صعودا..هبوطا
(10)
مناورات..
ما عاد في الصدر إحتمال..
ما عاد للطوفان حد.
كلما فاض الوجع.. وتنامت الأحلام في قلبي الصغير،
وداعبت سحب السكون نسائم صيفية.
كلما إستحل الغزاة المدن المهاجر أهلها إلي أرض الواقع،
والقابع فيها شيء من أمنيات..
شيء من رجاء..
تهتف الأصداء في همس السكون:
ليست قطرات الندي كالمطر..ليس المطر كالسيل
ليس لضوء النجوم البعيدة قوة نور النهار.
(9)
صاحبني الفزع من قصص الحب الفاشلة.. هاجمت إدراكي .. أيقظت هلعي ومخاوفي وأنا في المرحلة الثانوية، فالجامعية .. كنت غضة ، ضعفي لم يكن ليحتمل تطفل أي شخص .. الكاذب والصادق علي السواء. عققت قلبي .. قلوبنا.. مدن هواننا وضياعنا .. عاهدت نفسي أن أفك الحصار حين أغدو قادرة علي الإحتمال .. خذلني جبني ، وتحول صك المعاهدة المؤقت إلى وشم مقيم.
(8)
حين تسلمت العمل في الشركة كمترجمة .. كنت متحفظة ..أعترف .. كبلتني الطالبة المنطوية التي كنتها . مع الوقت .. شكلني الإحساس بالمسئولية والإستقلال في صيغة أكثر رحابة .. صرت أكثر إنطلاقا و إبداعا ، إلا فيما يتعلق بمشاعري. حين تم ندبي إلى فرع الشركة البعيد عن المدينة لشهور خمسة، كنت أخطو إلى الثلاثين بصاروخ كئيب. بدأت.. رغم إحتفاظي بصيغتي الجديدة .. أعاني شعورا ثقيلا .. أقرب إلى الإحساس بالهدم .. شعور كنت أتجاهله ..أطارده، لكنه كان يطعنني بعنف. من خلال ثقوب جراحي .. كنت أنزف رصيدي من الثقة في تحقق الأحلام .لم تفزعني نفسي رغم ذلك ..إعتدت التواؤم معها.
لكن أفزعتني هجمتك التترية علي قناع قوتي زائف الإتقان ، أو ربما متقن الزيف . كانت أسلحتك كفيلة، دون أن تدري .. لإذابة حوائطي الخرسانية الوهمية! كان إهتمامك هو كل هذه الأسلحة .. وكل الحرب.
(7)
كنت أحسن إلجام فرسي الجانح أبدا الى قمم الجبال.. وخمائل السحب ، النافر من الوحشة في كهوف العنوسة.
تاهت ملامحي العادية بين الوجوه.عيناي ناريتا النظرات كانتا تصدان عني أي محاولة لإختراق الحواجز.. ليست مشاعري رخيصة كي أهبها لأي عابرسبيل .. مثقل بإمكانات الواقع .. فارغ الجوف! أو تافه لا يجيد إلا صياغة الكلمات !.. تعاليت وتجمدت.
هل أخطأت حين أسلمت عمري لربانين - قلبي وعقلي معا -؟! هل أثمت حين إشترط كل منهما إذن صاحبه؟!
(6)
كانت مفرداتك مختلفة..جادة ورقيقة، ملتزمة وحانية.
حين إشتمت الأنثى في لهفتك المتخفية، وتقربك شديد الحرص علي إيجاد مبرراته.. كذبت ظني ولم أهتم . وحين كشفت لي عيناك عن أغوار أعمق من الحاجز الزجاجي الذي نبديه للغرباء.. جفلت وأصابتني رعدة عنيفة.. لكن ليست خطرة . أما حين صارحتني عيناك في النهاية.. إرتفعت درجة حرارتي و مرضت.
