حسنا لقد قتلتهُ
لم تكن تلك المرةُ الأولى التي تشرق الشمس فيها , ولكن صباحذلك اليوم كان مختلفا جدا . ضوء الصباح بدأ يكشف عوالم الغرفة الباهتة , فيما بدتالستارة القديمة وكأنها عازل شفاف سينقشع قريبا , ما يعني أن المشهد سيكون مكشوفا لهم . بقي هو جالسا بنفس الطريقة التي جلس بها منذ دخوله عدا انه لم يعد واضعا ساقا علىساق. ارتفعت أصوات صنابير المياه في الطوابق السفلية , يبدو أن أحدا ما أفاق من نومه . أخيرا علبة سجائري في جيبي يا إلهي بحثت عنها كثيرا . تحاشيت النظر إليه . درتفي الغرفة مرّرّتُ كل ما فيها بدماغي , أعلم أني لن أعود هنا مرة أخرى .البندقية ماتزال مسندة إلى المقعد الخشبي . كنت استطيعُ مسح بصماتي عنها بل أني فكرت في ذلك,ولكني لم افعل . لم يكن الأمر اكتشافا عظيما منهم كما يقولون في الصحف . الأمر بسيطلا يحتاج إلى كل هذا التلفيق , فمن المعلوم أننا دخلنا سويا
كانت حميدة جالسة على عتبة الممر ممسكة بيد ابن أختها . رمقتنا بنظرة فاحصة عندما تخطيناها , ورغم أنها لم تبد اهتماما بنا إلا انه كانبمقدورها بعد ذلك أن تتذكر لون بذلته بل حتى إنه كان ممسكا بهاتف في يده . فيالحقيقة أنا لم أرها بعد ذلك رغم أني طلبت رؤيتها لكنهم ادعوا أنها رفضت . كان هوقد ركن سيارته بجانب الرصيف المقابل , وكانت مفاتيحها فيما بعد على الطاولة أمامي . كنت أستطيع الهرب بها ولكن ذلك كان سيجعلهم يبتسمون على شاشة التلفزيون .
بداية كنت أتأمل العناوينالمتراصة أمامي عندما اقترب هو ممسكا بيده ورقة صغيرة كان مشغولا أو هكذا بدا عليه . فيما مضى عندما كنت أرى فتيات الجامعة وهن يبحثن عن مراجع كنت انتظر حتى يتعبن ثمأعرض خدماتي, وكان الأمر ممتعا خصوصا وأنا أجد الكتب التي بَدلتُ مواقعها سابقا .
اقترب مني أكثر قال" عفوا " عندما لامسني لم أجبهُ تراجعتُ قليلا كي أسمح له بالعبور تمتم بشيء ما نظر ليوابتسم بطريقة تشبه ابتسامة القطط . لم تكن تمتمته واضحة لكنه على الأغلب كان يتذمرمن طريقة إيجاد الكتب. قلت له " عن ماذا تبحث " بقي يحدق بالعناوين وقال بصوتلامبال "كتاب في الأدب"
قلت لهساعتها وقلت له بعد ذلك بخمس ساعات " أعلم فهذا ركن الكتبالأدبية"
قال بضيق " ادغار الن بوابحث عن كتاب له أو عنه لا بد من وجود شيء ما هنا"
قلت له بسرعة دون أن انظر إليه " يوجد كتب كثيرة عنهوكذلك له قرأت قبل فترة كتاب عنه وكان واسعا جدا هناك "عبرت عيناه مع إصبعي إلى حيثأشرت, واتجه مباشرة إليه وسحبه ثم عاد وشكرني وهو يبتسم ابتسامته التي تشبه ابتسامةالقطط . ابتعدت عنه إلى الرفوف المقابلة.
