لم أذق طعم النوم طوال الليل، وهذا الصباح بطعم قهوة لا تشبه الإشراق.. إذ لم تنجح بتهدئة صراخ الأمس الذي مازال يتردد صداه؛ (حوار تلفزيوني ساذج هولوكست, هولو.. كست )! الأوغاد جعلوها ذكرى سنوية ... وبعض الأصابع الغافلة لم تعد تحتفل بها فقط!.. بل أصبحت لا تصفق إلا لمحرقة صنعت بخرافة من دخان غرقد !.. سحقا لهم ... لك ...أيها الشاهد زورا ، بعدد ما أورق الشجر وما أحرقوا.. بعدد ما انتهى موقوفا عن الاخضرار. وما هشموا من فروعه.. وسقط من ورق على صقيع دخان دفن بشوك زهر... خنجر مسموم
آه وجعلتم من رماد وهم وقوداً لأول غراب علق على جذر الخريطة صهيونية سلبت من تحت الأقدام الأرض..
"صوت أمي يستعجلني، وأتذكر حديثها بالأمس أرمم أفكاري أواسيها، هي السياسة
كل يوم تأتي بكومة قش تدخن أخبارا تثير ضحك الموجوع
قيد جفاف أحلام تمضي لأقسى الغرق
تأخرت جداً لابد أن أغادر، أفتح مذياع السيارة على نشرة الأخبار:
(اندلعت اليوم 18 ديسمبر 2010 ثورة شعبية تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده في 17 ديسمبر 2010 تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة العربة التي يبيع عليها من قبل الشرطية فادية حمدي).. أنتقل إلى موجة أخرى: (خروج آلاف التونسيين الرافضين لما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم. ونتج عن هذه المظاهرات التي شملت مدن عديدة في تونس عن سقوط العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع قوات الأمن) أقفلت على الفور ...
تبا لهذا الظلم المتراقص على قلوب تنزف (وحل الجهل) بالطين وبكل أنوع الحقيقة، لسنا إلا حناجر مهزومة بخناجرهم..
لا نملك أن نتحدى رغبات وأهواء أنفسنا، لسنا بقادرين على شيء غير أن نكون مستنسخين لمسخ غارق بغباء فاحش الوقاحة والقبح.. وكأننا نتشابه في أن لا نجتمع إلا لنفترق.. بعد أن كتب القبح عنوان لنا بالنفط العريض على مدار نخب يرفعها كأس سكر بجهل يشبه ذلك الحمق حتى حدود الذل والهوان.. المصنع هو أيضا من مادة خام تصدر من الغرفة الخلفية للبيت الأحمق!..
هل سينكر التاريخ محرقة الجسد كما حفر بأظافر الطيف على ضمير الظلم أسماء من حرقوا في الفرن الهتلري! الحقيقة في مدافن الصمت
نعم.. نعم قد علمت أن الشيطان يملك أجنحة؛ ذلك الذي علمهم التحليق حتى سابع ظلمة.... عليكم سموم تسعى.. لستم إلا خونه.. لستم إلا مصب لها
وهذا قلب الأيام والسواحل.. الأحلام.. الحقول، قد سُرقت وأنتم تحبون بالإكراه نهايات مقذوفه بنهار شجر مقصوف زيتونه..كل يوم تقتل حقيقة لنا ...
لم أع إلا وأنا أمام لوح عليه درس باق لم يمح من الأمس..
بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغدانِ ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ
فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا لسان الضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعـدنانِ).. التفت إلى الطالبات.. ألقي درساً وأنهيه بإعراب كلمة الطفولة ....أسير إلى غرفة مجاورة وألف سؤال عن الطفولة العربية وأين موقعها من الإعراب؟؟ أعتقد انها ضمير مستتر في لغة عربية رحلت وتركت شيئا غير مستتر.
أنصرف وأنتبه إلى أنه بين يدي أوراق كثيرة علي إنجازها؛ هنا محاضرات، قصائد وطنية هذه عن فلسطين.. أغمض وأتراجع للخلف، استرجع صورا؛ مذابح صبرا و شاتيلا ، .........، دير ياسين ،............، قانا ،........، جنين ثم غزة. كم دفعنا لهم من دماء؟! أين جماجمنا الناقمة!؟..
شبعا ننام.. ثم نستيقظ لننام !.. وهم أحرقوا الدنيا من قبل على محرقة تسكن الخديعة، دخانها مع كل لحظة.. ونحن مع كل نبضة، تسكننا آلاف النجمات مجتمعة، بعمق بحر حزن الكلام.. مداه وحجمه باتجاه وجود لا يشبه إلا الغياب
لن أنسى مجازر كانت.. وإن لم يبق على الأرض عاقل، أو في المحابر دماء حرة تبكي شهيدا أسمه الدرة
أيعقل أن أنسى مرارة الحقيقة! وقت كنت أشاهد أكواما من جنون رماد يتقد
بركانه، ويرسم لأعوام كثيرة حزن الشيخ ياسين على عيون الأيام، وإن غاب الظل تحت الظلام عاما، وأعواما وتغير الاسم.. تبدلت الفصول مع كل وقت يتكئ على ثوان.. كان يأتلق بدفء غصن يمطر الصيف بالشمس حرقة.. وبحرقة
انتهى اليوم الدراسي.. ولم تنته دروس كتبت بأياد قلمت أجنحة الأشجار، وما عادت بعدها.. إلى أوكارها الفصول!..
