الهدم ليس انتهاء
( ليست شعراً .. لكنها صرخة طفل فلسطيني هدمت معاول الهدم الإسرائيلية بيته )

هللي
يا ربا القدس الشريفة و اسعدي
و بددي كل المخاوف بددي
فالهدم لا يعني النهاية
و كل بيتٍ هدَّموه
غداً يقص لهم حكاية .
و كل نافذةٍ أطلوا بها على الجرح العميقِ
تصير آية .
و كل بابٍ كسَّروه
ليسرقوا أحلام من في الدار يغدو
في حناجرهم سيوفا .
فاصبري و تجلدي
و رددي زغاريد فرحك .. رددي
فكل شبرٍ كان يشهد أن فيه مولدي
ملعبي و مرقدي
سيصير جمراً فاشهدي .

ها هنا
كان يا قدس بيتنا
قد بناه لنا أبي
غاب عنا حقبةً و تركنا
في كنف أمٍ لا تروم فراقنا
و عاد يحمل في اليمين شبابَه
و في الشمال بعضاً من نقود .
فأقام قاعدة البناء بربوة
_ يا قدس ـ
ألّقها الصمود
و كان يأتي في الصباح ..
عصفور جارنا الصداح
لا يكف عن النشيد .
ها هنا جُعل الفِناء .
و في الركن أرجوحة لي و بركة ماء .
و كنت أنتظر المساء
فيجيء ـ مسرعةً خطاه ـ للدار المساء
و يهل أصحابي معه
نوغل في لعب الصغار
ها هنا كان الاختباء
و هناكَ
فوق ذاك الجدار
رسمنا صورة لحمامة مشنوقةٍ
و تغمرها دماء .
و بالجوار ..
صورة لكلب من كلاب يهود
لا يألو جهداً في سلب أحلام النهار .
بالأمس كان يُسمع في رواق البيت قهقهةٌ
و رجعٌ من غناء .
و أبي يضطجع على الأريكة
يفتش في محطات الإذاعة
أو بين صفحات الجريدة .
و أختي ..
تعيد تنقيح قصتها الجديدة .
و أمي ..
تعد بعض أطباق الشواء .
بالأمس
كل شيءٍ كان يمضي بلا عناء .
فأفقنا يا قدس يوماً بلا طعام أو غطاء .
أفقنا على صوت المعاول تدك أعمدة البناء .
تقوض يا قدس أحلامنا
نغدو كدميٍ في فضاء
لا نقوى على برد الشتاءْ .

ما لي أفيق على صباح مختلف
نسماته ليست كسابق عهدها
و شعاع شمسه يرتجف
ما لي أفيق على وجوهٍ شكلها لا يؤتلَف .
أين البيوت التي كانت هنا ؟
أين بائعة الصحف ؟
أين الضجيج الذي كانت تعج به الشوارعُ
و الرُّصف .
أين الطيور التي ألِفت نوافذ منزلي ؟
يا للأسف ..
رحلت جميعاً كلها صوب السماءْ .
تركتني يا قدس فرداً
ألتحف هذا الفضاءْ .
أكفكف دمعتي في كبرياء
لئلا أدمن يا قدس دمعي
و كي لا يدمنني البكاءْ .

ما لي أرى ..
أشياء بالأمس ما كانت هنا
أتلك هي المعاول التي سيقت لقتلي واهنا
أتلك التي زجوا بها لحفر قبورنا
أذاك هو اليهودي الذي سوف يبني فوق هدمي مسكنا ؟
و تلكم الجموع ..
من أتى بها هنا ؟
أهؤلاء هم الذين سيشربون و يرقصون على أشلائنا ؟
أهم الذين أتوا بهم
أم ساقهم إلينا ضعفنا ؟
أذاك غرقدهم الذي زعموا أنه سيظلنا ؟
أرى أوراقه يا قدس سماً
يدمي عميق جراحنا
من ذا الذي بدر الجراح بأرضنا ؟
من أحدث الشرخ العضال بصفنا ؟
و من أعطاهمُ الحق كي يفعلوا هذا بنا ؟
ألسنا أطفالاً خلقنا أبرياء ؟
أليس الخلق كلهم سواء ؟
أليس من حقنا المأوى ، أم أن هذا رجاء ؟
أجيبي تساؤلات طفلٍ يا عصبةً خرساء .

