نزوح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العربي الثابت
    أديب وكاتب
    • 19-09-2009
    • 815

    نزوح

    يصعد التلة الصغيرة مختالا، مطمئنا، يزحف ببطء كقطار يدنو من محطة ،يرفع رأسه قليلا يعلن حضوره ،يراها ملتحفة أسمالها ،مستكينة في ظل الجدار الواطئ بين نافذة وشجرة مشمش مثقلة،يواصل زحفه غير مبال ،لم يكن ضالا ولا تائها،إنه يعرف وجهته تماما.. يعرف مداخلها ومنافذها،يتوقف مرة أخرى يمدّ لسانه متراقصا في الفضاء ،يتعرّف روائح المحيط ، ترتعش فرائصها وهويفعل..وهو يقترب،ثمّ يستدير قليلا نحو اليمين ،يواصل زحفه متسلقا الجدار ،يلقي برأسه في ثقب النافذة.. يمضي مقتحما يدخل ..يدخل ،هي بهلع ترقبه ،يدخل رويدا رويدا ..لثوان طويلة،يدخل إلى أن يختفى ذيله تماما..أحست بهلع ورعب يهزان أحشاءها ،اشتعل الخوف في داخلها، علا وجهها شحوب الموت..هبّت فاطنة تريد الفرار من دائرة الخطر؟؟ ...قوة السؤال أقعدتها أرضا :إلى أين تذهبين؟ إلى بيتك.؟؟...أم بيته؟،ألا زلت تملكين شيئا في هذا البيت تمدين له يدا واثقة؟؟؟؟لا شيء مطلقا ..
    وليكن.. لا بديل لها عن هذا البيت!.. فهي أصلا لا تملكه ،سكنته بلا إيجار،يوم دكّ الموت ابنتها راحلة ..دكّا سريعا دون خجل من ربيعها العشرين...لتغادرهي مسكن زوج ابنتها ...تتركه رحبا لعروس بديلة ..

    لا بديل عنه..تراه قصرا مهيبا ،

    شرفاته تطل على تليد ذكرياتها ،تنسى العالم... تذوب في خدر عذب، هنا في هذا الموقع بالذات:

    سفح جبل،بساتين وسواقي ،وظلال من أمن وذكريات..

    هنا طوت أجمل أوراقها على الإطلاق...المهم ليس البيت بحيزه المكاني الضيق بل هو الفضاء كله .. بساتين أغصان مدلاة ..طيور جذلانة تشدو...خرير ناعم ودائم...وطيف راحلة فراشة تحوم حول ألوان ولوحات...
    تكاد تجزم في داخلها أنها رأت وجه راحلة معكوسا على صفحة الماء حين كانت تغسل وجهها ذات صباح في الساقية..

    كان وجها مشرقا باسما يتوهج شوقا..وقضت يومها سعيدة..

    صعب عليها أن ترحل عن هذا المكان حتى لو كان المطارد ثعبان يحمل حتفها بين أنيابه؟أكيد أن هذا الحنش الذي داهم سكونها كان يعرف المكان معرفة دقيقة..أخذ طريقه باطمئنان وثقة نحو النافذة غير مبال بها، ربما لأنه عايشها في مملكتها دون أن تحس به ،لم تعد تثيره أو يحسها غريبة...رائحتها غير بعيدة تماما عن أنفه...
    تيقنت أنه قاسمها البيت منذ زمن طويل...

    ربما منذ أن أوقدت أول نار لها بعد غياب راحلة بشهور لتعدّ كأسا من مرارة ودموع ....آوت إليه في ظرف عصيب ..
    أبدا،ما فكرت يوما أنها ستشهد مصرع ابنتها أو تعيش بعدها حينا من دهر.. فتك بها السل،كان يسيرا أن تنفلت منه لو توفر لها بعض عناية ....بسهولة باغتها الموت وأخذها بعيدا عمّن أحبوها...

    تلجم فاطنة أشواقها بصرامة ..تستعيد بعض ثباتها ، تردد بحنق: كل من عليها فان..

    تقضي يومها تطارد سرابا من طيف راحلة بين أغصان البساتين ،تسمع بحة صوتها تتماوج مع خريرالسواقي والغدران .. تدندن بأشهى الألحان.

    لكن ما رأته هذا اليوم زلزل تما سكها ،بدت عاجزة عن الوقوف، والشمس تنحدر نحو المغيب لتخلف ظلالا ممتدة من حيرة وخوف...
    حيرة سببها ثقة الثعبان في نفسه وهو يقتحم بيتها بصورة توحي بكونه من أهل البيت الشرعيين..

