لن أستطيع .. لن أ... !! / ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    لن أستطيع .. لن أ... !! / ربيع عقب الباب

    1 - تداعيات
    جذبت إيزيس مفتاح الشقة من حقيبة يدها بقلق وتفكير عميقين ، تلوك لبانتها باسترخاء ، فضح جسدها حالة التوتر التى تعانيها ، انثنى جذعها بعض الشىء ، دفعت المفتاح فى عنق الكالون ، انفرج الباب محدثا أنينا ، تقدمت ، أطاحت به وراءها .
    وجوم جاد يهيمن على المكان ، لا صوت .. صحراء لا حد لها ، تتشح بالكاكى المائل إلى الكريم ، كأنها تحدق من خلال عتمة ذاتها إلى قتامة ضاربة بلا حدود ، تضخم اشمئزازها . طن صفير مباغت فى طبلة أذنها ، تجمدت ، تستشعر عظم وطأة هذا السكون إلى حد الموت . سكون فى وحشة الأطلال و الخرائب ، وفى قتامة أحزانها و مشاعرها المتخمة التى تصارعها .
    نفرت من تحتطها العفوي ، ساقت قدميها ، اقتلعتهما عنوة ، جاهدت قدر طاقتها لانتشال نفسها من هذه الدوائر التهويمية ، انتقلت بناظريها إلى أشياء فقدت جمالها ورونقها . تديم التحديق .
    هاهانا كان يجلس ، يدور النقاش ، يتجادل و الرفاق فى قضايا الدنيا . كان كل شىء يوحى بالحياة و الأمل و قرب النهاية . حورية ماتزال بالخارج . تنظر إلى ساعة معصمها ، لم يحن بعد موعد عودتها من كليتها . أين انزوي إبراهيم ؟ أمازال قابعا بحجرته .. أم أنه بالخارج ؟!
    ليته يخرج .. من يوم عودته ، وهو صامت لا حس له ، لا كلمة يصرف فيها ، ليته يزعق ، يقور ، يضرب ، يحطم أى شىء ، لو لم ألتقط تردد أنفاسه لأيقنت أنه فى عداد الموتى .
    لا أدري ما ألم به ، عزف عن كل شىء ، فقد شهيته حيال كل شىء ، ضج وجهه بالتجاعيد و اكتظ بالخطوط .. ليتني أقف على ما يؤرقه ، ويشقيه . إن صمته يقتلني ، يعذبني فى صحوي و منامي ، وكلما اقتربت منه ، تكور على نفسه ، وتحاشى النظر إليّ ، متباله حد الشطط ، كأنه يحمل أحزان العالمين .. أكاد أجن ، إنه لا يتذوق أى شىء ، أسقمه الهزال .. لم كل هذا العذاب .. لم ؟ مالي أختنق ، أستشعر كابوسا يجثم على صدري ؟
    طوحت بحقيبة يدها ، اعتدلت فى سيرها بتؤدة ، دانية من حجرة زوجها . دفعت الباب الموارب برفق ، انفرج أمامها ، مدت ناظريها ، تسمرت ، تصلبت كأنما شدت على قالب .. تمثال لمسخ ، يومض الفزع و الذعر من حدقتيه . إن هى إلا ثوان معدودات ، حتى ارتعدت فرائصها ، تلوى جسدها ، احتوته رجفة ، وندت عنها صرخة مدوية ، ثم تدحرجت إلى أسفل بطراوة مغشيا عليها .


    2 - مؤثرات خارجية

    صوت نسوي يتردد من خلال مذياع فى شقة مجاورة
    ع لادى العونة .. ع لاى العونة
    صلوا ع النبي .. لا تحسدونه
    هانروح القدس و نكيد أعادينا
    وكل حاقد ندي له ...........!!



    3 - قيد الشعرة


    حجرة إبراهيم .. يسيطر عليها اللون الفستقي الفاتح ، يتصدرها سرير من المعدن الرخيص ، مطلي بالأبيض الباهت ، تناثر عليه الفراش فى إهمال . فى أحد الأركان كرسيان متداعيان . يزدان الحائط الأيسر بمنظر طبيعي ، ذي ألوان زاهية متداخلة ، أكواخ مترامية حقيرة ، تحتضنها غابة بمستنقعاتها ، تطالعك برائحتها الأسنة ، و أشكال وهياكل عظمية تروح و تغدو . أظفال ممزقي الثياب ، ضامري العظام ، يبلبطون فى أكوم القمامة ، وشمس تغرب ، فترخى القتامة و الظلال على تلك الأكواخ .

