بـنـيـتـي والـذئــب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد المهدي السقال
    مستشار أدبي
    • 07-03-2008
    • 340

    بـنـيـتـي والـذئــب

    قصة قصيرة
    بـنـيـتـي والـذئــب

    تسللتْ وئيدة الخطى تسبقها رائحة الحناء بالقرنفل البلدي.
    قبل التحاقي بالفراش مازحتها متسائلا عن كيفية تخلصها من سنة مسح الرأس لإتمام الوضوء، تركتها تغمس ضفيرتها الفاحمة في بلل أخضر.
    تسمعت صدى نقر رؤوس بنانها فوق بساط يفصل بيني وبين النافذة الوحيدة في الغرفة، أحكمت إطباق الصدر على العجز، فتوقف صفير الريح على وقع زخات مطر متقطع بين رعدة ورعدة، أحسست بدنوها من فراشي، تؤخر رجلا و تقدم أخرى كأنها تطمئن على استواء غطاء ضقت به ذرعا رغم الجو البارد، رفعت من وتيرة افتعالي شخيرا يتماوج بين ثنايا صمت الشتاء، كنت أعرف أنه علامة في ذاكرتها على غرقي في نوم ثقيل، توقف الخطو، ثم تراجعت منسحبة في حذر نحو الباب، تجر خلفها ما تبقى من حس لوجودها في خيالي.
    لعلها ثاني ليلة أبيتها في بيت بنيتي" سلمى"، بعد فراق خمس سنوات ، ظـللت أتحجج لديها ببعـد المسافة بين " الحسيمة" و" الرباط"، و ظلت توهمني بتصديق خطابي رغم يقين علمها بأن تفاهة زوجها أصلُ هذا التباعد الكريه، كم يحزنني شعورها بذنب قبولها الزواج منه رغم حدة موقف أمها، كنت الشريك في الانتصار عليها، هل رحلت عنا بعد عام فقط تحمل غصتها؟ !
    يحدثني عن فتوحاته في معارك حزبية قديمة، متبجحا ببطولات الفارس الذي قهر لوحده جيش المعارضين لخطة الحزب في تطبيع العلاقة مع المخزن بعد أربعين عاما من القطيعة، فأتعلل بالتعب من جراء زيارة مقابر الملوك في العاصمة، لأجد الطريق سالكا نحو فراش مهمل في غرفة حفيدي.
    حين جاء يخطبها ذات مساء ربيعي وهي في سن الثلاثين، ، عارضتْ أمها بشراسة، ليس لأنه كان ابن "عزوز الحلاق"، ولكن لأنه كان مدمنا على معاقرة الخمرة و ملاحقة العوانس من النساء، شجعني على الوقوف في صفه، ما بدا منه من تقدير لمواقف " سلمى" في خضم معارك المعطلين ضد التهميش والمحسوبية، ذكرتها بأسطوانة التخوف من انحرافات البنت البائر، بعدما نسيت نفسها في خضم الاعتصامات بشارع البرلمان، أصبيت في أول اصطدام مع الشرطة بكل أطيافها، فعجز الطب عن استدراك فقدانها السمع بأذنها اليمنى. ليتني دريت أنني ألقي ب"سلمى" في حضن ولد "عزوز الحلاق"، كما يلقى الجمر في الماء، بدأ ممرضا في مستوصف القرية المجاورة، تعلم بسرعة لعبة التسلق في سلم النقابة التابعة لحزبه، فنجح في الدخول إلى غرفة المستشارين، صار صورة مصغرة مشوهة لخصوم حاربتهم في الدين والسياسة، لكن "سلمى" ظلت الطفلة في عيني، أهدهدها بين ذراعي، فأقرأ في عيون إخوتها غيرة ساخرة مما حسبوه تقديمها عليهم في مناسبات شتى، كانت بيضة الديك في سلة سبع ذكور.
    لا أذكر كيف تحملت وجوده الجاثم على صدري ليلتي الأولى، شعرت ببرودة استقباله، بل قرأت في عينيه شماتة قاتلة، وددت لو تنشق الأرض لابتلاع كرامتي المهانة بين يديه، يستفزني بالسؤال عن الأحوال في الريف بعد الزلزال، فأتحاشى التعليق كي لا ينزلق لساني نحو مؤاخذة المخزن على فضائحه، يستغرق في تجميل اللوحة بألوان الخطب التلفزية، وبين الفينة والأخرى، يستدرك بما يذكرني بسقوط الجدار ونهاية الحلم الشيوعي، ظل حديثه عن الوردي في الواقع الذي يصفه بالجديد، أمنية وددت أن أرى بعضها يتحقق في حلمي و أنا أحاول أن أنام قليلا، بعيد انسحاب "سلمى" تاركة خلفها أزيز عاصفة تخترق صمت الغرفة.

    " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "
  • محمد محضار
    أديب وكاتب
    • 19-01-2010
    • 1270

    #2
    بأسلوب جميل وشاعري ..يمنحنا الأستاذ السقال نصا يتميز بتماسك بنيته السردية وقوة الإقناع..نص يطرق مواضيع قريبة من من ذات كل عربي ومغربي على الخصوص..فمشاكل المعطلين ومعاناتهم مع التدخلات الأمنية العنيفة اصبحت موضوع الساعة..أما انتهازية النقابين ومناضلي الأحزاب فقد صارت هي العملة السائدة في أيام الناس هذه...........
    sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

    تعليق

    • آسيا رحاحليه
      أديب وكاتب
      • 08-09-2009
      • 7182

      #3
      أخي الكريم محمد المهدي السقال .
      لكن "سلمى" ظلت الطفلة في عيني، أهدهدها بين ذراعي، فأقرأ في عيون إخوتها غيرة ساخرة مما حسبوه تقديمها عليهم في مناسبات شتى، كانت بيضة الديك في سلة سبع ذكور.

      أحببتُ هذا التعبير..و البنت التي تظل طفلة في عيون والديها حتى بعد زواجها .
      قصة جميلة..استمتعتُ بالقراءة لك.
      تحيتي و احترامي.

      يظن الناس بي خيرا و إنّي
      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

      تعليق

      • محمد المهدي السقال
        مستشار أدبي
        • 07-03-2008
        • 340

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد محضار مشاهدة المشاركة
        بأسلوب جميل وشاعري ..يمنحنا الأستاذ السقال نصا يتميز بتماسك بنيته السردية وقوة الإقناع..نص يطرق مواضيع قريبة من من ذات كل عربي ومغربي على الخصوص..فمشاكل المعطلين ومعاناتهم مع التدخلات الأمنية العنيفة اصبحت موضوع الساعة..أما انتهازية النقابين ومناضلي الأحزاب فقد صارت هي العملة السائدة في أيام الناس هذه...........
        [align=center]
        أهلا صديق رحلة السؤال عن معنى الكلمات في قاموس الواقع يسكنه الزيف،
        نلتقي هنا بعد ما عز اللقاء هناك،
        يتقاذفنا الحنين إلى مرآة تكون وجهنا الممكن في تيه البحث عن ظل يكوننا و نكونه أخي محمد محضار.
        أومن أن الإنسان قضية،
        وأن القضية في البدء وفي الختام هي الإنسان.
        [/align]

        " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "

        تعليق

        • محمد المهدي السقال
          مستشار أدبي
          • 07-03-2008
          • 340

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
          أخي الكريم محمد المهدي السقال .
          لكن "سلمى" ظلت الطفلة في عيني، أهدهدها بين ذراعي، فأقرأ في عيون إخوتها غيرة ساخرة مما حسبوه تقديمها عليهم في مناسبات شتى، كانت بيضة الديك في سلة سبع ذكور.

          أحببتُ هذا التعبير..و البنت التي تظل طفلة في عيون والديها حتى بعد زواجها .
          قصة جميلة..استمتعتُ بالقراءة لك.
          تحيتي و احترامي.

          هل تدرين أخيتي آسيا أني أراهن على الإدانة بمعزل عن الجنس، فلا وجه لها عندي سوى أنها حين تكون صرخة ، لا تميز بين رجل وامرأة. ؟

          " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "

          تعليق

          • إيمان الدرع
            نائب ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3576

            #6
            الأستاذ محمّد مهدي السقّال:
            مساء الخير:
            وهل يجيء النوم بعد انسحاب سلمى...؟؟
            بعد أن تركت خلفها أزيز عاصفة، تخترق صمت الغرفة..؟؟
            هذا الصمت الذي ران على القلب مرغماً ، يبتلع الغصّة والدمعة ..
            وواقع معاشٍ بكلّ تناقضاته ،وقسوته..
            أخي الفاضل:
            بوحٌ صارخ يفتّت حروفه الألم..في لحظة تراكمت فيها مفرزات قهر مزمنٍ
            طويل الأمد..
            في لغةٍ متراصّة ، قويّة ، معبّرة..
            دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي..

