تبا لك ايتها الغربة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماجدولين الرفاعي
    عضو الملتقى
    • 05-12-2007
    • 38

    تبا لك ايتها الغربة



    إنها السنة السابعة على التوالي التي يفتقدك فيها العيد وافتقد أنا معه فرحي بوجودك فيه وكلما قصرت المدة الفاصلة مابين نهاية شهر رمضان وليلة العيد يزداد عدد ضربات قلبي سرعة وتوترا فمنذ غادرتي قبل أعوام باتجاه بلاد الغربة حيث الوحشة والصقيع والوحدة المضنية وأنا ابحث عن الفرح فلا أجده إلا باستحضار ذكرياتنا المشتركة في مثل تلك الأوقات .للعيد في بيتنا طقوس خاصة وبهجة مختلفة، لقد كان للعيد قبل سفرك طعم آخر ورائحة أخرى فكل الأشياء كانت تأخذ شكلها من نظرات عينيك وابتسامتك الحبيبة وأنت تعد بفرح ملابس العيد.
    أتذكر ...
    كنا نحتفل بليلة العيد أكثر من احتفالنا بالعيد ذاته،فقد داومت على إعداد الحلوى التي تحب والتي كانت رائحة اليانسون والبهارات تنبعث منها في كل زاوية من زوايا البيت وتبقى معششة حتى بعد انتهاء أيام العيد .
    تكاد الدموع تخنقني كلما فكرت بان عيد آخر سيأتي دون وجودك المفرح في صباحاتي الحزينة .
    سأكتفي كما كل عام ببرودة سماعة الهاتف وصوتك المتدفق منه بلوعة فراق الوطن والأهل والأصدقاء ،وحدك هناك في بلاد لايفهم أهلها مامعنى أن يغيب الابن عن بلاده في يوم العيد.
    هل ياترى سيستطيع الهاتف إيصال لمساتي وقبلات لعينيك ؟
    تبا لك أيتها الغربة ماذا فعلت بقلبي ؟
    رغم شعوري بالزهو أمام الجميع وأنا اذكر اسمك واردد على مسمعهم بأنك رجل المستقبل الناجح وان عام دراسي واحد يفصلك عن شهادة الدكتوراه لكنني حزينة لان البعد يكبح رغبتي الجامحة باحتضانك واسال نفسي:هل الدنيا ظالمة كل هذا الظلم كي يترتب علي دفع غربتك وغيابك عني ضريبة لنجاحك؟
    للسنة السابعة على التوالي أبدا صباح العيد بالبكاء رغما عني عندما تصلني من المسجد القريب تكبيرات صلاة العيد، فأماكنكم أنت وأخوتك فارغة، مازالت أسرتكم تحتفظ بروائحكم العطرة، مازالت كتبكم وأشياءكم الصغيرة في أماكنها تنظر عودتكم
    بني ..برغم كل شيء أتابع شكري لله على نعمة وجودك حتى ولو كنت على بعد أميال من مرمى قبلاتي .
    في كل عيد أدعو من القلب لأمهات العراق وفلسطين ولبنان أن يصبرهن الله على فراق أولادهن الذين إما استشهدوا أو مازالوا في ميادين القتال يبذلون أرواحهم دفاعا عن أوطانهم، وادعو لكل مغترب وكل مشتت عن بلاده عودة سالمة وان تكتحل عيونه برؤية تراب الوطن.
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    #2
    [align=justify]جميل هذا البوح عشية العيد، فمجرد الذكرى توصل الدفء مددا مددا لمن هم في بلاد الصقيع، خصوصا لمن توقفت قلوبهم عن التوتر عشية الأعياد، لأن الصقيع نال منها ما لم يقدر على نيله منها أحد ..

    عندما يكون العيد إعداد حلوى، وزيارة خياط، وشراء حذاء جديد يلمع من بين ثناياه العيد ليثير الفرح في أعين الأطفال، فليس لغريب عيد مهما احتفل واحتفل ..

    وعندما يكون العيد رائحة يانسون، وطعم معمول، ورائحة نمورة، فليس يشعر بطعم العيد غريب، ولو اجمتعت له حلوى الأرض وطيباتها ..

    وعندما يكون العيد حديثا على الهاتف تتخلله بحة صوت تتلوها بحة صوت، فليس يهنأ غريب، ولو شغل نفسه بمشاغل لا تنتهي ..

    وعندما يكون العيد صلاة عيد، وزيارة قبر حبيب وتلاوة الذكر على روحه، فليس لغريب عيد، لأنه يشعر أن قطيعة بينه وبين ذويه، الأحياء منهم والأموات، وقعت ..