    فى الجانب المضيئ نهار فضي متلألئ ، يحلث فى خيوطه ملك و ملكة بصولجانيهما ، وصحن بللور يعكس الرؤى ، يرصد الريح أينا كانت ..نرى خيال و ظل الاثنين بارزا حيا ، وحدائق غناء مترامية الأطراف ، عشبها النرجس ، و قطيف القلوب ، تتناثر الطنافس و الأرائك و الزرابي .. يزهو طاووس ، ينحني الخصيان و الوصيفات عند موطئ قدميهما ، غطاءات الرؤوس متباينة ، بين عمامة و طرطور و برنيطة و كاب عسكري .

    يعتلي المنضدة التى تطايرت عليها مجلات و كتب شتى ، أهم ما يري على صفحات أحدها ، مهرة ممشوقة ، تتأرجح و تتمايل على ظهرها برذعة من سندس موشى بالقصب ، أشد ما يبهر فى تشكيلها نظرة الأحداق و تلك الدموع
    المتحدرة على خطمها .. وذاك حصان عربي تربط الظلال بينه و بين الخطوط الداخلية للمهرة ، كلما هم بالانتفاض ، ينجذب برغمه ، فى عجز قبيح ، تشتعل فى عينيه نظرة إحباط يوزعها فى أرجاء المكان .

    تتتدلى من سقف الحجرة نجفة متواضعة ، بيعت ، وصرف ثمنها البخس على إبراهيم وهو سجين . كان مكانها خاويا، ملأ فراغها هذه الليلة جسد آدمي .. سكنت أنفاسه ، جحظت عيناه ، وتدلى لسانه ، تقوست ساقاه .. يواجه بنظراته الزاعقة هذا الحصان ، يتداه ، يعلن انتصاره عليه ، و الولوج من قيد الشعرة !!



    4 - من كتاب الجريمة
    ما كان يجب بأية حال من الأحوال ، أن أضعف إلأى هذا الدرك المزري ، كان عليّ أن أستجمع جل ما يكمن داخلي ، إنه لشىء مقزز أن يصل بي السفه إلى منعطف التبرير و ابراز الدوافع . أقدح زناد فكري فى تهويماتي الهلامية ، فتختلط الأضداد .. أحس نفسي فريسة شىء ما ، قوة خارقة تدفعني ، تجذبني ، بل تسوقني إلأى عمل حتمي ، فى غاية الشموخ و الرفعةن ، أو هو قمة المروق و الهرب .. سيان .. أظنني ما علوت هذا العلو الذى قد يراه البعض منتهى العبثية ، ويراه الآخرون علوا لا يدانيه اكتشاف قارة ، أو إحداث ثورة على سطح القمر الناعس .
    مالي أنزلق فى تهويماتي بهذا الشكل المفرط ، هل هو القنوط ؟
    جبان رعديد من يتصور أنه يمتلك القدرة على إصدار الأحكام ، أنى لي بهذه القوة الخارقة القادرة على النفاذ إلى ما بين البين ، أمرق إلى متاهة ، أصارعها .. إلام ما وصلت ؟
    حسبي هذه الهرطقة التى أدور تحت رحاها ، يستبد بي شطط عجيب ، ألهث من فرط السخرية والقهقهة و الهمهمة المعادة ، أترنح من قسوة العذاب الذي يدمدم فى كياني ، يعتصرني ، أحاول جاهدا أن أركز .
    ما كنا نبيت على مؤامرة أو عمل شائن ، يستلزم كل هذا الحدب ، شغلنا الشاغل ، الواغل فى أعماقنا ، مهرة مكتنزة الأرداف ، تتجمل بالسندس ، وكوخ يرتمي فى أحضان الفقر و الجهل و المرض ، و " يانكي " جاء على عجل ، وفى ذاكرته تترسم الأساليب ، و الملامح .. و ما أقرب اليوم بالبارحة !

