في الطّريق إلى دبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ركاد حسن خليل
    أديب وكاتب
    • 18-05-2008
    • 5145

    في الطّريق إلى دبي

    [frame="7 10"]

    أنا ضيفكم هنا لأول مرة..
    أرجو أن تنال قصّتي هذه وهي على حلقات.. الرّعاية والاهتمام
    ولكم جزيل الشكر
    تقديري ومحبّتي
    ركاد أبو الحسن


    في الطّريق إلى دبي
    ركاد حسن خليل

    (1)

    تلك هي تذكرة سفرك..
    بهذه الكلمات استقبلني ربّان السفينة الكوري السّيد "كيم" وبرفقته وكيل شركتنا في مستعمرة جبل طارق.. السيد "جورج توماس".. عندما ذهبت إلى مكتبه في برج القيادة.. لمعرفة سبب استدعائه لي..
    قال السّيد "توماس".. تقلع الطائرة في تمام الساعة السادسة مساءً متجهةً إلى لندن.. وفي اليوم التالي عند الرابعة مساءً تغادر لندن إلى دبي..
    سوف أحضر لمرافقتك عند الرابعة قبل ساعتين من موعد الإقلاع.. نلتقي على الرّصيف عند البوّابة في الميناء..
    أجبته.. شكرًا سيدي.. نعم لن أتأخر إن شاء الله..
    ودّعتهما.. وعدت أدراجي إلى غرفتي..
    يجب أن أحزم أمتعتي بسرعة..
    الساعة الآن العاشرة صباحًا.. وليس لدي الكثير من الوقت..
    بحر من الأفكار تتلاطم أمواجه في داخلي.. تقلّبني ذات اليمين وذات الشمال.. وأنا ألملم ثيابي المتناثرة في أرجاء الغرفة..
    يا إلــــهي.. عشرون شهرًا مضت وأنا على متن هذه السفينة "فال 5".. وكأنها عشرين سنة.. لقيت فيها ما لقيت من عذابٍ وكدٍّ وذلٍّ.. وهذا حديثٌ يطول..

    عشرون شهرًا.. بين ماءٍ وسماء.. من البحرين على شواطئ الخليج العربي.. إلى بحر العرب عبر مضيق هرمز.. إلى البحر الأحمر مرورًا بباب المندب.. وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسـّط عبر قناة السويس.. تارةً نحط الرّحال في ميناء "جنوى" الإيطالي.. وتورًا نتوقّف في ميناء "تاراجونا" الإسباني إلى أن استقر تقريبًا تواجد سفينتنا في منطقة جبل طارق.. نقتنص مرور السفن من البحر المتوسـّط إلى المحيط الأطلسي فنبيعها وقودًا لمحرّكاتها حتـّى يتسنــّى لها متابعة إبحارها عبر المحيط.

    جمعت كتبي وأوراقي.. وتأكّدت من أن أضع جواز وبطاقة سفري في جيب "الجاكيت" الداخلي .. وأنزلت كل الصور الخاصة المعلقة على جدران الغرفة ووضعتها في حقيبتي..
    يا لها من أيامٍ حسبت من العمر.. بحُلوِها ومُرّها..

    كنت وكأني في مدرسة أصقل فيها نفسي.. أقسو عليها حينًا.. وأنحاز لها حين يتعلـّق الأمر بالذّات والهويّة والوطن..

    تعلّمت هنا الانتماء الحقيقي.. وعرفت معاني كثيرة على حقيقتها.. كالحق والواجب.. الظلم والعدل.. التّفرّق والوحدة.. اليقين والجهل..
    وشهِدت ظلم ذوي القربى ومرارته التي خنقت دائمًا أنفاسي بحشرجةٍ أصبحت تقطن في صدري.. لتستدعي دموعي.. عندما أغوص في لج ذكرياتي..

    لم يكن أمر انتقالي إلى الإمارات العربية المتحدة من مخيم نهر البارد.. المخيم الفلسطيني للاجئين.. الواقع إلى الشمال من مدينة طرابلس اللبنانية.. للدّراسة سهلاً .. وأنا الخارج من حربين ضروسين أبعدتا فلسطين عنّا بُعد السماء عن الأرض..

