هذا ما كان من أمر محروس ، وكيف خرج مولودا من قسم البوليس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    هذا ما كان من أمر محروس ، وكيف خرج مولودا من قسم البوليس

    هذا ما كان من أمر محروس
    وكيف خرج مولودا من قسم البوليس
    (((((((())))))))))


    كان يعى تماما ما يحاولون ، فما لمحهم من بعيد يندسون ، ويدورون فى المنطقة ، وقد كشفتهم ألآعيبهم المبالغ فيها ، حتى انهال على زوجته ركلا وزغدا ، وبصوت حرص أن يخرج همسا راح يستحثها ، وبقبضته يلملم أطراف الجوال ، ثم بدوبارة مجدولة يحكم رباطها ، من بعد ينضغط رافعا الجوال ، ويعدّله على ظهر الحمار المستفز .. بينما كانت عينه السليمة بمكر تنوب عنه ، وتوحي لابن أخيه بضرورة فك أربطة البهائم ، و اللحاق به فورا ، ولولا خطورة السكة الجديدة لتركهم ، وولى هاربا .

    كما هو شأنه دائما حين يتأخر به الوقت ، ينخز حماره الأعشى بقسوة غير معهودة ، وساقاه تطحنان بطن الحمار ، الذى أرغمته الجاموسة من الخلف على الاعتدال ، وعدم مجاراة صاحبه فى انفعالاته ، ومحروس يتقدم الركب ، ساحبا جاموسته العنود .. لكنهم أغلقوا عليه الطريق ، وفى لمح البصر أحاط به رجال أربع ، ولم يعد يرى قرص الشمس المتهالك فى بحر المساء القادم !

    تماسك كعود جاف ، وبطيبته المعهودة ، كان يهمهم دافعا الحمار على التقدم ، فنط الأخير محاولا اختراق الحصار ، وكاد يفلح فى قلقلة الجدار البشرى .

    ترجل كبيرهم كإله ، عابرا حاجز الرجال بسهولة و يسر ، مسلطا نحوه عينين تطفحان شرا و جريمة . هاله المشهد المهيب ، و اصابه رعب وذعر أتيا على أربطة مصرانه ، الذى زعق كحوت مسعور . إنه فى مثل عمر أصغر أولاده ، فلم يخاف منه على هذا النحو ؟ حتى أصبح ميسورا لأبعد عابر سبيل كشف حجم الفزع الذى يدب فى أوصاله .

    ابتدره كبيرهم : " أنت تعرف إبراهيم وهدان ياولد ؟!".

    صعق ، وبغيظ ردد :" قطيعة ". وهو يطوح رأسه شاعرا بمدى الإهانة ، ولم يخطر على باله للحظة ، أن يكون رد فعله فظيعا ، وبمثل هذه الدرجة ؛ فقد انقلبت سحنة الضابط ، وتأرجح الكاب على رأسه الشامخ ، وحين رفرف النسر بجناحيه طربا على الجبهة العالية ، كانت بطن محروس ترتعد هلعا ، و إحساس غامض يغزو قلبه ، وفورا أمره بالترجل عن حماره ، ودفعه بقبضته :" طيب اركب .. يللا ". وكم كلفته " يللا " هذه ، فقد كانت بمثابة زلزال قلب محروسا أرضا من فوق ظهر حماره .


    كان قد أحيط علما بما يتردد ، حول مقتل " إبراهيم وهدان " وسط الغيطان ، منذ ثلاثة أيام ، رغم عدم علم البوليس إلا اليوم ، و ليومين سابقين كان يستطيع التقاط رائحة دم القتيل ، فى الدخان الرائق ، المنبعث من الحرائق المباغتة ، التى أشعلها الفلاحون فى العشش ، القائمة على رؤوس غيطانهم منذ عشرات السنين ، بل كان يراها تتموج ، وترسم هياكل كانت أكثر شبها بالقتيل !


    اليوم .. الحكومة تجد ما وسعها للايقاع بقاتله ، قطعوا الزمام طولا و عرضا ، أحاطوا بالصغار و الكبار على حد سواء ، لكنهم ما أخذوا أحدا منهم ، مثلما فعلوا معه .


    أحس العم " محروس " أى مصيبة أوقع نفسه فيها ، قدح زناد فكره الخرب ، فألهب الموقف سوءا ، استرحمهم مشيرا تجاه الزوجة و الولد الصغير و البهائم ، والطريق الخطرة : يابيه أعديهم بس ، وأنا تحت أمرك ، اللي أنتم عايزينه يمشى على رقبتي ".