    زج بي عنوة فى غياهب السجن دون جريرة ، كل جريمتنا هو التعبير عن النفس ، وفضح المؤامرة المحبوكة ، التى يدبرها السادة و " اليانكي " ، و الصديق الجديد ، الذى قتل منا الآلاف .
    حط بنا تدمير قذر ، شوه شخوصنا ، أحال البعض منا إلى منزلق التردي و التخاذل ، متحللا من كل شىء ، يدمر بدعوي السلام ، العيب .
    ترحل النوارس مخافة الحيتان ، و الأمريكان يشحذون أقبيتهم الحمراء ، و يحتلون ما طردوا منه قديما ، أتووا بخزائن خاوية ، وراحوا يغترفون من حويصلات الوطن ، اللقمة ، وشربة الماء ، قتمتليء الخزائن ، و تعود إلينا قروضا و منح .
    نرزح تحت وطأة العذاب ليل نهار نبيت برغمنا هذا البيات المفجع .. لا بكاء ، البكاء مصغرة و منهبة ، إن تبك تكن فريسة طيعة .
    طال بنا الأمد ونحن .. من نحن ؟ مجانين ، معتوهون ، علماء ، مهووسون ، متحللون ، مناضلون ، ثوريون ؟
    غير أننا الآن مشتتون ، تمزق جلودنا سياط الحاكم و الكبار ، تلوكنا الألسنة و الأقدام ، نزيّف ، نقهر ، نموت عريا و إهمالا .
    تمخضت الأيام عن نوع عجيب من القهر و التسلط .. رويدا رويدا ، ومع مرور الأيام ، وتعاقبها ، تضاءل جمعنا ، تقلص ، نال بعضنا حريته .. لكم عشت ليالي طوال أبحث عن مخرج ، عن شعاع ضئيل ، عن على بابا : افتح ياسمسم .
    أزعق ، أدور فى فلكي هاذيا .. تشككت فى كوني على بابا ، فلأكن قاسما .. لا .. لا .. لا !

    خيط رفيع رهيف يفصل بين الأضداد ، وخوفي من الإنزلاق فى التعليل يلجم لساني . لن أصور نوع العذاب ، فإنه يتساوى بالضد عندي .. ابنتي حورية ، من أجلها كان صراعي ، كنت أبحث لها عن ثقب إبرة ، مجرد ثقب ، بل أنا من كنت فى أمس الحاجة إليه .
    ضاق العالم على سعته ، صدري يضيق بما يحمل ، أحدهم يسوق إليّ كلماته عقب زيارة له .
    - لا تبهرك الظواهر كثيرا ، تقبل هذه الزوجة دائما لزيارتي ، تكدس السلال ، تتخمها باللحم و الفطائر .. ليس من أحد يحن عليها أو يعولها ، من أين جلبت كل هذه الأشياء ؟
    ضخم كل شىء ، مسخ كل شىء ، سخر من جمودي ، أعدم فى لحظة كل عمري ، ذبحني تحت أقدام الفكر قربانا لفكرة وليدة ، سيئة السمعة ، وجدتني ألطمه بلا رحمة ، أصرخ اخرس .. اخرس ، ثم انهرت ممتلئا بموتي .
    تلوت إيزيس أمامي جسدا ، لا تستره إلا غلالة شفافة ، تلوت بين أحضان من نقدها ثمن الرغيف ، أباح لها إطلاق الطموحات و الأماني ، رأيتها تبثه حبها ، تتثنى كأفعى ، تلقي بنفسها فى شبق و فتون وجوع بين أوتار عرقه و أنفاسه .
    نضجت حورية ، اكتملت أنوثتها ، اكتنز ردفاها ، وبرزت حبتا الرمان كسهمين قاتلين ، أصبحت ملفتة للانظار و الأوتار .. تعاركت الصورتان ، تراقصتا بين أحضان صاحب العطايا و مفجر الأماني .
    أحسست أنى فى طريقي إلى الموت ، فكل شىء هراء ، و بلا قيمة .. أدور فى معتقلي ، أخبط دون تروي ، تتشكل الرؤى .. بعنف .. صرخت : افتح ياسمسم . وتناست تماما أن السيف سبق ، ما كان وقع .. أنا .. من أنا ؟ لست قديسا و لا نبيا ، بشرا يشعر ، يتألم ، ينعق من العذاب ، يتلوى تحت القهر .. يداهن نعم .. وانتشى الهاجس ببقايا التصدي و الصمود ، فتسربت مني جمل الانتهاء : افتح ياقرع .
    فتحه قرع على مصراعيه ، ولم ينته بعد سحر شهرزاد ، و مسرور طوع البنان ، و قاسم يسوق لسانه الخوف ، فيكشف حدود اللعبة ، و حدود ما قبلها و بعدها .. الأربعون لصا يدفعونها لمزيد من التبذل ، فتفزر الحكايات لا تستكين ، و لا يتوقف لسانها عن الرقص بين خيوةطهم ليقينها أن الانفلات صعب و مدمر !!


