1 - تداعيات
جذبت إيزيس مفتاح الشقة من حقيبة يدها بقلق وتفكير عميقين ، تلوك لبانتها باسترخاء ، فضح جسدها حالة التوتر التى تعانيها ، انثنى جذعها بعض الشىء ، دفعت المفتاح فى عنق الكالون ، انفرج الباب محدثا أنينا ، تقدمت ، أطاحت به وراءها .
وجوم جاد يهيمن على المكان ، لا صوت .. صحراء لا حد لها ، تتشح بالكاكى المائل إلى الكريم ، كأنها تحدق من خلال عتمة ذاتها إلى قتامة ضاربة بلا حدود ، تضخم اشمئزازها . طن صفير مباغت فى طبلة أذنها ، تجمدت ، تستشعر عظم وطأة هذا السكون إلى حد الموت . سكون فى وحشة الأطلال و الخرائب ، وفى قتامة أحزانها و مشاعرها المتخمة التى تصارعها .
نفرت من تحتطها العفوي ، ساقت قدميها ، اقتلعتهما عنوة ، جاهدت قدر طاقتها لانتشال نفسها من هذه الدوائر التهويمية ، انتقلت بناظريها إلى أشياء فقدت جمالها ورونقها . تديم التحديق .
هاهانا كان يجلس ، يدور النقاش ، يتجادل و الرفاق فى قضايا الدنيا . كان كل شىء يوحى بالحياة و الأمل و قرب النهاية . حورية ماتزال بالخارج . تنظر إلى ساعة معصمها ، لم يحن بعد موعد عودتها من كليتها . أين انزوي إبراهيم ؟ أمازال قابعا بحجرته .. أم أنه بالخارج ؟!
ليته يخرج .. من يوم عودته ، وهو صامت لا حس له ، لا كلمة يصرف فيها ، ليته يزعق ، يقور ، يضرب ، يحطم أى شىء ، لو لم ألتقط تردد أنفاسه لأيقنت أنه فى عداد الموتى .
لا أدري ما ألم به ، عزف عن كل شىء ، فقد شهيته حيال كل شىء ، ضج وجهه بالتجاعيد و اكتظ بالخطوط .. ليتني أقف على ما يؤرقه ، ويشقيه . إن صمته يقتلني ، يعذبني فى صحوي و منامي ، وكلما اقتربت منه ، تكور على نفسه ، وتحاشى النظر إليّ ، متباله حد الشطط ، كأنه يحمل أحزان العالمين .. أكاد أجن ، إنه لا يتذوق أى شىء ، أسقمه الهزال .. لم كل هذا العذاب .. لم ؟ مالي أختنق ، أستشعر كابوسا يجثم على صدري ؟
طوحت بحقيبة يدها ، اعتدلت فى سيرها بتؤدة ، دانية من حجرة زوجها . دفعت الباب الموارب برفق ، انفرج أمامها ، مدت ناظريها ، تسمرت ، تصلبت كأنما شدت على قالب .. تمثال لمسخ ، يومض الفزع و الذعر من حدقتيه . إن هى إلا ثوان معدودات ، حتى ارتعدت فرائصها ، تلوى جسدها ، احتوته رجفة ، وندت عنها صرخة مدوية ، ثم تدحرجت إلى أسفل بطراوة مغشيا عليها .
جذبت إيزيس مفتاح الشقة من حقيبة يدها بقلق وتفكير عميقين ، تلوك لبانتها باسترخاء ، فضح جسدها حالة التوتر التى تعانيها ، انثنى جذعها بعض الشىء ، دفعت المفتاح فى عنق الكالون ، انفرج الباب محدثا أنينا ، تقدمت ، أطاحت به وراءها .
وجوم جاد يهيمن على المكان ، لا صوت .. صحراء لا حد لها ، تتشح بالكاكى المائل إلى الكريم ، كأنها تحدق من خلال عتمة ذاتها إلى قتامة ضاربة بلا حدود ، تضخم اشمئزازها . طن صفير مباغت فى طبلة أذنها ، تجمدت ، تستشعر عظم وطأة هذا السكون إلى حد الموت . سكون فى وحشة الأطلال و الخرائب ، وفى قتامة أحزانها و مشاعرها المتخمة التى تصارعها .