    و على حين غرة جاءته لكمة قوية ، أخلت بتوازنه ، ودفعته إلى داخل العربة ، ظلت تئز فى أذنيه ومخه طول الليل ، ولسنين قادمة ، بينما الولد و الزوجة و البهائم فى عجب من أمرهم ، يندفعون صوب المدينة بخوف دام !


    عاد بعين زائغة يستميلهم :" أعدي العيال من الطريق ياسعت الباشا ".

    أشار له بالسكوت ، وحاجباه و أنفه المعقوف ، وعينه الواسعة كصقر إفريقي تعطي أمرا للمخبر المتحفز خلفه ، بالتهام هذه الفريسة ، فالتهمها فورا ، وطرح العم محروس بلطمة أخرى على صاج العربة مكتويا ، وشفتاه تتوجعان بلفظة ظلت حبيسة :" ياولاد الكلب .. آه ياولاد الكلب ".


    انسحبت العربة ، و انسحب الألم على امتداد جسده ، ولسانه لا يفتأ يردد ياولاد الكلب ، أنا اللي أستاهل .. أنا اللي أستاهل ". يؤنب نفسه ، ويلومها على غشمها ، يضحك على قلة عقله ، التى سوف تودي به قريبا وراء الشمس .. لقد داهموا الصغار ، على الجسور و القنوات ، فرددوا ببلاغة : لا نعرفه " وهكذا أفلتوا ، رغم علم الجميع ، صغارا وكبارا ، أنهم كاذبون ، فعلى مدى ثلاثة أيام ، وطرق السروح تتغير ، وتتبدل ، وعلى مدى ثلاثة أيام و مزارعو الزمام القريبون من المقابر لا يسرحون . لكنه وقع ، أوقعه سوء تقديره .

    يتحسس قفاه المتوهج كجمرة ، واللطمات ماتزال تدوي ، وتصفر فى أذنيه ، مطأطئا يضع وجهه بين راحتيه بمسكنة ، وصوته يثقثق ، ورأسه تتطوح بغيظ ، سرعان ما امتلآت العربة ، و أصبح لا يجد هواء كافيا للشهيق !!


    لم يكن غيره ، كلهم كانوا يلبسون البناطيل و القمصان ، هو الفلاح الوحيد الذى خرج من الدنيا حمارا ، وما علمته الأيام و لا السنون ، أصبح أبا لرجال يدبون على الأرض ومع ذلك !

    كان قاسيا فى لوم نفسه ، قاسيا .. وكانت العربة خانقة ، العرق ينبجس من كل جسده ، وتنفذ رائحة عرقهم عبر بدنه ، فيتراخى ، سرعان ما يندفع تحت الأقدام لالتقاط بعض من هواء رطب ، المخبرون يشكلون حاجزا من الحديد ، والبنادق الميرى مسددة إلى صدور المشبوهين .. أخيرا صرخت فرامل العربة ، اندفع الجميع مسوقين تحت لطم الجنود ، والآليات ، إلى داخل المبنى المهيب !


    كان فى واد ، وهذه الكتل البشرية فى الوادى الآخر . كفاه منها نظرة واحدة ، سلطها على الجميع ، سرعان ما انكمش إلى الجدار ، وقد دفن وجهه بين راحتيه ، وألم قاس ينتشر فى جسده . رأى وجوها عرفها خارج المبنى ، وسمع عنها حروبا ، وحوادث سرقة وقتل ، ووجوها كانت قريبة جدا ، كانت إلى جانبه .

    كان صابر ، هذا الرجل الطيب ، الذى ما سمع عنه إلا كل خير ، نعم هو جزار ، وهو حزين .. حزين وحده منذ اغتيل أخوه فى مقهى البيلى ، ومنذ ثمانى سنوات ، وهو وحيد .

    يتذكر هذا الوجه البعيد ، يغوص فى الزمن، سرعان ما يلهبه قلبه فزعا على البهائم و الحمار و الأولاد ، الذين خلفهم ، وأرغموه على تركهم فريسة للسيارات ، لا يدري هل وصلوا بسلامة أم لا .

    قدم له أحدهم كوبا من الشاى ، رفض .. أول كوب شاى يرفضها فى عمره ، رغم حاجته إلى بل ريقه الجاف . يطالع الوجوه مرة أخرى .