    5 - بداية
    التهمت عيناها كلماته . كان يبرر أحداث المهزلة ، عظيما شامخا ، قدر كونه جبانا رعديدا . هدرت دموعها غزيرة ، تشنجت أطرافها ، سرت فى بدنها ارتعاشة .. هتفت :" كل هذا العذاب .. ألم تكن تدري مدى اتساقي معك ، صراحتي الفياضة . حطت بجبهتها على طرف منضدته الأثيرة ، اعتدلت ، عادت لأوراقه ، تحاول أن تفهم جيدا :" تبين لي بشاعة ما توهمت أو ما دفعت إلى توهمه ، يتخيرون وقتا لا يكون فى الشقة أحد غيري ، يأتون مدمدمين ، ساخطين ، يأمرون و ينهون ، يجتهدون فى النيل من كبريائي المهان .. من يوم خروجي ، وهم دائبو التعجل و الاستفسار ، يطالبونني بتنفيذ باقي بنود المعاهدة ، و ثمن الإفراج ، يسألون عن التقارير .. عن العمل ، عن الأشخاص . يجسدون ألوانا من المضايقات .. البنت حورية . يدخلون فى رأسي قدرتهم على التنكيل بها ، إن هى إلا ضربة فى طريق عام و سيارة مجهولة .. أما إيزيس الحبيبة ، تدبير محكم و قضية دعارة . أكاد أفقد عقلي . منذ شهور على وجه التقريب ، أضرب عمال شركة الغزل ، وأجهضت محاولتهم فى نيل بعض الحقوق المسلوبة ، أرسلوا إلي من يوبخني ، من يقرعني بسياط الجريمة .. و فى بيتي .. هل أنا فعلا فى بيتي ؛ وهم يستبيحون كل حرمة بقوانينهم سيئة المصدر و السمعة ؟
    كيف جرؤ هؤلاء ؟
    وعادوا يائسين ، عادوا أكثر غلظة و حكمة .. منذ يومين أسندوا إلي بعض الأعمال الخسيسة ، الكريهة كأشكالهم و طرائقهم . تذوب قدرتي ، تذوب .. لا شىء إلا الانزواء و التقوقع فى بئر الاحباط المندى بالصراعات و التهيؤات و التدبيرات المحكمة . مصممون هم على قتلي و هلهلتي . لم يكفهم إعلان توبتي ، على حد زعم البلهاء و المجانين ، و تنكري لعشرين عاما خلت من عمري ، أرادوا مسخ كل شىء .. كل شىء .. أى تشويه ، و أية تقارير ، و أية ..... و أية حياة نحياها .. الخذلان و الموت يحاصرانني . يرعد بدني أنا القوي الذي ما اهتز يوما أمام طوفان الخوذات و العصى المكهربة ، و البنادق .. أرتجف من أبله ، من حمار ، من عدو نفسه ، أهان ، أكلل بالطين و القطران .. إنهم يدفعونني دفعا .. لا سبيل أمامي .. لا أستطيع أن أسايرهم .. أبدا .. لن أستطيع !!

    لم ينته بعد !


    sigpic
  • وفاء الدوسري
    عضو الملتقى
    • 04-09-2008
    • 6136

    #2
    مساء الخير .. أستاذ/ربيع
    لن أستطيع لأنني قطعة من خوف تتحرك خلف نوافذ مفتوحة في قبو حورية !.. لا تعرف الأبواب!.. مسكوبة في بعد لحظ مسجى ...تجهل النهار ويعرفها الليل ،والقلوب الشاسعة تعرف كل شيء إلا نبضة غنية بالنور بعمق حرية تحاصر بعدوانية لذة ببؤس خارج داخل حتى آخر الطعن لن أستطيع
    أرجو أن تتقبل مروري نص عميق جداً يحتاج إلى أكثر من قراءة احداث كثيرة متداخلة لا اعرف كيف استطعت أن تحركلها بطرف قلمك تبارك الرحمن
    اتمنى أن أكون قد وفقت ولو قليلا برسم ما عكسه ضوء الحرف الذي كتبني هنا
    دمت مبدعا كما انت أبدا ً
    التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 03-07-2010, 01:18.