نفرت من تحتطها العفوي ، ساقت قدميها ، اقتلعتهما عنوة ، جاهدت قدر طاقتها لانتشال نفسها من هذه الدوائر التهويمية ، انتقلت بناظريها إلى أشياء فقدت جمالها ورونقها . تديم التحديق .
هاهانا كان يجلس ، يدور النقاش ، يتجادل و الرفاق فى قضايا الدنيا . كان كل شىء يوحى بالحياة و الأمل و قرب النهاية . حورية ماتزال بالخارج . تنظر إلى ساعة معصمها ، لم يحن بعد موعد عودتها من كليتها . أين انزوي إبراهيم ؟ أمازال قابعا بحجرته .. أم أنه بالخارج ؟!
ليته يخرج .. من يوم عودته ، وهو صامت لا حس له ، لا كلمة يصرف فيها ، ليته يزعق ، يقور ، يضرب ، يحطم أى شىء ، لو لم ألتقط تردد أنفاسه لأيقنت أنه فى عداد الموتى .
لا أدري ما ألم به ، عزف عن كل شىء ، فقد شهيته حيال كل شىء ، ضج وجهه بالتجاعيد و اكتظ بالخطوط .. ليتني أقف على ما يؤرقه ، ويشقيه . إن صمته يقتلني ، يعذبني فى صحوي و منامي ، وكلما اقتربت منه ، تكور على نفسه ، وتحاشى النظر إليّ ، متباله حد الشطط ، كأنه يحمل أحزان العالمين .. أكاد أجن ، إنه لا يتذوق أى شىء ، أسقمه الهزال .. لم كل هذا العذاب .. لم ؟ مالي أختنق ، أستشعر كابوسا يجثم على صدري ؟
طوحت بحقيبة يدها ، اعتدلت فى سيرها بتؤدة ، دانية من حجرة زوجها . دفعت الباب الموارب برفق ، انفرج أمامها ، مدت ناظريها ، تسمرت ، تصلبت كأنما شدت على قالب .. تمثال لمسخ ، يومض الفزع و الذعر من حدقتيه . إن هى إلا ثوان معدودات ، حتى ارتعدت فرائصها ، تلوى جسدها ، احتوته رجفة ، وندت عنها صرخة مدوية ، ثم تدحرجت إلى أسفل بطراوة مغشيا عليها .
2 - مؤثرات خارجية
صوت نسوي يتردد من خلال مذياع فى شقة مجاورة
ع لادى العونة .. ع لاى العونة
صلوا ع النبي .. لا تحسدونه
هانروح القدس و نكيد أعادينا
وكل حاقد ندي له ...........!!
ع لادى العونة .. ع لاى العونة
صلوا ع النبي .. لا تحسدونه
هانروح القدس و نكيد أعادينا
وكل حاقد ندي له ...........!!
3 - قيد الشعرة
حجرة إبراهيم .. يسيطر عليها اللون الفستقي الفاتح ، يتصدرها سرير من المعدن الرخيص ، مطلي بالأبيض الباهت ، تناثر عليه الفراش فى إهمال . فى أحد الأركان كرسيان متداعيان . يزدان الحائط الأيسر بمنظر طبيعي ، ذي ألوان زاهية متداخلة ، أكواخ مترامية حقيرة ، تحتضنها غابة بمستنقعاتها ، تطالعك برائحتها الأسنة ، و أشكال وهياكل عظمية تروح و تغدو . أظفال ممزقي الثياب ، ضامري العظام ، يبلبطون فى أكوم القمامة ، وشمس تغرب ، فترخى القتامة و الظلال على تلك الأكواخ .
فى الجانب المضيئ نهار فضي متلألئ ، يحلث فى خيوطه ملك و ملكة بصولجانيهما ، وصحن بللور يعكس الرؤى ، يرصد الريح أينا كانت ..نرى خيال و ظل الاثنين بارزا حيا ، وحدائق غناء مترامية الأطراف ، عشبها النرجس ، و قطيف القلوب ، تتناثر الطنافس و الأرائك و الزرابي .. يزهو طاووس ، ينحني الخصيان و الوصيفات عند موطئ قدميهما ، غطاءات الرؤوس متباينة ، بين عمامة و طرطور و برنيطة و كاب عسكري .