    :" أليس عجيبا ياشملول .. فى حياتي الطويلة ما دخلت هذا المكان ، كنت أطالعه من بعيد .. بعيد فأجرى ، ومع رفاقي نروح نشتم العسكرى ، ونجرى .. أقرف من النظر فى مبناه.. ليس كرها ، بل خوفا .. ومن بعد كرهته ، حتى إذا ما دعتني الضرورة ألجأ بمن ينهى الأمر ، و أنا بعيد ".

    أنا من البيت للغيط .. ما قلت إلا كلمة واحدة و لم أكن لأقصدها ، خرجت هكذا .. انفلتت من لساني ". يعطيه أحدهم سيجارة . ينتبه ، يتداخل فى بعضه مرتعشا . يبش فى وجهه معتذرا بعدم التدخين .


    اتكأ بذراعه ، فاصطدم بشيء كان يملأ جيب الصديري . تذكر الشنطة التى ضحك بها ابنه على عقله حين عاد من العراق ، و التى يستعملها كحافظة ، على الفور تغير لون وجهه كلية ، استشاط رعبا ، اعتدل واقفا .. كيف يتخلص منها - هذه الحافظة التى تحوى إلى جانب المسلة و الدوبار أربعة قطع من فئة الخمسة قروش .. وخنسر - !!

    :" آه .. ضعت يا محروس .. ضعت و لا أحد سمى عليك .. آن أن تتصرف بحكمة ، وكيف تواتيني الحكمة ؟ إنها كارثة .. كارثة ".

    جذب الرعب المرتسم على وجهه نظرات الجمع المحشود ، فى هذه الحجرة الداخلية ، التى دائما ما يقال أنها تبكى طول الليل على من خرجوا منها فاقدى البصر أو العقل ، ومن فقدوا رجولتهم ، حتى أنك لترى نهارا آثار هذه الدموع على الجدران ساخنة لم تزل !!


    :" خنسر له مقبض من العظم .. خنسر يامحروس ، و الذبيحة يأتى عليها خنسر ، ويشفيها خنسر .. قد يسألونك و أين الساطور يامحروس ؟ ستنكر بلا شك أين الساطور ؛ لأنك لم تمسك ساطورا إلى اليوم ، لكنهم لن يملوا ، لن يتعبوا معك ، ولن يصدقوك .. حاول أن تلقي به من الشباك أو تحت الأرجل.. آه لو شافوك ثبتت عليك التهمة .. خنسر ياويلك .. لعبة جميلة يامحروس ، فحين أزاغ عقلك ، وقررت سرقته من الجزار .. كنت فى العيد الكبير ، ولما فشلت من سرقته ، أعطاه لك الجزار عن طيب خاطر .. كان جميلا ، وكنت فى حاجة إليه لقتل أعواد السريس و الجلاوين و الخس ، وتقليم أظافرك .. وماذا أيضا يامنحوس ؟!".

    يهيم فى فزعه ، يتدبر أمر الخنسر . كان القتيل بلا رأس ، بلا ذراعين ، بقدم واحدة ، وقد شفى كذبيحة ، و هذه أداة الجريمة :" خنسر يامحروس .. ألكي تقطع حبلا أو شحاطا تحمل خنسرا .. آتاك قضاؤك .. آه ".

    يبكى العم محروس ابن الخامسة و الخمسين ، يبكي وسط أولاد صغار ، وفتيان قساة ، ومشبوهين عتاة .. يبكى ويروح يخبط رأسه فى الجدار خائفا حانقا .


    دنا منه صابر على حذر :" عيب ياعم محروس ، دول كلمتين ياخدوهم منك ، وتروح على طول .. أنت راجل طيب ".

    مصمص شفتيه خالعا طاقتيه الصوفية ، ثم أخرج منديله المعبأ بالسخام ، مرره على وجهه :" ماذا أفعل .. كنت تعرف أنك حمار ، لم لم تهرب من أمامهم ، وليذهب الجميع إلى داهية ، خائف على البهائم ، ابسط ياعم ، سوف تنسى اسمك و بهائمك ، و أرضك ، ويتفرج عليك الخلق واحدا واحدا .. خنسر يامحروس . كانت الترعة أمامك ، وزوجتك .. كانت العربة ، كنت تستطيع التخلص منه ، لكنك أحمق .. ماذا ستفعل ألآن ؟ و إذا ما رآك أحد و أنت تلقي به .. آه .. انتهى الأمر ، أصبحت قاتلا .. أيعقل أن يكون صابر هو القاتل .. لا .. لو أراد لفعل من زمن ، مر وقت طويل ، نعم فات وقت ، إنه يفتح بيتين الآن .. بيت أخيه و بيته ، فكيف يفعل ؟ لا .. إنه أحد اللصوص الذين يقتسمون معه أو قد تكون أنت !! ".