    تعليق

    • مصطفى الصالح
      لمسة شفق
      • 08-12-2009
      • 6443

      #3
      صراحة

      نص عميق الدلالات متشعب الاحداث والشخصيات

      بحاجة الى قراءة اخرى اكثر تانيا وتفحصا

      وربما قراءات

      لي عودة باذنه تعالى

      تحيتي وتقديري
      [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

      ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
      لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

      رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

      حديث الشمس
      مصطفى الصالح[/align]

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
        مساء الخير .. أستاذ/ربيع



        لن أستطيع لأنني قطعة من خوف تتحرك خلف نوافذ مفتوحة في قبو حورية !.. لا تعرف الأبواب!.. مسكوبة في بعد لحظ مسجى ...تجهل النهار ويعرفها الليل ،والقلوب الشاسعة تعرف كل شيء إلا نبضة غنية بالنور بعمق حرية تحاصر بعدوانية لذة ببؤس خارج داخل حتى آخر الطعن لن أستطيع
        أرجو أن تتقبل مروري نص عميق جداً يحتاج إلى أكثر من قراءة احداث كثيرة متداخلة لا اعرف كيف استطعت أن تحركلها بطرف قلمك تبارك الرحمن
        اتمنى أن أكون قد وفقت ولو قليلا برسم ما عكسه ضوء الحرف الذي كتبني هنا

        دمت مبدعا كما انت أبدا ً
        هذا العمل أيضا مر عليه عشرون عاما
        و لم ينشر من قبل
        ربما تتعجبين من نشره بهذه السرعة و قد طرحت عملا بالأمس
        لا أدري
        كان منسوخا على الآلة الكاتبة بنصه القديم ،
        و قد نسخته هنا فى قف و سجل ، و بمجرد الانتهاء كأنى وجدت لقية أو صادفت شيئا لم يخطر على بالي وكطفل وضعته فرحا !!

        أنا لست إلا قارئا و مستمتعا فى أحسن الأحوال
        لا أفرض أعمالي على أحد
        حتى أصدقائي المقربين
        يملأون أذني و عيني بأعمالهم ، و ربما لا ألوح لهم بما كتبت
        و كم أكون سعيدا بهذا ، و لكن تظل غصة ما حين لا يسألني أحد !!
        آسف أن أرهقتكم هذين اليومين
        و شكرا لحديثك الجميل الأنيق دائما

        تقديري و احترامي
        sigpic

        تعليق

        • وفاء الدوسري
          عضو الملتقى
          • 04-09-2008
          • 6136

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
          هذا العمل أيضا مرت عليه عشرون عاما
          و لم ينشر من قبل
          ربما تتعجبين من نشره بهذه السرعة و قد طرحت عملا بالأمس
          لا أدري
          كان منسوخا على الآلة الكاتبة بنصه القديم ،
          و قد نسخته هنا فى قف و سجل ، و بمجرد الانتهاء كأنى وجدت لقية أو صادفت شيئا لم يخطر على بالي وكطفل وضعته فرحا !!

          أنا لست إلا قارئا و مستمتعا فى أحسن الأحوال
          لا أرفض أعمالي على أحد
          حتى أصدقائي المقربين
          يملأون أذني و عيني بأعمالهم ، و ربما لا ألوح لهم بما كتبت
          و كم أكون سعيدا بهذا ، و لكن تظل غصة ما !!
          آسف أن أرهقتكم هذين اليومين
          و شكرا لحديثك الجميل الأنيق دائما

          تقديري و احترامي
          صباح الخير .. أستاذ/ربيع
          ممنونه والله لو كل يوم بقرا لك نص جديد لأن هذا أولا يسعدني ويضيف لي خبرات بحاول
          ادرس اسلوبك لو تلاحظ بجلس فتره اتأمل طبعا بصمتك أكبر من امكانياتي
          ونبقى تلاميذ نتعلم هذا إذا سمحت لنا واتحملت كسل هذه الوفاء بالذات
          وصباحك ورد
          التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 03-07-2010, 02:02.

          تعليق

          • إيمان الدرع
            نائب ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3576

            #6
            أستاذنا الفاضل ربيع:
            سأكتفي بالغوص عميقاً في بحر كلماتك..
            لألتقط..بعض الدرر..
            وأتعلّم أكثر التجديف..
            في عالم القصّ المبهر..
            دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي
            صباحك ربيعي..كقلمك..