(5)
الليل رائق رطب كما ينبغي له أن يكون ، أما الموسيقى فكانت ناعمة، هامسة .. وفوق الإحتمال . إستيقظت داخلي - في لحظة لا يغلفها زمن - ربة الشعر والحلم ،الهمس والشجن، والصخب الجميل المؤلم. إرتبك وجودي الأول القائم علي ترسانة من الطوب والأسمنت. إنتهي عهد جمودي وبدا لي أن التمسك بأيديولوجياته العقيمة لن يجدي ولن يصمد. تري هل أنت فارس القلب ال…؟
ضبطت نفسي متلبسة بالتفكير فيك.إحتل كل ما هو أنت كياني . متي كانت البداية ؟! .. لا أعلم . فهي دائما لحظة زئبقية ماكرة..لا يمكنك الإمساك بها . لحظة ينتقل فيها إدراكك خطوة .. لا تعرف إن كانت صعودا أم هبوطا . تأخذك الدهشة حين تنكشف لك آفاق تغمرك بضوء خالب وعبق مسحور. آفاق لها من الإتساع والروعة ما ينسيك كل خطواتك الفائتة ، ويجعلك غير قادر علي توقع خطوتك التالية .. إنها خطوة إلي عمق ضبابي .. تنسل خيوط الدخان فيه حولك محدثة تعتيما علي كل شيء سابق أو لاحق لها . بالإضافة إلى حيرة اللحظة ذاتها!
(4)
لم أتركك تتلصص علي وجودي دون مقاومة . قاومتك حتي الإستسلام . قاومت نشوة إحساسي بالبعث، ومتعة ترقب جدبي للحياة . لكن حاجتي إليك كانت هادرة .. كعشق السحب للإصطدام في طريقها بالجبال .. تفضفض بما يثقلها من مطر وهموم وعذوبة ، وتجود بالبوح ! كتوق الخائف للإحساس بالأمان . للتخلص من الذعر الذي يملؤني حين تناديني عيون الغرباء . تحيرني وأنا لا أعلم ماذا تريد .. وأين أنت من بينها . كفعل الطفل وحيدا في زحام مدينة.. أهفو للإختباء بين يديك .. في حدقتيك من شررعيونهم وسياط ألسنتهم . عجزوا عن إتهامي بالقبح فاتهموني بالإهمال. قالوا أني غابة لم تقلم أشجارها المدنية .. صرحت إحداهن بأني لا أعرف كيف أصبغ حقيقتي بأصباغ الزيف ! عجزوا عن وصمي بالإبتذال فرموني بالتزمت.. أكاد أصدقهم..رغم تعلق آخرين بأهداب حقيقتي .. رغم تهافت البعض علي الإرتماء تحت ظلال أصغر أشجار غابتي .. أكاد أصدقهم . تتساءل لماذا..؟!
وحدك أنت القادر علي إرضاء نرجسية ذاتي ، وتأكيد أحقيتها و جدارتها . قل لي ، بالله عليك ، كيف أتخلص من حاجتي إليك وهي حاجة لترسيخ وجودي؟!
(3)
كنت أنت - فيما يبدو- تروي بتؤدة بذرة إعجابك الوليدة.. بينما أنا تجترفني أوهامي إجتراف شلال خرافي لجذع شجرة عاجز مبتور. شرعت أنت تنفث رياحك العقيمة تبارك طغيان اللهب، بينما أحرص أنا علي تحكيم عصابات الغفلة حول بصيرتي . دهمني الشك لكن كشفت لي سراديبه عن يقين غريب : فنمو التوقعات في جنسي سريع الى حد اللهاث. صرعتني الحيرة .. لكنك أبدا لم تمنحني صك الحرية . لم تهبني الإحساس الأكيد الذي يحث كبريائي علي التحفز ضد ما أشعر به تجاهك.
(2)
يبقي شهر .. تتوالى فصول المشهد الهزلي .. تصل إلي ذرى كاذبة ومفتعلة. يدغدغ أعصابي سيناريو يبدو مبشرا. حين تسرب إلي الآخرين إحساس بمغناطيسية تجمعنا .. لم يقاوموا للحظة رغبتهم في السؤال . بقدر جزعي وإنكاري كان مقدار سعادتي.
هيا يا نفسي إفرحي ، طاولي النجوم . إفشلي في محاولاتك لوقف وابل الضحك الهيستيري ورذاذ الإنتشاء الحالم.
ما هذا الجمود الغريب؟ آه.. يبدو إنه دورك سيدي عليك أن تؤديه. أنا يغمرني الفرح .. يشنقني الترقب .. ولا سبيل أمامي إلا الإنتظار .. كرامتي تأبى إلا الإنتظار . وأنت يشرنقك الصمت ..تتباعد.. تنأى. لكنك لا تفتأ تسرب لي بين طيات الأحاديث العادية ما يشعلني و يمزقني . تكاد تكون تحاول إستدراجي . أتساءل عما يغريك بمنازلة ميت .. لم يبادلك الحرب ولن يستطيع . أي منطق مجهول يستبيح به نجمك قمري الآفل ؟ تجذبني وتلفظني .. تبقيني في مدارك..لا تفك أسري ، ولا تبادر إلى إحتوائي!