    ضبط يده على الحقيبة ، فجذبها بعيدا . هاهى ذي الأنظار تتجه إليه . يتحدث إلى أحدهم ، يكرر ما يقول حتى مله ، فيصرخ فى وجهه ، يتجه إلى آخر ، يتحدث إليه ، يعطيه أذانا صاغية - أول الأمر - يعود يكرر ما قاله ، فيمله ، يصرخ فى وجهه . فى نهاية الأمر ترابط محتميا بصابر ، فيهدئ من روعه . يكاد يسقط بلسانه ، فيبوح بما ينغص عليه ، يلطمه صوت أبيه الفاني ، يتمثل أمامه بشحمه و لحمه ، مكشرا فى وجهه :" خليك رجل ياولد .. إلى متى .. اكبر ياخرع ".

    كان بوجهه المقطب ، و أنفه العظيم ، وشعره الأبيض ، صوته الأجش كموتور خرب .


    أخيرا جاءوا ، وجاء المغص .. جاءوا خلف بعضهم ، وما أفلت أحد من قبضتهم .. لا يعرف ما الذى أحسه حين حدق فى وجه صابر لحظتها ، مما دفعه إلى معاودة النظر إليه . كان أقرب شبها بالضابط ، نفس الملامح ، نفس النظرات القوية . كانوا يدفعون شبابا إلى الحجرة الأخرى ، القريبة .. هناك ، يعلق المشبوه ، يدلى من السقف كذبيحة ، ويضرب ضربا مبرحا ، أحس بهزة قوية ، تسرى فى جسده ، على الفور اصطكت أسنانه :" يارب .. أنا رجل كبير .. هل ؟ يارب كن إلى جانبي .. ياحسين .. ياسيدة ياطاهرة .. يا أم العواجز .. يابه ".

    اللطمات لا تنقطع ، قوية كالرعد تدوي ، ترجف بدنه الهزيل ، تدوي فتحط عليه هو .. وحان دوره ، حان دوره أخيرا ، سحب فأطاع طيبا كطفل وديع ، واجهه السيد ضابط المباحث ، سأله مناورا . رد عليه محاولا قدر إمكانه الحرص . لم يكن بليغا . هاج سيادته ، هجم عليه لاطما . مهانا لوى عنقه ، ودون تفكير :" أنت يادوب قد ولد من عيالي ".

    لم تعجبه هذه اللهجة ، ثار ثانية ومنتفشا كطاووس كان يسدد لكمة متقنة إلى وجه محروس ، الذى تهالك إلى الخلف ، مصطدما بحوائط الرجال ، فأعادوه إلى قبضته !


    حدق بسعادة ، ارتخى على كرسيه . محروس يرغي و يزبد بكلام كالبكاء ، وبطيبته المعهودة ، كان يكرر ما سبق قوله ، فأطاحوا به ، وما تركوه حتى أشبعوه ضربا ، رغم كل ما ناله منهم إلا أنه كان راضيا ، فلم تمكنهم هذه الوسائل من كشف المصيبة التى يحملها . كان يردد :" الحمد لله ". لكنه حدس عودتهم إليه ثانية . ما أفلت أحد من قبضتهم حتى الآن ، وما مرروه على الغرفة الثانية بعد :" الحمد لله .. الحمد لله .. يابه .. الدار تختنق بمن فيها ، و ماأتى أحد ليرى حالي ، ينقذني من هذه المصيبة ، سوف أعلق من عرقوبي ، يضربني فيل من هذه الفيلة ، التى لا تعرف رحمة أو مروءة .. ياربي .. أنا لا أترك فرضا من فرائضك ، و لا أعتدي على أحد ، حتى أولادي ، أتسامح معهم فى حقوقي .. أسرح إلى الغيط من النجمة ، و لا أرى الدار إلا ليلا .. ماذا أفعل ؟ ".

    الزبد يتكور على جاني فمه ، يترنح بلا عقل ، ولا يرى إلا أشباحا وخيالات باهتة .


    حط غاضبا موهن العظم . ناداه صوت أبيه :" لا تبك ياولد .. كن رجلا و إلا أكلوك ".

    قطع بكاءه مشدوها ، راح يتابع الشيخ الفاني :" إنهم اكتفوا .. اكتفوا بهذا .. انتظر ".

    كان يرتعد كلما شعر بجيب صديريه ، يصرخ بأعلى صوت كمؤامرة :" أنا الخنسر هنا فى جيب محروس .. ياحضرة الضابط أنا الخنسر هنا فى جيب محروس ".

