يافا
[align=right]
- نشرتُ قصيدةً في ابنتي الصغيرة قرأتْها طفلةٌ فلسطينيّة اسمُها ( يافا ) ؛ فأرسلَتْ إلى بريدي صورتَها مع رسالة بدأتها بقولها :
( عمو الله يحميلك بِنْتَك ، كنت أحلم لو والدي يكتبلي الشعر لكن مات قبل أن أولد . عمو حبيبي
حاولت أناديك بابا ما بعرف أنطقها بلاقيها صعبة يمكن لأني ما بحياتي حكيتها . عمو أنا ببعتلك
رسالة من بريد أختي ، هي أمي وأبي وأهلي كلهم .... )
فأجبتُها بهذه القصيدة :
================
[/align]
قولي ( بابا ) يا ( يافا )
قوليها
حتّى تحلو كالسُّكّرِ
أحرفُها
ومعانيها
( بابا )
لو يسمعُها منكِ العصفورُ
يُغنّيها
( بابا )
لَوْ أنّ الوردَ
يشمُّ شَذاها منكِ
يُهنّيها
( بابا ) من ( يافا )
زهرُ الليمونِ
تُقَطّرهُ عَسَلاً
مِنْ فِيها
قلْبي يا يافا
يُطربُهُ
ويُقَدّسُهُ
لفظٌ من فيكِ
يُلامسُهُ
قولي ( بابا ) يا ( يافا )
قوليها ..
***
( يافا )
في عينيها
لونُ الزيتونْ
يبكي
يحكي
عنْ جُرمِ
بَني صَهْيونْ
عنْ جَرْفِ الزيتونْ
والليمونْ
تحكي عَيْنا ( يافا )
عن ذبحِ القلبْ
عنْ فَقْدِ الأمِّ
وفَقْدِ الأبْ
عن خُبزٍ
غُمّسَ بالمُرّْ
عنْ دَربٍ
عُبّدَ بالصّعبْ
( يافا )
تحكي عيناها قِصّة ْ
في كل حرفٍ من أحرفِها
ألمٌ
دَمْعٌ
غُصّة ْ
قالتْ ( يافا ) :
بابا ، لمْ يعرفْني
بابا ، لمْ يَحْضُنّي
أنا ما نادَيْتُ بِعُُمْري
بابا
ماما ماتتْ
تحتَ القصْفِ
راحتْ بالحُبِّ
و بالعَطْفِ
مالي في الدّنيا إلاّ أختي
مالي في الدّنيا إلاّها
هِيَ تُؤنسني
هِيَ تَحْضُنني
تَحْميني عَيْناها
هيَ تُوقظني
هِيَ تُلبسُني
وتُسرّحُ لي شَعْري
وتُرتّبُ لي كُتُبي
حَسْبَ الجَدْولْ
لَوْ لاها
قُلْ لي يا ( عمّو )
ماذا أفعلْ ؟!
ماذا عُمري ، لَوْ لاها ؟!
ربّي يَحمي لي إيّاها
***
آهٍ يا ( يافا ) لَوْ أنّي
لي أجنحةٌ
لي سِحْرُ الجِنِّ
حتى آتيكِ
بلمحَةِ عَيْنِ
بِرَفّةِ جَفْنِ
كَيْ تبقَيْ طولَ العُمرِ
بِقُرْبي
كيْ تَشْدي مِنْ فمِكِ العَذْبِ
أحْلى لَحْنٍ
لِلْقَلْبِ :
بابا
قولي بابا يا ( يافا )
قوليها ..
تعليق