    القطيعة! عندما تطول سنو الغربة بحيث لا يبقى الغريب غريبا ــ وهو ما لا ترجوه أم، ولا يرجوه أب ــ فإن القطيعة مع الماضي، مع زمن الحلوى والخياط ورائحة اليانسون وطعم النمورة، شر لا بد منه للتخلص من ماض لا يؤدي استحضاره إلا إلى الحزن .. بل إن القطيعة في هذه الحالة خير .. لأنها تجعل الغريب ــ الذي أصبح أبا لأبناء وبنات يريد أن يدخل إلى قلوبهم بعضا من الفرح الذي كان يدخل قلبه عندما كان بسنهم ــ يشعر بشيء من العيد، ومن طعم العيد، ومن فرح العيد، ولو كان تمثيلا على نفسه وعلى أبنائه ..

    للغربة ثمن باهظ ليست الدراسة والدكتوراة وغير الدكتوراة إزاءه بشيء! الغربة موت بطيء لا يرافق غريب الدار فيه شيء سوى الوحدة والحزن والكآبة المستمرة ..

    شكرا للأديبة ماجدولين الرفاعي على هذه الخاطرة الجميلة الحزينة .. وأدعو معها أن يصبرها الله على فراق أحبتها، وأن يردهم إليها ردا جميلا، سالمين غانمين، وأن يخفف عن الأمهات والآباء في كل مكان مصابهم في أحبتهم.[/align]
    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org

    تعليق

    • بنت الشهباء
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 6341

      #3
      الغالية العزيزة
      أختي ماجدولين

      ما أجمل وما أسمى هذا البوح الصادق الرقيق الشفاف !!!.....
      عشت معه لحظة بلحظة , وكل حرف من حروف ألم الغربة التي انسابت إلينا من قلب قلمك الحزين شعرت بمرارته وألمه ....
      لكن يبقى يا غالية أن نلتزم بالصبر والايمان
      وندعو لهم بأن يوفقهم ويحفظهم الرحيم الرحمن

      وسيأتي يوما وتكتمل فرحة العيد بين الأهل والأحباب .....
      ماجدولين الرقيقة , والأم الحنون الرؤوم على أولادها
      كم كانت خاطرتك جميلة وراقية بالرغم من لوعة ألمها ونزف جراحها ....

      أعادهم الله يارب إليك سالمين غانمين , وأسعدك بذريتهم
      إنه سميع مجيب

      أمينة أحمد خشفة

      تعليق

      • ماجدولين الرفاعي
        عضو الملتقى
        • 05-12-2007
        • 38

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
        [align=justify]جميل هذا البوح عشية العيد، فمجرد الذكرى توصل الدفء مددا مددا لمن هم في بلاد الصقيع، خصوصا لمن توقفت قلوبهم عن التوتر عشية الأعياد، لأن الصقيع نال منها ما لم يقدر على نيله منها أحد ..

        عندما يكون العيد إعداد حلوى، وزيارة خياط، وشراء حذاء جديد يلمع من بين ثناياه العيد ليثير الفرح في أعين الأطفال، فليس لغريب عيد مهما احتفل واحتفل ..

        وعندما يكون العيد رائحة يانسون، وطعم معمول، ورائحة نمورة، فليس يشعر بطعم العيد غريب، ولو اجمتعت له حلوى الأرض وطيباتها ..

        وعندما يكون العيد حديثا على الهاتف تتخلله بحة صوت تتلوها بحة صوت، فليس يهنأ غريب، ولو شغل نفسه بمشاغل لا تنتهي ..

        وعندما يكون العيد صلاة عيد، وزيارة قبر حبيب وتلاوة الذكر على روحه، فليس لغريب عيد، لأنه يشعر أن قطيعة بينه وبين ذويه، الأحياء منهم والأموات، وقعت ..

        القطيعة! عندما تطول سنو الغربة بحيث لا يبقى الغريب غريبا ــ وهو ما لا ترجوه أم، ولا يرجوه أب ــ فإن القطيعة مع الماضي، مع زمن الحلوى والخياط ورائحة اليانسون وطعم النمورة، شر لا بد منه للتخلص من ماض لا يؤدي استحضاره إلا إلى الحزن .. بل إن القطيعة في هذه الحالة خير .. لأنها تجعل الغريب ــ الذي أصبح أبا لأبناء وبنات يريد أن يدخل إلى قلوبهم بعضا من الفرح الذي كان يدخل قلبه عندما كان بسنهم ــ يشعر بشيء من العيد، ومن طعم العيد، ومن فرح العيد، ولو كان تمثيلا على نفسه وعلى أبنائه ..

        للغربة ثمن باهظ ليست الدراسة والدكتوراة وغير الدكتوراة إزاءه بشيء! الغربة موت بطيء لا يرافق غريب الدار فيه شيء سوى الوحدة والحزن والكآبة المستمرة ..

