المواجهة مع الخوف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نافل العتيبي
    عضو الملتقى
    • 10-01-2010
    • 29

    المواجهة مع الخوف

    مواجهة الخوف
    في صباح يوم السبت 10 ديسمبر 1981 م ، خرجت من بيتنا إلى مدرستي ، بقي على بدء الطابور الصباحي عشر دقائق فقط ، بالكاد تكفيني إذا أسرعت الخطى ، انطلقت وأنا أتذكر وجه مدير المدرسة الحاد ، وخيزرانته الطويلة ، فيغوص قلبي في هوة سحيقة ، وأحرك شفتاي لا إرادياً متمتماً :
    - الله يستر ..
    السماء تمطر ، والريح قوية غاضبة ، وأنا أخطو عجلاً على أرض مرتوية موحلة ، لا أدري كم مضى من الوقت ؟ لكنني أحس به يتسرب بسرعة ، وأنا كأنني أراوح في مكاني إلى الآن .. لم أتجاوز بيت زميلي حامد ، وهو تقريباً في منتصف المسافة ، أرسلت النظر على امتداده ، في جميع الاتجاهات ، لا يوجد طلاب يسيرون إلى المدرسة ، هذا مؤشر قوي على أنني متأخر ، آه .. سيكون المدير بانتظاري عند بوابة المدرسة ، ليبدأ مسلسل الرعب و الاهانات .
    لا .. لا إن شاء الله أصل في الوقت المناسب ، أو يكون المدير غائب ، مع أن وكيل المدرسة سيكون موجود ، لكنه - بصراحة - أرحم من المدير ، لم أنتبه متى بدأت أعدو بأقصى سرعة ، وحقيبتي معلقة بظهري ، حركة الحقيبة لا تتزامن مع خطواتي ، كأنها تدفعني إلى الوراء ، لكنني في سباق مع الزمن الذي لا أراه ، هاهي المدرسة على مقربة مني ، عشرون متر تقريباً ، أمامي تجمع لماء المطر ، انحرفت لأتفاداه .
    تململت واقفاً ، ماذا حدث ؟ يا إلهي .. يداي ملوثتان بطين ثقيل ، وثوبي يقطر ماءً وطيناً ، لقد سقطت ، ياللكارثة .. ماذا أفعل الآن ؟ أأعود إلى المنزل لتبديل ثوبي ؟ سيعاقبني عقاباً عسيراً ، ولن يصدق بأنني سقطت أمام المدرسة ، سيعتبرها قصة مكذوبة من بنات أفكاري ، ما الحل إذن ؟ لابد من مواجهته بحالتي الراهنة ، هذا أسلم لي ، مع أنني أخجل أن يراني أحد بهذه الحال المزرية .
    وضعت قدمي على عتبة مكتب المدير ، فوقف مذهولاً وصاح بي :
    - وش فيك ؟
    أجبته وأنا أرتعد من الخوف والبرد :
    - طحت .. طحت قدام المدرسة ، وما عاد يمديني أرجع أغير ملابسي ..
    نظر إلي بعينين قاسيتين ثم قال آمراً :
    - حط شنطتك ، ورح غير ملابسك وتعال .. بسرعة ..
    تنفست الصعداء وأنا أخرج من باب المدرسة ، وأحدث نفسي :
    - زال الكابوس المرعب

    ومن هنا ، إذا كان لديك ما تخافه فنصيحتي لك أن تواجهه في أسرع وقت ، ثق بي وواجه مصدر خوفك ، فليس هناك أسوأ من الهروب ، ومعاناة الرعب . النتيجة الرائعة التي تنتظرك عندما تواجه مخاوفك ، هي أنك ستتخلص من تلك المخاوف حالاً ، ذلك أن مواجهة الخوف أسهل وأسرع طريق للتخلص منه .
    [align=center]

    [U][B][SIZE=6][COLOR=blue][SIZE=6][COLOR=blue][B][U].. التسامح اكسير الحياة .. [/U][/B][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/B][/U]

    [/align]
    [align=center]