    يدور حول نفسه كمجنون ، يتكوم ، ينحنى ، يحاول كتم أنفاس الخنس الجبان ، يود لو سخط خنفساء ، لها حرية الخروج من هذا المكان ، و الأصوات من حوله تتعالى فى فراغ الحجرة .. صرخات و لطمات ترن ، وبكاء وركلات تمزق وجهه ، تسلخه سلخا رتيبا .

    كان أولاده و أولاد أخيه يحومون حول المبنى ، يسمعون صدى الضربات ، تئن ، وترتجف لها الجدران ، وفى الظلام كانت خيوط فضية تنز على خدودها .

    كانت جموع غفيرة تتحرك بقلق ووجد ، تفترش الطوار ، تحتضن الأسلاك الشائكة ، والبعض هناك فى الخلف ، حيث تصلهم اللطمات ، كما يصلهم الصراخ و العويل .

    التجأ أولاد محروس بالمحامين ، فما حركوا ساكنا ، كانوا على علم بالجريمة ، و أمر المشتبه فيهم ، و التقليد المتبع فى مثل هذه الظروف :" سوف يتركونه ، لكن بعد ضربه كالعادة ".

    شغل أصغر أبنائه نفسه باحصاء عدد مكاتب المحامين المحيطة بالقسم ، و أيضا مقر الأحزاب ، عدد الجرائد ، النواب ، لكنه فشل فى لعبته ، فتركها فورا .

    ظلوا يحومون بخيبة أمل ، تعلموا ووظفوا ، شغلوا الوظائف ، وخابوا عند الوصول إلى عمهم .. إلى أخيهم .. إلى أبيهم .. كان شعورا فظيعا ، شعورهم بعدم جدوى المحاولات المنهكة ، إنها ليست مدينتهم تلك التى يتحركون فيها ، أبدا ليست مدينتهم .. وصلوا إلى شقيق المارد السيد ، إلى قاض طيب آخر الأمر .. أقسم على التصرف ، وكانوا أكثر حرجا و قلقا .


    كان هو فى الداخل يري بعينه و لا يصدق ، يرى و لا يفهم . عاش بفأسه و قضيبه ، فى الأرض و الدار ، ينبت الزرع و يبذر الذرية ، و الخنسر فى جيبه إلى الآن .. الخنسر و المشنقة .. المشنقة لا تلتف إلا حول رقاب الخائبين أمثاله .

    فجأة ناداه الصقر ، تهالك ، امتقع وجهه ، تقدم برغمه ؛ فالأكف فى عطش إلى اللطم . زحف :" أنا هاسيبك يامحروس تروح ، لكن أنا هاديك علقة ، عشان إما حد يسألك عن حاجة ، تقول معرفشي !!".
    sigpic
  • مصطفى الصالح
    لمسة شفق
    • 08-12-2009
    • 6443

    #2
    ههههه

    علقة عشان يتعلم درسة ويعرف يقول معرفشي

    الطيبة قد تضع الانسان في كثير من المواقف الحرجة احيانا

    فهل اكتشفوا القاتل ام انهم تيقنوا من براءته؟

    نص معبر يحدث دائما

    تحيتي وتقديري
    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

    حديث الشمس
    مصطفى الصالح[/align]

    تعليق

    • العربي الثابت
      أديب وكاتب
      • 19-09-2009
      • 815

      #3
      [align=center]لوحات تحكي بالحروف زمن القمع الذي لايزال.
      هومحروس بالطبع ،أنفاسه محروسة ومضبوطة ،أفكاره،نبضاته...لكن طيبوبته أعمته عن رؤية هذه الحراسة البشعة،وسقط فريسة سهلة للجلادين، هم يجلدون جسده وهو يجلد ذاته ويبصق على كينونته كبشر....
      حتما لن أنسى هذه اللوحات مهما امتد العمر...صادقة وحارة وعبقة بروائح الدماء التي سالت ظلما ولاتزال....
      لك الشكر سيدي على هذه الجرعات الفاتنة بآلامها وأوجاعها وصدهاالذي لن يتكسرمهما امتدّ المدى...
      سلمت أناملك سيدي...آمين.
      وتقبل صادق محبتي وعاطر تحاياي...
      أخوك العربي
      [/align]
      التعديل الأخير تم بواسطة العربي الثابت; الساعة 01-07-2010, 22:03.
      اذا كان العبور الزاميا ....
      فمن الاجمل ان تعبر باسما....

