في لبنان ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ندى كمال
    عضو الملتقى
    • 07-06-2007
    • 88

    في لبنان ...

    إنه العيد

    أنهيت شراء حاجياتي من السوق ... أوووووف قد تأخرت ... و السماء تنذر بعاصفة قادمة !

    سأوقف سيارة أجرة ...

    - يا عم ........ حي السراي؟

    - اتفضلي

    - السلا ...مرحبا ! (لربما كان مسيحيا !! )

    - أهلا ...

    فتشت عن الصليب فلم أجده ... لكنني لمحت اسم السائق على لوحة القيادة

    إلياس قاسم حميّة ...

    مسيحي إذا لا ! حميّة عائلة سنية عريقة !

    لربما سُمِي إلياس كوفاء بنذر ما ... فجارنا كان مسلما سنيا و لكن اسمه فيليب !

    لا تستعجبوا إن كنت أتفحص هوية السائق ... ربما هو الفضول ...

    أو ربما شيء آخر يختلج في صدري ...

    في بلد قد استحال فيه كل شي سؤالا واحدا فقط ... ما هو مذهبك ؟!

    يضحي تساؤلي طبيعيا جدا

    استقرت نفسي لقرارها ... هو من أهل السنة و الجماعة ... نعم هو كذلك !

    مددي يدي إلى جيبي ... أخرجت الف ليرة منها - و هي الأجرة المعهودة للتنقل داخل صيدا -

    أخذها ممتنا ... و ابتسم ...فابتسمت

    - بعد في 500 ليرة

    - صحيح ... الأجرة الجديدة ... أعذرني نسيت

    - لا ولا يهمك ... ما تآخذيني بس كله غلي...

    - الغلا علينا و عليكن ... و هيدا حقكن ... البلد صاير نااار

    ما وقفتش عليكن عم ...

    و ما إن هممت أن أمدّ يدي لأعطيه ما تبقى من أجره ... حتى لمحت تميمة معلقة بالمرآة أمامه

    كانت عبارة عن قلادة قد تدلّى من نهايتها ذو الفقار - سيف الإمام عليّ كرم الله وجهه الشريف

    عندها فقط تيقنت ... أن السائق كان مسلما شيعيا

    ابتسمت ابتسامة واسعة جدا ... و كتمت ضحكتي

    و رغم أنه لا يعلم لماذا أضحك، ابتسم ابتسامة واسعة ثم ضحك

    - يسلمو عم ... انا هون وصلت

    - الله معك ...

    ثم مضيت تحت المطر أفكر في تخميناتي و الواقع ...

    فبعد البحث عن الصليب مطولا ... وجدت سيف الإمام علي

    *************************************

    تعقيب :

    في بلد تشعبت طوائفه

    و استفحلت الخلافات بينهم

    يضحي ركوب سيارة تاكسي أو حتى المرور من منطقة ذات غالبية معينة ...

    مغامرة تستحق التوثيق ...

    قبل هذه الحادثة ... كنت أعتقد أنني لست من النوع الطائفي الذي يتعامل أولا مع مذهب

    الإنسان لا إنسانيته ...

    لكنني كنت مخطئة ....

    ************

    تمت

    18\12\2007
  • ظميان غدير
    مـُستقيل !!
    • 01-12-2007
    • 5369

    #2
    خاطرة جميلة

    ولبنان بلد جميل ..

    تحية

    ظميان غدير
    نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
    قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
    إني أنادي أخي في إسمكم شبه
    ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

    صالح طه .....ظميان غدير

    تعليق

    • ندى كمال
      عضو الملتقى
      • 07-06-2007
      • 88

      #3
      أسعدني مروركم أستاذ ظميان غدير ...
      بارك الله فيكم

      تعليق

      • مصطفى بونيف
        قلم رصاص
        • 27-11-2007
        • 3982

        #4
        ندى كمــــــــــــــــــــــــال :

        قصـة خاطرة وخاطرة قصة ....
        كانت بدايتها الركوب في التاكسي ، وعقدتها البحث عن هوية السائق ، وحلت العقدة بمعرفتها بعد أن تطلعت إلى التميمة التي يعلقها .
        سني ، شيعي ، مسيحي ...............هو لبناني عربي ......وهو ما يشترك فيه كل اللبنانيين .
        عربي ..............ما يشترك فيه كل العرب .
        ما أجمل بلادنا العربية ، وما أجمل شعبها الطيب .