    يتبع

    [/frame]

  • سعاد عثمان علي
    نائب ملتقى التاريخ
    أديبة
    • 11-06-2009
    • 3756

    #2
    الأستاذ والأخ الكريم ركاد ابو الحسن
    ابدعت يااستاذ ركاد
    يقولون عندما تخرج الكلمة من القلب ..تدخل للقلب مباشرة
    عندما نقرأ؛من المؤكد هناك كلمات تهز الأحاسيس؛فتتناغم المعاني
    مثل:أقسو على نفسي احيانا حينما يتعلق الأمر بالذات والهوية والوطن-
    وبالصبر والصمت والإيمان والرقي ،كثيرا مانقسو على أنفسناياركاد

    -ونضطر ان نعيش في مكان غير المكان
    أو قد نعيش في وسط اهلنا...ومع ذلك يطحننا الإغتراب النفسي فترجمتها بقولك
    تعلّمت هنا الانتماء الحقيقي.. وعرفت معاني كثيرة على حقيقتها.. كالحق والواجب.. الظلم والعدل.. التّفرّق والوحدة.. اليقين والجهل

    ويضاف اليه ظلم ذوي القربة والذي هو أشد مرارة
    ولايعرف طعم المرارة الا من تذوقها
    شكرا استاذ ركاد-وسأتابع إن شاء الله
    مع اطيب أمنياتي
    سعادة


    أقدام لاعبي الكورة أغلى من عقول العلماء
    ثلاث يعز الصبر عند حلولها
    ويذهل عنها عقل كل لبيب
    خروج إضطرارمن بلاد يحبها
    وفرقة اخوان وفقد حبيب

    زهيربن أبي سلمى​

    تعليق

    • ركاد حسن خليل
      أديب وكاتب
      • 18-05-2008
      • 5145

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سعاد عثمان علي مشاهدة المشاركة
      الأستاذ والأخ الكريم ركاد ابو الحسن
      ابدعت يااستاذ ركاد
      يقولون عندما تخرج الكلمة من القلب ..تدخل للقلب مباشرة
      عندما نقرأ؛من المؤكد هناك كلمات تهز الأحاسيس؛فتتناغم المعاني
      مثل:أقسو على نفسي احيانا حينما يتعلق الأمر بالذات والهوية والوطن-
      وبالصبر والصمت والإيمان والرقي ،كثيرا مانقسو على أنفسناياركاد

      -ونضطر ان نعيش في مكان غير المكان
      أو قد نعيش في وسط اهلنا...ومع ذلك يطحننا الإغتراب النفسي فترجمتها بقولك
      تعلّمت هنا الانتماء الحقيقي.. وعرفت معاني كثيرة على حقيقتها.. كالحق والواجب.. الظلم والعدل.. التّفرّق والوحدة.. اليقين والجهل

      ويضاف اليه ظلم ذوي القربة والذي هو أشد مرارة
      ولايعرف طعم المرارة الا من تذوقها
      شكرا استاذ ركاد-وسأتابع إن شاء الله
      مع اطيب أمنياتي
      سعادة


      أقدام لاعبي الكورة أغلى من عقول العلماء
      الأخت العزيزة طبيبة السعادة الكريمة سعاد عثمان علي
      صدقيني إن قلت أنه بمثل متابعتك أستطيع إن شاء الله إكمال ما بدأت..
      لكِ من الشّكر أجزَلُه
      ومن الورد أعطره
      ومن الود أنقاه
      تحيّاتي خالصة
      تقديري ومحبّتي
      ركاد أبو الحسن

      تعليق

      • فواز أبوخالد
        أديب وكاتب
        • 14-03-2010
        • 974

        #4
        أسجل هنا متابعتي لك أستاذنا ركاد حسن خليل

        وتقبل وافر التحية والتقدير .


