العلة ...... و ....... الدواء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أميرة تاج الدين
    عضو الملتقى
    • 29-11-2009
    • 108

    العلة ...... و ....... الدواء

    الاحتياج الى الشفاء ......... الطريق الى الشفاء ،،، أين هو الان ؟


    تمر بك أحداثا مؤلمة ، فيها لا تسامح نفسك أبدا لاقترافك خطأ ما ، ربما مقدر لك على ان تفعله أو تتعايشه ، ربما ايضا يكون خطؤك بالفعل ، النتيجة واحدة فى كلتا الحالتين ( خطؤك ، أم قدرك وعن غير قصد ) فالنتيجة هى عدم مسامحة النفس عن التسبب فى هذا الحادث المفجع بالنسبة لك .


    فى تلك الحالة تجد نفسك تعيش ولا تتعايش ....... نفسك منقسم الى عالمين مختلفين تماما عن بعضهما البعض
    عالم الحياة لكى تستمر معيشتك بها ، وعالم الحادث بذكرياته بمرورك لنهاية الامر تمنى الموت للراحة من هذا العذاب وهذا التشتت .


    فى بعض من الوقت تعتقد انك تستطيع ان تحيا حياة طبيعية ، متناسيا فيها ما حدث ، وربما تتدعى بالتناسى بالفعل ، تنجح فى هذا لفترة قصيرة ، ثم ترجع بعدها الى عالمك الاخر ، عالمك الاساسى الذى أصبح مقدرا لك بعد هذا الحادث .


    البعض يعتقد انك من تحكم على نفسك بذلك ، انك تريد لنفسك هذا العالم ، انك تعشق تعذيب نفسك والقاء اللوم عليها والتسليم لهذا العالم بمحض ارادتك .


    هذا غير صحيح ، وان كان صحيح فى أوقات يرغب فيها المعذب لنفسه ان يعيشها بإرادته ، لكنه ايضا يتمنى ان يجد ما فقده فى ذاك الحادث ، والدليل على ذلك ان ما فقده غالى عليه جدا ويود ان يسترجعه أكثر من أى شخص أخر على وجه الارض ......... ففقدانه هنا كان فقدان هويته ، نفسه ، فقدانه معرفة من يكون .


    أبحروا معى فى نفسية ذاك المعذب والفاقد لهويته وما كان يميزه من قبل .... لتدركوا قدر معاناته جيدا .


    نفسه مشتتة بين الحياة والممات ، بين الصواب والخطأ ، بين القوة والوهن ، بين المعرفة بالنفس والجهل بها ، يجد الحيرة في ماذا يريد ؟ ......... أيريد عدم الاستسلام للاحساس بالذنب وإعتزال الحياة ، فيقضى بقية عمره يلوم نفسه ويجلدها على إنه هو المسئول وليس القدر من فعل هذا بدلا منه ........ يجد الحيرة فى ذلك ، أم إنه يريد الحياة والنصر فيها ، يريد ان يشعر بالقوة وبذاته ، يريد ان يتخطى ما مر به ليقول ها انا ذاك .


    تارة تقسم انه مفعم بالحياة وتارة أخرى تشعر انه ليس معك ولا انه بدنياك بل فى عالمه الذى كتب عليه ليكون به هناك .


    فى الحيرة والتشتت والضياع هذا ، لن تجد نفس راضية ، ولم تجد نفس تنعم بالراحة بل تجد نفس معذبة وتائهة عن طريقها الذى من المفترض لها ان تمضى فيه .


    عندما يتشتت الذهن ، تتشتت النفس على ماذا تريد ، وعلى ماذا تختار ، وعلى أين الطريق
    بماذا نصف تلك النفس ؟ وصفا دقيقا لا يغفل حقيقتها بالفعل ....... أليس هذا الوصف !!
    نفس معذبة ، نفس متألمة ، نفس مشتتة ، نفس ضائعة ، نفس محتارة ، أليست نفس لوامة ،،، تلوم نفسها على ما حدث ؟ نعم ، اذا النفس اللوامة لا تعرف للراحة سبيل .


    ببداية الامر كان ما يشغل بال تلك النفس ، هل هى من إقترفت هذا الخطأ أم القدر هو الذى كان مسئولا بدلا منها


    يتطور الامر معها الى ان الذى يشغل بالها الان هو ماذا تختار ....... الحياة أم الاستسلام والاستعداد للموت


    لتتحول تلك النفس ، من نفس لوامة الى نفس مطمئنة ، عليها أولا ان تصالح نفسها ، تغفر لنفسها ما حدث ، عليها أولا ان تحب نفسها لا تكرهها ، عليها ان تقرر ان تعود للحياة مرة أخرى دون تقطع ولا ذهابا وإيابا ، لا بل ترجع لها عن إختيار وللابد ........ عليها ان تقرر عدم الاستسلام حتى للواقع وان كان ذاك الواقع يقر بخطاؤها ،،، عليها ان تسامح نفسها على ما حدث معللة ان ذاك الحادث وقع عن غير قصد ......... عليها ان تصالح نفسها أولا لتصبح نفس مطمئنة وتنال الراحة .


    السؤال هنا ما أهمية مسامحة النفس والتصالح معها ؟ نوال الراحة والوئام النفسى وأخيرا القوة


    لن يكون الانسان خيِِرا الا اذا كان متصالحا مع نفسه ..... لن يكون ودودا ، إجتماعيا الا اذا كان متصالحا مع نفسه ....... لن يكون فعالا بالمجتمع وبمن حوله الا اذا كان متصالحا مع نفسه ........ لن يكون قويا الا اذا كان متصالحا مع نفسه ....... أخيرا لن يكون موجودا وتشعر به الا اذا كان متصالحا مع نفسه .