(1)
قبيل اليوم الأخير
أتزحلق فوق جليد الوقت.. يهرول بي بطيئا كئيبا . تلهث خلفي أوقات الصلوات الخمس ، وأنا بالكاد أؤديها . بينما أنا ساجدة ..أنفجر في البكاء. ألفظ عبئا أثقل قلبي دموعا . اليوم بكيت ، وقبل شهر بكيت، وبينهما بكيت .. صار دمعي أقرب مما كان ، وأغزر مما كان . لم غدوت إنفعالية هائلة الشجن؟
ألومني . لكن فيم اللوم ؟! فكيف نستطيع تحت وطأة مشاعر كالجمر ألا نحمل الأمور أكثر مما تحتمل ؟ كيف نستطيع أن نفهم بلا حلم ..أن نحلم بلا رجاء..أن نتوقع بلا ترقب..أن نصدم بلا ألم..وأن نتألم في النهاية بلا دموع؟!
غدا ينتهي قلقي وتزول هواجسي ..غدا تنكشف وجوه الحقائق . ما زلت أرضى بالحقيقة .. إنتصار أخير يعقب كل هزائمي!
(صفر)
إنتهى اليوم الأخير . لم تتكلم . تحاشيت عينيّ .. والفراغ الذي يجمعني بك! أتعجب حين لا يقتلني الألم . أعود إلى غرفتي .أحيطني بكل عوالمي .. أتجرع كل أشيائي الحميمة .. الشعر والقصص القصيرة ، الإنجليزية والأغنيات الحالمة ، وحكمة الحق الخالصة قرآنا وسنة. أستعيد كثافة قوامي بصب كل مكوناتي داخلي .. تتلقفها روحي الظامئة إلى حياة ، وشبحي الهائم بلا كتلة.
ملحقة
صلاح جاهين
يوم قلت آه ..سمعوني قالوا فسد
ده كان جدع قلبه حديد ، وإتحسد
رديت على اللايمين أنا وقلت ..آه
لوتعرفوا معنى زئير الأسد
عجبي!!
(10)
مناورات..
ما عاد في الصدر إحتمال..
ما عاد للطوفان حد.
كلما فاض الوجع.. وتنامت الأحلام في قلبي الصغير،
وداعبت سحب السكون نسائم صيفية.
كلما إستحل الغزاة المدن المهاجر أهلها إلي أرض الواقع،
والقابع فيها شيء من أمنيات..
شيء من رجاء..
تهتف الأصداء في همس السكون:
ليست قطرات الندي كالمطر..ليس المطر كالسيل
ليس لضوء النجوم البعيدة قوة نور النهار.
(9)
صاحبني الفزع من قصص الحب الفاشلة.. هاجمت إدراكي .. أيقظت هلعي ومخاوفي وأنا في المرحلة الثانوية، فالجامعية .. كنت غضة ، ضعفي لم يكن ليحتمل تطفل أي شخص .. الكاذب والصادق علي السواء. عققت قلبي .. قلوبنا.. مدن هواننا وضياعنا .. عاهدت نفسي أن أفك الحصار حين أغدو قادرة علي الإحتمال .. خذلني جبني ، وتحول صك المعاهدة المؤقت إلى وشم مقيم.
(8)
حين تسلمت العمل في الشركة كمترجمة .. كنت متحفظة ..أعترف .. كبلتني الطالبة المنطوية التي كنتها . مع الوقت .. شكلني الإحساس بالمسئولية والإستقلال في صيغة أكثر رحابة .. صرت أكثر إنطلاقا و إبداعا ، إلا فيما يتعلق بمشاعري. حين تم ندبي إلى فرع الشركة البعيد عن المدينة لشهور خمسة، كنت أخطو إلى الثلاثين بصاروخ كئيب. بدأت.. رغم إحتفاظي بصيغتي الجديدة .. أعاني شعورا ثقيلا .. أقرب إلى الإحساس بالهدم .. شعور كنت أتجاهله ..أطارده، لكنه كان يطعنني بعنف. من خلال ثقوب جراحي .. كنت أنزف رصيدي من الثقة في تحقق الأحلام .لم تفزعني نفسي رغم ذلك ..إعتدت التواؤم معها.