        ...........
        [align=center]

        ما إن رآني حتى هاجمني , ضربته بقدمي على فمه , عوى من شدة
        الألم , حرك ذيله وولى هاربا , بعد أن ترك نجاسته على باب سيده .
        http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=67924

        ..............
        [/align]

        تعليق

        • دكتور مشاوير
          Prince of love and suffering
          • 22-02-2008
          • 5323

          #5
          [align=center]
          متابع يا غالي
          تسجيل حضور ،وتمنياتي لك أن تكون دائما بخير وعافية.
          [/align]

          تعليق

          • شيرين الأقصري
            عضو الملتقى
            • 04-01-2010
            • 158

            #6
            بداية رائعه وموفقة بإذن الله استاذ /ركاد متابعون معكم الرحلة بكل حواسنا .

            دومت بخير
            [CENTER][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][COLOR=blue][B]إن لم تكن كاتباً تفيد غيرك؛ فكن قارئاً تفيد نفسك. [/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]



            [CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=darkgreen][B]قيل لأعرابي : كيف أنت في دينك ؟
            قال : أخرقه بالمعاصي وأرقعه بالاستغفار[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

            تعليق

            • ركاد حسن خليل
              أديب وكاتب
              • 18-05-2008
              • 5145

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة فواز أبوخالد مشاهدة المشاركة
              أسجل هنا متابعتي لك أستاذنا ركاد حسن خليل

              وتقبل وافر التحية والتقدير .


              ...........
              الأخ العزيز والأستاذ الفاضل فواز أبو خالد
              أسعدني حضورك واهتمامك
              شكرًا لك أخي
              لك مني كل تقدير واحترام وود
              ركاد أبو الحسن

              تعليق

              • ركاد حسن خليل
                أديب وكاتب
                • 18-05-2008
                • 5145

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة دكتور مشاوير مشاهدة المشاركة
                [align=center]
                متابع يا غالي
                تسجيل حضور ،وتمنياتي لك أن تكون دائما بخير وعافية.
                [/align]
                حبيبي د. سامح
                يهمّني حضورك يا عزيزي

                فمع مثلك نسعد
                أشكرك سامح
                تقديري ومحبتي
                ركاد أبو الحسن

                تعليق

                • ركاد حسن خليل
                  أديب وكاتب
                  • 18-05-2008
                  • 5145

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة شيرين الأقصري مشاهدة المشاركة
                  بداية رائعه وموفقة بإذن الله استاذ /ركاد متابعون معكم الرحلة بكل حواسنا .

                  دومت بخير
                  الرّائع أنّك هنا أخت شيرين
                  فأستاذة مثلك يسعدنا حضورها ومتابعتها ما ترسم أقلامنا
                  أهلاً بك ومرحبًا
                  تقديري ومحبّتي
                  ركاد أبو الحسن

                  تعليق

                  • ركاد حسن خليل
                    أديب وكاتب
                    • 18-05-2008
                    • 5145

                    #10
                    [frame="7 10"]

                    في الطّريق إلى دبي
                    ركاد حسن خليل


                    (2)