أراد هو بعد ذلك بخمس ساعات أن يترك شبابيك سيارته مفتوحة كي لا ترتفعحرارة المقاعد ,توقع مني ساعتها أن احذره من اللصوص ,ولكني لم افعل . هم إلى الآن لايعرفون شيئا عن تلك السيارة ولا يذكرونها في كلامهم . عاد بعد وقت لا اذكره كنتأقرا شعرا لرامبو عندما قال بلطف " أرجوك أتعرف مواقع كتب أخرى وعدني مدير المكتبةباستعارة ما أحتاج إليه "
قلت له " كتب عن ماذا "و أنا أعلم انه يأس من موظف المكتبة الذي لا يمل الترديد "الكمبيوترمعطل "
قال بسرعة " كتب ل بو" أشرت برأسي بالإيجاب عبرت القاعة ببطء كي أجعله يماشيني قلت" ما الذي تبحث عنهبالتحديد"
قال"كل شيء يخصه أنا أعد رسالة دكتوراه عنه "
قلت " آه قال برنادشو تم اكتشاف أمريكا ولم يتم اكتشاف بو"
قال كأنه اكتشف شيئا " هو أمريكي"
ابتسمت ثم أشرت إلى كتاب مدرسي كتب عن بو . التقت نظراتناقال "أين"
"_تعالمعي"
كان بعض الطلبة جالسين علىطاولات المطالعة فيما كان موظف المكتبة مادا ساقيه من تحت مكتبهوهو يحل الكلماتالمتقاطعة.
قلت "هل تعرف كم كانتحياة بو بائسة"
قال "هل أنت متخصصبالأدب الأمريكي"
هو يعلم آنيلست كذلك فهذا واضح من ملابسي
"_لا لم أكمل تعليمي ولكن بو كاتب عظيم ولا يمكن لأي شخص أن يجهلهُ ثمينتظر أن يُطلب منه بحثٌ كي يتعرف عليه" .
لم يعجبه كلامي ابتسم ابتسامة القطط بعد ذلك بخمس ساعات كان لا يزاليبتسم نفس الابتسامة, وحتى عندما ظهرت صورته في الصحف بقي يبتسم نفس الابتسامة,
كنت أعرف أنهم لا يستطيعون معرفةما عليهم فعله وأنهم يتخبطون في تصرفاتهم لهذا قررت مساعدتهم ,ولكنهم بعد ذلك وعلىشاشة التلفزيون الرسمي أنكروا
امسك الكتاب وشكرني
قلت له "أنا أعرف كل ما تريده"
ابتسم ابتسامة القطط لمع بعينيه ومض من السخرية . اكتفيت منه , وانشغلتبشيء أخر ولكنه بعد ذلك بخمس ساعات عاد , وعندما أخبرته أنني أعرف موقع كل كتاب فيالمكتبة بدا مصدقا .
كان قد جاء معي لشرب الشاي عندما أخبرته أنني أتوقع وجودمقالات عن بو في بيتي قال ساعتها شيئا ما عن انشغاله , ولكني عندما خرجت مساء وجدتهينتظرني قال إنه وجد بعض الوقت , وإنه أراد كذلك آن يحدثني عن رسالته . فتح بابسيارته الحمراء وهو يبتسم , كان يتدلى من طرف مرآتها عين زرقاء , إلى الآن لم يذكرأمر السيارة أحد لا بد أن حميدة هي التي منعت الجميع من الأقتراب منها وأنها أخبرتأهل الحي أنها لقريب لها متوقعة أن يشكرها ذلك القريب حين يعود . صعد درجات السلمالمتراصة بطريقة تُنْبِئُ عن حماقة من بناها . نفض كمه جيدا عندما لامس الجدار . فتحت ُالباب الذي أصدر أزيزا عاليا. كانت الشقة مظلمة وباهتة . دخل بحذر, وعندما أشعلت النور,أشرت له على الأريكة . فكر هو أن لا يجلس , ولكنه جلس لا بد أنه فكر بغسل البذلة . وضع هاتفه النقال على الطاولة القصيرة أمامه , بعد ذلك بأيام قالوا أن هاتفه سُرق . لا بد أن زوجة أحدهم ترسلُ الآن إلى عشيقها رسائل صوتية من خلاله .
