جوهر الحياة هو حقيقة الحياة بعيداً عن الأوهام والخيال , هو سبب وجودنا ومماتنا , هو الرؤية الصحيحة لمغزى الحياة ولما تركناه من بصمات وعمل ورسائل نرشد بها من ضلت قلوبهم عن الصواب .
جاءت الديانات بشكل عام والكتب السماوية بشكل خاص لتضع النقاط على الحروف , جاءت لتعطي معنى للحياة . وجاء الإسلام ليتمم مكارم الأخلاق , وليضع دستوراً كاملاً للإنسان . وعندما نتفهم الإسلام بعمق مبادئه وتشريعاته , عندئذ نسمو بالأخلاق . نعم لقد جاء الإسلام نوراً ليضيء قلب من تاه في ظلمات الليل ويرشده إلى بر الأمان .
ولكي نتفهم ابعاد جوهر الحياة , علينا التعمق بالنظر إلى الأفكار التالية :
تبدو الحياة كثمرة الفاكهة , القسم الخارجي للاستهلاك ويمثل متطلبات الحياة وملذاتها , أما النواة فهي رمز التجدد لأنها الأمل في المستقبل , الأمل في شجرة أخرى , الأمل في استمرار الحياة وتجددها , الأمل في التجدد والعطاء .
تتجدد الحياة وتستمر بآن واحد لأنها سنّة الكون , لأنها من خلق المبدع الرحمن , وتمثل كل ذرة من هذا الكون الماضي والحاضر والمستقبل , فكل ذرة في هذ الكون ليست إلا قصة الماضي وأمل المستقبل , هكذا نجد في انفسنا التجدد والاستمرار , التجدد في أولادنا والاستمرار في اعمالنا . لايخضع هذا التجدد والاستمرار لقانون البقاء لأن " كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " ( الرحمن 26-27 ).
يسير الكون إلى قدر معين كما هو الحال بالنسبة إلى الإنسان , فالكل يسير إلى قدر مرسوم ومبرمج بأدق التفاصيل , وكل مانراه من زلازل وأعاصير وكوراث ليست إلا جزءا ً من برمجة الكون , الكل يسير بقانون البداية والنهاية إلا الله سبحانه وتعالى فهو الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية , سبحانه عز وجل .
لن يعيش الإنسان سعيداً في حياته إلا عندما يتواصل مع خالق الكون , عندئذ يحصل انسجام الجسد والروح مع الكون . جوهر الحياة هو السعادة ولن نجدها إلا عندما نتقرب من الله , إلا عندما نعرف سر الكون , إلا عندما نعبد الخالق حق العبادة , عندها نجد مانبحث عنه وتنفتح لنا أبواب السماء .
كثيراً مايبحث الإنسان عن علامات ترشده وتساعده ليميز بين الماس الحقيقي والمزيف , بين اللؤلؤ الحقيقي والمزيف , فطوبى لمن استطاع التمييز وفضّل ماهو حقيقي عن المزيف , طوبى لمن اختار الحقيقة ولم تخدعه الحياة , طوبى لمن تغلب على مكر الحياة وقسوتها .
هي الحياة اختبار محدد الزمان والمكان , اختبار على عدد معين من الأسئلة علينا الإجابة عليها بكل دقة والتزام , علينا الإجابة عليها رغم كل الصعوبات والإزعاجات , علينا الصبر والتضحية لنحقق النجاح , فطوبى لمن أجاب على الأسئلة وقلبه مع الله , طوبى لمن نجح في الامتحان .
إن متاع الدنيا قليل وعابر , لذلك لاتطمع بالحياة واجعل طمعك بالتقرب من الله , سيأتيك الرزق كما كتبه لك ربك فلا تستعجله , انتظر رزقك وأنت متحل ٍ بالثقة والكرامة ولاتشتره بالقلق والجبن وارتكاب المعاصي . قال تعالى في كتابه العزيز : " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لايحتسب " ( الطلاق 3 ) .
اعمل بالأسباب لأن الله أمرك أن تأحذ بها واصبر على البلاء , وتأكد أن الله لايضيع مثقال ذرة , تأكد أن الله مع الصابرين .