    [COLOR=darkred][B]مدونتي على الرابط التالي[/B][/COLOR]
    [URL="http://alotaibi-nafel.maktoobblog.com/"][COLOR=darkred][B]http://alotaibi-nafel.maktoobblog.com/[/B][/COLOR][/URL]
    [/align]
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    [QUOTE=نافل العتيبي;496951]
    مواجهة الخوف
    في صباح يوم السبت 10 ديسمبر 1981 م ، خرجت من بيتنا إلى مدرستي ، بقي على بدء الطابور الصباحي عشر دقائق فقط ، بالكاد تكفيني إذا أسرعت الخطى ، انطلقت وأنا أتذكر وجه مدير المدرسة الحاد ، وخيزرانته الطويلة ، فيغوص قلبي في هوة سحيقة ، وأحرك شفتاي لا إرادياً متمتماً :
    - الله يستر ..
    السماء تمطر ، والريح قوية غاضبة ، وأنا أخطو عجلاً على أرض مرتوية موحلة ، لا أدري كم مضى من الوقت ؟ لكنني أحس به يتسرب بسرعة ، وأنا كأنني أراوح في مكاني إلى الآن .. لم أتجاوز بيت زميلي حامد ، وهو تقريباً في منتصف المسافة ، أرسلت النظر على امتداده ، في جميع الاتجاهات ، لا يوجد طلاب يسيرون إلى المدرسة ، هذا مؤشر قوي على أنني متأخر ، آه .. سيكون المدير بانتظاري عند بوابة المدرسة ، ليبدأ مسلسل الرعب و الاهانات .
    لا .. لا إن شاء الله أصل في الوقت المناسب ، أو يكون المدير غائب ، مع أن وكيل المدرسة سيكون موجود ، لكنه - بصراحة - أرحم من المدير ، لم أنتبه متى بدأت أعدو بأقصى سرعة ، وحقيبتي معلقة بظهري ، حركة الحقيبة لا تتزامن مع خطواتي ، كأنها تدفعني إلى الوراء ، لكنني في سباق مع الزمن الذي لا أراه ، هاهي المدرسة على مقربة مني ، عشرون متر تقريباً ، أمامي تجمع لماء المطر ، انحرفت لأتفاداه .
    تململت واقفاً ، ماذا حدث ؟ يا إلهي .. يداي ملوثتان بطين ثقيل ، وثوبي يقطر ماءً وطيناً ، لقد سقطت ، ياللكارثة .. ماذا أفعل الآن ؟ أأعود إلى المنزل لتبديل ثوبي ؟ سيعاقبني عقاباً عسيراً ، ولن يصدق بأنني سقطت أمام المدرسة ، سيعتبرها قصة مكذوبة من بنات أفكاري ، ما الحل إذن ؟ لابد من مواجهته بحالتي الراهنة ، هذا أسلم لي ، مع أنني أخجل أن يراني أحد بهذه الحال المزرية .
    وضعت قدمي على عتبة مكتب المدير ، فوقف مذهولاً وصاح بي :
    - وش فيك ؟
    أجبته وأنا أرتعد من الخوف والبرد :
    - طحت .. طحت قدام المدرسة ، وما عاد يمديني أرجع أغير ملابسي ..
    نظر إلي بعينين قاسيتين ثم قال آمراً :
    - حط شنطتك ، ورح غير ملابسك وتعال .. بسرعة ..
    تنفست الصعداء وأنا أخرج من باب المدرسة ، وأحدث نفسي :
    - زال الكابوس المرعب

    ومن هنا ، إذا كان لديك ما تخافه فنصيحتي لك أن تواجهه في أسرع وقت ، ثق بي وواجه مصدر خوفك ، فليس هناك أسوأ من الهروب ، ومعاناة الرعب . النتيجة الرائعة التي تنتظرك عندما تواجه مخاوفك ، هي أنك ستتخل ص من تلك المخاوف حالاً ، ذلك أن مواجهة الخوف أسهل وأسرع طريق للتخلص منه .[/QUOTE]


    الزميل القدير
    نافل العتيبي
    أرى أن النص انتهى عند الجملة الأخيرة وما لونته لك يأتي ضمن التقريرية غير المرغوبة
    تذكرت مرة حدث معي نفس الشيء
    رضت مثل المجنونة والشارع خال
    ظننت أني تأخرت على مدرستي
    وحين وصلت كان الباب مغلقا
    لأني أتيت مبكرة جدا هاهاهاهاها
    شكرا لأنك جعلتني أتذكر أجمل موقف
    نص جميل وفيه صدق وبراءة وجسارة أيضا لأننا حين نواجه مخاوفنا فتلك الجسارة للقلوب القوية
    ودي ومحبتي لك