                    فبقدر ما كان الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 غاشمًا وبربريًّا وأتى على بناء منظمة التحرير الفلسطينية وهيكلها التنظيمي والوجودي والمؤسساتي كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني.. كان الانشقاق الذي حصل في العام 1983 داخل حركة فتح كبرى المنظمات الفلسطينية التي تقود حركة التحرر الوطني.. والحرب الفلسطينية الفلسطينية التي أشعلها هذا الانشقاق قد أسفر على إنهاء القوة العسكرية الفلسطينية التي عوّل عليها شعبنا لمقارعة الاحتلال.. وسبَّب شرخًا لا يمكن لأمُه إلى الآن.. من نتائجه هذا التقهقر والانهيار المتتابع لحركة النضال والمقاومة الفلسطينية.. وهذا الرّكون والتّخاذل والانحياز والاستسلام الذي تمارسه السُّلط الرسمية العربية.. وانزياحها عن ثوابت الأمة وقضاياها.. التي لم تعد تعتبر أن القضية الفلسطينية قضيتها المركزية.. وأن حلّها وإعادة الحقوق لأصحابها من أولى أولوياتها.. على مبدأ أن هذه السُّلط لن تكون ملكية أكثر من الملك.. أو بمعنى أدق أنهم لن يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطيني..
                    بعد حصولي على الثانوية العامة.. تابعت عملي كاتبًا مرافقًا للمدّعي العام في إدارة جهاز الكفاح المسلح الفلسطيني.. الذي كان يعتبر بمثابة جهاز للشرطة الفلسطينية التي تعنى بشؤون المواطنين الفلسطينيين.. وتتابع مشاكلهم اليومية.. كنت أحضر وأدوّن كل جلسات التحقيق لكل المشاكل والجنايات والجرائم التي تحصل في منطقة شمال لبنان.. وتصل ملفاتها إلى إدارة الكفاح المسلح..
                    كنت أحب عملي هذا.. واطّلعت على كثير من مشاكل الناس وهمومهم.. والكثير الكثير من خصوصياتهم..
                    هذه الخصوصية وتلك المشاكل جعلتني أكثر وعيًا وإدراكًا للهم الفلسطيني العام.. وللحاجة في أن نحيا كباقي شعوب الأرض فوق أرضنا تُظِلّنا دولة مستقلة تتمتع بالسيادة والقانون.. نحيا لها وندفن في ترابها المقدس عندما نموت..
                    أصبحت أكثر التصاقًا بالناس.. وأصبحت مآسيهم تنسيني همّي ومشاكلي الشخصيّة..
                    بالرغم من حبّي لعملي.. إلاّ أن الأمر بالنسبة لي لم يكن نهاية المطاف.. ولم يكن هذا ما أرسم لمستقبلي.. وليس هذا خياري.. إنما هي الظروف التي وضعتني في ذلك الموقع.. أنتظر فرصة أو منحة لمتابعة دراستي الجامعيّة..
                    لأنّ ظروف عائلتي المادّيّة لا تسمح بدفع أقساط الجامعة الباهظة..
                    سمعت أن هناك بعض المنح المقدمة لحركة فتح من جامعة الدول العربية.. الأكاديمية العربية للنقل البحري..
                    قدّمت أوراقي خشية أن تفوتني فرصة الدراسة الجامعية إذا ما بقيت أنتظر ما أريد.. فالعمر يمضي سريعًا..

                    المهم.. وبعد انتظار.. تم قبول أوراقي وحصلت على ما تيسر من منحة لا على ما كنت أنتظر من فرصة..
                    بعد إنهائي للإجراءات اللازمة للسفر وحصولي على فيزا لدخول دولة الإمارات العربية المتحدة.. مقر الأكاديمية العربية للنقل البحري آنذاك..
                    قرّرت مغادرة لبنان بحرًا إلى "قبرص" لأن مطار بيروت قد أُقفل.. ولا يمكن الوصول إليه بحالٍ من الأحوال..وأصبحت في وضعٍ لا يعلمه إلاّ الله فأزيز الرصاص ودوي القذائف الصاروخية لم يعُد يهدأ.. إذ أن الانشقاق داخل حركة فتح قد وقع الآن.. ونشبت الحرب الفلسطينية الفلسطينية.. وحوصرت المخيمات..

                    يُتبع

                    [/frame]

                    تعليق

                    • سعاد عثمان علي
                      نائب ملتقى التاريخ
                      أديبة
                      • 11-06-2009
                      • 3756

                      #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      الأخ العزيز ركاد أبو الحسن
                      أسعد الله سنينك وعافاك وبارك فيك ولك
                      ..ماأجمل الشباب حين ينمو بروح الكفاح
                      ومأروع أن يكون للإنسان هدف يسير اليه حتى تحت لهيب الرصاص
                      رجولة موروثة
                      -رائع وإنسانية؛أن يشعر الإنسان بمعاناة أخيه الإنسان وذلك
                      ماشعرت أنت به خلال عملك -وقد إستفدت من تلك الخصوصية
                      بأنها جعلتك أكثر وعياً وإدراكاً لطرق عيش الناس من حولنا
                      ....وياليت....ياليت الناس يحمدون ربهم في أوطانهم التي يعيشون
                      فيها بأمان وسيدفنون فيها-لكن بكل أسف تجدهم دوماً يبحثون عن النقائص