    كيف اذا يصل لدرجة التصالح مع النفس وهو لم يغفر لها ما حدث ، ولم يقبل عقله بان ما حدث كان قدرا وليس عليه فيه اى ذنب .


    هل هو التسليم ؟؟؟ ان يسلم بان ما حدث قد حدث لاى سبب كان ، فهو حدث ولابد للتسليم له
    لا ،،، ليس كل أنواع النفوس تقبل هذا التسليم ، فهناك شخصيات لا تقبل بالخطأ ولا ترضى لها ان تخطىء من البداية


    ربما يكون الايمان بانه القدر ، وعليه ان يؤمن بذلك ويهد عقله وقلبه لهذا فهو مصير فى هذا الامر ، نعم هو القدر اذا وليس له أى ذنب فيه ، لا ........ لان ضميره يقظ دائما ولا يرضى بان يخدره بالقدر والتسليم لهذا ، وحتى ان خدره ، فضميره يفيق كل حين وحين .


    هل علي كاكاتب هنا ان أوجد الحل ؟ ان أجد الطريق للهداية ؟ ان أصل للخلاص من ذاك العذاب ؟؟؟


    ظل عقلى يبحث ويبحث طويلا على بداية الطريق ليمضى فيه ، الى ان أصابه الاجهاد والوهن مع الاستسلام لشىء واحد !!


    الطريق طريق النفس المعذبة لوحدها وعليها ان تجده بنفسها بعد ان تتصالح مع نفسها وتغفر لها ما حدث
    وقتها فقط غشاوة الضلال تنقشع من على قلبها قبل عينيها ، لتهتدى الى الطريق دون ان تتلمسه بيديها


    نعم ، هذا ما توصلت له الان .......... ان الحل ليس فى الايمان بانه القدر والنصيب ، ليس فى القبول بما حدث حتى ان كان خطاؤها والاعتراف بذلك ، و الارغام على تقبل الواقع كما هو ، وعليها ان تعيشه بالغصب ، لا ليس ذاك هو الحل .


    الحل فى التسامح .......... تسامح النفس لنفسها ، يالا العجب الانسان يطلب التسامح من نفسه لنفسه ، لكى يعيش فى سلام نفسى وراحة لم يعد يعرفها أو يستشعرها بعد الذى كان .


    مصالحة النفس هى السبيل الوحيد لكى يرجع ذاك الانسان الى الحياة مرة أخرى ........ ترى هل هذه النفس تقوى على التسامح ؟ ان خلقت ذلك التسامح ، وجدت طريقها لترى النور فى قلبها قبل عينيها ، فان رأته لن تتيه عنه مرة أخرى مهما حيت .......... للاسف عليها ان ترغمها وتصالح نفسها وتغفر لها بالفعل حتى ان لم تكن تقوى على ذلك ، فهو الواجب الذى عليها لان تخلقه وتنقذ حسابها قبل فوات الاوان ، ويحتسب لها الحادث لا يحتسب عليها ليكن فى ميزان حسناتها وليس فى ميزان سيئاتها ......... هذا هو الذى عليها ان تعلمه تلك النفس لتقوى على تجرع ذاك الدواء ( الغفران وتصالح النفس ) .......... ها هى العلة وها هو الدواء .
    [SIZE=6][COLOR=DarkRed][I][B]أميرة تاج الدين[/B][/I][/COLOR][/SIZE]
  • أسماء المنسي
    أديب وكاتب
    • 27-01-2010
    • 1545

    #2
    أستاذة أميرة تاج الدين

    طرح رائع وقيم جداً
    وأسلوب مبسط في توصيل المقصد من الطرح أُحييكِ على هذا الأسلوب




    تحية وتقدير
    لشخصك الكريم
    [align=right]
    علمتني الإرادة أن أجعل حرفي يخاطب أنجما
    ويخطُ كلمات ترددها السماء تعجبا
    تأبى معاني الشعر إلا أن ترا
    حروف صاغتها الإرادة تبسما
    [/align]

    تعليق

    • نعيمة عماشة
      أديب وكاتب
      • 20-05-2010
      • 452

      #3
      [frame="11 98"]
      غاليتي أميرة ، حينَ يُصاب الإنسان بمكروه ، فهو يمر بمراحل أولها عدم التصديق ثمَّ الرفض ثمَّ التسليم بما حدث، وقد خلقَ اللهُ لنا طاقات وقدرات دفاعية مكنونة ، فالإنسان بعقله اللاواعي يجد لنفسه ِ مهربًا فيغادر مكانهُ ويهيء لهُ أنهُ يحلم ، مجرد حلم ويلقي بتبعات ما حدث على شخص آخر ليخرج هو من بطولة الألم ، العقل اللاواعي يأخذ كل ما حدث ويخزنهُ بعيدًا في الذاكرة ، ليأتي ذاتَ يوم ويطفو على سطح المعرفة ، فيخرج من بوتقة النسيان لمرحلة الإدراك الفعلي ، لذا غاليتي فهو أمر طبيعي كل ما يحدث من علة ، أما الدواء فهو واحدٌ لا غير ، وهو الإيمان بالله عزَّ وجل ، لأنَّ الإيمان يطهر الذات ويقوي النفس ويشدُّ من أزرها !
      موضوع مهم أدعوا بقية المبدعين بالدلو بدلوهم والمحاورة !
      أسعدت ِ غاليتي أميرة مساءً وننتظر تفعيل الحوار!

      [/frame]
      [imgr]http://members.lycos.co.uk/helm2006/up/images/annaa21.jpg[/imgr]

      تعليق

      يعمل...
      X