حبوب منع الحمل ..!!
إن كانت الحبوب لمنع الحمل فمن الطبيعي إن يتناولها من يتعرض للحمل ( وفقا لتسميتها )
مثل حبوب منع الغثيان والدوخة يتعاطاها من يعاني من هذه الأعراض وكذلك حبوب منع الأكل
( الريجيم ) يتعاطاها من يعاني من الإفراط بالأكل
وبسبب بعض الاختلافات الفيزيولوجية هناك أعراض ( لأمراض ) نسائية مثل أمراض الحمل والإرضاع وأخرى رجالية مثل أمراض ( البروستات والعجز ) وأخرى عامة مثل أمراض السكر والجلطة
والتي غالبا تصيب الشريكين بسبب سوء تعاشرهما مع بعضهما ..
ولا بد من الاعتراف بأن المجتمع الذكوري الذي يسود عموما في المجتمعات الأكثر تخلفا حيث ينتزع الأقوى كل ما يمكنه من حقوق دون أي وازع إنساني أو أخلاقي لا بد في النهاية من أن تصل فيه الأمور إلى حد أن يسود الاحتيال والمراوغة لقلب الكفة ومحاولة الانتصار لدى كل المقهورين والمستضعفين لكي تتعادل الكفة بشكل أو بآخر ولأبين هذا لابد من إدراج مثل ..
لقد ساد في المجتمع العربي الأصيل في جزيرة العرب ما قبل الإسلام دور حاسم للمرأة شاهدناها تقف فيه في طليعة الصفوف تحمل السيف وتقرض الشعر وتحمل أعباء الحياة جنبا إلى جنب مع الرجل وتتفوق عليه في منافسة شريفة تتيحها أعراف سامية لدى المجتمع وليست الجازية والخنساء إلا مثلا حيا اجتاز آلاف السنين ووصل إلينا بقوة ..
ثم جاء الإسلام ليعزز دور المرأة ويمنحها المزيد من الجلال إلى جانب الرجل لتسجل تفوقا ملحوظا في حمل أعباء رسالة الإيمان والدعوة وخوض معاركها ..
ثم جاءت عصور الانحطاط والتي كان آخرها وأكثرها سوءا الحكم العثماني الانكشاري الذي دام أربعة قرون سادت فيه ثلاثية الفقر والجهل والمرض لتفتك بالمجتمع وتتفشى الانحرافات وأمراض الرشى والنهب المنظم و عقلية ( الحرملك ) والانهيار في كل شيء في الفكر والأدب و ظهرت البدع والخرافات وانتشرت الشعوذة والمشعوذين في جلباب التدين فتخلف المجتمع وصار أكثر ذكورية ليتخلف الرجل ويقود المرأة ويسجنها في الحرملك ..!!
وظهر سي السيد بطربوشه ( العصمنلي ) ليكون الأشهر بتخلفه قبل أن يكون الأشهر بتسلطه
لأنه كان عبدا لسلطة الانكشارية ( الكلاب الجائعة الباحثة عن الرشى والفرائس ) وهكذا كانت المرأة عبد العبد ( سي السيد ) و بدأ السقوط في التدليس وظهور الإفتاء طريقا للتلاعب على الحكم الشرعي وتحليل ما هو محرم أو الهروب منه .. وسأورد مثلا يتعلق
بموضوعنا هنا في حقوق المرأة والرجل ..
فلقد جاء الأمر الشرعي إلى الرجل بأن يغض بصره .. ولأن الرجل عجز عن ذلك ما زال حتى يومنا هذا في بعض المجتمعات الذكورية يستخدم قوته ليفرض على المرأة حجابا غريبا يغلفها ويمسح كل معالمها البشرية لتبدو كتلة سوداء ( ككيس محشو ) وهكذا تم إبطال مضمون الآية التي طالبته بغض بصره حيث لم يعد هناك ما يغض بصره عنه وإذا ظهرت أية ملامح أنثوية توجب غض البصر يتنطح الرجال أصحاب اللحى ( وليس الشوارب العثمانية الانكشارية ) الغيورين على الدين ليقمعوا هذا المظهر بالقوة في مشهد هو الأشد تخلفا في تاريخ البشرية .. ثم يدعون أن ظهور المرأة بملامح بشرية يسمى انحلالا يثير شهواتهم و يحرك غرائزهم .. وتكذب ادعائهم المجتمعات القريبة من البدائية في أفريقية والتي تحكمها أعرافا بسيطة مع أن المرأة فيها مثل الرجل في تلك المناطق ( نصف عارية ) ولكنها لا تتعرض للمضايقة كما يحدث في مجتمعاتنا المغلقة ..
وبالأسلوب نفسه مازال هذا الرجل الأكثر تخلفا يثور وينفجر غضبا ويطالب بالعقوبات ويهدد بالويل والثبور كل من يراه يأكل أو يشرب إذا كان هو صائما وكأن المفطر هذا قد ارتكب خطيئة بحقه وأفسد صيامه ويسمي ذلك مراعاة مشاعر الصائمين ..! وكأن الصيام عقوبة ينفذها هو .. و ليظهر المفطر كشامت به ..
وبعد كل هذا .. هل سنتساءل من سيتناول الحبوب ..؟؟
العزيزة ماجي .. عذرا منك لأنني نحيت بالموضوع خارج رفاهية فاتازيّتك إلى ما هو أشد إيلاما في واقعنا المرير ..
تحيتي وتقديري لك ولجميع المداخلين
تعليق