لكن أفزعتني هجمتك التترية علي قناع قوتي زائف الإتقان ، أو ربما متقن الزيف . كانت أسلحتك كفيلة، دون أن تدري .. لإذابة حوائطي الخرسانية الوهمية! كان إهتمامك هو كل هذه الأسلحة .. وكل الحرب.
(7)
كنت أحسن إلجام فرسي الجانح أبدا الى قمم الجبال.. وخمائل السحب ، النافر من الوحشة في كهوف العنوسة.
تاهت ملامحي العادية بين الوجوه.عيناي ناريتا النظرات كانتا تصدان عني أي محاولة لإختراق الحواجز.. ليست مشاعري رخيصة كي أهبها لأي عابرسبيل .. مثقل بإمكانات الواقع .. فارغ الجوف! أو تافه لا يجيد إلا صياغة الكلمات !.. تعاليت وتجمدت.
هل أخطأت حين أسلمت عمري لربانين - قلبي وعقلي معا -؟! هل أثمت حين إشترط كل منهما إذن صاحبه؟!
(6)
كانت مفرداتك مختلفة..جادة ورقيقة، ملتزمة وحانية.
حين إشتمت الأنثى في لهفتك المتخفية، وتقربك شديد الحرص علي إيجاد مبرراته.. كذبت ظني ولم أهتم . وحين كشفت لي عيناك عن أغوار أعمق من الحاجز الزجاجي الذي نبديه للغرباء.. جفلت وأصابتني رعدة عنيفة.. لكن ليست خطرة . أما حين صارحتني عيناك في النهاية.. إرتفعت درجة حرارتي و مرضت.
(5)
الليل رائق رطب كما ينبغي له أن يكون ، أما الموسيقى فكانت ناعمة، هامسة .. وفوق الإحتمال . إستيقظت داخلي - في لحظة لا يغلفها زمن - ربة الشعر والحلم ،الهمس والشجن، والصخب الجميل المؤلم. إرتبك وجودي الأول القائم علي ترسانة من الطوب والأسمنت. إنتهي عهد جمودي وبدا لي أن التمسك بأيديولوجياته العقيمة لن يجدي ولن يصمد. تري هل أنت فارس القلب ال…؟
ضبطت نفسي متلبسة بالتفكير فيك.إحتل كل ما هو أنت كياني . متي كانت البداية ؟! .. لا أعلم . فهي دائما لحظة زئبقية ماكرة..لا يمكنك الإمساك بها . لحظة ينتقل فيها إدراكك خطوة .. لا تعرف إن كانت صعودا أم هبوطا . تأخذك الدهشة حين تنكشف لك آفاق تغمرك بضوء خالب وعبق مسحور. آفاق لها من الإتساع والروعة ما ينسيك كل خطواتك الفائتة ، ويجعلك غير قادر علي توقع خطوتك التالية .. إنها خطوة إلي عمق ضبابي .. تنسل خيوط الدخان فيه حولك محدثة تعتيما علي كل شيء سابق أو لاحق لها . بالإضافة إلى حيرة اللحظة ذاتها!
(4)
لم أتركك تتلصص علي وجودي دون مقاومة . قاومتك حتي الإستسلام . قاومت نشوة إحساسي بالبعث، ومتعة ترقب جدبي للحياة . لكن حاجتي إليك كانت هادرة .. كعشق السحب للإصطدام في طريقها بالجبال .. تفضفض بما يثقلها من مطر وهموم وعذوبة ، وتجود بالبوح ! كتوق الخائف للإحساس بالأمان . للتخلص من الذعر الذي يملؤني حين تناديني عيون الغرباء . تحيرني وأنا لا أعلم ماذا تريد .. وأين أنت من بينها . كفعل الطفل وحيدا في زحام مدينة.. أهفو للإختباء بين يديك .. في حدقتيك من شررعيونهم وسياط ألسنتهم . عجزوا عن إتهامي بالقبح فاتهموني بالإهمال. قالوا أني غابة لم تقلم أشجارها المدنية .. صرحت إحداهن بأني لا أعرف كيف أصبغ حقيقتي بأصباغ الزيف ! عجزوا عن وصمي بالإبتذال فرموني بالتزمت.. أكاد أصدقهم..رغم تعلق آخرين بأهداب حقيقتي .. رغم تهافت البعض علي الإرتماء تحت ظلال أصغر أشجار غابتي .. أكاد أصدقهم . تتساءل لماذا..؟!