        شكرا للأديبة ماجدولين الرفاعي على هذه الخاطرة الجميلة الحزينة .. وأدعو معها أن يصبرها الله على فراق أحبتها، وأن يردهم إليها ردا جميلا، سالمين غانمين، وأن يخفف عن الأمهات والآباء في كل مكان مصابهم في أحبتهم.[/align]
        الاخ الدكتور عبد الرحمن
        نحن عندما نودع أحبتنا تسكننا الغربة في اوطاننا اكثر من المغترب ذاته ،فما قيمة الوطن وماقيمة العيد وبهجة العيد ان بردت الاماكن وغاب عنها اصحابها
        ودائما للطموح ثمن وللنجاح ايضا ثمن اخر
        كل عام وانتم بألف خير مع الامنيات بعودة كل غائب الى دياره
        والف شكر يادكتور على هذا المرور

        تعليق

        • مصطفى بونيف
          قلم رصاص
          • 27-11-2007
          • 3982

          #5
          الأديبة ماجدولين .....

          خاطرتك لامست قلبي ، وتفاعلت معها حد البكاء .

          ما أقسى فراق الأحبة ....وما أقسى غربتهم وغربتنا ...

          كل سنة وأنت أديبة مبدعة ....كل سنة وأنت ماجدولين الرقيقة كالياسمين


          أخوك مصطفى بونيف
          [

          للتواصل :
          [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
          أكتب للذين سوف يولدون

          تعليق

          • ماجدولين الرفاعي
            عضو الملتقى
            • 05-12-2007
            • 38

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
            الغالية العزيزة
            أختي ماجدولين

            ما أجمل وما أسمى هذا البوح الصادق الرقيق الشفاف !!!.....
            عشت معه لحظة بلحظة , وكل حرف من حروف ألم الغربة التي انسابت إلينا من قلب قلمك الحزين شعرت بمرارته وألمه ....
            لكن يبقى يا غالية أن نلتزم بالصبر والايمان
            وندعو لهم بأن يوفقهم ويحفظهم الرحيم الرحمن

            وسيأتي يوما وتكتمل فرحة العيد بين الأهل والأحباب .....
            ماجدولين الرقيقة , والأم الحنون الرؤوم على أولادها
            كم كانت خاطرتك جميلة وراقية بالرغم من لوعة ألمها ونزف جراحها ....

            أعادهم الله يارب إليك سالمين غانمين , وأسعدك بذريتهم
            إنه سميع مجيب
            اختي وصديقتي أمينة
            كل عام وأنت بألف خير
            ماأصعب ياعزيزتي ان يدق العيد بابك والأحبة في غربة ،بعد ان كانت رائحتهم وضحكاتهم تعج في المكان وتحول الدنيا الى ربيع دائم،لكن مايفرح القلب ويصبره على الفراق انهم سافروا نحو مستقبلهم المشرق الواعد ولابد للغربة من نهاية مهما طال الأجل او قصر.
            محبتي لك

            تعليق

            • ماجدولين الرفاعي
              عضو الملتقى
              • 05-12-2007
              • 38

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى بونيف مشاهدة المشاركة
              الأديبة ماجدولين .....

              خاطرتك لامست قلبي ، وتفاعلت معها حد البكاء .

              ما أقسى فراق الأحبة ....وما أقسى غربتهم وغربتنا ...

              كل سنة وأنت أديبة مبدعة ....كل سنة وأنت ماجدولين الرقيقة كالياسمين


              أخوك مصطفى بونيف
              شكرا أخي مصطفى على كلماتك الرقيقة المعبرة
              تفاعلك معها يدل على رقة مشاعرك وأحاسيسك الفياضة
              تحياتي لك وكل عام وأنت بألف خير وعافية

              تعليق

              • د. جمال مرسي
                شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                • 16-05-2007
                • 4938

                #8
                الرائعة الصديقة و المبدعة ماجدولين الرفاعي
                أسعد الله صباحك بكل الخير و كل عام و أنت بخير
                و أدعو الله أن يجمعك و من تحبين في العيد القادم و كل عيد على الخير .
                أثرت شجوننا يا ماجدولين و لا سيما أننا جميعل ما بين غريب عن وطنه أو مغترب فيه .
                و ما أقسى أن يمر عليك العيد أو أي مناسبة و أنت بعيدة عن الإبن أو الأخ أو الزوج أو القريب ز
                تمر اللحظات كئيبة و ينمو الإحساس بالفراغ بعيداً عن كل هؤلاء .
                رسالتك موجعة ل،ها طرقت أبوابا مغلقة أو هكذا حاولنا غلقها و عزفت على أوتار حزينة في قلوبنا
                و جميل منك أن تمزجي هم الغربة بألم الفقد .
                فالله نسأل أن يرد كل غائب عن أهله و وطنه و أن يصبر كل أم فقدت ابنها أو زوجها شهيدا في سبيل الحق و الواجب
                شكرا لك
                و تقبلي الود و الاعتذار عن تأخري معانقة هذا الالق .
                د. جمال
                sigpic

                تعليق

                يعمل...
                X