدم جهرهم بالسوء من القول وكان العرب يكنون عن " اللديغ " بقولهم " السليم " ويكنون عن ملك الموت بتسميته " أبو يحيي ". شكراً أستاذي الغالي إن التواجد في حضرتك شرف كبير حيث تشع ضياءات العلم وأنوار المعرفة.. دمت لنا أستاذاً معلماً نقتبس من علمك ونتأدب بخلقك العظيم.
      [/align]
      [CENTER][IMG]http://www.almolltaqa.com/vb/picture.php?albumid=136&pictureid=807[/IMG][/CENTER]

      تعليق

      • منذر أبو هواش
        أديب وكاتب
        • 28-11-2007
        • 390

        #4
        في البلاغة الليلة المقندلة والمنعدمة القناديل سيان ...

        أخي الحبيب،

        لا أعتقد أن في "الليلة المقندلة" مجاز تلطيفي، لأنه لا يوجد في "فعل القندلة" قبح ظاهر حتى نقوم بتلطيفه أو تجميله أو تحسينه أو تهذيبه، بل أعتقد أن الأمر هو من باب حمل النقيض على معنى نقيضه كما يفعل سائر العرب عندما يسمون المتضادين باسم واحد، فنستخدم عبارة "ليلة مقندلة" لوصف الليلة المنعدمة القناديل.

        الحمل على النقيض هو نوع من أنواع الحمول، وهو فرع من فروع القياس، وضرب من ضروب الاشتراك في اللغة العربية. مثال ذلك : الأزر: القوة والضعف، السبل: الحلال والحرام، الحميم: الماء البارد والحار، المولى: السيد والعبد، الرس: الإصلاح والفساد ....الخ.

        وقد علل النحاة ظاهرة الحمل على النقيض بأن الشيء إذا ذكر تبادر نقيضه إلى الذهن، ولأن النقيض أقرب إلى البال من الألفاظ التي ليست أضداداً، لأن النقيضين متقابلان، فيصح تنزيل النقيضين منزلة المثلين، ويحمل أحدهما على الآخر كما يحمل على نظيره. كما أن من شأن النقيض أن يزيد نقيضه في المعنى وضوحاً وبياناً. وهذا ما عبر عنه الشاعر بقوله :

        ضدان لما استجمعا حسنا --- والضد يظهر حسنه الضد

        ودمتم،
        [align=center]

        منذر أبو هواش
        مترجم اللغتين التركية والعثمانية
        Türkçe - Osmanlıca Mütercim
        Turkish & Ottoman Language Translator
        munzer_hawash@yahoo.com
        http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg/

        [/align]

        تعليق

        • محمد فهمي يوسف
          مستشار أدبي
          • 27-08-2008
          • 8100

          #5
          أخي العالم الجليل الأستاذ منذر أبوهواش
          تقديري الكبير لمداخلتكم القيمة
          عن ( الليلة المقندلة )
          بتوضيح ظاهرة الحمل على النقيض في البلاغة العربية . ولقد أفدتني بتذكر هذه المعلومة التي غابت عني بعد سني الدراسة البعيدة , ولقد تذكرت أستاذي رحمه الله الدكتور بدوي طبانه أستاذ البلاغة وهو يشرحها لنا .
          واسمح لي أن أؤكد لكم أن هذا التركيب المعروف في بعض البلاد العربية ( الليلة المقندلة ) يعني : ليلة قليلة الخير , أو سوداء سيئة ؛ في مقصود المتحدث بها عن طريق المجاز اللغوي بالكناية البلاغية عن صفة .
          وتقال عند الثورة والغضب من قول شيء أو فعل شيء يثير الشخص مع من يحدثه حول أمر من الأمور .
          ويمكن كما تفضلت أن تحمل على ذكر النقيض في حالة ذكر لفظ ضد نقيضه
          مثل النماذج التي أوردتها
          : (الأزر: القوة والضعف، السبل: الحلال والحرام، الحميم: الماء البارد والحار، المولى: السيد والعبد، الرس: الإصلاح والفساد ....الخ.)
          أما في حالة التركيب اللغوي لعبارة فالأكثر استخداما أن يراد بها معنى مكنى عنه في باب الكناية البلاغية . مثال ذلك ( كثير الرماد , طويل النجاد ....إلخ)

          والله تعالى أعلم .

          تعليق

          • محمد فهمي يوسف
            مستشار أدبي
            • 27-08-2008
            • 8100

            #6
            وعن ( الليلة السوداء المقندلة )
            يقولون أيضا عندنا :

            ( ليلتك أسود من قرن الخروب ) !!

            مع أني أحب الخروب ومشروبه .

            فما هي العلاقة بين سوء الليلة وسواد قرن الخروب .؟!

            تعليق

            • إبراهيم كامل أحمد
              عضو أساسي
              • 23-10-2009
              • 1109

              #7
              [align=justify]
              أستاذنا الكريم منذر أبو هواش

              كم يسعدني أن تستجلب كلماتي مشاركاتك القيمة وإضافاتك الثرية.. دمت بكل خير.
              [/align]
              [CENTER][IMG]http://www.almolltaqa.com/vb/picture.php?albumid=136&pictureid=807[/IMG][/CENTER]

              تعليق

              يعمل...
              X