            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

            تعليق

            • م. زياد صيدم
              كاتب وقاص
              • 16-05-2007
              • 3505

              #7
              ** الاديب المتميز ربيع المنبر..........

              كنت شاردا فى ذهنى باحوال البلاد والعباد فى كثير من دولنا العربية والاسلامية بينما امر على كل جملة.. لا ادرى لماذا !!! فكان السرد كان جزءا من مصائب متتالية وما تزال قابعة بيننا ؟

              اجل كثيرا القص الرسالة..لان الهدف السامى هو العنصر الاول من اى عمل "" هذا رايى دوما ""

              تحايا عبقة بالزعتر..............
              أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
              http://zsaidam.maktoobblog.com

              تعليق

              • محمد سلطان
                أديب وكاتب
                • 18-01-2009
                • 4442

                #8
                من لي بمعجزةِ تصححني ..
                ترتبني ..
                تعيد لمهجتي العمر الجميل !!
                "محمد الشهاوي" ...

                قرأتها في الصباح وانتظرت من يأتي ليفك لي العقد المقروط في جيد الثريا ..
                لكن مازلت أنتظر ..
                تحياتي الكبيرة لقص أكبر من مدركاتي .. فالعفو منكم شيمة الكبار .. والعجز فينا يظل حسرتنا ..
                صفحتي على فيس بوك
                https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
                  صراحة

                  نص عميق الدلالات متشعب الاحداث والشخصيات

                  بحاجة الى قراءة اخرى اكثر تانيا وتفحصا

                  وربما قراءات

                  لي عودة باذنه تعالى

                  تحيتي وتقديري
                  حين نصبح فى قبضتهم ،
                  علينا أن نصنع شرنقة حول أنفسنا
                  مكتوب علها ( ممنوع الاقتراب )
                  و أن نكون فى منتهى الذكاء .. و لكن ماذا نفعل و قد خلقنا الله بدرجات فى الذكاء ، و القدرة على التحمل .. البعض ينهار تحت القهر ، و يسلم . و التسليم معناه التواطؤ ضد نفسه ، و ضد ما ناضل من أجله سنين
                  يصبح عميلا و عينا لهم !!
                  هذا الرجل صعب عليه تقبل الأمر بعد التهديدات ، فقرر أن يترك لهم كل شيء و يرحل ، حماية لنفسه و ابنته وزوجه !!

                  شكرا على الحضور الطيب ..
                  نسيت أن أقول شيئا .. كيف لأمة تفعل هذا فى بنيها أن تحرر القدس
                  أي قدس يقصدون .. إن العلقمي موجود ، و يؤدى نفس الدور .. يؤديه
                  و لكنه فى النهاية سوف يدهس ، و يموت شر موتة !!

                  محبتي
                  sigpic

                  تعليق

                  • عائده محمد نادر
                    عضو الملتقى
                    • 18-10-2008
                    • 12843

                    #10

                    ياااااااه ربيع
                    كم كنت عملاقا بهذا العمل الأدبي الرائع
                    والله ما قرأت لك أكثر روعة وسلاسة وعمقا وقوة ومتانة وشفافية مثل هذا النص
                    سرد انساب كسلسبيل المياه
                    أفحمني واقشعر بدني مليون مرة
                    لعينيك الجميلتين مليون قبلة على هذا النص
                    أحس ما الذي حدث لروحك وأنت تكتب النص لأني مثلك أعاني حين يجتاحني مثل ذاك الشعور وأنا أكتب فتنصهر روحي بين الكلمات
                    أبدعت سيدي الكريم أبدعت
                    ودي ومحبتي لك
                    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                    تعليق

                    • وفاء الدوسري
                      عضو الملتقى
                      • 04-09-2008
                      • 6136

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                      ياااااااه ربيع
                      كم كنت عملاقا بهذا العمل الأدبي الرائع
                      والله ما قرأت لك أكثر روعة وسلاسة وعمقا وقوة ومتانة وشفافية مثل هذا النص
                      سرد انساب كسلسبيل المياه
                      أفحمني واقشعر بدني مليون مرة
                      لعينيك الجميلتين مليون قبلة على هذا النص
                      أحس ما الذي حدث لروحك وأنت تكتب النص لأني مثلك أعاني حين يجتاحني مثل ذاك الشعور وأنا أكتب فتنصهر روحي بين الكلمات
                      أبدعت سيدي الكريم أبدعت
                      ودي ومحبتي لك

