كثيرا ما تعاني الدول العربية مما يسمى (الفساد الإداري) ، هذا الفساد نادرًا ما تجده في الدول الأوروبية والأمريكية ،
وأغلب الدول العربية تدين بالإسلام الذي حثنا على حفظ الأمانة قال الحق سبحانه وتعالى (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولا ) ، ويقول سبحانه ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) ، ويقول رسول الهدى – صلى الله عليه وسلم - :( من استرعاه الله رعية ومات وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) ويقول عليه الصلاة والسلام ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) الأب والأم بحملون أمانة تربية الأجيال القادمة ، والمدرس يحمل أمانة الرسالة التعليمية، والطبيب يحمل أمانة رعاية صحة الآخرين ، والصحفي يحمل أمانة القلم وما تخطه يداه ، والإعلامي يحمل أمانة المايك والكاميرا ، وخطيب الجمعة يحمل أمانة توعية الناس في أمور دينهم ، والمدير يحمل أمانة إدارته وما يتعلق بها ، والمهندس والبناء والمبرمج والموظف و...إلخ ، وتعددت الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على وجوب أداء الأمانة ، ولا يخلوا التاريخ من ذكر النهايات الوخيمة لمن فرط في الأمانة وأضاعها ، وكثيرًا ما تعاني الدول العربية من الفساد الإداري الذي هو في الأساس تضييع للأمانة التي تحملها المسؤول ، والتي سوف يسأل عنها أمام الله أولا ثم أمام قادته وشعبه ، ولا يكاد يمضي يوم دون أن تسمع عن فساد إداري ، كم سمعنا عن حالات فساد إداري في مصر وفي السعودية وسوريا والأردن و...إلخ ، ولكن نادرًا ما نجدها في أمريكا وبريطانيا وألمانيا و... إلخ ، والسؤال هنا : لماذا ؟؟
لماذا أمة الإسلام ضيعت الأمانة ، بينما الغرب الذين لا يحكمهم دين ولا عرض ولا مروءة لم يضيعوا الأمانة ؟؟ هل انقلبت موازين الحياة ؟؟ أم أنه لا يوجد قانون يردع كل من تسول له نفسه الإخلال بالأمانة ؟؟
يا كم سمعنا عن حالات وفيات بسبب قلة الأمانة ، ويا كم سمعنا عن إصابات بسبب قلة الأمانة ، كم سمعنا أن هناك إنسان غير شريف ضيع الأمانة وأكل حقوق الناس بالباطل ، كم سمعنا أن هناك مسؤول غير شريف استخدم سلطته في غير محلها في أذية خلق الله والتسلط عليهم وممارسة النفوذ عليهم (شايف نفسه) ، هل يعلم هؤلاء أنه سيأتي ذلك اليوم الذي يستلم فيه خطاب مكتوب فيه (تمت إحالتك إلى التقاعد) ، ماذا سيكون حال المسؤول عندما يتقاعد .. لا سلطة ... لا نفوذ ... حتى أهل بيتك أذلوك وتخلوا عنك ، ماذا سيقول المسؤول عندما يقف أمام رب العالمين فيسأله جل جلاله عن الأمانة التي حملها ، هل سيقول المسؤول أنه كان مشغولا أو لديه اجتماع أو أن جهته غير مسؤولة وإنما الجهات الأخرى ؟؟
الغرب الذين ليس لديهم دين بل إن بعضهم يعادي الإسلام ، تجدهم يحملون مكارم الأخلاق التي حثنا عليها إسلامنا ، تجد لديهم التفاني في العمل ، عندما يحدد لك المسؤول موعدًا لمقابلتك تجده يحضر قبل الموعد خشية أن يتأخر عنك ، بينما في الدول العربية تجد بعضهم يتعمد الهروب من مواجهة الآخرين ، ومواعيدهم مثل مواعيد عرقوب ، لا يلتزمون بموعد ولا يوفون بعهد ، ولا يملك الإنسان أن يقول حيال تصرفاتهم إلا ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) .
أذكر هناك موقف حدث لوالدي قبل أكثر من ثلاثين عام ، عندما ذهب إلى سكرتير أحد المسؤولين طالبًا منه خدمة فأخذ السكرتير (يمط) في القضية ويطلب من والدي أوراق وتوقيعات ليست هامة ، وبعد عدة أيام تمكن والدي من مقابلة المسؤول وكان رجل أمين وطيب القلب ، وأبلغه والدي بالمعاناة التي مر بها من أجل مقابلة ذلك المسؤول الأمين ، وعندما علم ذلك المسؤول بما تعرض له والده لم يرتاح باله حتى قام بإهانة وإذلال السكرتير على تصرفاته مع والدي ، عندها قال ذلك المسؤول الأمين لوالدي ( هذه أمانة عظيمة حملتها بناء على طلب الدولة ، وأفضل أن أموت وأفنى أنا ومالي وعيالي ولا أخون الأمانة التي حملتها ) ....