            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

            تعليق

            • محمد المهدي السقال
              مستشار أدبي
              • 07-03-2008
              • 340

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
              الأستاذ محمّد مهدي السقّال:
              مساء الخير:
              وهل يجيء النوم بعد انسحاب سلمى...؟؟
              بعد أن تركت خلفها أزيز عاصفة، تخترق صمت الغرفة..؟؟
              هذا الصمت الذي ران على القلب مرغماً ، يبتلع الغصّة والدمعة ..
              وواقع معاشٍ بكلّ تناقضاته ،وقسوته..
              أخي الفاضل:
              بوحٌ صارخ يفتّت حروفه الألم..في لحظة تراكمت فيها مفرزات قهر مزمنٍ
              طويل الأمد..
              في لغةٍ متراصّة ، قويّة ، معبّرة..
              دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي..
              أتساءل أخيتي إيمان عن سر تلك النعمة المفارقة في الألم، إذ لولاه لتوقف نبض الكتابة عبر التاريخ، أحيانا أشكر خصومي الوجوديين على تلك الفرصة التي يمنحونها لنا لنعبر عن حالات المعاناة في مواجهتهم.

              " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "

              تعليق

              • إيمان الدرع
                نائب ملتقى القصة
                • 09-02-2010
                • 3576

                #8
                أخي الفاضل:
                الحزن والكتابة ، صنوان ، متلازمان ، لايفترقان..
                كأنّ على الأديب أن يحمل على كاهله أوجاع كلّ الكون..
                أن يرى بعينيه مالا يرى الآخرون.
                ويحسّ بنبضه كلّ خفقة قلب ..كل رفّة حزن في خاطر البشريّة..
                ويلتقط بكفّيه كلّ دمعة قهر..
                قُدّر للكاتب أستاذي الفاضل أن يكون هذا الناي الحزين..
                الذي يشجي الناس..وهو يتفطّر ألماً..
                دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي..

                تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                تعليق

                • سالم العامري
                  أديب وكاتب
                  • 14-03-2010
                  • 773

                  #9

                  للانسان من كتاباتك حيز السماء من الكون...
                  يلوك آلامه وأحزانه بصمت...
                  يهدهد أحلامه التي ترفض تحرير عينيه من أمس
                  الطفولة الغضة وانتظار الربيع....
                  يستظل بذكريات لاتشيخ بشيخوخته، بل تزداد وفاء
                  له كلما مالت الريح بذبالة العمر نحو المغيب....
                  ذلك أنك الانسان الذي عرفتُه كلمات تضج بالهم
                  والمسؤولية، وبصدق الحرف في زمن الزيف....
                  فتحية لروحك الكبيرة، ولقلمك الجميل، ولياء
                  لازمت خطابك للإنسانة، تفيض بما في قلبك من حنو
                  تحية لك استاذي العزيز محمد المهدي السقال
                  وشكراً على صفحة أخرى من سِفر الانسان الذي تخط،
                  ودمت بألق الوجود....
                  لك صادق ودي والامنيات

                  سالم



                  إذا الشِعرُ لم يهْزُزْكَ عند سماعهِ
                  فليس جديراً أن يُـقـالَ لهُ شِــعْــرُ




                  تعليق

                  • ينابيع السبيعي
                    نائب أول ملتقى الديوان
                    • 04-06-2007
                    • 301

                    #10
                    خي الكريم القاص محمد السقال
                    قصة رائعة بشخصياتها وكتابتها
                    سرني قراءتها
                    بقلم فعال مبدع
                    كل الشكر والتقدير
                    أختك
                    ينابيع السبيعي
                    إذا نـادت بـي الأوتـار لحنـاً
                    .....تبعثرنـي بـه شتّـى لـغــــاتـي
                    إذا مـا فكـرة النبطـي ولّـــــت
                    ....تسيّرني إلى الفصحـى دواتـي
                    أسجل باليراع شجـون نــزفـي
                    ....وأغرس بالحروف نـواة ذاتـي

                    ينابيع السبيعي

                    تعليق

                    • محمد المهدي السقال
                      مستشار أدبي
                      • 07-03-2008
                      • 340

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة سالم العامري مشاهدة المشاركة