                      مساء الخير ..أستاذة/عائده
                      نعم قلم قدير بهذا العمق ليس من الصعب عليه أن يحفر ويستخرج ما بين
                      السطور ..أحببت أن اهنئك لأن من سبقك من الكبار واعتبرهم أساتذتي تعذر عليهم من خلال الردود الوصول للخلاصة ...هنالك سر حقيقة ولو ركزنا في العنوان لن أستطيع !!..مهم كثير لقد مكثت طويلا أمام نص مشفر
                      مغلق !..وكنت اتمنى لو شرحت لنا كيف استطعت ان تدخلي وتأخذي ؟؟؟
                      خلاصة الفكرة والتي وبعد جهد استطعت ان أفهم ما معناه أن رجلا ثوري
                      مقاوم للاحتلال .. يتم سجنه ويضغطوا عليه بالتعذيب ..إلى أن يعترف كل من حوله فلم يبق أمامه إلا الاعتراف لتنجو ابنته خاصة بعدما علم أن زوجته تمارس الدعارة لتطعمه .. يعود لبيته ممارسا الجاسوسية .. لكنه لم يستطع الاستمرار لانهم طلبوا منه كتابة تقارير في العمال البؤساء وخوفا على ابنته أيضا ..ومن كثرة الضغط انتحر لان هذا كان فوق طاقته ..
                      هذا بعد جهد وصلت اليه وانتظر رأي الأستاذ/ ربيع لعمق هذا العمل الرائع
                      محبتي
                      التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 03-07-2010, 23:50.

                      تعليق

                      • مصطفى الصالح
                        لمسة شفق
                        • 08-12-2009
                        • 6443

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                        حين نصبح فى قبضتهم ،
                        علينا أن نصنع شرنقة حول أنفسنا
                        مكتوب علها ( ممنوع الاقتراب )
                        و أن نكون فى منتهى الذكاء .. و لكن ماذا نفعل و قد خلقنا الله بدرجات فى الذكاء ، و القدرة على التحمل .. البعض ينهار تحت القهر ، و يسلم . و التسليم معناه التواطؤ ضد نفسه ، و ضد ما ناضل من أجله سنين
                        يصبح عميلا و عينا لهم !!
                        هذا الرجل صعب عليه تقبل الأمر بعد التهديدات ، فقرر أن يترك لهم كل شيء و يرحل ، حماية لنفسه و ابنته وزوجه !!

                        شكرا على الحضور الطيب ..
                        نسيت أن أقول شيئا .. كيف لأمة تفعل هذا فى بنيها أن تحرر القدس
                        أي قدس يقصدون .. إن العلقمي موجود ، و يؤدى نفس الدور .. يؤديه
                        و لكنه فى النهاية سوف يدهس ، و يموت شر موتة !!

                        محبتي
                        اشكرك استاذي الفاضل ع التلخيص الذي دفعني لاعادة القراءة للمرة الثالثة ففهمت واستوعبت تماما الوضع الصعب لهذا الثائر من اجل الحقوق وما آل اليه حاله وكيف انتهى

                        لكن لي اعذار:

                        1- أنك استخدمت تقنية عالية بالإيماء دون الإشارة وبالتلميح الخافت جدا دون التلميح إلى مفاصل الأحداث تاركا لنباهتنا وتركيزنا الكشف عن هذا
                        2- وجود بعض السهوات الكيبوردية وفتح أظافر" دون إغلاقها مما سبب لدي تشوشا في تجميع النص خاصة في القسم الخامس وكلمة لم أفهم معناها الدقيق بل الضمني ( تلوت )
                        3- أن الوقت كان وقت ضمور النشاط وخفوت التركيز حيث كنت مستيقظا طوال الليل وهذا النص كان بحاجة الى تركيز تام


                        كل الشكر استاذي الفاضل على هذا النص الملتزم المعبر الخارج من رحم المعاناة بأسلوب متفرد وصياغة مدهشة

                        تحيتي وتقديري
                        [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                        ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                        لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                        رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                        حديث الشمس
                        مصطفى الصالح[/align]

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
                          مساء الخير ..أستاذة/عائده