      تعليق

      • وفاء الدوسري
        عضو الملتقى
        • 04-09-2008
        • 6136

        #4
        مساء الخير .. أستاذ/ربيع
        بداية وقفت عند هذه الفقرة (وبقبضته يلملم أطراف الجوال ، ثم بدوبارة مجدولة يحكم
        رباطها ، من بعد ينضغط رافعا الجوال ، ويعدّله على ظهر الحمار المستفز)
        واحترت مع الجوال ..........الى أن فهمت من السياق أنه شيء يشبه الحقيبة ههه
        جميل هذا الريف البعيد عن الأقنعة ،مكان يعيش بانسان في زمن تغلفت ملامح لا يصل
        إليها من يضحك بألم قليل ويظن ،أنه بألم كثير يضحك !..
        لك الشكر مع أجمل الأمنيات الطيبة
        دمت بخير..


        التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 01-07-2010, 22:28.

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
          ههههه

          علقة عشان يتعلم درسة ويعرف يقول معرفشي

          الطيبة قد تضع الانسان في كثير من المواقف الحرجة احيانا

          فهل اكتشفوا القاتل ام انهم تيقنوا من براءته؟

          نص معبر يحدث دائما

          تحيتي وتقديري

          منحني هذه فى أول الأمر
          ثم منحني نصا مسرحيا ( أنشودة الصقر ) و قامت هيئة الكتاب بطبعه
          و كم كلفته هذه العلقة مصطفى
          أطارت ما بقى من أسنان و خلعت ضبته خلعا
          و نالت من عينه السليمة
          كان درسا يستحق عمر الضابط الذى فعل ، ولكن ما قيمتنا
          فى سجلات السفلة من أولادنا .. أليس هؤلاء صنيعة أيدينا ، ألم يمروا فى تعليمهم علينا ؟!

          محبتي أخي الطيب
          sigpic

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #6
            الربيع الجميل
            وكعادتك تأخذ بهموم المواطن البسيط
            تدخل حياته التي تحيلها الشياطين إلى جهنم حمراء ويتمنى أنه لم يلد أو يتوارى
            مشكلة عويصة تلك التي حلت ببطل نصك فكانت دوامة عاتية تغوص به وبالكاد يخرج لتنشق أنفاسه
            وهذا العنف لأخذ المعلومة من المواطن
            تبا لهم متى يتعلمون أن الجريمة لها شواهد وأسس علمية يستنتجونها ويخرجون بالمحصلة النهائية
            نص شدني فيه وصف أحاسيس البطل كان الوصف معبرا جدا حتى أني أصابني المغص!!
            ودائما تبقى كما أنت لك روح التي نحسها بين أبطالك
            ودي ومحبتي
            ربيع هل العنوان طويل أم أني مخطئة عزيزي
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة العربي الثابت مشاهدة المشاركة
              [align=center]لوحات تحكي بالحروف زمن القمع الذي لايزال.
              هومحروس بالطبع ،أنفاسه محروسة ومضبوطة ،أفكاره،نبضاته...لكن طيبوبته أعمته عن رؤية هذه الحراسة البشعة،وسقط فريسة سهلة للجلادين، هم يجلدون جسده وهو يجلد ذاته ويبصق على كينونته كبشر....
              حتما لن أنسى هذه اللوحات مهما امتد العمر...صادقة وحارة وعبقة بروائح الدماء التي سالت ظلما ولاتزال....
              لك الشكر سيدي على هذه الجرعات الفاتنة بآلامها وأوجاعها وصدهاالذي لن يتكسرمهما امتدّ المدى...
              سلمت أناملك سيدي...آمين.
              وتقبل صادق محبتي وعاطر تحاياي...
              أخوك العربي[/align]
              و كيف تنسي و هى تسجيل لبعض ما يحدث على أرض نحن على يقين أنها لنا
              و لكن طبيعية الأمور تثبت أنها ليست لنا بأية حال
              بل لهؤلاء و أيضا للصوص وكلاب الحاكم
              وقانا الله شر الجميع

              شكرا على الحديث الطيب
              وكل ما جاء هنا

              صباحك خير و سعادة أخي

              محبتي
              sigpic

              تعليق

              • إيمان الدرع
                نائب ملتقى القصة
                • 09-02-2010
                • 3576