                      للانسان من كتاباتك حيز السماء من الكون...
                      يلوك آلامه وأحزانه بصمت...
                      يهدهد أحلامه التي ترفض تحرير عينيه من أمس
                      الطفولة الغضة وانتظار الربيع....
                      يستظل بذكريات لاتشيخ بشيخوخته، بل تزداد وفاء
                      له كلما مالت الريح بذبالة العمر نحو المغيب....
                      ذلك أنك الانسان الذي عرفتُه كلمات تضج بالهم
                      والمسؤولية، وبصدق الحرف في زمن الزيف....
                      فتحية لروحك الكبيرة، ولقلمك الجميل، ولياء
                      لازمت خطابك للإنسانة، تفيض بما في قلبك من حنو
                      تحية لك استاذي العزيز محمد المهدي السقال
                      وشكراً على صفحة أخرى من سِفر الانسان الذي تخط،
                      ودمت بألق الوجود....
                      لك صادق ودي والامنيات

                      سالم
                      سالم العامري الشاعر الذي عرفت،
                      يكبر في عيني بنبله أكثر،
                      كل ليلة، أستمهل العمر
                      كي يسعفني بببلوغ لحظة المغيب تلك
                      و ليس في جوفي
                      ما قد أندم على توقفه
                      دون التمكن من الصدع به .
                      تحية الصديق أخي سالم.

                      " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "

                      تعليق

                      • محمد المهدي السقال
                        مستشار أدبي
                        • 07-03-2008
                        • 340

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ينابيع السبيعي مشاهدة المشاركة
                        أخي الكريم القاص محمد السقال
                        قصة رائعة بشخصياتها وكتابتها
                        سرني قراءتها
                        بقلم فعال مبدع
                        كل الشكر والتقدير
                        أختك
                        ينابيع السبيعي
                        امتناني الكبير لاستحسانك ما كتبته،
                        فمن مثل هذا الدفء أستمد رغبة الإصرار على مواصلة المحاولة .
                        تقديري


                        " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "

                        تعليق

                        • سحر الخطيب
                          أديب وكاتب
                          • 09-03-2010
                          • 3645

                          #13
                          ما اصعب ان نلقي بفلذات اكبادنا لمن لا يستحقهم
                          وما اصعب ان نراهم يكبرون دون ان نمد يد المساعدة ثم نجدهم كسلمى فى محنتها الحقيقية بعد نضال مع الحياة ثم يكون شريك العمر ذئب
                          استاذ السقال ... اصعب امتحان للاسرة هو زواج الابنه
                          نصك فى حسرات تمزق القلب بواقعية معظم الاسر خوفا من العنوسه في بعض الاحيان ربما تكون العنوسه افضل الف مرة من هذا الزواج لكن اتراجع واقول يخلق الله من ضهر الزنديق رجل صالح فلم لا يكون هذا الصالح ل سلمى
                          هي الدنيا تأخذ منا الكثير لتضحك علينا بالقليل فتغرر بنا
                          نصك عميق يا استاذي فى كل كلمه ندم وهروب من واقع فرض نفسه فى تلك اللحضة
                          فى كثير من المواقف ترضى الفتاه بالسكيرخوفا من وشم العنوسه المرة
                          دمت بالف خير
                          الجرح عميق لا يستكين
                          والماضى شرود لا يعود
                          والعمر يسرى للثرى والقبور

                          تعليق

                          • زحل بن شمسين
                            محظور
                            • 07-05-2009
                            • 2139

                            #14
                            صراع القوى العالمية ليس منعزل عن صراع القوى الاجتماعية بكل بلد

                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد المهدي السقال مشاهدة المشاركة
                            قصة قصيرة







                            بـنـيـتـي والـذئــب







                            تسللتْ وئيدة الخطى تسبقها رائحة الحناء بالقرنفل البلدي.






                            قبل التحاقي بالفراش مازحتها متسائلا عن كيفية تخلصها من سنة مسح الرأس لإتمام الوضوء، تركتها تغمس ضفيرتها الفاحمة في بلل أخضر.



                            :
                            :
                            :
                            :
                            بل قرأت في عينيه شماتة قاتلة، وددت لو تنشق الأرض لابتلاع كرامتي المهانة بين يديه، يستفزني بالسؤال عن الأحوال في الريف بعد الزلزال، فأتحاشى التعليق كي لا ينزلق لساني نحو مؤاخذة المخزن على فضائحه، يستغرق في تجميل اللوحة بألوان الخطب التلفزية، وبين الفينة والأخرى، يستدرك بما يذكرني بسقوط الجدار ونهاية الحلم الشيوعي، ظل حديثه عن الوردي في الواقع الذي يصفه بالجديد، أمنية وددت أن أرى بعضها يتحقق في حلمي و أنا أحاول أن أنام قليلا، بعيد انسحاب "سلمى" تاركة خلفها أزيز عاصفة تخترق صمت الغرفة.