يعتلي المنضدة التى تطايرت عليها مجلات و كتب شتى ، أهم ما يري على صفحات أحدها ، مهرة ممشوقة ، تتأرجح و تتمايل على ظهرها برذعة من سندس موشى بالقصب ، أشد ما يبهر فى تشكيلها نظرة الأحداق و تلك الدموع
المتحدرة على خطمها .. وذاك حصان عربي تربط الظلال بينه و بين الخطوط الداخلية للمهرة ، كلما هم بالانتفاض ، ينجذب برغمه ، فى عجز قبيح ، تشتعل فى عينيه نظرة إحباط يوزعها فى أرجاء المكان .
المتحدرة على خطمها .. وذاك حصان عربي تربط الظلال بينه و بين الخطوط الداخلية للمهرة ، كلما هم بالانتفاض ، ينجذب برغمه ، فى عجز قبيح ، تشتعل فى عينيه نظرة إحباط يوزعها فى أرجاء المكان .
تتتدلى من سقف الحجرة نجفة متواضعة ، بيعت ، وصرف ثمنها البخس على إبراهيم وهو سجين . كان مكانها خاويا، ملأ فراغها هذه الليلة جسد آدمي .. سكنت أنفاسه ، جحظت عيناه ، وتدلى لسانه ، تقوست ساقاه .. يواجه بنظراته الزاعقة هذا الحصان ، يتداه ، يعلن انتصاره عليه ، و الولوج من قيد الشعرة !!
4 - من كتاب الجريمة
ما كان يجب بأية حال من الأحوال ، أن أضعف إلأى هذا الدرك المزري ، كان عليّ أن أستجمع جل ما يكمن داخلي ، إنه لشىء مقزز أن يصل بي السفه إلى منعطف التبرير و ابراز الدوافع . أقدح زناد فكري فى تهويماتي الهلامية ، فتختلط الأضداد .. أحس نفسي فريسة شىء ما ، قوة خارقة تدفعني ، تجذبني ، بل تسوقني إلأى عمل حتمي ، فى غاية الشموخ و الرفعةن ، أو هو قمة المروق و الهرب .. سيان .. أظنني ما علوت هذا العلو الذى قد يراه البعض منتهى العبثية ، ويراه الآخرون علوا لا يدانيه اكتشاف قارة ، أو إحداث ثورة على سطح القمر الناعس .
مالي أنزلق فى تهويماتي بهذا الشكل المفرط ، هل هو القنوط ؟
جبان رعديد من يتصور أنه يمتلك القدرة على إصدار الأحكام ، أنى لي بهذه القوة الخارقة القادرة على النفاذ إلى ما بين البين ، أمرق إلى متاهة ، أصارعها .. إلام ما وصلت ؟
حسبي هذه الهرطقة التى أدور تحت رحاها ، يستبد بي شطط عجيب ، ألهث من فرط السخرية والقهقهة و الهمهمة المعادة ، أترنح من قسوة العذاب الذي يدمدم فى كياني ، يعتصرني ، أحاول جاهدا أن أركز .
ما كنا نبيت على مؤامرة أو عمل شائن ، يستلزم كل هذا الحدب ، شغلنا الشاغل ، الواغل فى أعماقنا ، مهرة مكتنزة الأرداف ، تتجمل بالسندس ، وكوخ يرتمي فى أحضان الفقر و الجهل و المرض ، و " يانكي " جاء على عجل ، وفى ذاكرته تترسم الأساليب ، و الملامح .. و ما أقرب اليوم بالبارحة !
ما كان يجب بأية حال من الأحوال ، أن أضعف إلأى هذا الدرك المزري ، كان عليّ أن أستجمع جل ما يكمن داخلي ، إنه لشىء مقزز أن يصل بي السفه إلى منعطف التبرير و ابراز الدوافع . أقدح زناد فكري فى تهويماتي الهلامية ، فتختلط الأضداد .. أحس نفسي فريسة شىء ما ، قوة خارقة تدفعني ، تجذبني ، بل تسوقني إلأى عمل حتمي ، فى غاية الشموخ و الرفعةن ، أو هو قمة المروق و الهرب .. سيان .. أظنني ما علوت هذا العلو الذى قد يراه البعض منتهى العبثية ، ويراه الآخرون علوا لا يدانيه اكتشاف قارة ، أو إحداث ثورة على سطح القمر الناعس .