        تحية تقدير وإعجاب بما تكتبين أختي العزيزة........ندى
        وكل سنة وأنت مبدعــــــــــة ، ولبنان الجمال بخير

        أخوك مصطفى بونيف
        [

        للتواصل :
        [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
        أكتب للذين سوف يولدون

        تعليق

        • طه محمد عاصم
          أديب وكاتب
          • 08-07-2007
          • 1450

          #5
          الأخت الفاضلة /ندى كمال
          أسجل إعجاب بهذا الحرف
          ومرور على متصفحك الرائع
          كل عام وأنت بخير
          دمتي بخير
          وكل الأمة الإسلامية بسلام إن شاء الله
          تحية أخرى لقلبك الكبير
          التعديل الأخير تم بواسطة طه محمد عاصم; الساعة 20-12-2007, 12:56.
          sigpic

          تعليق

          • ندى كمال
            عضو الملتقى
            • 07-06-2007
            • 88

            #6
            الأخ الأستاذ طه و الأستاذ مصطفى

            شكرا لكم مروركم و التعليق

            تعليق

            • د. جمال مرسي
              شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
              • 16-05-2007
              • 4938

              #7
              جميلة خاطرتك القصة أختي ندى
              و هذه المشكلة قائمة في البلاد التي تكثر فيها الطوائف المختلفة و خاصة في العراق و لبنان
              لكن على الإنسان أن يتجنب مثل هذه الأمور بقدر استطاعته
              شكرا لك
              و تقبلي الود
              sigpic

              تعليق

              • سلوى فريمان
                محظور
                • 18-10-2007
                • 864

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ندى كمال مشاهدة المشاركة
                إنه العيد


                فبعد البحث عن الصليب مطولا ... وجدت سيف الإمام علي

                تعقيب :

                في بلد تشعبت طوائفه

                و استفحلت الخلافات بينهم

                يضحي ركوب سيارة تاكسي أو حتى المرور من منطقة ذات غالبية معينة ...

                مغامرة تستحق التوثيق ...

                قبل هذه الحادثة ... كنت أعتقد أنني لست من النوع الطائفي الذي يتعامل أولا مع مذهب

                الإنسان لا إنسانيته ...

                لكنني كنت مخطئة ....

                18\12\2007

                الأخت الكريمة ندى

                و أنا أقرأ خاطرتك ذكريات من البعيد تسللت إلى سطورك لأرى نفسي أقرأ حادثة حصلت في سنة 1976 و كأن الزمان في بلدنا اتخذ لنفسه كرسياً فيها و أبى أن يفارق تضامناً منه مع الآخرين اللاصقين على كراسيهم .
                في تلك السنة و بعد أشهر من بداية الحرب الأهلية ، كنا ، مجموعة من الطلاب الذين حوصروا في بيروت بسبب انتشار الحواجز الطائفية على طول الطريق الساحلي المؤدي إلى طرابلس شمالاً .. حينها لم تكن سوريا مدعوة للمجيء إلى لبنان من قبل من يحاربها اليوم ، و الحواجز المنتشرة كانت حواجز طائفية مسيحية و مسلمة بإمتياز.

                قبل وصولنا إلى برج البراجنة ، سأَلنا سائق سيارة الأجرة التي اسقليناها للعودة إلى مدينتنا طرابلس ، سألنا ما إذا كان يوجد مع أحدنا صلباناً .. أذكر ضحكته عندما نظر إلى وجوهنا المرسومة بعلائم الحيرة و الإستغراب ، ثم فتح صندوقاً صغيراً كان موضوعاً بجانبه و أخرج منه خمسة صلبان متدلية من سلاسل فضية و طلب منا أن نضعها حول أعناقنا ..

                وصلنا إلى الحاجز . شبانٌ بعضهم أقصر قامة من البارودة التي يحملونها صرخوا بنا أن ننزل من السيارة و قاموا بتفتيشنا رغم رؤيتهم للصلبان التي كانت تتدلى من أعناقنا فهم كانوا أيضاً يختطفون المسيحيين المنتسبين الى حركات يسارية تساند المقاومة الفلسطينية و تكره اسرائيل.

                السائق كان مسيحياً معروفاً لهم ، طمأنهم إلى اننا طلاب من قرى الشمال و إنه يعرفنا جيداً و انه يضمن جهلنا بما يدور في البلد ....و هكذا مررنا على معظم الحواجز المسيحية إلى أن وصلنا الى المناطق الإسلامية حيث استبدلنا الصليب بالقرآن ....


                [align=center]اليوم و انا أقرأ خاطرتك أشعر بالأسى على بلد تركته منذ ثلاثة و ثلاثين عاماً لا يزال أسير زمن رفض التخلي عن كرسيه[/align].

                تعليق

                • ندى كمال
                  عضو الملتقى
                  • 07-06-2007
                  • 88

                  #9
                  بابا جمال

                  الجميل مرورك سيدي

                  جيهان ...

                  كثيرا ما حدثتني أمي عن تلك الحواجز و ما عانته - كفلسطينية مسلمة - من قبل المسيحيين المذكورين في مشاركتك أو بعض المسلمين

                  مشاركتك موجعة ...

                  و تلك الكراسي التي تحدثت عنها ستظل كذلك ... لأنها باتت جزءا من كيان هذا البلد ... فمن دون طائفية و استئثار من قبل هؤلاء لا يحيا هذا الوطن

                  عجبت لك لبنان !

                  تعليق

                  يعمل...
                  X