                            عزيزي السيد محمد سلاما واحتراما

                            اولا بورك جهدك انك تعايش الوضع الاجتماعي وصراع القوى لشعبنا بالمغرب الاقصى..؟؟

                            هذا مما يدل انك تعيش دقائق وقعنا المؤلم ان كان بالمغرب الاقصى او بالعراق بالمشرق الاقصى للوطن العربي..
                            كان هناك موضوع مطروح الا وهو العولمة والناس بين الاخذ والرد ولكن النتيجة اكثر الناس لا يعلمون...؟؟؟؟؟

                            لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


                            اسقاط الشيوعية بعد معركة طاحنة الا وهي هي الحرب الباردة على يد ثلاثة قوى رئيسية:
                            1 الاسلام السياسي صاحب البترودولار
                            2- البابا بروما وكيل الله على الارض
                            3 ومافيات نيويو رك وعلى راسهم اقدم مافيا بالتاريخ الا و هو المثلث المعروف لاسرائيل ( الصهيونية + الماسونية + وشهود يهوه)
                            ومعهم من الداخل السوفياتي ... قوى الردة والسقوط الشيوعي وعلى راسهم غوربان تشوف..

                            المهم ثلجت بروسيا.. حتى سقط الاتحاد السوفياتي....
                            فنحن العرب الذين متنا من برد ذلك العاصفة الثلجية واننا الان ندفع الجزية للغرب ونحن صاغرين كشعوب عربية واسلامية .
                            اما قوى الاقطاع الديني والطبيعي ببلادنا ....
                            الغرب يبول عليهم وعلى كل مقدساتهم ويقولون نعمة من رب كريم ؟؟؟؟؟
                            بالضبط كما الوضع مع صهرك العزيز؟؟؟؟؟

                            انها معركة البشرية الان بالعراق بعدما حسمت امريكا معركتها ضد الشيوعية واصبحت القوة الاوحد بالعالم واحتلت العراق حتى تحكم العالم من هناك... بواسطة حنفية البترول. الان هي تلفظ انفاسها الاخيرة بالعراق .؟!

                            فبواسل الرافدين هدوا امريكا واسقطوها من عليائها وانهوها كقوة اوحد للعالم... وقريبا ستخرج محطمة ومهزومة من العراق ..
                            والرأسمالية انهارت وفشلت وهي بعز قوتها الاوحد وما انهيار الاقتصاد الامريكي بفضل تضحيات اسود الرافدين .. الا برهان ساطع ؟!
                            فقط ديون امريكا 11 ترليون على ما اعتقد ... منهم 5 ترليون كلفة حرب العراق وافغانستان. 70% من قوة امريكا بالعراق .؟!

                            والمعادلة الجديدة بفضل تضحيات شعب العراق البطل هو:
                            تعدد الاقطاب بالعالم على اساس التنافس والعدالة بين الامم حسب العطاء وليس حسب النهب والتشليح الامبريالي ؟؟!

                            والمعادلة الكونية تنطلق من كل بلد مهما كان صغيرا حتى تصل الى اكبر بلد لان التطور العام الكوني شامل ...

                            تحياتي لكم والسلام عليكم وعلى باسلات وبواسل الرافدين
                            التعديل الأخير تم بواسطة زحل بن شمسين; الساعة 21-06-2010, 02:05.

                            تعليق

                            • صالحة غرس الله
                              عضو الملتقى
                              • 09-05-2010
                              • 79

                              #15
                              صياح الخيرات أستاذ محمد المهدي السقال
                              أحسست أن الكلمات كتبت بالدّم هنا
                              لو أن كل أب يملك مثل هذا الإحساس تجاه فلذات أكباده
                              لعاد للإنسان عزّ كبير
                              أشياء كثيرة تسقط منّا يوميّا
                              ولا شيء يقدر أن يعيدها إلينا إلاّ مثل هذا النص العابق بمشاعر نديّة وفياضة
                              كلّ الاحترام
                              والمحبّة لما قرأته عنك

                              تعليق

                              يعمل...
                              X