مالي أنزلق فى تهويماتي بهذا الشكل المفرط ، هل هو القنوط ؟
جبان رعديد من يتصور أنه يمتلك القدرة على إصدار الأحكام ، أنى لي بهذه القوة الخارقة القادرة على النفاذ إلى ما بين البين ، أمرق إلى متاهة ، أصارعها .. إلام ما وصلت ؟
حسبي هذه الهرطقة التى أدور تحت رحاها ، يستبد بي شطط عجيب ، ألهث من فرط السخرية والقهقهة و الهمهمة المعادة ، أترنح من قسوة العذاب الذي يدمدم فى كياني ، يعتصرني ، أحاول جاهدا أن أركز .
ما كنا نبيت على مؤامرة أو عمل شائن ، يستلزم كل هذا الحدب ، شغلنا الشاغل ، الواغل فى أعماقنا ، مهرة مكتنزة الأرداف ، تتجمل بالسندس ، وكوخ يرتمي فى أحضان الفقر و الجهل و المرض ، و " يانكي " جاء على عجل ، وفى ذاكرته تترسم الأساليب ، و الملامح .. و ما أقرب اليوم بالبارحة !
زج بي عنوة فى غياهب السجن دون جريرة ، كل جريمتنا هو التعبير عن النفس ، وفضح المؤامرة المحبوكة ، التى يدبرها السادة و " اليانكي " ، و الصديق الجديد ، الذى قتل منا الآلاف .
حط بنا تدمير قذر ، شوه شخوصنا ، أحال البعض منا إلى منزلق التردي و التخاذل ، متحللا من كل شىء ، يدمر بدعوي السلام ، العيب .
ترحل النوارس مخافة الحيتان ، و الأمريكان يشحذون أقبيتهم الحمراء ، و يحتلون ما طردوا منه قديما ، أتووا بخزائن خاوية ، وراحوا يغترفون من حويصلات الوطن ، اللقمة ، وشربة الماء ، قتمتليء الخزائن ، و تعود إلينا قروضا و منح .
نرزح تحت وطأة العذاب ليل نهار نبيت برغمنا هذا البيات المفجع .. لا بكاء ، البكاء مصغرة و منهبة ، إن تبك تكن فريسة طيعة .
طال بنا الأمد ونحن .. من نحن ؟ مجانين ، معتوهون ، علماء ، مهووسون ، متحللون ، مناضلون ، ثوريون ؟
غير أننا الآن مشتتون ، تمزق جلودنا سياط الحاكم و الكبار ، تلوكنا الألسنة و الأقدام ، نزيّف ، نقهر ، نموت عريا و إهمالا .
تمخضت الأيام عن نوع عجيب من القهر و التسلط .. رويدا رويدا ، ومع مرور الأيام ، وتعاقبها ، تضاءل جمعنا ، تقلص ، نال بعضنا حريته .. لكم عشت ليالي طوال أبحث عن مخرج ، عن شعاع ضئيل ، عن على بابا : افتح ياسمسم .
أزعق ، أدور فى فلكي هاذيا .. تشككت فى كوني على بابا ، فلأكن قاسما .. لا .. لا .. لا !
حط بنا تدمير قذر ، شوه شخوصنا ، أحال البعض منا إلى منزلق التردي و التخاذل ، متحللا من كل شىء ، يدمر بدعوي السلام ، العيب .
ترحل النوارس مخافة الحيتان ، و الأمريكان يشحذون أقبيتهم الحمراء ، و يحتلون ما طردوا منه قديما ، أتووا بخزائن خاوية ، وراحوا يغترفون من حويصلات الوطن ، اللقمة ، وشربة الماء ، قتمتليء الخزائن ، و تعود إلينا قروضا و منح .
نرزح تحت وطأة العذاب ليل نهار نبيت برغمنا هذا البيات المفجع .. لا بكاء ، البكاء مصغرة و منهبة ، إن تبك تكن فريسة طيعة .