    عين؛ وأنف؛ وصوت؛
    عين؛ وأنف؛ وصوت عرفني امرأة سريعة العطب! أكاد لا أميز الأسود من الأبيض حين أغضب، أفقد صوابي ولا أعود أتذكر حتى إنسانيتي.. هكذا عودتني أيامي. أعب كؤوسا مترعة من الهم، أتجرعها شئت أم أبيت فهذي حياتي، مذ عرفت طريق الليل أسيره وحيدة بين وجوه غريبة عني، وأياد تدفع لتدلف باب غرفتي الموارب تتلمس جسدي الذي لم أعد أملكه، تشتري مني
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • إيمان الدرع
      نائب ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3576

      #3
      الأخ نافل العتيبي:
      نصيحتك في مكانها..
      علينا أن نواجه مخاوفنا..مهما كان الثمن..
      هناك مقولة: ظللتُ أهادن الغول حتى افترسني..
      والقوي يموت مرّة ،والجبان ألف مرّة..
      هذه الفكرة الرائعة ضمّنتها في نصّ..بسيط ،سلس،عفوي..
      دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي

      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

      تعليق

      • نافل العتيبي
        عضو الملتقى
        • 10-01-2010
        • 29

        #4
        [quote=عائده محمد نادر;496962]
        المشاركة الأصلية بواسطة نافل العتيبي مشاهدة المشاركة
        مواجهة الخوف

        في صباح يوم السبت 10 ديسمبر 1981 م ، خرجت من بيتنا إلى مدرستي ، بقي على بدء الطابور الصباحي عشر دقائق فقط ، بالكاد تكفيني إذا أسرعت الخطى ، انطلقت وأنا أتذكر وجه مدير المدرسة الحاد ، وخيزرانته الطويلة ، فيغوص قلبي في هوة سحيقة ، وأحرك شفتاي لا إرادياً متمتماً :
        - الله يستر ..
        السماء تمطر ، والريح قوية غاضبة ، وأنا أخطو عجلاً على أرض مرتوية موحلة ، لا أدري كم مضى من الوقت ؟ لكنني أحس به يتسرب بسرعة ، وأنا كأنني أراوح في مكاني إلى الآن .. لم أتجاوز بيت زميلي حامد ، وهو تقريباً في منتصف المسافة ، أرسلت النظر على امتداده ، في جميع الاتجاهات ، لا يوجد طلاب يسيرون إلى المدرسة ، هذا مؤشر قوي على أنني متأخر ، آه .. سيكون المدير بانتظاري عند بوابة المدرسة ، ليبدأ مسلسل الرعب و الاهانات .
        لا .. لا إن شاء الله أصل في الوقت المناسب ، أو يكون المدير غائب ، مع أن وكيل المدرسة سيكون موجود ، لكنه - بصراحة - أرحم من المدير ، لم أنتبه متى بدأت أعدو بأقصى سرعة ، وحقيبتي معلقة بظهري ، حركة الحقيبة لا تتزامن مع خطواتي ، كأنها تدفعني إلى الوراء ، لكنني في سباق مع الزمن الذي لا أراه ، هاهي المدرسة على مقربة مني ، عشرون متر تقريباً ، أمامي تجمع لماء المطر ، انحرفت لأتفاداه .
        تململت واقفاً ، ماذا حدث ؟ يا إلهي .. يداي ملوثتان بطين ثقيل ، وثوبي يقطر ماءً وطيناً ، لقد سقطت ، ياللكارثة .. ماذا أفعل الآن ؟ أأعود إلى المنزل لتبديل ثوبي ؟ سيعاقبني عقاباً عسيراً ، ولن يصدق بأنني سقطت أمام المدرسة ، سيعتبرها قصة مكذوبة من بنات أفكاري ، ما الحل إذن ؟ لابد من مواجهته بحالتي الراهنة ، هذا أسلم لي ، مع أنني أخجل أن يراني أحد بهذه الحال المزرية .
        وضعت قدمي على عتبة مكتب المدير ، فوقف مذهولاً وصاح بي :
        - وش فيك ؟
        أجبته وأنا أرتعد من الخوف والبرد :
        - طحت .. طحت قدام المدرسة ، وما عاد يمديني أرجع أغير ملابسي ..
        نظر إلي بعينين قاسيتين ثم قال آمراً :
        - حط شنطتك ، ورح غير ملابسك وتعال .. بسرعة ..
        تنفست الصعداء وأنا أخرج من باب المدرسة ، وأحدث نفسي :
        - زال الكابوس المرعب

