أنا في المدينة مَن "أنا" ؟ ; مختار سيد صالح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مختار السيد صالح
    مهندس معلوماتية | شاعر
    • 05-06-2008
    • 144

    أنا في المدينة مَن "أنا" ؟ ; مختار سيد صالح

    أنا في المدينة مَن "أنا" ؟
    شِعر : مُختار سيِّد صالح


    غفتِ المياهُ على الجداولِ مثلَما غفتِ المدينةْ
    و اللَّيلُ أغلقَ كُلَّ أقفالِ الكلامِ على الضَّغينةْ
    و الشَّارعُ الخاوي من الماضي تَئِنُّ بهِ الرِّياحُ
    و كلابُهُ الغرثى تَرَاكَضُ و النُّباحُ
    يطغى على كُلِّ الأنامِ فلا أنامْ !

    أنا في المدينةِ مَنْ "أنا" ؟
    هَجَعَ الهَديلُ على رياحِ الموتِ / أعشاشِ التمنِّي
    حيثُ الرَّغيفُ هو المغنِّي
    في الشَّارع اللَّيليِّ عندَ الفجرِ و الدُّنيا نُهودْ
    قمرٌ تدلَّى عبرَ نافذةِ الوَحيدِ إلى الوحيدْ
    لا شيءَ إلَّا فتيةٌ يترنَّحونَ
    و يشتمونَ و يضحكونْ
    و هناكَ حيثُ الوقتُ عقربةٌ و حيثُ لا تلجُ العُيونْ
    لا شيءَ إلَّا كومةٌ من أضلعٍ
    تغفو على وَجَعِ الكَلامْ

    أنا في المدينةِ ما "أنا" .. شفةٌ و عَينْ ؟!
    وَلَجَ الغريبُ إلى حَوانيتِ القذارةِ مَرَّتينْ
    في المرَّةِ الأولى تَعَثَّرَ بالنَّدامةِ ثمَّ تابْ
    في المرَّةِ الأخرى تَخَثَّرَ بالمُدامةِ ثمَّ ذابْ
    فإذا كلامُ الأوَّلينَ عن العذابْ
    محضُ اعترافٍ آخر بالذَّنبِ
    تكفيراً عنِ اللا شيءِ في دينِ اليَمامْ

    عُمرانُها يَعلُو فأهبِطُ كُلَّما ارتفعَ الحَديدْ
    و أقايضُ "الشَّرَفَ الرَّفيعَ" بحفنتينِ من النُّقودْ
    الآنَ أيقظت المدينةُ ما غفا من حِدَّةِ البَدَويِّ في قيظِ الفَلاةْ
    لا الموتُ يعرفُهُ و لا وَجَعُ الحَياةْ
    ما عُدتُ أعجبُ كيفَ تنبثقُ الرُّؤى ناياً و يَشتَعِلُ الكلامْ
    ما عُدتُ أعجبُ فالمدينةُ لا تنامُ فلا أنامْ !

    البوكمال 16-6-2010
    يُحاول
  • خالد شوملي
    أديب وكاتب
    • 24-07-2009
    • 3142

    #2
    الشاعر المبدع مختار صالح

    قصيدة جميلة جدا. إيقاعها عذب ولغتها راقية.

    تثبت.

    أتمنى أن تتفاعل مع قصائد الزملاء فبالمشاركة نرتقي.

    دمت متألقا!

    مودتي وتقديري

    خالد شوملي
    متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
    www.khaledshomali.org

    تعليق

    • أحمد عبد الرحمن جنيدو
      أديب وكاتب
      • 07-06-2008
      • 2116

      #3
      أيها البديع أمر هنا لأشبع نهمي الشعري جمالا
      وأثق بأني أجده بين سطورك الشعرية الفلسفية
      ودي لك
      يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
      يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
      إنني أنزف من تكوين حلمي
      قبل آلاف السنينْ.
      فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
      إن هذا العالم المغلوط
      صار اليوم أنات السجونْ.
      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      ajnido@gmail.com
      ajnido1@hotmail.com
      ajnido2@yahoo.com

      تعليق

      • مختار السيد صالح
        مهندس معلوماتية | شاعر
        • 05-06-2008
        • 144

        #4
        الأستاذ خالد شوملي .. ثبَّتنا الله و إيَّاكم على الطريق القويم ..

        شكراً جزيلاً و نتواصل بعون الرحمن
        يُحاول

        تعليق

        • مختار السيد صالح
          مهندس معلوماتية | شاعر
          • 05-06-2008
          • 144

          #5
          الأستاذ أحمد جنيدو ... كيف حالك ؟

          مضى زمنٌ لم نلتقِ به عزيزي .. مرورك هنا شهادة أعتز بها

          شكرا
          يُحاول

          تعليق

          • محمد الصاوى السيد حسين
            أديب وكاتب
            • 25-09-2008
            • 2803

            #6
            تحياتى البيضاء

            نبيلة بحق هذه الفكرة الشعرية التى يقوم عليها النص ، إننا امام وطأة احساس الانسان العربى بغربته فى وطنه باغتراب وطنه عنه بارتحال المكان من جذوره وانتمائه ، الفكرة الشعرية جلية واضحة ، كا أجد كمتلق أن البنية الجمالية بنية حساسة مؤثرة بحق تقوم على تخييل يتناغم مع الفكرة الشعرية ويعبر عنها بشكل متميز ربما أجد أن علاقة المضاف إليه " دين اليمام " فيها شىء من التباس قد يؤثر على سلاسة التلقى

            - و اللَّيلُ أغلقَ كُلَّ أقفالِ الكلامِ على الضَّغينةْ
            جميلة هذه اللوحة التى تقوم على اكثر من ذروة تخييل اولها الاستعارة المكنية " الليل أغلق كل أقفال .. ها هو الليل يتجسد أمامنا ذلك الحارس الليلى الغليظ الذى يطمئن على أقفال عجيبة بحق ، إنها أقفال الكلام التى تغلق بها دكاكين الضغينة ، إذن ما عاد الليل ونسا ولا بحرا من السهر بل صار ضليعا فى حالة التشظى والاغتراب والقسوة ، نحن هنا أمام لوحة باهرة بحق

            تعليق

            • صقر أبوعيدة
              أديب وكاتب
              • 17-06-2009
              • 921

              #7
              [align=center]
              ويحق لك ألا تنام
              فهذ الوجع الذي يقلق من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
              هي الغربة يا صاح
              قصيدة من أرقى ما قرأت
              شاعرنا
              شكرا لك
              [/align]

              تعليق

              • مختار السيد صالح
                مهندس معلوماتية | شاعر
                • 05-06-2008
                • 144

                #8
                أساتذتي و أصدقائي
                لكم باقة من حديقة القلب
                يُحاول

                تعليق

                يعمل...
                X