                #8
                أستاذي الفاضل ربيع:
                تستفزّني دمعة البسطاء ، وتشكّل لي هاجساً..
                أحسّ كم يعانون..كم يمررّهم الزمن دون انتباه..
                تغفل عنهم الحياة..وتدير ظهرها لهم..وتعطيهم الزوايا المهمّشة..
                أشعر بضرورة أن نكتب عنهم الشيء الكثير..
                ونغمّس أقلامنا بدموعهم..وعرق جبينهم..
                حزنت لبطل القصّة...
                شيء يفوق الوصف هذا الدخول العميق لملامحه..مشاعره ، خوفه الفطريّ من التحقيق..طريقة تعذيبه..تلقّيه الصفعات وهو على هذا الضعف...يا إلهي..
                كم كنت بارعاً في الوصف موغلاً في التفاصيل....
                عيناك كالصقر تستجلي بنجاح ومضة الكلمة وتبعث فيها أجنحة..تحلّق إلى ما بعد الحدود..فليست كلّ الصقور تتشابه..ولا كلّ الأقلام تبدع..
                نصّ لاينسى..من أجمل روائعك..ربيعنا..
                دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي..

                تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                تعليق

                • خليف محفوظ
                  أديب ومفكر
                  • 10-05-2009
                  • 88

                  #9
                  نص ممتع ، قص متكامل العناصر ، غوص عميق في تركيبة الريفي البسيط و منظومة آلة القهر و القمع البوليسي .
                  أسلوب حاذق نحت شخصية محروس في صورة تظل راسخة في ذهن المتلقي .

                  أستاذنا ربيع تحية لهذا القلم العالي
                  تحية تليق بحرفك .

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
                    مساء الخير .. أستاذ/ربيع

                    بداية وقفت عند هذه الفقرة (وبقبضته يلملم أطراف الجوال ، ثم بدوبارة مجدولة يحكم
                    رباطها ، من بعد ينضغط رافعا الجوال ، ويعدّله على ظهر الحمار المستفز)
                    واحترت مع الجوال ..........الى أن فهمت من السياق أنه شيء يشبه الحقيبة ههه
                    جميل هذا الريف البعيد عن الأقنعة ،مكان يعيش بانسان في زمن تغلفت ملامح لا يصل
                    إليها من يضحك بألم قليل ويظن ،أنه بألم كثير يضحك !..
                    لك الشكر مع أجمل الأمنيات الطيبة
                    دمت بخير..

                    لست أدري ربما علىّ أن أعرف بعض المفردات العامية أو البيئية
                    و سوف أفعل .. لا بد أن أفعل قبل الطباعة
                    أما الجوال فهى غرارة من التيل ، على شاكلة الخرج ، و لكن بعين واحدة ،
                    تعبأ و تربط أو تخيط بمسلة ( إبرة كبيرة )
                    و مادة الخياطة هنا دوبارة أو جديلة قوية من الحبال المبرومة أو المفتولة و تكون على قدر عين المسلة !!
                    لا أدري أستاذة وفاء .ز ربما أفكر فى هذا بجدية ، فمع اختلاف البيئة و ليس البلد ، ربما يظل تساؤل !!

                    أشكرك على المرور و القراءة ، و هذه الكلمات و التفاعل مع النص

                    تقديري و احترامي
                    sigpic

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                      الربيع الجميل
                      وكعادتك تأخذ بهموم المواطن البسيط
                      تدخل حياته التي تحيلها الشياطين إلى جهنم حمراء ويتمنى أنه لم يلد أو يتوارى
                      مشكلة عويصة تلك التي حلت ببطل نصك فكانت دوامة عاتية تغوص به وبالكاد يخرج لتنشق أنفاسه
                      وهذا العنف لأخذ المعلومة من المواطن
                      تبا لهم متى يتعلمون أن الجريمة لها شواهد وأسس علمية يستنتجونها ويخرجون بالمحصلة النهائية
                      نص شدني فيه وصف أحاسيس البطل كان الوصف معبرا جدا حتى أني أصابني المغص!!
                      ودائما تبقى كما أنت لك روح التي نحسها بين أبطالك
                      ودي ومحبتي
                      ربيع هل العنوان طويل أم أني مخطئة عزيزي
                      كل عمل يفرض نفسه .. و كل شكل يخلق مادة أو العكس
                      و الاثنان مرتبطان ببعضهما الشكل و المضمون أو المحتوى
                      و الشكل عموما هو كمية الفن الذى أدار اللعبة ، و اجتهد فى
                      طرحها !
                      ليكن طويلا ، ليس بدعة ، فعلى مر حركة الابداع
                      و العناوين لا تقاس بالمزورة ، و كم من عناوين طويلة
                      و كم من عناوين تقع فى كلمة ( لفظة )