        ومن هنا ، إذا كان لديك ما تخافه فنصيحتي لك أن تواجهه في أسرع وقت ، ثق بي وواجه مصدر خوفك ، فليس هناك أسوأ من الهروب ، ومعاناة الرعب . النتيجة الرائعة التي تنتظرك عندما تواجه مخاوفك ، هي أنك ستتخل ص من تلك المخاوف حالاً ، ذلك أن مواجهة الخوف أسهل وأسرع طريق للتخلص منه .[/quote]


        الزميل القدير
        نافل العتيبي
        أرى أن النص انتهى عند الجملة الأخيرة وما لونته لك يأتي ضمن التقريرية غير المرغوبة
        تذكرت مرة حدث معي نفس الشيء
        رضت مثل المجنونة والشارع خال
        ظننت أني تأخرت على مدرستي
        وحين وصلت كان الباب مغلقا
        لأني أتيت مبكرة جدا هاهاهاهاها
        شكرا لأنك جعلتني أتذكر أجمل موقف
        نص جميل وفيه صدق وبراءة وجسارة أيضا لأننا حين نواجه مخاوفنا فتلك الجسارة للقلوب القوية
        ودي ومحبتي لك

        عين؛ وأنف؛ وصوت؛
        http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=57245
        الأديبة الفاضلة عائدة محمد نادر

        معك كل الحق ، القصة إنتهت بجملة " زال الكابوس "
        حقيقة يعجبني حرصك على الشيء الصحيح
        خصوصاً فيما يتعلق بفن القصة القصيرة الذي نتفيأ ظلاله
        لم يغب عن بالي ماذكرتيه
        ولاتزال جملة حسين القباني (( لاتجعل للقصة ذيلاً سخيفاً )) ترن في رأسي منذ أن قرأتها
        ومع ذلك أتعمد دائماً ، تجريب أساليب جديدة ، خصوصاً مايتعلق بالمباشرة اليسيرة ، لأن الوضوح - في رائيي - يمسك بتلابيب القارئ ، فقد يمر بالقصة سريعاً ، ولايدرك مغزاها البين ، فماذا أخسر اذا أوضحت له ما أريد صراحة ، قراء القصة المحترفين (مثلك) سيجدون المتعة مرتين بقرآءة القصة ، ونقدها ، لكن المحترفون من القراء قليل ولابأس بمضايقتهم قليلاً من أجل كسب اهتمام البقية . عموماً .. هذه وجهة نظري ، قد تجانب الصواب ، لكنني لن أخسر شيئاً بتجربتها .

        شكراً لاهتمامك وأتمنى أن أقرأ تعقيبك

        إحترامي
        [align=center]

        [U][B][SIZE=6][COLOR=blue][SIZE=6][COLOR=blue][B][U].. التسامح اكسير الحياة .. [/U][/B][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/B][/U]

        [/align]
        [align=center]

        [COLOR=darkred][B]مدونتي على الرابط التالي[/B][/COLOR]
        [URL="http://alotaibi-nafel.maktoobblog.com/"][COLOR=darkred][B]http://alotaibi-nafel.maktoobblog.com/[/B][/COLOR][/URL]
        [/align]

        تعليق

        • نافل العتيبي
          عضو الملتقى
          • 10-01-2010
          • 29

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
          الأخ نافل العتيبي:
          نصيحتك في مكانها..
          علينا أن نواجه مخاوفنا..مهما كان الثمن..
          هناك مقولة: ظللتُ أهادن الغول حتى افترسني..
          والقوي يموت مرّة ،والجبان ألف مرّة..
          هذه الفكرة الرائعة ضمّنتها في نصّ..بسيط ،سلس،عفوي..
          دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي
          الأخت إيمان الدرع

          شكراً .. شهادتك للنص جعلته يتعملق في نظري

          دُمتِ مصدراً للبهجة .. إمتناني
          [align=center]

          [U][B][SIZE=6][COLOR=blue][SIZE=6][COLOR=blue][B][U].. التسامح اكسير الحياة .. [/U][/B][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/B][/U]

          [/align]
          [align=center]

          [COLOR=darkred][B]مدونتي على الرابط التالي[/B][/COLOR]
          [URL="http://alotaibi-nafel.maktoobblog.com/"][COLOR=darkred][B]http://alotaibi-nafel.maktoobblog.com/[/B][/COLOR][/URL]
          [/align]

          تعليق

          يعمل...
          X