    وخوف ليس من ثعبان، فقد قاتلت العشرات في مواجهات عدة على مشارف الغابة..

    تعرف الأفاعي ..تعرف ألوانها وأصواتها ...واجهتها مرارا

    وانتصرت عليها لأنها كانت تنازل عدوا وجها لوجه،

    أعدّت له ما استطاعت من قوة وسلاح ونالت منه.

    أما الآن فالمواجهة تختلف ، غير معلنة، مستمرة في الزمان والمكان..
    قد يأخذها العدوّ غيلة في عز نومها؟؟

    تجرأت على الوقوف، نسمات المساء لفحت تجاعيد وجهها ،التفتت نحوالنافذة، وجمت: نفس الرأس السوداء تطل ،ثم ينزلق الثعبان مع نفس الطريق مسرعا ،رمقته حتى اختفى وراء التل الصغير...هدأت أعصابها فجأة تساءلت بحدة :لولا خوفها على
    ثمار شجرة المشمش من أطفال القرية ،يجتاحون في الهجير بساتين القرية ،ينتهزون فرصة استغراق الكبار في قيلولتهم ،يعبثون بالأشجار بحثا عن ثمار وربما أعشاش ، ثمّ يلقون بأجسادهم الغضة في برودة السواقي ..ويعودون الى البيوت منتعشين..
    لولا هؤلاء ما كانت لتجلس في ظل الجدارلتحرس الشجرة ولا تمكنت من رؤية الثعبان المحتل...تحركت ببطء نحو باب البيت ،دخلته كما فعلت أول مرة ،وجلة... خائفة ،
    بيد مرتجفة أشعلت المصباح تفحصت أرضية الغرفة وزواياها،باحثة عن أي أثر ...اقتربت بخوف شديد من النافذة ..أحكمت إغلاقها.

    وحين جلست لطهو حساءها على النار ، تأملت ألسنة اللهب تتبارى علوا نحو القدر،استدعت ذاكرتها على عجل ،استحضرت قصص الأفاعي والناس،
    قصص مليئة بالترقب والانتظار حتى الموت..

    هيأت مرقدها بيد من خوف وحذر ،أحاطت فراشها بأكياس بلا ستيكية فارغة ،قد تحدث خشخشة ، إذا ما دنا منها زاحف فتستيقظ قبل أن ينال منها ....
    بين قدم في النوم وأخرى في اليقظة سمعت صوتا مريبا ،أفاقت مذعورة، أضاءت ما حولها..قلبها ينطّ بين أضلعها،ألقت نظرتها على مصدره فإذا هي خنفساء تسعى...تعلقت بكيس فارغ ،فلم تجد منه فكاكا...أزالتها وبضربة من نعلها ألصقتها بالأرض ثم سحبت بقاياها بعيدا ،
    مسحت الجوار بنظرات سريعة ثم عادت إلى فراشها ، أطفأت المصباح ثانية وتظاهرت بالنوم...

    في جوف الليل تهاوت مقاومتها..عربد الخوف بوجدانها...أيقنت أنّ العيش مع عدو لايرى أمر مستحيل..
    في صباح اليوم الموالي شوهد رتل من حمير بأذان ذابلة،وسيقان معوجّة يعبر الوادي نحو الضفة الأخرى مثقلا بحاجيات فاطنة وأسمالها وأشياءها البسيطة..يغادر نحو وجهة مجهولة...

    العربي الثابت
    التعديل الأخير تم بواسطة العربي الثابت; الساعة 25-06-2010, 21:56.
    اذا كان العبور الزاميا ....
    فمن الاجمل ان تعبر باسما....
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    العربي الثابت
    أيها الرائع
    طالت غيبتك عنا أتمنى أن يكون السبب خيرا
    نصك جميل وفيه رمزية
    هل أردت أن تقول أننا محاطون بالأفاعي دون أن ندري
    تسكن معنا بنفس المكان ولا نشعر بها
    قد لا نراها وحتى إن رأيناها لن نستطيع معها شيئا
    وتغدر بنا ونحن نائمين غير مقدرين جلل الموقف وخطورته
    والمصير واحد.. الموت
    أم لأننا لانستطيع قهر الغدر لأنه مرة يزحف وأخرى يمشي وثالثة يطير
    هكذا قرأتها أنا
    ويبقى المعنى في قلبك عزيزي
    ودي الأكيد لك