رباه ..
ما لنا رب سواك
يا من جعلت الأقصى أولى القبلتين
أجب دعاء من دعاك .
و انصرنا نصراً مؤزراً يوم اللقاء
انصر عبادك يا إلهي
لا تخيب لي رجاء .
( ليست شعراً .. لكنها صرخة طفل فلسطيني هدمت معاول الهدم الإسرائيلية بيته )

هللي
يا ربا القدس الشريفة و اسعدي
و بددي كل المخاوف بددي
فالهدم لا يعني النهاية
و كل بيتٍ هدَّموه
غداً يقص لهم حكاية .
و كل نافذةٍ أطلوا بها على الجرح العميقِ
تصير آية .
و كل بابٍ كسَّروه
ليسرقوا أحلام من في الدار يغدو
في حناجرهم سيوفا .
فاصبري و تجلدي
و رددي زغاريد فرحك .. رددي
فكل شبرٍ كان يشهد أن فيه مولدي
ملعبي و مرقدي
سيصير جمراً فاشهدي .

ها هنا
كان يا قدس بيتنا
قد بناه لنا أبي
غاب عنا حقبةً و تركنا
في كنف أمٍ لا تروم فراقنا
و عاد يحمل في اليمين شبابَه
و في الشمال بعضاً من نقود .
فأقام قاعدة البناء بربوة
_ يا قدس ـ
ألّقها الصمود
و كان يأتي في الصباح ..
عصفور جارنا الصداح
لا يكف عن النشيد .
ها هنا جُعل الفِناء .
و في الركن أرجوحة لي و بركة ماء .
و كنت أنتظر المساء
فيجيء ـ مسرعةً خطاه ـ للدار المساء
و يهل أصحابي معه
نوغل في لعب الصغار
ها هنا كان الاختباء
و هناكَ
فوق ذاك الجدار
رسمنا صورة لحمامة مشنوقةٍ
و تغمرها دماء .
و بالجوار ..
صورة لكلب من كلاب يهود
لا يألو جهداً في سلب أحلام النهار .
بالأمس كان يُسمع في رواق البيت قهقهةٌ
و رجعٌ من غناء .
و أبي يضطجع على الأريكة
يفتش في محطات الإذاعة
أو بين صفحات الجريدة .
و أختي ..
تعيد تنقيح قصتها الجديدة .
و أمي ..
تعد بعض أطباق الشواء .
بالأمس
كل شيءٍ كان يمضي بلا عناء .
فأفقنا يا قدس يوماً بلا طعام أو غطاء .
أفقنا على صوت المعاول تدك أعمدة البناء .
تقوض يا قدس أحلامنا
نغدو كدميٍ في فضاء
لا نقوى على برد الشتاءْ .

ما لي أفيق على صباح مختلف
نسماته ليست كسابق عهدها
و شعاع شمسه يرتجف
ما لي أفيق على وجوهٍ شكلها لا يؤتلَف .
أين البيوت التي كانت هنا ؟
أين بائعة الصحف ؟
أين الضجيج الذي كانت تعج به الشوارعُ
و الرُّصف .
أين الطيور التي ألِفت نوافذ منزلي ؟
يا للأسف ..
رحلت جميعاً كلها صوب السماءْ .
تركتني يا قدس فرداً
ألتحف هذا الفضاءْ .
أكفكف دمعتي في كبرياء
لئلا أدمن يا قدس دمعي
و كي لا يدمنني البكاءْ .

ما لي أرى ..
أشياء بالأمس ما كانت هنا
أتلك هي المعاول التي سيقت لقتلي واهنا
أتلك التي زجوا بها لحفر قبورنا
أذاك هو اليهودي الذي سوف يبني فوق هدمي مسكنا ؟
و تلكم الجموع ..
من أتى بها هنا ؟
أهؤلاء هم الذين سيشربون و يرقصون على أشلائنا ؟
أهم الذين أتوا بهم
أم ساقهم إلينا ضعفنا ؟
أذاك غرقدهم الذي زعموا أنه سيظلنا ؟
أرى أوراقه يا قدس سماً
يدمي عميق جراحنا
من ذا الذي بدر الجراح بأرضنا ؟
من أحدث الشرخ العضال بصفنا ؟
و من أعطاهمُ الحق كي يفعلوا هذا بنا ؟
ألسنا أطفالاً خلقنا أبرياء ؟
أليس الخلق كلهم سواء ؟
أليس من حقنا المأوى ، أم أن هذا رجاء ؟
أجيبي تساؤلات طفلٍ يا عصبةً خرساء .

رباه ..
ما لنا رب سواك
يا من جعلت الأقصى أولى القبلتين
أجب دعاء من دعاك .
و انصرنا نصراً مؤزراً يوم اللقاء
انصر عبادك يا إلهي
لا تخيب لي رجاء .
تعليق