قلت له " شاي أمقهوة"
كان وجهه معتما ابتسمابتسامة القطط , باعد بين ساقيه قليلا , وضع كتابه الذي معه على الطاولة أمامه .كان عليإحضار الكتاب الذي وعدته , أذكر أن غلافه كان ممزقا , وأن طباعته كانت سيئة . كان الكتابيتحدث عمن تأثر ببو من الشعراء, وكان اسم بودلير يتردد كثيرا في الكتاب على ما أذكر,ولكني بدلا من ذلك أحضرت بندقية . كانت قد استقرت تحت السرير منذ زمن بعيد ملفوفةبخرقة داخل كيس للنفايات , وكانت رصاصتها الوحيدة هناك تنتظر منذ زمن لا أذكره . لميكن الكتاب مكان ما توقعت عصرت تفكيري للوصول إلى مكانه . قال هو شيئا ما , حسبت أنهيناديني . كنتُ لا أزال ممسكا بالبندقية. عدتُ إليه كان يتكلم بالهاتف مع امرأة ٍكان صوته خافتا ولكن كلمة حبيبتي استقرت في رأسي
أسندت البندقية إلى الأريكة المقابلة , ودخلت المطبخ لأعدله القهوة , المثقفون في بلادنا يشربون القهوة ويستمعون إلى فيروز. شعرت بنشوة وأناأرسم صورة الفتاة التي يتكلم معها لا بد أنها شقراء وان شعرها بني. سأدعوهما ذاتيوم لشرب القهوة , وسوف أحدثهما عن بو كثيرا سيكون ذلك رائعا.
حملتُ القهوة, رائحة القهوة جعلتني أتوقف عند بائع القهوة المتجول, كان ضجيج السياراتقد علا, ولأول مرة منذ شهور لا أشعر بالغثيان من عوادم المركبات الكبيرة الذي يصدمنيأول مروري بشارع الملك داود , بدا بائع القهوة متفائلا صب لي مسحوقا اسود بكأسالبلاستيك وهو يبتسم, بل إنه طلب مني أن أجعل ثمنها على حسابه , فكرت أن أبتسم له, ولكني لم أجد فائدة من ذلك. قبّل قطعة النقود وألقاها في صحن متسخ, سامحته بالباقيقال لي البائع بنفس الطريقة التي قال هو بها "شكرا" .
وضع فنجان القهوة على الطاولة القصيرة أمامه وانتظر حتىأجلس
قال "يبدو أنك تعيشوحيدا"
كان يبدو عليه الإجهاد فيمحاولة قول شيء كي يطرد الصمت الذي أثقل الجلسة
قال من جديد " لِمَ لَمْ تكملدراستك"
فكرت في الشقراء التياتصل بها, حتى أنني هممت بعد ذلك في رسالتي للنائب العام أن أطلب رؤيتها . توقفت عندبائع الكعك, كان من المستحيل علي أن أشعر بالجوع في ذلك الصباح , ولكني رأيت أن لاأبدل مسيري اليومي. لم أنظر إلى شاربي بائع الكعك الكبيرين مثل كل يوم ولكني تذكرتشاربيه, وأنا أنحني عند أول منعطف وأضع الكعكة بجانب عامود الكهرباء. لم تكن رائحتههي التي دلت عليه , شعرت برغبة بالتقيؤ ارتطمتُ بشخص ما, قال شيئا وعبر الشارع. سرتبمحاذاة شارع المكتبة . كان أحدهم واقفا هناك , عندما تخطيته ناداني وطلب هويتيالشخصية , أدخلت يدي بجيبي ببطء , ملايين من الأحرف تنهال في ذهني , علا صوت جهازهاللاسلكي , قال لي أكمل طريقك , ثم أدخل رأسه بنافذة سيارته . كان باستطاعتي رؤيةالمكتبة كان بابها الرئيسي مفتوحا. فكرت به ِ لماذا لم أسأله عناسمه .
اقترب مني أكثر قال" عفوا " عندما لامسني لم أجبهُ تراجعتُ قليلا كي أسمح له بالعبور تمتم بشيء ما نظر ليوابتسم بطريقة تشبه ابتسامة القطط . لم تكن تمتمته واضحة لكنه على الأغلب كان يتذمرمن طريقة إيجاد الكتب. قلت له " عن ماذا تبحث " بقي يحدق بالعناوين وقال بصوتلامبال "كتاب في الأدب"
قلت لهساعتها وقلت له بعد ذلك بخمس ساعات " أعلم فهذا ركن الكتبالأدبية"
قال بضيق " ادغار الن بوابحث عن كتاب له أو عنه لا بد من وجود شيء ما هنا"
قلت له بسرعة دون أن انظر إليه " يوجد كتب كثيرة عنهوكذلك له قرأت قبل فترة كتاب عنه وكان واسعا جدا هناك "عبرت عيناه مع إصبعي إلى حيثأشرت, واتجه مباشرة إليه وسحبه ثم عاد وشكرني وهو يبتسم ابتسامته التي تشبه ابتسامةالقطط . ابتعدت عنه إلى الرفوف المقابلة.