    عين؛ وأنف؛ وصوت؛
    عين؛ وأنف؛ وصوت عرفني امرأة سريعة العطب! أكاد لا أميز الأسود من الأبيض حين أغضب، أفقد صوابي ولا أعود أتذكر حتى إنسانيتي.. هكذا عودتني أيامي. أعب كؤوسا مترعة من الهم، أتجرعها شئت أم أبيت فهذي حياتي، مذ عرفت طريق الليل أسيره وحيدة بين وجوه غريبة عني، وأياد تدفع لتدلف باب غرفتي الموارب تتلمس جسدي الذي لم أعد أملكه، تشتري مني
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      العربي الجميل صباحك سكر
      بعيدا عن مكر الثعابين أو الحيات
      لا أدري أخي الحبيب ، لم أصبح التعليق على أي عمل أمرا شاقا
      و أصبحت أخشي من اللغة ، أعصابي تتوتر تماما ، و أناأقٌول على هذه جميلة مدهشة رائعة ، أصبحت لزمة غير ذات موضوع ، و تحتاج إلى أن نخلع عنا
      جلدها ، لندخل فى عمق الحدث ، أو مع الأحداث مباشرة ، الرتابة تؤلمني إلى حد الاختناق ، بل ربما أدت إلى جنوني يوما ما !!
      ربما قول لا بد منه لعامل تقيمي ، له وزنه ، أو نحن من أعطاه هذا ، دون اتفاق أو تضامن مسبق ، و هي كلمة قصة مدهشة ، لعبت فيها اللغة ، و قدرتك الحكائية ، على النسج ، داخل هذه المملكة ، مع بعض تفاصيل ذكت المعني ، و أكدته ، ولم تكن عبئا ، بل إنارة و كشفا !!
      نعم عليها أن ترحل ، فهو حقها الثابت ياعربي ، أليس كذلك ، فكيف تزاحم الآخرين بيوتهم ، و تطارد راحتهم ، و هذا عالم ، لا يؤذي إلا من أذاه ، عالم مسالم إلى حد ما ، فأي منتهك سوف يكون مصيره الموت على كل حال .. نعم .. لو كان خنفساء لدهستها كما رأيناها تفعل ، و لكنه قادر مع ذويه المتماسكين أن يأخذ حقه ، و أن يحرر موطنه فى أي وقت شاء !!
      يالك من رجل .. الله عليك أيها الجبار .. هو كذلك .. و ليس غير ذلك !!

      لن أكثر صديقي فقد وصل درسك متقنا و رائعا
      فهنيئا لك بعملك الجديد !!

      محبتي
      sigpic

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #4
        أخي العربي الثابت:
        أفرح عندما أحاورك في متصفّحك:
        أيكون السبب لأني أستشعر عبق النبل والخلق الرفيع..
        والقيم الثابتة التي تناديها .. وتناديك..
        عند كلّ نصّ جديد لك ..أراك ترتفع عالياً ..
        إلى مكان تتداعى فيه كلّ الثعابين وتنهزم..
        رمز رائع شحنت فيه أحداث قصّة اختزلتَ فيها ،خبايا ألم دفينٍ
        وإحساسٍ بالنصر..
        دُمتَ بسعادةٍ ...تحيّاتي

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • وفاء الدوسري
          عضو الملتقى
          • 04-09-2008
          • 6136

          #5
          مساء الخير .. أستاذ/العربي
          أجد أنك قد رسمت لوحة بالكلمات ألوانها تصاعدت في أجواء حذرة افعوانية ،وشاهدنا من بين الظلال عدونا الأكبر والذي ليس له مثيل منذ عشرات السنين يعيث في الأرض فساداً ومازال، أتعلم هناك دراسة خرجت بنتائج مفادها أن معظم الثعابين تعيش لفترة تتراوح بين 15-25 سنة تقريبا!..والغريب أيضاً طريقة تكاثرها إذ تخرج الثعابين من جحورها وأول ما تفعله هو تغيير ثوبها ثم تبدأ بعد ذلك مراسيم التزاوج بعرض العـضلات بالنسبة للذكور حيث يتقاتل الذكور مـع بعضهم في مصارعة تشبه رقصة الباليه وكل منهم يحاول الإيقاع بالأخر حتى يفر أحدهـما ويبقي المنتصر ليتجه إلى الأنثى التي تقبل التزاوج معه بعد هذه المعركة !.. تخيل الثعابين تتقاتل بطريقة راقصةمن أجل أنثى !..تصدمني رقة الثعبان !..
          ألمهم أننا تنفسنا مع حرفك عمق الجمال بالنقاء والبعد الاغز مطراً
          شكرا لك ،دمت ودام قلمك