غص الحلم بطعم خريف توشح زرقة وقت لا ينتهي بعين تشبعت وقطعت.. بحد طرفها صور هرمت.. والضوء لم يصل بالماء ساحلا
عدت بعد يوم شاق وأخرجت القلم لتصحيح أوراق عمل...القلم جف
كأنه رفض أن يكتب، وكأنه ينظر إلي من ألف عروبة تعانق الصمت
وتردد زفير الفراغ الأبدي
آه وجعلتم من رماد وهم وقوداً لأول غراب علق على جذر الخريطة صهيونية سلبت من تحت الأقدام الأرض..
"صوت أمي يستعجلني، وأتذكر حديثها بالأمس أرمم أفكاري أواسيها، هي السياسة
كل يوم تأتي بكومة قش تدخن أخبارا تثير ضحك الموجوع
قيد جفاف أحلام تمضي لأقسى الغرق
تأخرت جداً لابد أن أغادر، أفتح مذياع السيارة على نشرة الأخبار:
(اندلعت اليوم 18 ديسمبر 2010 ثورة شعبية تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده في 17 ديسمبر 2010 تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة العربة التي يبيع عليها من قبل الشرطية فادية حمدي).. أنتقل إلى موجة أخرى: (خروج آلاف التونسيين الرافضين لما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم. ونتج عن هذه المظاهرات التي شملت مدن عديدة في تونس عن سقوط العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع قوات الأمن) أقفلت على الفور ...
تبا لهذا الظلم المتراقص على قلوب تنزف (وحل الجهل) بالطين وبكل أنوع الحقيقة، لسنا إلا حناجر مهزومة بخناجرهم..
لا نملك أن نتحدى رغبات وأهواء أنفسنا، لسنا بقادرين على شيء غير أن نكون مستنسخين لمسخ غارق بغباء فاحش الوقاحة والقبح.. وكأننا نتشابه في أن لا نجتمع إلا لنفترق.. بعد أن كتب القبح عنوان لنا بالنفط العريض على مدار نخب يرفعها كأس سكر بجهل يشبه ذلك الحمق حتى حدود الذل والهوان.. المصنع هو أيضا من مادة خام تصدر من الغرفة الخلفية للبيت الأحمق!..
هل سينكر التاريخ محرقة الجسد كما حفر بأظافر الطيف على ضمير الظلم أسماء من حرقوا في الفرن الهتلري! الحقيقة في مدافن الصمت
نعم.. نعم قد علمت أن الشيطان يملك أجنحة؛ ذلك الذي علمهم التحليق حتى سابع ظلمة.... عليكم سموم تسعى.. لستم إلا خونه.. لستم إلا مصب لها
وهذا قلب الأيام والسواحل.. الأحلام.. الحقول، قد سُرقت وأنتم تحبون بالإكراه نهايات مقذوفه بنهار شجر مقصوف زيتونه..كل يوم تقتل حقيقة لنا ...
لم أع إلا وأنا أمام لوح عليه درس باق لم يمح من الأمس..
بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغدانِ ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ
فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا لسان الضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعـدنانِ).. التفت إلى الطالبات.. ألقي درساً وأنهيه بإعراب كلمة الطفولة ....أسير إلى غرفة مجاورة وألف سؤال عن الطفولة العربية وأين موقعها من الإعراب؟؟ أعتقد انها ضمير مستتر في لغة عربية رحلت وتركت شيئا غير مستتر.
أنصرف وأنتبه إلى أنه بين يدي أوراق كثيرة علي إنجازها؛ هنا محاضرات، قصائد وطنية هذه عن فلسطين.. أغمض وأتراجع للخلف، استرجع صورا؛ مذابح صبرا و شاتيلا ، .........، دير ياسين ،............، قانا ،........، جنين ثم غزة. كم دفعنا لهم من دماء؟! أين جماجمنا الناقمة!؟..
شبعا ننام.. ثم نستيقظ لننام !.. وهم أحرقوا الدنيا من قبل على محرقة تسكن الخديعة، دخانها مع كل لحظة.. ونحن مع كل نبضة، تسكننا آلاف النجمات مجتمعة، بعمق بحر حزن الكلام.. مداه وحجمه باتجاه وجود لا يشبه إلا الغياب
لن أنسى مجازر كانت.. وإن لم يبق على الأرض عاقل، أو في المحابر دماء حرة تبكي شهيدا أسمه الدرة
أيعقل أن أنسى مرارة الحقيقة! وقت كنت أشاهد أكواما من جنون رماد يتقد
بركانه، ويرسم لأعوام كثيرة حزن الشيخ ياسين على عيون الأيام، وإن غاب الظل تحت الظلام عاما، وأعواما وتغير الاسم.. تبدلت الفصول مع كل وقت يتكئ على ثوان.. كان يأتلق بدفء غصن يمطر الصيف بالشمس حرقة.. وبحرقة
انتهى اليوم الدراسي.. ولم تنته دروس كتبت بأياد قلمت أجنحة الأشجار، وما عادت بعدها.. إلى أوكارها الفصول!..
غص الحلم بطعم خريف توشح زرقة وقت لا ينتهي بعين تشبعت وقطعت.. بحد طرفها صور هرمت.. والضوء لم يصل بالماء ساحلا
عدت بعد يوم شاق وأخرجت القلم لتصحيح أوراق عمل...القلم جف
كأنه رفض أن يكتب، وكأنه ينظر إلي من ألف عروبة تعانق الصمت
وتردد زفير الفراغ الأبدي
تعليق