أنا في المدينة مَن "أنا" ؟
شِعر : مُختار سيِّد صالح
غفتِ المياهُ على الجداولِ مثلَما غفتِ المدينةْ
و اللَّيلُ أغلقَ كُلَّ أقفالِ الكلامِ على الضَّغينةْ
و الشَّارعُ الخاوي من الماضي تَئِنُّ بهِ الرِّياحُ
و كلابُهُ الغرثى تَرَاكَضُ و النُّباحُ
يطغى على كُلِّ الأنامِ فلا أنامْ !
أنا في المدينةِ مَنْ "أنا" ؟
هَجَعَ الهَديلُ على رياحِ الموتِ / أعشاشِ التمنِّي
حيثُ الرَّغيفُ هو المغنِّي
في الشَّارع اللَّيليِّ عندَ الفجرِ و الدُّنيا نُهودْ
قمرٌ تدلَّى عبرَ نافذةِ الوَحيدِ إلى الوحيدْ
لا شيءَ إلَّا فتيةٌ يترنَّحونَ
و يشتمونَ و يضحكونْ
و هناكَ حيثُ الوقتُ عقربةٌ و حيثُ لا تلجُ العُيونْ
لا شيءَ إلَّا كومةٌ من أضلعٍ
تغفو على وَجَعِ الكَلامْ
أنا في المدينةِ ما "أنا" .. شفةٌ و عَينْ ؟!
وَلَجَ الغريبُ إلى حَوانيتِ القذارةِ مَرَّتينْ
في المرَّةِ الأولى تَعَثَّرَ بالنَّدامةِ ثمَّ تابْ
في المرَّةِ الأخرى تَخَثَّرَ بالمُدامةِ ثمَّ ذابْ
فإذا كلامُ الأوَّلينَ عن العذابْ
محضُ اعترافٍ آخر بالذَّنبِ
تكفيراً عنِ اللا شيءِ في دينِ اليَمامْ
عُمرانُها يَعلُو فأهبِطُ كُلَّما ارتفعَ الحَديدْ
و أقايضُ "الشَّرَفَ الرَّفيعَ" بحفنتينِ من النُّقودْ
الآنَ أيقظت المدينةُ ما غفا من حِدَّةِ البَدَويِّ في قيظِ الفَلاةْ
لا الموتُ يعرفُهُ و لا وَجَعُ الحَياةْ
ما عُدتُ أعجبُ كيفَ تنبثقُ الرُّؤى ناياً و يَشتَعِلُ الكلامْ
ما عُدتُ أعجبُ فالمدينةُ لا تنامُ فلا أنامْ !
البوكمال 16-6-2010
شِعر : مُختار سيِّد صالح
غفتِ المياهُ على الجداولِ مثلَما غفتِ المدينةْ
و اللَّيلُ أغلقَ كُلَّ أقفالِ الكلامِ على الضَّغينةْ
و الشَّارعُ الخاوي من الماضي تَئِنُّ بهِ الرِّياحُ
و كلابُهُ الغرثى تَرَاكَضُ و النُّباحُ
يطغى على كُلِّ الأنامِ فلا أنامْ !
أنا في المدينةِ مَنْ "أنا" ؟
هَجَعَ الهَديلُ على رياحِ الموتِ / أعشاشِ التمنِّي
حيثُ الرَّغيفُ هو المغنِّي
في الشَّارع اللَّيليِّ عندَ الفجرِ و الدُّنيا نُهودْ
قمرٌ تدلَّى عبرَ نافذةِ الوَحيدِ إلى الوحيدْ
لا شيءَ إلَّا فتيةٌ يترنَّحونَ
و يشتمونَ و يضحكونْ
و هناكَ حيثُ الوقتُ عقربةٌ و حيثُ لا تلجُ العُيونْ
لا شيءَ إلَّا كومةٌ من أضلعٍ
تغفو على وَجَعِ الكَلامْ
أنا في المدينةِ ما "أنا" .. شفةٌ و عَينْ ؟!
وَلَجَ الغريبُ إلى حَوانيتِ القذارةِ مَرَّتينْ
في المرَّةِ الأولى تَعَثَّرَ بالنَّدامةِ ثمَّ تابْ
في المرَّةِ الأخرى تَخَثَّرَ بالمُدامةِ ثمَّ ذابْ
فإذا كلامُ الأوَّلينَ عن العذابْ
محضُ اعترافٍ آخر بالذَّنبِ
تكفيراً عنِ اللا شيءِ في دينِ اليَمامْ
عُمرانُها يَعلُو فأهبِطُ كُلَّما ارتفعَ الحَديدْ
و أقايضُ "الشَّرَفَ الرَّفيعَ" بحفنتينِ من النُّقودْ
الآنَ أيقظت المدينةُ ما غفا من حِدَّةِ البَدَويِّ في قيظِ الفَلاةْ
لا الموتُ يعرفُهُ و لا وَجَعُ الحَياةْ
ما عُدتُ أعجبُ كيفَ تنبثقُ الرُّؤى ناياً و يَشتَعِلُ الكلامْ
ما عُدتُ أعجبُ فالمدينةُ لا تنامُ فلا أنامْ !
البوكمال 16-6-2010
تعليق