طال بنا الأمد ونحن .. من نحن ؟ مجانين ، معتوهون ، علماء ، مهووسون ، متحللون ، مناضلون ، ثوريون ؟
غير أننا الآن مشتتون ، تمزق جلودنا سياط الحاكم و الكبار ، تلوكنا الألسنة و الأقدام ، نزيّف ، نقهر ، نموت عريا و إهمالا .
تمخضت الأيام عن نوع عجيب من القهر و التسلط .. رويدا رويدا ، ومع مرور الأيام ، وتعاقبها ، تضاءل جمعنا ، تقلص ، نال بعضنا حريته .. لكم عشت ليالي طوال أبحث عن مخرج ، عن شعاع ضئيل ، عن على بابا : افتح ياسمسم .
أزعق ، أدور فى فلكي هاذيا .. تشككت فى كوني على بابا ، فلأكن قاسما .. لا .. لا .. لا !
خيط رفيع رهيف يفصل بين الأضداد ، وخوفي من الإنزلاق فى التعليل يلجم لساني . لن أصور نوع العذاب ، فإنه يتساوى بالضد عندي .. ابنتي حورية ، من أجلها كان صراعي ، كنت أبحث لها عن ثقب إبرة ، مجرد ثقب ، بل أنا من كنت فى أمس الحاجة إليه .
ضاق العالم على سعته ، صدري يضيق بما يحمل ، أحدهم يسوق إليّ كلماته عقب زيارة له .
- لا تبهرك الظواهر كثيرا ، تقبل هذه الزوجة دائما لزيارتي ، تكدس السلال ، تتخمها باللحم و الفطائر .. ليس من أحد يحن عليها أو يعولها ، من أين جلبت كل هذه الأشياء ؟
ضخم كل شىء ، مسخ كل شىء ، سخر من جمودي ، أعدم فى لحظة كل عمري ، ذبحني تحت أقدام الفكر قربانا لفكرة وليدة ، سيئة السمعة ، وجدتني ألطمه بلا رحمة ، أصرخ اخرس .. اخرس ، ثم انهرت ممتلئا بموتي .
تلوت إيزيس أمامي جسدا ، لا تستره إلا غلالة شفافة ، تلوت بين أحضان من نقدها ثمن الرغيف ، أباح لها إطلاق الطموحات و الأماني ، رأيتها تبثه حبها ، تتثنى كأفعى ، تلقي بنفسها فى شبق و فتون وجوع بين أوتار عرقه و أنفاسه .
نضجت حورية ، اكتملت أنوثتها ، اكتنز ردفاها ، وبرزت حبتا الرمان كسهمين قاتلين ، أصبحت ملفتة للانظار و الأوتار .. تعاركت الصورتان ، تراقصتا بين أحضان صاحب العطايا و مفجر الأماني .
أحسست أنى فى طريقي إلى الموت ، فكل شىء هراء ، و بلا قيمة .. أدور فى معتقلي ، أخبط دون تروي ، تتشكل الرؤى .. بعنف .. صرخت : افتح ياسمسم . وتناست تماما أن السيف سبق ، ما كان وقع .. أنا .. من أنا ؟ لست قديسا و لا نبيا ، بشرا يشعر ، يتألم ، ينعق من العذاب ، يتلوى تحت القهر .. يداهن نعم .. وانتشى الهاجس ببقايا التصدي و الصمود ، فتسربت مني جمل الانتهاء : افتح ياقرع .
فتحه قرع على مصراعيه ، ولم ينته بعد سحر شهرزاد ، و مسرور طوع البنان ، و قاسم يسوق لسانه الخوف ، فيكشف حدود اللعبة ، و حدود ما قبلها و بعدها .. الأربعون لصا يدفعونها لمزيد من التبذل ، فتفزر الحكايات لا تستكين ، و لا يتوقف لسانها عن الرقص بين خيوةطهم ليقينها أن الانفلات صعب و مدمر !!
ضاق العالم على سعته ، صدري يضيق بما يحمل ، أحدهم يسوق إليّ كلماته عقب زيارة له .