وحدك أنت القادر علي إرضاء نرجسية ذاتي ، وتأكيد أحقيتها و جدارتها . قل لي ، بالله عليك ، كيف أتخلص من حاجتي إليك وهي حاجة لترسيخ وجودي؟!
(3)
كنت أنت - فيما يبدو- تروي بتؤدة بذرة إعجابك الوليدة.. بينما أنا تجترفني أوهامي إجتراف شلال خرافي لجذع شجرة عاجز مبتور. شرعت أنت تنفث رياحك العقيمة تبارك طغيان اللهب، بينما أحرص أنا علي تحكيم عصابات الغفلة حول بصيرتي . دهمني الشك لكن كشفت لي سراديبه عن يقين غريب : فنمو التوقعات في جنسي سريع الى حد اللهاث. صرعتني الحيرة .. لكنك أبدا لم تمنحني صك الحرية . لم تهبني الإحساس الأكيد الذي يحث كبريائي علي التحفز ضد ما أشعر به تجاهك.
(2)
يبقي شهر .. تتوالى فصول المشهد الهزلي .. تصل إلي ذرى كاذبة ومفتعلة. يدغدغ أعصابي سيناريو يبدو مبشرا. حين تسرب إلي الآخرين إحساس بمغناطيسية تجمعنا .. لم يقاوموا للحظة رغبتهم في السؤال . بقدر جزعي وإنكاري كان مقدار سعادتي.
هيا يا نفسي إفرحي ، طاولي النجوم . إفشلي في محاولاتك لوقف وابل الضحك الهيستيري ورذاذ الإنتشاء الحالم.
ما هذا الجمود الغريب؟ آه.. يبدو إنه دورك سيدي عليك أن تؤديه. أنا يغمرني الفرح .. يشنقني الترقب .. ولا سبيل أمامي إلا الإنتظار .. كرامتي تأبى إلا الإنتظار . وأنت يشرنقك الصمت ..تتباعد.. تنأى. لكنك لا تفتأ تسرب لي بين طيات الأحاديث العادية ما يشعلني و يمزقني . تكاد تكون تحاول إستدراجي . أتساءل عما يغريك بمنازلة ميت .. لم يبادلك الحرب ولن يستطيع . أي منطق مجهول يستبيح به نجمك قمري الآفل ؟ تجذبني وتلفظني .. تبقيني في مدارك..لا تفك أسري ، ولا تبادر إلى إحتوائي!
(1)
قبيل اليوم الأخير
أتزحلق فوق جليد الوقت.. يهرول بي بطيئا كئيبا . تلهث خلفي أوقات الصلوات الخمس ، وأنا بالكاد أؤديها . بينما أنا ساجدة ..أنفجر في البكاء. ألفظ عبئا أثقل قلبي دموعا . اليوم بكيت ، وقبل شهر بكيت، وبينهما بكيت .. صار دمعي أقرب مما كان ، وأغزر مما كان . لم غدوت إنفعالية هائلة الشجن؟
ألومني . لكن فيم اللوم ؟! فكيف نستطيع تحت وطأة مشاعر كالجمر ألا نحمل الأمور أكثر مما تحتمل ؟ كيف نستطيع أن نفهم بلا حلم ..أن نحلم بلا رجاء..أن نتوقع بلا ترقب..أن نصدم بلا ألم..وأن نتألم في النهاية بلا دموع؟!
غدا ينتهي قلقي وتزول هواجسي ..غدا تنكشف وجوه الحقائق . ما زلت أرضى بالحقيقة .. إنتصار أخير يعقب كل هزائمي!
(صفر)
إنتهى اليوم الأخير . لم تتكلم . تحاشيت عينيّ .. والفراغ الذي يجمعني بك! أتعجب حين لا يقتلني الألم . أعود إلى غرفتي .أحيطني بكل عوالمي .. أتجرع كل أشيائي الحميمة .. الشعر والقصص القصيرة ، الإنجليزية والأغنيات الحالمة ، وحكمة الحق الخالصة قرآنا وسنة. أستعيد كثافة قوامي بصب كل مكوناتي داخلي .. تتلقفها روحي الظامئة إلى حياة ، وشبحي الهائم بلا كتلة.
ملحقة
صلاح جاهين
يوم قلت آه ..سمعوني قالوا فسد
ده كان جدع قلبه حديد ، وإتحسد
رديت على اللايمين أنا وقلت ..آه
لوتعرفوا معنى زئير الأسد
عجبي!!
تعليق