[poem=font=",6,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
تمنّ ما شئتَ، إن الأمر مقدور = وعِشْ، فإنك مهما عشتَ ،مقبور
بَعْد الحياةِ حياة لا انقطاع لها =تـَبقـَى ،ولا يَبقى فى العَوْد تخيير
لِكمْ سنحيا ، وحادى الموت يجذبنا = لغاية سَبقتْ فيها المقادير؟
الكلُّ يُهرع ،لا يَـلوى على أحد =والكل يَجزع مما عنه مستور
فيا لها من حياة لستُ أرغبها=زور ، وكل معاش زائل زور
أبَعدما كان فيها المرء مبتهجا=يموت سكانها ،وتخرَبُ الدُّور ؟!
أطوف فيما وراء اليوم من نُزُلٍ = وما على هذه الآيات مسطور
الكون .. ما الكون ؟ يالله .. إن له= شأنا، ومما وراء الكون تدبير
ما الأرض إلا حصاة فى مجاهله = فأىّ شئ عن الإدراك محجور ؟
حقٌ على الله أن تـَبْلى معالمُه = وليس عمّا قضاه اللهُ تأخير
كما نموت .. كما تـَبلـَى معالمُنا = كما يُداوِلـُنا حَوْل وتغيير
يا ليل ، مالك لا تـُبقِى على صور = إلا وقد بَهتـَتْ فيك التصاوير ؟
يأتى المنونُ _ فلا ساءت منيتنا _ = وكلنا مذعن للموت ،مصبور
كيف الحياة إذا شـُقـَّتْ لنا حفرٌ = وساكـَنتـْـنا بها السُّودُ الدياجير
فى عمقنا فزع من هَوْل مأخذنا = يفور فينا، وفى الأعماق محصور
الناسُ توقن فى غيب وتنبذه = وراءها حالما تأتى التعابير
كأنهم رأىَ عينى الآن، قد جُمعوا=لى فى صعيد، ومما حولهم سور
وهم يضجون، كالأنعام إذ هَمَلـَتْ = فـَرَاعَها أسدٌ فى الأرض موتور
تـَندّ منه، وإن السور يحجزهم =حتى يقال قِفوا ، فالكل مثبور
ففيم نحن إذا كانت نهايتنا = لِما نراه ، أما للأمر تبرير ؟
فلا وربك، ما كنا هنا عبثا = حتى نعود، فمأجور، وموزور
طلبتُ نفسى _ وساعات الصفا فرص _ = فلم تـُيَأسْنِى منها المعاذير
لمّا خلوتُ بها، والليل يغمرنا = وكل ما حولنا فى الليل مَطمُور
نظرتُ فيها ،وما شئ يُحجِّبها = فليت كان بها للبـِشْر منظور
ءأنتِ نفسى التى قد كنتُ أبصرها ؟! = تالله إنى _ على الإبصار _ مضرور (1)
فِيمَ انزواؤك، والآجالُ مقبلة = هل كان يغنيك سور خلفه سور ؟
ألم يكن لك فى التذكير من سَعَة= عن التناسى وضِيق ٍ فيه تحسير ؟
نعم سنحيا، فلا نـَبقـَى ،ويُسْلمنا= إلى البقاء ظلامُ الليل ، والنور .
[/poem]
مضرور : ذاهب البصر
تمنّ ما شئتَ، إن الأمر مقدور = وعِشْ، فإنك مهما عشتَ ،مقبور
بَعْد الحياةِ حياة لا انقطاع لها =تـَبقـَى ،ولا يَبقى فى العَوْد تخيير
لِكمْ سنحيا ، وحادى الموت يجذبنا = لغاية سَبقتْ فيها المقادير؟
الكلُّ يُهرع ،لا يَـلوى على أحد =والكل يَجزع مما عنه مستور
فيا لها من حياة لستُ أرغبها=زور ، وكل معاش زائل زور
أبَعدما كان فيها المرء مبتهجا=يموت سكانها ،وتخرَبُ الدُّور ؟!
أطوف فيما وراء اليوم من نُزُلٍ = وما على هذه الآيات مسطور
الكون .. ما الكون ؟ يالله .. إن له= شأنا، ومما وراء الكون تدبير
ما الأرض إلا حصاة فى مجاهله = فأىّ شئ عن الإدراك محجور ؟
حقٌ على الله أن تـَبْلى معالمُه = وليس عمّا قضاه اللهُ تأخير
كما نموت .. كما تـَبلـَى معالمُنا = كما يُداوِلـُنا حَوْل وتغيير
يا ليل ، مالك لا تـُبقِى على صور = إلا وقد بَهتـَتْ فيك التصاوير ؟
يأتى المنونُ _ فلا ساءت منيتنا _ = وكلنا مذعن للموت ،مصبور
كيف الحياة إذا شـُقـَّتْ لنا حفرٌ = وساكـَنتـْـنا بها السُّودُ الدياجير
فى عمقنا فزع من هَوْل مأخذنا = يفور فينا، وفى الأعماق محصور
الناسُ توقن فى غيب وتنبذه = وراءها حالما تأتى التعابير
كأنهم رأىَ عينى الآن، قد جُمعوا=لى فى صعيد، ومما حولهم سور
وهم يضجون، كالأنعام إذ هَمَلـَتْ = فـَرَاعَها أسدٌ فى الأرض موتور
تـَندّ منه، وإن السور يحجزهم =حتى يقال قِفوا ، فالكل مثبور
ففيم نحن إذا كانت نهايتنا = لِما نراه ، أما للأمر تبرير ؟
فلا وربك، ما كنا هنا عبثا = حتى نعود، فمأجور، وموزور
طلبتُ نفسى _ وساعات الصفا فرص _ = فلم تـُيَأسْنِى منها المعاذير
لمّا خلوتُ بها، والليل يغمرنا = وكل ما حولنا فى الليل مَطمُور
نظرتُ فيها ،وما شئ يُحجِّبها = فليت كان بها للبـِشْر منظور
ءأنتِ نفسى التى قد كنتُ أبصرها ؟! = تالله إنى _ على الإبصار _ مضرور (1)
فِيمَ انزواؤك، والآجالُ مقبلة = هل كان يغنيك سور خلفه سور ؟
ألم يكن لك فى التذكير من سَعَة= عن التناسى وضِيق ٍ فيه تحسير ؟
نعم سنحيا، فلا نـَبقـَى ،ويُسْلمنا= إلى البقاء ظلامُ الليل ، والنور .
[/poem]
مضرور : ذاهب البصر
تعليق