يافا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى حمزة
    أديب وكاتب
    • 17-06-2010
    • 1218

    يافا

    يافا

    [align=right]

    - نشرتُ قصيدةً في ابنتي الصغيرة قرأتْها طفلةٌ فلسطينيّة اسمُها ( يافا ) ؛ فأرسلَتْ إلى بريدي صورتَها مع رسالة بدأتها بقولها :


    ( عمو الله يحميلك بِنْتَك ، كنت أحلم لو والدي يكتبلي الشعر لكن مات قبل أن أولد . عمو حبيبي


    حاولت أناديك بابا ما بعرف أنطقها بلاقيها صعبة يمكن لأني ما بحياتي حكيتها . عمو أنا ببعتلك


    رسالة من بريد أختي ، هي أمي وأبي وأهلي كلهم .... )


    فأجبتُها بهذه القصيدة :


    ================


    [/align]
    قولي ( بابا ) يا ( يافا )



    قوليها


    حتّى تحلو كالسُّكّرِ


    أحرفُها


    ومعانيها


    ( بابا )


    لو يسمعُها منكِ العصفورُ


    يُغنّيها


    ( بابا )


    لَوْ أنّ الوردَ


    يشمُّ شَذاها منكِ


    يُهنّيها


    ( بابا ) من ( يافا )


    زهرُ الليمونِ


    تُقَطّرهُ عَسَلاً


    مِنْ فِيها


    قلْبي يا يافا


    يُطربُهُ


    ويُقَدّسُهُ


    لفظٌ من فيكِ


    يُلامسُهُ


    قولي ( بابا ) يا ( يافا )


    قوليها ..


    ***


    ( يافا )


    في عينيها


    لونُ الزيتونْ


    يبكي


    يحكي


    عنْ جُرمِ


    بَني صَهْيونْ


    عنْ جَرْفِ الزيتونْ


    والليمونْ


    تحكي عَيْنا ( يافا )


    عن ذبحِ القلبْ


    عنْ فَقْدِ الأمِّ


    وفَقْدِ الأبْ


    عن خُبزٍ


    غُمّسَ بالمُرّْ


    عنْ دَربٍ


    عُبّدَ بالصّعبْ


    ( يافا )


    تحكي عيناها قِصّة ْ


    في كل حرفٍ من أحرفِها


    ألمٌ


    دَمْعٌ


    غُصّة ْ


    قالتْ ( يافا ) :


    بابا ، لمْ يعرفْني


    بابا ، لمْ يَحْضُنّي


    أنا ما نادَيْتُ بِعُُمْري


    بابا


    ماما ماتتْ


    تحتَ القصْفِ


    راحتْ بالحُبِّ


    و بالعَطْفِ


    مالي في الدّنيا إلاّ أختي


    مالي في الدّنيا إلاّها


    هِيَ تُؤنسني


    هِيَ تَحْضُنني


    تَحْميني عَيْناها


    هيَ تُوقظني


    هِيَ تُلبسُني


    وتُسرّحُ لي شَعْري


    وتُرتّبُ لي كُتُبي


    حَسْبَ الجَدْولْ


    لَوْ لاها


    قُلْ لي يا ( عمّو )


    ماذا أفعلْ ؟!


    ماذا عُمري ، لَوْ لاها ؟!


    ربّي يَحمي لي إيّاها


    ***


    آهٍ يا ( يافا ) لَوْ أنّي


    لي أجنحةٌ


    لي سِحْرُ الجِنِّ


    حتى آتيكِ


    بلمحَةِ عَيْنِ


    بِرَفّةِ جَفْنِ


    كَيْ تبقَيْ طولَ العُمرِ


    بِقُرْبي


    كيْ تَشْدي مِنْ فمِكِ العَذْبِ


    أحْلى لَحْنٍ


    لِلْقَلْبِ :


    بابا


    قولي بابا يا ( يافا )


    قوليها ..
  • أحمد عبد الرحمن جنيدو
    أديب وكاتب
    • 07-06-2008
    • 2116

    #2
    موقف مؤثر بحق
    وإبداع راقي ردا رائع
    أنت حقا تحمل مشاعل الروعة بيديك
    وروحك صافية وليتها ابنتي
    ليتها ابنتي
    يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
    يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
    إنني أنزف من تكوين حلمي
    قبل آلاف السنينْ.
    فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
    إن هذا العالم المغلوط
    صار اليوم أنات السجونْ.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ajnido@gmail.com
    ajnido1@hotmail.com
    ajnido2@yahoo.com

    تعليق

    • محمد الصاوى السيد حسين
      أديب وكاتب
      • 25-09-2008
      • 2803

      #3
      تحياتى البيضاء

      من جماليات هذا النص أنه يحتوى على ما يسميه النقاد " بالنص الموازى" وذلك متحقق عبر المفتتح النثرى ، وهذا النص الموازى يشكل نصا ابداعيا آخر يحمل شرطه الجمالى والدلالى الخاص كما أنه متواشج متناغم مع لوحة النص الكلية

      - كم أتمنى أن يكون هذا النص بذرة خضراء لديوان للأطفال ديوان يضم بين دفتيه قصائد فيها هذه اللغة السهلة العذبة الرقراقة كمثل هذه اللغة التى صاغت النص

      تعليق

      • مصطفى حمزة
        أديب وكاتب
        • 17-06-2010
        • 1218

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عبد الرحمن جنيدو مشاهدة المشاركة
        موقف مؤثر بحق
        وإبداع راقي ردا رائع
        أنت حقا تحمل مشاعل الروعة بيديك
        وروحك صافية وليتها ابنتي
        ليتها ابنتي
        ======
        أخي الأستاذ الأكرم أحمد عبد الرحمن
        حياك الله وأسعد أوقاتك
        ردّ رقيق ينمّ عن نفسك السامية الشاعرة
        شرفتُ بك
        تحياتي وتقديري
        التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى حمزة; الساعة 28-06-2010, 13:50.

        تعليق

        • مصطفى حمزة
          أديب وكاتب
          • 17-06-2010
          • 1218

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
          تحياتى البيضاء

          من جماليات هذا النص أنه يحتوى على ما يسميه النقاد " بالنص الموازى" وذلك متحقق عبر المفتتح النثرى ، وهذا النص الموازى يشكل نصا ابداعيا آخر يحمل شرطه الجمالى والدلالى الخاص كما أنه متواشج متناغم مع لوحة النص الكلية

          - كم أتمنى أن يكون هذا النص بذرة خضراء لديوان للأطفال ديوان يضم بين دفتيه قصائد فيها هذه اللغة السهلة العذبة الرقراقة كمثل هذه اللغة التى صاغت النص
          [align=right]
          =====
          أخي العزيز الأستاذ محمد الصاوي
          تحياتك البيضاء حطّت على غصن قلبٍ أبيض ، فأنس بها وسعد
          حياك الله وبيّاك
          مزجتَ في نقدك بين المنهجين البنائي والانطباعي ، بقلم ناقد ذوّاق ، فكتبتَ أدباً على أدب !
          تقبل تحياتي وتقديري
          [/align]

          تعليق

          يعمل...
          X