          تعليق

          • العربي الثابت
            أديب وكاتب
            • 19-09-2009
            • 815

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
            العربي الثابت
            أيها الرائع
            طالت غيبتك عنا أتمنى أن يكون السبب خيرا
            نصك جميل وفيه رمزية
            هل أردت أن تقول أننا محاطون بالأفاعي دون أن ندري
            تسكن معنا بنفس المكان ولا نشعر بها
            قد لا نراها وحتى إن رأيناها لن نستطيع معها شيئا
            وتغدر بنا ونحن نائمين غير مقدرين جلل الموقف وخطورته
            والمصير واحد.. الموت
            أم لأننا لانستطيع قهر الغدر لأنه مرة يزحف وأخرى يمشي وثالثة يطير
            هكذا قرأتها أنا
            ويبقى المعنى في قلبك عزيزي
            ودي الأكيد لك

            عين؛ وأنف؛ وصوت؛
            http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=57245
            أختي الطيبة عائدة..
            صباح جميل لك..
            استنزف هذا الجهاز جهدي كتبت لك أكثر من رد لكنها تفشل في الوصول اليك مشكلة تغطية ليس إلا..
            أشكر لك هذا العبور الكريم لسطور هذه لقصة ،
            حكاية اجتياح تتكرر دوما حين يداهم العدو مرابط خيلنا،ويدوس على أمننا.
            ويعلن نفسه سلطانا علينا،ماذا يبقى إذا كنا عاجزين عن رده غير الترحال..
            تحاياي العطرة لك..
            وشكري العميق على تفضلك بالسؤال عني..فأنا بخير،وأتمنى أن تكوني كذلك.
            باقة ورد عطرة لك...مع توكيدات محبتي واحترامي..
            العربي الثابت

            اذا كان العبور الزاميا ....
            فمن الاجمل ان تعبر باسما....

            تعليق

            • العربي الثابت
              أديب وكاتب
              • 19-09-2009
              • 815

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
              العربي الجميل صباحك سكر
              بعيدا عن مكر الثعابين أو الحيات
              لا أدري أخي الحبيب ، لم أصبح التعليق على أي عمل أمرا شاقا
              و أصبحت أخشي من اللغة ، أعصابي تتوتر تماما ، و أناأقٌول على هذه جميلة مدهشة رائعة ، أصبحت لزمة غير ذات موضوع ، و تحتاج إلى أن نخلع عنا
              جلدها ، لندخل فى عمق الحدث ، أو مع الأحداث مباشرة ، الرتابة تؤلمني إلى حد الاختناق ، بل ربما أدت إلى جنوني يوما ما !!
              ربما قول لا بد منه لعامل تقيمي ، له وزنه ، أو نحن من أعطاه هذا ، دون اتفاق أو تضامن مسبق ، و هي كلمة قصة مدهشة ، لعبت فيها اللغة ، و قدرتك الحكائية ، على النسج ، داخل هذه المملكة ، مع بعض تفاصيل ذكت المعني ، و أكدته ، ولم تكن عبئا ، بل إنارة و كشفا !!
              نعم عليها أن ترحل ، فهو حقها الثابت ياعربي ، أليس كذلك ، فكيف تزاحم الآخرين بيوتهم ، و تطارد راحتهم ، و هذا عالم ، لا يؤذي إلا من أذاه ، عالم مسالم إلى حد ما ، فأي منتهك سوف يكون مصيره الموت على كل حال .. نعم .. لو كان خنفساء لدهستها كما رأيناها تفعل ، و لكنه قادر مع ذويه المتماسكين أن يأخذ حقه ، و أن يحرر موطنه فى أي وقت شاء !!
              يالك من رجل .. الله عليك أيها الجبار .. هو كذلك .. و ليس غير ذلك !!

              لن أكثر صديقي فقد وصل درسك متقنا و رائعا
              فهنيئا لك بعملك الجديد !!

