رِيشَةٌ مِن جَنَاحِ أَمْسِي
[align=justify]
أَثْرَى حَيَاتِي وَاسْتَطَابَ وِئَامُ
وَرِفَاقُ عُمْري وَالهَوَى البَسَّامُ
أَيْنَ الرَّفَاقُ وَأَينَ أَحْلامُ الهَوَى؟
يَاأَيُّهَا المَاضِي الحَبِيبُ سَلامُ
هَانَحْنُ بِالأَمْسِ القَرِيبِ يُظِلُّنَا
عَيْشٌ تَزُفُّ طُيُوبَهُ الأَحلامُ
للصَّحْبِ مِنْ كَأسِ التَّسَامُرِشَاغِلٌ
قَدْ زَارَ مَجْلِسَ أُنْسِهِم فَأَقَامُوا
فِي صَوتِهِم رَنَّاتُ نُعْمَى أَشْرَقَتْ
بِسَمَائِهِم وَأَحَاطَهَا الإِلهَامُ
بَرَقَتْ لَوَامِعُ سِحْرِهَا بِنُفُوسِهِم
فَازدَانَتِ النَجْوَى وَرَاقَ كَلامُ
طَيْفُ الطَرَائِفِ لُطْفُهُ مَلأَ المَدَى
حَتَّى انْتَشَتْ بِالصُحْبَةِ الأَنغَامُ
عِطْرُ الخَمِيلَةِ ضَاعَ فِي أَعْمَارِهِم
فَأَفَاضَ فُلٌّ وَاسْتَفَاضَ خُزَامُ
وَاخْتَالَ لَيْلُ الشِّعرِ فِي لَحَظَاتِهِم
يَشْدُو الخَيَالُ وَتَقْتَفِي الأقْلامُ
مَازِلْتُ أَحْمَدُ للقَوَافيِ أَنَّهَا
مِثْلُ العِبَادَةِ وَالفُرُوضِ لِزَامُ
مُتَوَاضِعٌ قَلْبِي أَمَامَ أَحِبَّتِي
لَكِنّهُ لِلعَاشِقِينَ إِمَامُ
تَأوِي إِلَيهِ تَأَوُّهَاتُ حَنِينِهِم
وَيَشُبُّ مِنْ شَوقِ النُفُوسِ ضِرَامُ
فَإِذَا تَقَلَّبَ فَالشَّغَافُ نُوَازِعٌ
وَإِذَا تَوَثَّبَ فَالعَفَافُ زِمَامُ
نَشْقَى وَنَتْعَبُ فِي امْتِلاك ِشُعُورِنَا
وَتُذِيقُنَا مِنْ جَورِهَا الأيَّامُ
فإذا انتبهنا لِلزَّمَانِ فَرُ بَّمَا
نَصْحُو وَقَد لَعِبَتْ بِنَا الأَوهَامُ
أَوحَت لَنَا أَنَّ الحَيَاةَ لَذَاذَةٌ
فِي نَيْلِهَا تَتَوَقَّفُ الأَعوَامُ
وَنُطِلُّ مِنْ خَلفِ السَّنِينَ كَأَنّما
مِن كَهْفِهَا المَرْصُودِ حَانَ خِتَامُ
[/align]
تعليق