                      -إلتصاقك بالناس فيه كل الحكمة -فالتقوى والإنسانية هي التي جعلتك
                      تتعامل معهم في ظل الحكمة التي تقول-من شاف مصيبة غيره هانت عليه مصيبته
                      -أما بالنسبة بأن حبك لعملك لم يكن هو نهاية المطاف
                      ...فذلك هو الطموح اليقظ والمؤدي لطريق النجاح
                      لكن يظل الألم لواقع ازيز الرصاص والصواريخ
                      والإنشقاق والحرب الفلسطينية-الفلسطينية
                      حقيقة-قصة تستحق المتابعة لأنها من واقع ملموس
                      في انتظار البقية مع أطيب أمنياتي
                      سعادة
                      ثلاث يعز الصبر عند حلولها
                      ويذهل عنها عقل كل لبيب
                      خروج إضطرارمن بلاد يحبها
                      وفرقة اخوان وفقد حبيب

                      زهيربن أبي سلمى​

                      تعليق

                      • ركاد حسن خليل
                        أديب وكاتب
                        • 18-05-2008
                        • 5145

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة سعاد عثمان علي مشاهدة المشاركة
                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        الأخ العزيز ركاد أبو الحسن
                        أسعد الله سنينك وعافاك وبارك فيك ولك
                        ..ماأجمل الشباب حين ينمو بروح الكفاح
                        ومأروع أن يكون للإنسان هدف يسير اليه حتى تحت لهيب الرصاص
                        رجولة موروثة
                        -رائع وإنسانية؛أن يشعر الإنسان بمعاناة أخيه الإنسان وذلك
                        ماشعرت أنت به خلال عملك -وقد إستفدت من تلك الخصوصية
                        بأنها جعلتك أكثر وعياً وإدراكاً لطرق عيش الناس من حولنا
                        ....وياليت....ياليت الناس يحمدون ربهم في أوطانهم التي يعيشون
                        فيها بأمان وسيدفنون فيها-لكن بكل أسف تجدهم دوماً يبحثون عن النقائص

                        -إلتصاقك بالناس فيه كل الحكمة -فالتقوى والإنسانية هي التي جعلتك
                        تتعامل معهم في ظل الحكمة التي تقول-من شاف مصيبة غيره هانت عليه مصيبته
                        -أما بالنسبة بأن حبك لعملك لم يكن هو نهاية المطاف
                        ...فذلك هو الطموح اليقظ والمؤدي لطريق النجاح
                        لكن يظل الألم لواقع ازيز الرصاص والصواريخ
                        والإنشقاق والحرب الفلسطينية-الفلسطينية
                        حقيقة-قصة تستحق المتابعة لأنها من واقع ملموس
                        في انتظار البقية مع أطيب أمنياتي
                        سعادة
                        [line]-[/line]
                        أسعدك الله وأرضاكِ أخت سعاد بمثل ما أسعدتني هذه الحروف الطيبة الكريمة
                        فأهلاً بك ومرحبًا يا طبيبة السّعادة
                        لا حرمني الله من حضورك واهتمامك ومتابعتك
                        فشكرًا لك كبيرة لا تنتهي
                        تقديري ومحبتي
                        ركاد أبو الحسن
                        [line]-[/line]

                        تعليق

                        • ركاد حسن خليل
                          أديب وكاتب
                          • 18-05-2008
                          • 5145

                          #13
                          [frame="7 10"]
                          في الطّريق إلى دبي
                          ركاد حسن خليل

                          (3)

