إنها السنة السابعة على التوالي التي يفتقدك فيها العيد وافتقد أنا معه فرحي بوجودك فيه وكلما قصرت المدة الفاصلة مابين نهاية شهر رمضان وليلة العيد يزداد عدد ضربات قلبي سرعة وتوترا فمنذ غادرتي قبل أعوام باتجاه بلاد الغربة حيث الوحشة والصقيع والوحدة المضنية وأنا ابحث عن الفرح فلا أجده إلا باستحضار ذكرياتنا المشتركة في مثل تلك الأوقات .للعيد في بيتنا طقوس خاصة وبهجة مختلفة، لقد كان للعيد قبل سفرك طعم آخر ورائحة أخرى فكل الأشياء كانت تأخذ شكلها من نظرات عينيك وابتسامتك الحبيبة وأنت تعد بفرح ملابس العيد.
أتذكر ...
كنا نحتفل بليلة العيد أكثر من احتفالنا بالعيد ذاته،فقد داومت على إعداد الحلوى التي تحب والتي كانت رائحة اليانسون والبهارات تنبعث منها في كل زاوية من زوايا البيت وتبقى معششة حتى بعد انتهاء أيام العيد .
تكاد الدموع تخنقني كلما فكرت بان عيد آخر سيأتي دون وجودك المفرح في صباحاتي الحزينة .
سأكتفي كما كل عام ببرودة سماعة الهاتف وصوتك المتدفق منه بلوعة فراق الوطن والأهل والأصدقاء ،وحدك هناك في بلاد لايفهم أهلها مامعنى أن يغيب الابن عن بلاده في يوم العيد.
هل ياترى سيستطيع الهاتف إيصال لمساتي وقبلات لعينيك ؟
تبا لك أيتها الغربة ماذا فعلت بقلبي ؟
رغم شعوري بالزهو أمام الجميع وأنا اذكر اسمك واردد على مسمعهم بأنك رجل المستقبل الناجح وان عام دراسي واحد يفصلك عن شهادة الدكتوراه لكنني حزينة لان البعد يكبح رغبتي الجامحة باحتضانك واسال نفسي:هل الدنيا ظالمة كل هذا الظلم كي يترتب علي دفع غربتك وغيابك عني ضريبة لنجاحك؟
للسنة السابعة على التوالي أبدا صباح العيد بالبكاء رغما عني عندما تصلني من المسجد القريب تكبيرات صلاة العيد، فأماكنكم أنت وأخوتك فارغة، مازالت أسرتكم تحتفظ بروائحكم العطرة، مازالت كتبكم وأشياءكم الصغيرة في أماكنها تنظر عودتكم
بني ..برغم كل شيء أتابع شكري لله على نعمة وجودك حتى ولو كنت على بعد أميال من مرمى قبلاتي .
في كل عيد أدعو من القلب لأمهات العراق وفلسطين ولبنان أن يصبرهن الله على فراق أولادهن الذين إما استشهدوا أو مازالوا في ميادين القتال يبذلون أرواحهم دفاعا عن أوطانهم، وادعو لكل مغترب وكل مشتت عن بلاده عودة سالمة وان تكتحل عيونه برؤية تراب الوطن.
تعليق