أراد هو بعد ذلك بخمس ساعات أن يترك شبابيك سيارته مفتوحة كي لا ترتفعحرارة المقاعد ,توقع مني ساعتها أن احذره من اللصوص ,ولكني لم افعل . هم إلى الآن لايعرفون شيئا عن تلك السيارة ولا يذكرونها في كلامهم . عاد بعد وقت لا اذكره كنتأقرا شعرا لرامبو عندما قال بلطف " أرجوك أتعرف مواقع كتب أخرى وعدني مدير المكتبةباستعارة ما أحتاج إليه "
قلت له " كتب عن ماذا "و أنا أعلم انه يأس من موظف المكتبة الذي لا يمل الترديد "الكمبيوترمعطل "
قال بسرعة " كتب ل بو" أشرت برأسي بالإيجاب عبرت القاعة ببطء كي أجعله يماشيني قلت" ما الذي تبحث عنهبالتحديد"
قال"كل شيء يخصه أنا أعد رسالة دكتوراه عنه "
قلت " آه قال برنادشو تم اكتشاف أمريكا ولم يتم اكتشاف بو"
قال كأنه اكتشف شيئا " هو أمريكي"
ابتسمت ثم أشرت إلى كتاب مدرسي كتب عن بو . التقت نظراتناقال "أين"
"_تعالمعي"
كان بعض الطلبة جالسين علىطاولات المطالعة فيما كان موظف المكتبة مادا ساقيه من تحت مكتبهوهو يحل الكلماتالمتقاطعة.
قلت "هل تعرف كم كانتحياة بو بائسة"
قال "هل أنت متخصصبالأدب الأمريكي"
هو يعلم آنيلست كذلك فهذا واضح من ملابسي
"_لا لم أكمل تعليمي ولكن بو كاتب عظيم ولا يمكن لأي شخص أن يجهلهُ ثمينتظر أن يُطلب منه بحثٌ كي يتعرف عليه" .
لم يعجبه كلامي ابتسم ابتسامة القطط بعد ذلك بخمس ساعات كان لا يزاليبتسم نفس الابتسامة, وحتى عندما ظهرت صورته في الصحف بقي يبتسم نفس الابتسامة,
كنت أعرف أنهم لا يستطيعون معرفةما عليهم فعله وأنهم يتخبطون في تصرفاتهم لهذا قررت مساعدتهم ,ولكنهم بعد ذلك وعلىشاشة التلفزيون الرسمي أنكروا
امسك الكتاب وشكرني
قلت له "أنا أعرف كل ما تريده"
ابتسم ابتسامة القطط لمع بعينيه ومض من السخرية . اكتفيت منه , وانشغلتبشيء أخر ولكنه بعد ذلك بخمس ساعات عاد , وعندما أخبرته أنني أعرف موقع كل كتاب فيالمكتبة بدا مصدقا .
كان قد جاء معي لشرب الشاي عندما أخبرته أنني أتوقع وجودمقالات عن بو في بيتي قال ساعتها شيئا ما عن انشغاله , ولكني عندما خرجت مساء وجدتهينتظرني قال إنه وجد بعض الوقت , وإنه أراد كذلك آن يحدثني عن رسالته . فتح بابسيارته الحمراء وهو يبتسم , كان يتدلى من طرف مرآتها عين زرقاء , إلى الآن لم يذكرأمر السيارة أحد لا بد أن حميدة هي التي منعت الجميع من الأقتراب منها وأنها أخبرتأهل الحي أنها لقريب لها متوقعة أن يشكرها ذلك القريب حين يعود . صعد درجات السلمالمتراصة بطريقة تُنْبِئُ عن حماقة من بناها . نفض كمه جيدا عندما لامس الجدار . فتحت ُالباب الذي أصدر أزيزا عاليا. كانت الشقة مظلمة وباهتة . دخل بحذر, وعندما أشعلت النور,أشرت له على الأريكة . فكر هو أن لا يجلس , ولكنه جلس لا بد أنه فكر بغسل البذلة . وضع هاتفه النقال على الطاولة القصيرة أمامه , بعد ذلك بأيام قالوا أن هاتفه سُرق . لا بد أن زوجة أحدهم ترسلُ الآن إلى عشيقها رسائل صوتية من خلاله .