علمتني الحياة أن أبحث عن الجوهر , أن أبحث عن الحقيقة وابتعد عن المزيف , أن ابحث عن حقيقة الكون وعن الخالق الرحمن . وإليكم القصة التالية علّها تحمل في طياتها المغزى والفائدة للقارئ :
أرسل استاذ في الجامعة دعوة لطلابه لحضور حفل ٍ يتسامر خلاله الزملاء في أمور الحياة ومااستجد معهم بعد تخرجهم من الجامعات , لقد كان حظهم في الحياة كبيراً لأنهم شغلوا أفضل المراكز في الشركات والمؤسسات , رغم ذلك شكا معظمهم من قسوة الحياة وأنهم لم ينالوا حظهم كما يجب من الحياة .
دعاهم استاذهم لتناول أكواب القهوة وكان على الطاولة مزيج من الأكواب البراقة والثمينة المصنوعة من أثمن أنواع الخزف , كما تواجدت أنواع من الأكواب بخسة الثمن لاتجذب الأنظار .
توزع الزملاء حول الطاولة ليتناولوا أجمل الأكواب متنوعة الأشكال والألوان , ثم تسارعوا لسكب القهوة في أكوابهم وكل منهم ينظر لكوب الآخر ويتمنى الحصول على مالدى الآخرين رغم أنه حصل على أجمل أنواع الخزف .
وقف الجميع حول الطاولة يتسامرون , ثم أردف الأستاذ قائلا ً : هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها الاختيار, وأنكم تجنبتم الأكواب العادية ! . ثم تابع : من الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم إلى ماهو أفضل , وهذا بالضبط سبب قلقكم وتوتركم ... ماكنتم بحاجة إليه هو القهوة وليس الكوب , ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة , ووقف كل واحد منكم يراقب مافي أيدي الآخرين من الأكواب . هذه الأكواب مجرد أدوات تحوي الحياة , والقهوة تبقى قهوة لاتتغير , وعندما نركز على الأكواب ليس غير فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة . انصحكم ياأحبائي بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين واريدكم أن تستمتعوا بالقهوة .
وإليكم بعض العبر من أبيات فجائع الدهر لأبي البقاء الرندي :
لكل ِ شيء ٍ إذا ماتم َّ نقصان ُ فلا يغرَّ بطيب ِ العيش إنسان ُ
هي َ الأمورُ كما شاهدتها دولٌ من سرهُ زمن ٌ ساءته ُ أزمان ُ
وهذه الدار ُ لاتبقي على أحد ٍ ولايدوم ُ على حال ٍ لها شان ُ
فجائع ُ الدهر ِ أنواع ٌ منوعة ٌ وللزمان ِ مسرات ٌ وأحزان ُ
وللحوادث ِ سلوان ٌ يُسهلها ومَا لما حلَّ بالإسلام ِ سلوان ُ
جاءت الديانات بشكل عام والكتب السماوية بشكل خاص لتضع النقاط على الحروف , جاءت لتعطي معنى للحياة . وجاء الإسلام ليتمم مكارم الأخلاق , وليضع دستوراً كاملاً للإنسان . وعندما نتفهم الإسلام بعمق مبادئه وتشريعاته , عندئذ نسمو بالأخلاق . نعم لقد جاء الإسلام نوراً ليضيء قلب من تاه في ظلمات الليل ويرشده إلى بر الأمان .
*
تبدو الحياة كثمرة الفاكهة , القسم الخارجي للاستهلاك ويمثل متطلبات الحياة وملذاتها , أما النواة فهي رمز التجدد لأنها الأمل في المستقبل , الأمل في شجرة أخرى , الأمل في استمرار الحياة وتجددها , الأمل في التجدد والعطاء .
تتجدد الحياة وتستمر بآن واحد لأنها سنّة الكون , لأنها من خلق المبدع الرحمن , وتمثل كل ذرة من هذا الكون الماضي والحاضر والمستقبل , فكل ذرة في هذ الكون ليست إلا قصة الماضي وأمل المستقبل , هكذا نجد في انفسنا التجدد والاستمرار , التجدد في أولادنا والاستمرار في اعمالنا . لايخضع هذا التجدد والاستمرار لقانون البقاء لأن " كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " ( الرحمن 26-27 ).
يسير الكون إلى قدر معين كما هو الحال بالنسبة إلى الإنسان , فالكل يسير إلى قدر مرسوم ومبرمج بأدق التفاصيل , وكل مانراه من زلازل وأعاصير وكوراث ليست إلا جزءا ً من برمجة الكون , الكل يسير بقانون البداية والنهاية إلا الله سبحانه وتعالى فهو الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية , سبحانه عز وجل .