                      دمت أستاذة بكل الخير و السعادة
                      هو كل ما قلت أستاذة

                      تقديري و محبتي
                      sigpic

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                        أستاذي الفاضل ربيع:
                        تستفزّني دمعة البسطاء ، وتشكّل لي هاجساً..
                        أحسّ كم يعانون..كم يمررّهم الزمن دون انتباه..
                        تغفل عنهم الحياة..وتدير ظهرها لهم..وتعطيهم الزوايا المهمّشة..
                        أشعر بضرورة أن نكتب عنهم الشيء الكثير..
                        ونغمّس أقلامنا بدموعهم..وعرق جبينهم..
                        حزنت لبطل القصّة...
                        شيء يفوق الوصف هذا الدخول العميق لملامحه..مشاعره ، خوفه الفطريّ من التحقيق..طريقة تعذيبه..تلقّيه الصفعات وهو على هذا الضعف...يا إلهي..
                        كم كنت بارعاً في الوصف موغلاً في التفاصيل....
                        عيناك كالصقر تستجلي بنجاح ومضة الكلمة وتبعث فيها أجنحة..تحلّق إلى ما بعد الحدود..فليست كلّ الصقور تتشابه..ولا كلّ الأقلام تبدع..
                        نصّ لاينسى..من أجمل روائعك..ربيعنا..
                        دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي..
                        لو صادف و كان محروس هذا أكثر جرأة
                        ورد القلم قلما أو الركلة ببونية
                        تأكدي لن يتركوه يخرج إلا محمولا على الاعناق
                        أو أهدروا رجولته
                        الطيبة قد تفيد فى مثل هذه المواقف
                        و الشجاعة تكون نقمة تودي بصاحبها

                        أشرقت الصفحة بحضورك سيدتى

                        تقديرى و احترامي
                        sigpic

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة خليف محفوظ مشاهدة المشاركة
                          نص ممتع ، قص متكامل العناصر ، غوص عميق في تركيبة الريفي البسيط و منظومة آلة القهر و القمع البوليسي .
                          أسلوب حاذق نحت شخصية محروس في صورة تظل راسخة في ذهن المتلقي .

                          أستاذنا ربيع تحية لهذا القلم العالي
                          تحية تليق بحرفك .
                          أنرت العالم من حولي أستاذي
                          شكرا لك على جميل و طيب ما تكرمت به


                          محبتي لك و لفنك الجميل
                          sigpic

                          تعليق

                          • وفاء الدوسري
                            عضو الملتقى
                            • 04-09-2008
                            • 6136

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                            لو صادف و كان محروس هذا أكثر جرأة
                            ورد القلم قلما أو الركلة ببونية
                            تأكدي لن يتركوه يخرج إلا محمولا على الاعناق
                            أو أهدروا رجولته
                            الطيبة قد تفيد فى مثل هذه المواقف
                            و الشجاعة تكون نقمة تودي بصاحبها

                            أشرقت الصفحة بحضورك سيدتى

                            تقديرى و احترامي

                            شكرا للخلاصة أستاذ/ربيع
                            في تصوري طيبة الفلاح الجميلة تجسد شجاعه بغلاف من حكمة وإن كان مقابلها خسارة كل ...أو بعض شيء
                            هي شجاعة توظف نفسها بدقة وتروي بكل رفعة وقيمة ...فالكلمة الطيبة والبشاشة في وجه الاخر تعلمنا أنها صدقة ...لا يقدمها غير شجاع ... الفلاح هنا كان غرس طبيعي اقتلع وزرع في تربه ملوثة فحدث له التشوه الداخلي قبل الخارجي في تصوري البسيط ..
                            تحيتي

                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
                              شكرا للخلاصة أستاذ/ربيع
                              في تصوري طيبة الفلاح الجميلة تجسد شجاعه بغلاف من حكمة وإن كان مقابلها خسارة كل ...أو بعض شيء
                              هي شجاعة توظف نفسها بدقة وتروي بكل رفعة وقيمة ...فالكلمة الطيبة والبشاشة في وجه الاخر تعلمنا أنها صدقة ...لا يقدمها غير شجاع ... الفلاح هنا كان غرس طبيعي اقتلع وزرع في تربه ملوثة فحدث له التشوه الداخلي قبل الخارجي في تصوري البسيط ..
                              تحيتي
                              كنت بالفعل تلمسين بحديثك قلب الحقيقة
                              فشكرا لما تفضلت به هنا
                              و كرمك بهذا النص

                              و آسف على تأخر ردي

                              تقديري و احترامي
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X