                          نعم قلم قدير بهذا العمق ليس من الصعب عليه أن يحفر ويستخرج ما بين
                          السطور ..أحببت أن اهنئك لأن من سبقك من الكبار واعتبرهم أساتذتي تعذر عليهم من خلال الردود الوصول للخلاصة ...هنالك سر حقيقة ولو ركزنا في العنوان لن أستطيع !!..مهم كثير لقد مكثت طويلا أمام نص مشفر
                          مغلق !..وكنت اتمنى لو شرحت لنا كيف استطعت ان تدخلي وتأخذي ؟؟؟
                          خلاصة الفكرة والتي وبعد جهد استطعت ان أفهم ما معناه أن رجلا ثوري
                          مقاوم للاحتلال .. يتم سجنه ويضغطوا عليه بالتعذيب ..إلى أن يعترف كل من حوله فلم يبق أمامه إلا الاعتراف لتنجو ابنته خاصة بعدما علم أن زوجته تمارس الدعارة لتطعمه .. يعود لبيته ممارسا الجاسوسية .. لكنه لم يستطع الاستمرار لانهم طلبوا منه كتابة تقارير في العمال البؤساء .. ومن كثرة الضغط انتحر لان هذا كان فوق طاقته ..
                          هذا بعد جهد وصلت اليه وانتظر رأي الأستاذ/ ربيع لعمق هذا العمل الرائع

                          محبتي
                          أهلا أستاذة وفاء .. أسعدت مساء
                          أسعدني أنك هنا ، بين أوتار هذا العمل ، الذى يقدم حادثة ربما نالت من الجميع ، و لكن ليس على نفس الخطوط و الملامح .
                          فى وقت حدوثها كان الرئيس البطل المؤمن يعد لرحلة القدس، لذلك جاءت الفقرة الثانية ( 2 مؤثرات خارجية ) لتدلل على زمان الحدث .
                          هذا الرجل المحمل بالوطن ، تم القبض عليه مع من قبض عليهم ، فى ذات الوقت ، و مع التعذيب ، و قسوة السجن كان العدد يتناقص ، و ليس هذا من قبيل السحر ، و لكن لكل شىء ثمنا ، و تم الدفع بأحد رجال المباحث ، ليحثه على النهاية التى أرادوها ، بتوجيه فكره إلى عبث ما يفعل ، فالزوجة بسجنه تمارس الدعارة ، وما كانت لتفعل ، فزوجات هؤلاء مثقفات جدا ، و على درجة عالية التعليم و أيضا لهن وظائفهن .
                          و سقط أو انهار بأن أبدي توبته مما فعل من قول ، و أبدي استعدادا للتعاون
                          و أفرج عنه ، و لكن ليته ما كان ، فقد بدأوا لعبتهم القذرة .. وهو بأية حال لن يكون أبدا ضد نفسه و مبادئه .. و ربما هناك نماذج شائهة ، لكني ما قصدتها هنا !!

                          هذا هو الأمر باختصار شديد !!
                          ليته كان احتلالا لكان أرحم ، لكن أبناء جلدتنا أقوي بأسا ، و أكثر شراسة من محتل !!

                          شكرا لك أستاذة كثيرا أن فتحت شهيتي للحديث
                          خالص تقديري واحترامي
                          sigpic

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
                            صراحة

                            نص عميق الدلالات متشعب الاحداث والشخصيات

                            بحاجة الى قراءة اخرى اكثر تانيا وتفحصا

                            وربما قراءات

                            لي عودة باذنه تعالى

                            تحيتي وتقديري
                            أدري أنك قادم لأنك صادق الوعد
                            سرني حضورك و حديثك كأنما تعيد اكتشافي من جديد

                            فى انتظارك دائما على رحيب الندى وشراكة المحبة

                            محبتي
                            sigpic

                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
                              صباح الخير .. أستاذ/ربيع


                              ممنونه والله لو كل يوم بقرا لك نص جديد لأن هذا أولا يسعدني ويضيف لي خبرات بحاول
                              ادرس اسلوبك لو تلاحظ بجلس فتره اتأمل طبعا بصمتك أكبر من امكانياتي
                              ونبقى تلاميذ نتعلم هذا إذا سمحت لنا واتحملت كسل هذه الوفاء بالذات

                              وصباحك ورد
                              يشرف النص و صاحبه حضورك أستاذة وفاء
                              و يزداد ألقا وروعة
                              فحين نختلط بما يحمل لا بد و أن نحدث نوعا من فض الاشتباك
                              و إلا عد الأمر عبثا !!

                              تقديري
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X