                          في ميناء مدينة طرابلس اجتمعت مع أربعة طلاّبٍ آخرين قُبلت طلباتهم مثلي للدّراسة في الأكاديمية البحرية واتفقنا أن نغادر فورًا مع أول سفينةٍ مبحرةٍ إلى قبرص.. بالرغم من أننا لم نستلم بعد نفقات سفرنا.. وأمر الصّرف الذي وقّعه لنا الرّئيس الشهيد المرحوم ياسر عرفات كنّا قد سلّمناه لفؤاد الشوبكي مسؤول مالية حركة فتح ليدفع لكلٍّ منّا مبلغ خمسة آلاف دولار..
                          قال لنا فؤاد المالية وهو الاسم الذي اشتهر به.. تعالوا غدًا..
                          ولمّا عدنا في اليوم التالي.. لم يعد باستطاعتنا مقابلته ومرّ أكثر من أسبوع على هذا الحال..
                          قال لنا مرّة مدير مكتبه أنه في اجتماعٍ للقيادة ومرّةً أخرى أنه غير موجود.. تعب مدير مكتبه من زياراتنا اليومية.. وأخبرنا بعد مدة أن لا أموال في الصندوق.. قائلاً..
                          لا تتعبوا أنفسكم بالحضور يوميًّا إلى هنا..عليكم الانتظار حتّى تأتي الميزانية من البنك.. حينئذٍ سوف أقوم باستدعائكم شخصيًّا لتسليمكم المصاريف التي خُصّصت لكم..
                          ساورنا الشّك خصوصًا أن مبلغ خمس وعشرين ألف دولار ليس بالقليل وأنّ إمضاء الرّئيس أبو عمّار على الكتاب كافٍ ليصرفه المدعو فؤاد المالية لحسابه الخاص
                          فالجو العام يسمح بذلك وأزيز الرّصاص ودوي القذائف
                          قد يطغى ويستر عملية نصبٍ صغيرة كهذه..
                          ذهبت وبرفقتي صديقي أحمد وهو أحد الزملاء الأربعة الآخرين الوارد اسمه في كتاب الصرف لمقابلة الأخ الشهيد خليل الوزير أبو جهاد رحمه الله لمساعدتنا في حل هذه المشكلة.. وقد كان مكتبه ومكتب فؤاد المالية في نفس المبنى الكائن في منطقة الزّاهرية في مدينة طرابلس
                          ربت الأخ أبو جهاد على كتفي بعد أن تفهّم مشكلتنا ووعد بمراجعة فؤاد الشوبكي
                          ودّعنا الأخ أبو جهاد على أمل أن تصرف لنا الأموال اللازمة..
                          كان يجب توديع والدي رحمه الله المحاصر في مخيم البدّاوي قبل سفري..
                          ولكن كيف الوصول إليه وكل الطرق الموصلة إلى المخيّم تسيطر عليها قنّاصة الجماعات المنشقة
                          لا بدّ من المغامرة للوصول.. لا يمكنني أبدًا أن أسافر دون رؤية والدي.. فأنا لا أعلم أين سوف تنتهي هذه الأوضاع الخطيرة العاصفة بالكيان الفلسطيني برمّته
                          وكانت آمن وسيلة نقل هي سيارة إسعافٍ يقودها صديق والدي.. اتّصلت به في المستشفى الميداني لم يمانع بإسداء هذه الخدمة لي ولوالدي
                          ارتديت سترة الهلال الأحمر الفلسطيني وجلست إلى جانبه..
                          حمدت الله كثيرًا عند نقطة التّفتيش على أحد محاور القتال في مدخل المخيم.. فلم يتعرّف عليّ أحدٌ منهم.. لأنّ معظمهم كانوا أغراب عن منطقتنا وبعضهم كانوا أفارقة يبدو أنّهم تشاديّين
                          تفاجأ والدي عندما رآني
                          كانت المرة الأولى في حياتي التي أرى فيها والدي بذقنٍ طويلة هكذا.. وأن أرى الألم يعتصره جرّاء ما يجري لشعبنا
                          أثّر ذلك بي على نحوٍ لم أستطع فيه كتم حشرجة خنقت أنفاسي.. فترغرغت عيناي ونزل دمعي حارًّا على وجنتيّ
                          جعلت والدي ينتهرني قائلاً ما بك اثبت.. هذه الدموع لا تليق بك كرجل
                          فسارعت لفرك عيوني وأعدت توازني وسألت والدي عن حاله وأخباره..
                          قال والدي.. الحمد لله بخير طالما أنتم بخير.. وكان يقصدني وأخوتي..
                          سألني والدي عن المجزرة التي حصلت في مخيم نهر البارد جرّاء صاروخٍ أطلقه المنشقون سقط على أحد الملاجئ فقتل سبعة من عائلة واحدة كانوا نساءً وأطفالاً
