خاتم الفرح
( إلى روح ابن أختي )
( إلى روح ابن أختي )
تعودنا أن نجتمع يوم الجمعة للغداء وتناول الأحاديث .. يسأل الصغار الكبار .. يلعب الكبار مع الأطفال .. تعلو أغنية الفرح .. سقط العريس علي الأرض .. صمت الجميع .. صرخت القلوب .. فارقت الروح جسد العريس .. ذهبت حيث تريد .. تحجرت الدموع في عيون النساء .. صرخات وزغاريد الفرح .. لبست الأم ملابس خضراء .. أعمدة الإنارة أضيئت بملابس النساء البيضاء .. صدور الشباب تزينت بالورود .. الشيوخ يرتلون القرآن .. يصرخ أطفال الحلوى .. ينادون العريس ..
خرج النعش محمولا فوق الأكتاف .. الأم تبكي خلف النعش .. أختلط البكاء مع الكلمات .. من الشرفات تقذف النساء بعناقيد الورد .. وصل النعش إلى ساحة المسجد .. جلست الأم تنادي الابن والحبيب والصديق .. رجل مجذوب يقترب منها : هو أغلي من رسول الله .. مدد مدد . نادي مؤذن المسجد .. تقدم الأب للصلاة .. أحتبس صوته عن التكبير .. رجع للصف الأول وتقدم آخر .. خرج النعش من ساحة المسجد .. المئات من أصحاب العريس تمشي خلفه .. الكلمات مخنوقة .. أحدهم يقول لصديقه : ليلة عرسه باقي لها أيام معدودة ـ عمل المسكين ليل نهار . الحوارات بين الأحبة تعلو وتصمت ..
وصل النعش إلى مدافن العائلة .. أخرجوه .. أدخلوه القبر .. في التراب دفنوه .. سقط الأب مغشيا عليه .. رجل عجوز يحدث آخر : أنها الحياة .. ورقة خضراء تسقط من الفرع وتظل اليابسة .. انتهت مراسم الجنازة بالليل .. عاد الجميع إلي البيت .. الأم تحتضن بدلة العريس وجلبابه الأبيض .. تمسك في يدها خاتم الفرح .. تشم رائحة الابن .. آهات طويلة .. الخاتم يكاد يسقط في فمها .. الأب يحضر سلاحه المرخص .. يعترض الابن طريقه .. الأب يصرخ قائلا : سيبني اخد بتار ولدي .. قتلوه بسرطان الفلوس .. آه يا ولدي .
الجميع يقف صامتا .. ارتفع قران الفجر في المساجد .. توضأ الجميع للصلاة .. عقب تكبيرة الفجر .. تذهب الأمهات إلى المقابر .. يحتفلن مع موتي السرطان بليلة العرس .. القلوب مزقتها الدموع .. الأرصدة تزينت في البنوك .. وفي التكبيرة الثانية ترتفع أصوات الرجال : حسبي الله ونعم الوكيل .
***
نعيم الاسيوطي
مساء الثلاثاء
4 / 8 / 2009
مساء الثلاثاء
4 / 8 / 2009
تعليق