- لا تبهرك الظواهر كثيرا ، تقبل هذه الزوجة دائما لزيارتي ، تكدس السلال ، تتخمها باللحم و الفطائر .. ليس من أحد يحن عليها أو يعولها ، من أين جلبت كل هذه الأشياء ؟
ضخم كل شىء ، مسخ كل شىء ، سخر من جمودي ، أعدم فى لحظة كل عمري ، ذبحني تحت أقدام الفكر قربانا لفكرة وليدة ، سيئة السمعة ، وجدتني ألطمه بلا رحمة ، أصرخ اخرس .. اخرس ، ثم انهرت ممتلئا بموتي .
تلوت إيزيس أمامي جسدا ، لا تستره إلا غلالة شفافة ، تلوت بين أحضان من نقدها ثمن الرغيف ، أباح لها إطلاق الطموحات و الأماني ، رأيتها تبثه حبها ، تتثنى كأفعى ، تلقي بنفسها فى شبق و فتون وجوع بين أوتار عرقه و أنفاسه .
نضجت حورية ، اكتملت أنوثتها ، اكتنز ردفاها ، وبرزت حبتا الرمان كسهمين قاتلين ، أصبحت ملفتة للانظار و الأوتار .. تعاركت الصورتان ، تراقصتا بين أحضان صاحب العطايا و مفجر الأماني .
أحسست أنى فى طريقي إلى الموت ، فكل شىء هراء ، و بلا قيمة .. أدور فى معتقلي ، أخبط دون تروي ، تتشكل الرؤى .. بعنف .. صرخت : افتح ياسمسم . وتناست تماما أن السيف سبق ، ما كان وقع .. أنا .. من أنا ؟ لست قديسا و لا نبيا ، بشرا يشعر ، يتألم ، ينعق من العذاب ، يتلوى تحت القهر .. يداهن نعم .. وانتشى الهاجس ببقايا التصدي و الصمود ، فتسربت مني جمل الانتهاء : افتح ياقرع .
فتحه قرع على مصراعيه ، ولم ينته بعد سحر شهرزاد ، و مسرور طوع البنان ، و قاسم يسوق لسانه الخوف ، فيكشف حدود اللعبة ، و حدود ما قبلها و بعدها .. الأربعون لصا يدفعونها لمزيد من التبذل ، فتفزر الحكايات لا تستكين ، و لا يتوقف لسانها عن الرقص بين خيوةطهم ليقينها أن الانفلات صعب و مدمر !!
5 - بداية
التهمت عيناها كلماته . كان يبرر أحداث المهزلة ، عظيما شامخا ، قدر كونه جبانا رعديدا . هدرت دموعها غزيرة ، تشنجت أطرافها ، سرت فى بدنها ارتعاشة .. هتفت :" كل هذا العذاب .. ألم تكن تدري مدى اتساقي معك ، صراحتي الفياضة . حطت بجبهتها على طرف منضدته الأثيرة ، اعتدلت ، عادت لأوراقه ، تحاول أن تفهم جيدا :" تبين لي بشاعة ما توهمت أو ما دفعت إلى توهمه ، يتخيرون وقتا لا يكون فى الشقة أحد غيري ، يأتون مدمدمين ، ساخطين ، يأمرون و ينهون ، يجتهدون فى النيل من كبريائي المهان .. من يوم خروجي ، وهم دائبو التعجل و الاستفسار ، يطالبونني بتنفيذ باقي بنود المعاهدة ، و ثمن الإفراج ، يسألون عن التقارير .. عن العمل ، عن الأشخاص . يجسدون ألوانا من المضايقات .. البنت حورية . يدخلون فى رأسي قدرتهم على التنكيل بها ، إن هى إلا ضربة فى طريق عام و سيارة مجهولة .. أما إيزيس الحبيبة ، تدبير محكم و قضية دعارة . أكاد أفقد عقلي . منذ شهور على وجه التقريب ، أضرب عمال شركة الغزل ، وأجهضت محاولتهم فى نيل بعض الحقوق المسلوبة ، أرسلوا إلي من يوبخني ، من يقرعني بسياط الجريمة .. و فى بيتي .. هل أنا فعلا فى بيتي ؛ وهم يستبيحون كل حرمة بقوانينهم سيئة المصدر و السمعة ؟
كيف جرؤ هؤلاء ؟
وعادوا يائسين ، عادوا أكثر غلظة و حكمة .. منذ يومين أسندوا إلي بعض الأعمال الخسيسة ، الكريهة كأشكالهم و طرائقهم . تذوب قدرتي ، تذوب .. لا شىء إلا الانزواء و التقوقع فى بئر الاحباط المندى بالصراعات و التهيؤات و التدبيرات المحكمة . مصممون هم على قتلي و هلهلتي . لم يكفهم إعلان توبتي ، على حد زعم البلهاء و المجانين ، و تنكري لعشرين عاما خلت من عمري ، أرادوا مسخ كل شىء .. كل شىء .. أى تشويه ، و أية تقارير ، و أية ..... و أية حياة نحياها .. الخذلان و الموت يحاصرانني . يرعد بدني أنا القوي الذي ما اهتز يوما أمام طوفان الخوذات و العصى المكهربة ، و البنادق .. أرتجف من أبله ، من حمار ، من عدو نفسه ، أهان ، أكلل بالطين و القطران .. إنهم يدفعونني دفعا .. لا سبيل أمامي .. لا أستطيع أن أسايرهم .. أبدا .. لن أستطيع !!