                          سأل عن كل أفراد العائلة كلّ باسمه..
                          ثمّ قال.. عليك أن تغادر يا بني بأسرع وقت ممكن
                          الأمر خطير.. والمخطّط كبير.. والقادم عظيم
                          عليك أن تكمل دراستك بكل ما أوتيت من قوة
                          إن لم تصرف لك مصاريف السفر اليوم.. اذهب إلى عمّتك واطلب منها المساعدة.. وقل لها سوف يعيد لك الوالد هذا الدّين إن أحياه الله قريبًا
                          قلت.. إن شاء الله يا والدي.. إن شاء الله
                          دام هذه اللّقاء حوالي الساعة دون أن يتوقّف القصف أو أن يغيب صوت القتال عن محاور المخيّم
                          ودّعت والدي بحرارة وعدت بمثل ما قدمت في سيارة الإسعاف إلى منطقة الزّاهريّة.
                          لم يكن قرارنا بالسفر على أوّل مركب يغادر إلى قبرص إلاّ بعد أن استنفذنا كل ما أمكن للحصول على مصاريف سفرنا التي كان آخرها مقابلة الأخ الشهيد القائد خليل الوزير" أبو جهاد" التي لم تفدنا كثيرًا إذ يبدو أن شؤون الحرب ومحاور القتال شغلته عن أمر تافه بسيط كهذا.. وأظنّها كانت فرصة فؤاد المالية الذهبية.
                          وهكذا ما كان أمامي سوى أن أذهب لعمّتي كما طلب والدي.. فاستقبلتني العمّة بترحاب وكرمٍ بالغين ووفّرت لي ما أحتاجه من مال.. كذلك تدبّر رفاقي كلٌّ بمعرفته تكاليف سفره..
                          ذهبت وبرفقتي زملائي الأربعة لحجز التذاكر في مكتب السّفريات الكائن في الميناء.. أخبرنا الرّجل المسئول عن المكتب أنّ مركبًا صغيرًا سيغادر اللّيلة..
                          دفعنا له ثمن التذاكر وأدرجنا أسماءنا مع المغادرين ..
                          فقال لنا.. لا وقت محدد للمغادرة سوف يكون بأي لحظة وعليكم أن تكونوا على أُهبة الاستعداد
                          قلنا جميعنا.. حاضر سيدي..
                          سوف نكون هنا إن شاء الله في أقل من ساعة
                          وأسرعنا لنحضر أمتعتنا ووداع ما أمكن من الأهل والأصدقاء.. فالمعارك الدّائرة تحول بيننا وبين معظمهم
                          لن نفوّت هذه الفرصة في السّفر.. هذه الليلة سوف نركب المجهول بين شاطئ طرابلس وشاطئ " ليماسول "


                          يُتبع
                          [/frame]

                          تعليق

                          • محمد يوب
                            أديب وكاتب
                            • 30-05-2010
                            • 296

                            #14
                            أكيد أنها الحلقة الأولى من مسلسل ملئ بالمغامرات التي يعرفها دائما نهر البارد
                            مودتي سؤتابع باقي الحلقات.

                            تعليق

                            • ركاد حسن خليل
                              أديب وكاتب
                              • 18-05-2008
                              • 5145

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد يوب مشاهدة المشاركة
                              أكيد أنها الحلقة الأولى من مسلسل ملئ بالمغامرات التي يعرفها دائما نهر البارد
                              مودتي سؤتابع باقي الحلقات.
                              أهلاً بك أستاذي العزيز محمد يوب
                              شكرًا لك عزيزي على مرورك الرّاقي لتشهد معي شهادتي على واحدة من المآسي الفلسطينية..
                              أسعدني حضورك واهتمامك
                              تقديري ومحبتي
                              ركاد أبو الحسن

                              تعليق

                              يعمل...
                              X