لن يعيش الإنسان سعيداً في حياته إلا عندما يتواصل مع خالق الكون , عندئذ يحصل انسجام الجسد والروح مع الكون . جوهر الحياة هو السعادة ولن نجدها إلا عندما نتقرب من الله , إلا عندما نعرف سر الكون , إلا عندما نعبد الخالق حق العبادة , عندها نجد مانبحث عنه وتنفتح لنا أبواب السماء .
كثيراً مايبحث الإنسان عن علامات ترشده وتساعده ليميز بين الماس الحقيقي والمزيف , بين اللؤلؤ الحقيقي والمزيف , فطوبى لمن استطاع التمييز وفضّل ماهو حقيقي عن المزيف , طوبى لمن اختار الحقيقة ولم تخدعه الحياة , طوبى لمن تغلب على مكر الحياة وقسوتها .
هي الحياة اختبار محدد الزمان والمكان , اختبار على عدد معين من الأسئلة علينا الإجابة عليها بكل دقة والتزام , علينا الإجابة عليها رغم كل الصعوبات والإزعاجات , علينا الصبر والتضحية لنحقق النجاح , فطوبى لمن أجاب على الأسئلة وقلبه مع الله , طوبى لمن نجح في الامتحان .
إن متاع الدنيا قليل وعابر , لذلك لاتطمع بالحياة واجعل طمعك بالتقرب من الله , سيأتيك الرزق كما كتبه لك ربك فلا تستعجله , انتظر رزقك وأنت متحل ٍ بالثقة والكرامة ولاتشتره بالقلق والجبن وارتكاب المعاصي . قال تعالى في كتابه العزيز : " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لايحتسب " ( الطلاق 3 ) .
اعمل بالأسباب لأن الله أمرك أن تأحذ بها واصبر على البلاء , وتأكد أن الله لايضيع مثقال ذرة , تأكد أن الله مع الصابرين .
*
أرسل استاذ في الجامعة دعوة لطلابه لحضور حفل ٍ يتسامر خلاله الزملاء في أمور الحياة ومااستجد معهم بعد تخرجهم من الجامعات , لقد كان حظهم في الحياة كبيراً لأنهم شغلوا أفضل المراكز في الشركات والمؤسسات , رغم ذلك شكا معظمهم من قسوة الحياة وأنهم لم ينالوا حظهم كما يجب من الحياة .
دعاهم استاذهم لتناول أكواب القهوة وكان على الطاولة مزيج من الأكواب البراقة والثمينة المصنوعة من أثمن أنواع الخزف , كما تواجدت أنواع من الأكواب بخسة الثمن لاتجذب الأنظار .
توزع الزملاء حول الطاولة ليتناولوا أجمل الأكواب متنوعة الأشكال والألوان , ثم تسارعوا لسكب القهوة في أكوابهم وكل منهم ينظر لكوب الآخر ويتمنى الحصول على مالدى الآخرين رغم أنه حصل على أجمل أنواع الخزف .
وقف الجميع حول الطاولة يتسامرون , ثم أردف الأستاذ قائلا ً : هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها الاختيار, وأنكم تجنبتم الأكواب العادية ! . ثم تابع : من الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم إلى ماهو أفضل , وهذا بالضبط سبب قلقكم وتوتركم ... ماكنتم بحاجة إليه هو القهوة وليس الكوب , ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة , ووقف كل واحد منكم يراقب مافي أيدي الآخرين من الأكواب . هذه الأكواب مجرد أدوات تحوي الحياة , والقهوة تبقى قهوة لاتتغير , وعندما نركز على الأكواب ليس غير فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة . انصحكم ياأحبائي بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين واريدكم أن تستمتعوا بالقهوة .
*
لكل ِ شيء ٍ إذا ماتم َّ نقصان ُ فلا يغرَّ بطيب ِ العيش إنسان ُ
هي َ الأمورُ كما شاهدتها دولٌ من سرهُ زمن ٌ ساءته ُ أزمان ُ
وهذه الدار ُ لاتبقي على أحد ٍ ولايدوم ُ على حال ٍ لها شان ُ
فجائع ُ الدهر ِ أنواع ٌ منوعة ٌ وللزمان ِ مسرات ٌ وأحزان ُ
وللحوادث ِ سلوان ٌ يُسهلها ومَا لما حلَّ بالإسلام ِ سلوان ُ
تعليق