قلت له " شاي أمقهوة"
كان وجهه معتما ابتسمابتسامة القطط , باعد بين ساقيه قليلا , وضع كتابه الذي معه على الطاولة أمامه .كان عليإحضار الكتاب الذي وعدته , أذكر أن غلافه كان ممزقا , وأن طباعته كانت سيئة . كان الكتابيتحدث عمن تأثر ببو من الشعراء, وكان اسم بودلير يتردد كثيرا في الكتاب على ما أذكر,ولكني بدلا من ذلك أحضرت بندقية . كانت قد استقرت تحت السرير منذ زمن بعيد ملفوفةبخرقة داخل كيس للنفايات , وكانت رصاصتها الوحيدة هناك تنتظر منذ زمن لا أذكره . لميكن الكتاب مكان ما توقعت عصرت تفكيري للوصول إلى مكانه . قال هو شيئا ما , حسبت أنهيناديني . كنتُ لا أزال ممسكا بالبندقية. عدتُ إليه كان يتكلم بالهاتف مع امرأة ٍكان صوته خافتا ولكن كلمة حبيبتي استقرت في رأسي
أسندت البندقية إلى الأريكة المقابلة , ودخلت المطبخ لأعدله القهوة , المثقفون في بلادنا يشربون القهوة ويستمعون إلى فيروز. شعرت بنشوة وأناأرسم صورة الفتاة التي يتكلم معها لا بد أنها شقراء وان شعرها بني. سأدعوهما ذاتيوم لشرب القهوة , وسوف أحدثهما عن بو كثيرا سيكون ذلك رائعا.
حملتُ القهوة, رائحة القهوة جعلتني أتوقف عند بائع القهوة المتجول, كان ضجيج السياراتقد علا, ولأول مرة منذ شهور لا أشعر بالغثيان من عوادم المركبات الكبيرة الذي يصدمنيأول مروري بشارع الملك داود , بدا بائع القهوة متفائلا صب لي مسحوقا اسود بكأسالبلاستيك وهو يبتسم, بل إنه طلب مني أن أجعل ثمنها على حسابه , فكرت أن أبتسم له, ولكني لم أجد فائدة من ذلك. قبّل قطعة النقود وألقاها في صحن متسخ, سامحته بالباقيقال لي البائع بنفس الطريقة التي قال هو بها "شكرا" .
وضع فنجان القهوة على الطاولة القصيرة أمامه وانتظر حتىأجلس
قال "يبدو أنك تعيشوحيدا"
كان يبدو عليه الإجهاد فيمحاولة قول شيء كي يطرد الصمت الذي أثقل الجلسة
قال من جديد " لِمَ لَمْ تكملدراستك"
فكرت في الشقراء التياتصل بها, حتى أنني هممت بعد ذلك في رسالتي للنائب العام أن أطلب رؤيتها . توقفت عندبائع الكعك, كان من المستحيل علي أن أشعر بالجوع في ذلك الصباح , ولكني رأيت أن لاأبدل مسيري اليومي. لم أنظر إلى شاربي بائع الكعك الكبيرين مثل كل يوم ولكني تذكرتشاربيه, وأنا أنحني عند أول منعطف وأضع الكعكة بجانب عامود الكهرباء. لم تكن رائحتههي التي دلت عليه , شعرت برغبة بالتقيؤ ارتطمتُ بشخص ما, قال شيئا وعبر الشارع. سرتبمحاذاة شارع المكتبة . كان أحدهم واقفا هناك , عندما تخطيته ناداني وطلب هويتيالشخصية , أدخلت يدي بجيبي ببطء , ملايين من الأحرف تنهال في ذهني , علا صوت جهازهاللاسلكي , قال لي أكمل طريقك , ثم أدخل رأسه بنافذة سيارته . كان باستطاعتي رؤيةالمكتبة كان بابها الرئيسي مفتوحا. فكرت به ِ لماذا لم أسأله عناسمه .
تعليق