التهمت عيناها كلماته . كان يبرر أحداث المهزلة ، عظيما شامخا ، قدر كونه جبانا رعديدا . هدرت دموعها غزيرة ، تشنجت أطرافها ، سرت فى بدنها ارتعاشة .. هتفت :" كل هذا العذاب .. ألم تكن تدري مدى اتساقي معك ، صراحتي الفياضة . حطت بجبهتها على طرف منضدته الأثيرة ، اعتدلت ، عادت لأوراقه ، تحاول أن تفهم جيدا :" تبين لي بشاعة ما توهمت أو ما دفعت إلى توهمه ، يتخيرون وقتا لا يكون فى الشقة أحد غيري ، يأتون مدمدمين ، ساخطين ، يأمرون و ينهون ، يجتهدون فى النيل من كبريائي المهان .. من يوم خروجي ، وهم دائبو التعجل و الاستفسار ، يطالبونني بتنفيذ باقي بنود المعاهدة ، و ثمن الإفراج ، يسألون عن التقارير .. عن العمل ، عن الأشخاص . يجسدون ألوانا من المضايقات .. البنت حورية . يدخلون فى رأسي قدرتهم على التنكيل بها ، إن هى إلا ضربة فى طريق عام و سيارة مجهولة .. أما إيزيس الحبيبة ، تدبير محكم و قضية دعارة . أكاد أفقد عقلي . منذ شهور على وجه التقريب ، أضرب عمال شركة الغزل ، وأجهضت محاولتهم فى نيل بعض الحقوق المسلوبة ، أرسلوا إلي من يوبخني ، من يقرعني بسياط الجريمة .. و فى بيتي .. هل أنا فعلا فى بيتي ؛ وهم يستبيحون كل حرمة بقوانينهم سيئة المصدر و السمعة ؟
كيف جرؤ هؤلاء ؟
وعادوا يائسين ، عادوا أكثر غلظة و حكمة .. منذ يومين أسندوا إلي بعض الأعمال الخسيسة ، الكريهة كأشكالهم و طرائقهم . تذوب قدرتي ، تذوب .. لا شىء إلا الانزواء و التقوقع فى بئر الاحباط المندى بالصراعات و التهيؤات و التدبيرات المحكمة . مصممون هم على قتلي و هلهلتي . لم يكفهم إعلان توبتي ، على حد زعم البلهاء و المجانين ، و تنكري لعشرين عاما خلت من عمري ، أرادوا مسخ كل شىء .. كل شىء .. أى تشويه ، و أية تقارير ، و أية ..... و أية حياة نحياها .. الخذلان و الموت يحاصرانني . يرعد بدني أنا القوي الذي ما اهتز يوما أمام طوفان الخوذات و العصى المكهربة ، و البنادق .. أرتجف من أبله ، من حمار ، من عدو نفسه ، أهان ، أكلل بالطين و القطران .. إنهم يدفعونني دفعا .. لا سبيل أمامي .. لا أستطيع أن أسايرهم .. أبدا .. لن أستطيع !!
لم ينته بعد !
تعليق