              محبتي
              أخي الفاضل ربيع...
              أسعد الله صباحك...
              كم مرة حاولت أن أرد على مداخلتك الكريمة ،لكن أعطاب الشبكة تحاصرني..
              سعيد أنا لأن هذا النص قد نال إعجابك،
              حاولت من خلال هذه السطور أن أكون على كثب مما يدور في نفس بشرية،أصبح أمنها الخاص في دائرة الإستهداف من عدو قوي وواثق...
              نفس ضعيفة..جبانة ...مترهلة..
              لامجال لها هناك غير أن تفرد جناحيها للنزوح مااستطاعت إلى ذلك سبيلا..
              تقبل صادق محبتي وآيات شكري وامتناني...
              أخوك العربي
              اذا كان العبور الزاميا ....
              فمن الاجمل ان تعبر باسما....

              تعليق

              • العربي الثابت
                أديب وكاتب
                • 19-09-2009
                • 815

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                أخي العربي الثابت:
                أفرح عندما أحاورك في متصفّحك:
                أيكون السبب لأني أستشعر عبق النبل والخلق الرفيع..
                والقيم الثابتة التي تناديها .. وتناديك..
                عند كلّ نصّ جديد لك ..أراك ترتفع عالياً ..
                إلى مكان تتداعى فيه كلّ الثعابين وتنهزم..
                رمز رائع شحنت فيه أحداث قصّة اختزلتَ فيها ،خبايا ألم دفينٍ
                وإحساسٍ بالنصر..
                دُمتَ بسعادةٍ ...تحيّاتي
                أختي الرائعة...ايمان الدرع.
                إطلالتك هنا أزالت الغبش عن النفس..تأخرت في الرد ..أكيد.لأنني أتحرك ببطء على الشبكة..
                تارة أصل الهدف وأخرى أنتكس دونه مهزوما مكسورا.
                غمرني الفرح لفرحك وانت تعبرين كلماتي ،النزوح نحو التيه والضياع كان مصيرها..
                تركت شرفات ماتراه قصرا إلى مصير من يباب..لإنها رأته امامها يستعرض نخوته وقوته وتكومت على ذكريات من سراب...
                وهل تنفع أكياس البلاستيك الفارغة من حماية وطن؟؟؟؟
                لك كل المحبة والتقدير أختي إيمان..
                وشكرا من الأعماق على كل حرف من مداخلتك الطيبة..

                العربي الثابت

                اذا كان العبور الزاميا ....
                فمن الاجمل ان تعبر باسما....

                تعليق

                • العربي الثابت
                  أديب وكاتب
                  • 19-09-2009
                  • 815

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
                  مساء الخير .. أستاذ/العربي
                  أجد أنك قد رسمت لوحة بالكلمات ألوانها تصاعدت في أجواء حذرة افعوانية ،وشاهدنا من بين الظلال عدونا الأكبر والذي ليس له مثيل منذ عشرات السنين يعيث في الأرض فساداً ومازال، أتعلم هناك دراسة خرجت بنتائج مفادها أن معظم الثعابين تعيش لفترة تتراوح بين 15-25 سنة تقريبا!..والغريب أيضاً طريقة تكاثرها إذ تخرج الثعابين من جحورها وأول ما تفعله هو تغيير ثوبها ثم تبدأ بعد ذلك مراسيم التزاوج بعرض العـضلات بالنسبة للذكور حيث يتقاتل الذكور مـع بعضهم في مصارعة تشبه رقصة الباليه وكل منهم يحاول الإيقاع بالأخر حتى يفر أحدهـما ويبقي المنتصر ليتجه إلى الأنثى التي تقبل التزاوج معه بعد هذه المعركة !.. تخيل الثعابين تتقاتل بطريقة راقصةمن أجل أنثى !..تصدمني رقة الثعبان !..
                  ألمهم أننا تنفسنا مع حرفك عمق الجمال بالنقاء والبعد الاغزر مطراً
                  شكرا لك ،دمت ودام قلمك
                  مساءك أجمل أستاذة وفاء..
                  أجل شاهدناه يرسل في الفضاء لسانا متراقصا يرصد أنفاسنا!....
                  شاهدناه يداهمنا مختالا فخورا،وانبهرنا وهلعنا ...
                  لاتتسع لغتي لآيات شكرك على هذا التفاعل الراقي مع النص في عمق سطوره...وحجم مأساته.
                  والثعبان من المخلوقات التي تتسلم مهامها على الأرض فور ولادتها...
                  تقبلي صادق محبتي وعاطر تحياتي..
                  العربي الثابت
                  اذا كان العبور الزاميا ....
                  فمن الاجمل ان تعبر باسما....

                  تعليق

                  يعمل...
                  X