في الختام أود أن أوجه رسالة إلى كل مسؤول وأقول ( يا مسؤولين .. أكبر الخيانات من بني آدم أن يخون أمانة مأمن عليها ... يا مسؤولين هل تقبلون أن يشكك أحد في أمانتكم ؟؟ هل تقبلون أن يقال عنكم (خوّان) ؟؟ هل تعلمون أنكم عندما تخونون الأمانة فإنكم تصغرون في عيون الآخرين ويستحقرونكم ... يا إخواني المسؤولين في جميع القطاعات في الدول العربية أود أن أقول لكم في نهاية رسالتي هذه [ الأمانة مثل الشرف والعرض ... الأمانة مثل الدين والأرض ] ، فأدوها على الوجه الذي يرضي ربكم وقادتكم وشعبكم) ...........
منقول
بقلم : سامي السعدي
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=117525
وأغلب الدول العربية تدين بالإسلام الذي حثنا على حفظ الأمانة قال الحق سبحانه وتعالى (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولا ) ، ويقول سبحانه ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) ، ويقول رسول الهدى – صلى الله عليه وسلم - :( من استرعاه الله رعية ومات وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) ويقول عليه الصلاة والسلام ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) الأب والأم بحملون أمانة تربية الأجيال القادمة ، والمدرس يحمل أمانة الرسالة التعليمية، والطبيب يحمل أمانة رعاية صحة الآخرين ، والصحفي يحمل أمانة القلم وما تخطه يداه ، والإعلامي يحمل أمانة المايك والكاميرا ، وخطيب الجمعة يحمل أمانة توعية الناس في أمور دينهم ، والمدير يحمل أمانة إدارته وما يتعلق بها ، والمهندس والبناء والمبرمج والموظف و...إلخ ، وتعددت الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على وجوب أداء الأمانة ، ولا يخلوا التاريخ من ذكر النهايات الوخيمة لمن فرط في الأمانة وأضاعها ، وكثيرًا ما تعاني الدول العربية من الفساد الإداري الذي هو في الأساس تضييع للأمانة التي تحملها المسؤول ، والتي سوف يسأل عنها أمام الله أولا ثم أمام قادته وشعبه ، ولا يكاد يمضي يوم دون أن تسمع عن فساد إداري ، كم سمعنا عن حالات فساد إداري في مصر وفي السعودية وسوريا والأردن و...إلخ ، ولكن نادرًا ما نجدها في أمريكا وبريطانيا وألمانيا و... إلخ ، والسؤال هنا : لماذا ؟؟
لماذا أمة الإسلام ضيعت الأمانة ، بينما الغرب الذين لا يحكمهم دين ولا عرض ولا مروءة لم يضيعوا الأمانة ؟؟ هل انقلبت موازين الحياة ؟؟ أم أنه لا يوجد قانون يردع كل من تسول له نفسه الإخلال بالأمانة ؟؟
يا كم سمعنا عن حالات وفيات بسبب قلة الأمانة ، ويا كم سمعنا عن إصابات بسبب قلة الأمانة ، كم سمعنا أن هناك إنسان غير شريف ضيع الأمانة وأكل حقوق الناس بالباطل ، كم سمعنا أن هناك مسؤول غير شريف استخدم سلطته في غير محلها في أذية خلق الله والتسلط عليهم وممارسة النفوذ عليهم (شايف نفسه) ، هل يعلم هؤلاء أنه سيأتي ذلك اليوم الذي يستلم فيه خطاب مكتوب فيه (تمت إحالتك إلى التقاعد) ، ماذا سيكون حال المسؤول عندما يتقاعد .. لا سلطة ... لا نفوذ ... حتى أهل بيتك أذلوك وتخلوا عنك ، ماذا سيقول المسؤول عندما يقف أمام رب العالمين فيسأله جل جلاله عن الأمانة التي حملها ، هل سيقول المسؤول أنه كان مشغولا أو لديه اجتماع أو أن جهته غير مسؤولة وإنما الجهات الأخرى ؟؟
الغرب الذين ليس لديهم دين بل إن بعضهم يعادي الإسلام ، تجدهم يحملون مكارم الأخلاق التي حثنا عليها إسلامنا ، تجد لديهم التفاني في العمل ، عندما يحدد لك المسؤول موعدًا لمقابلتك تجده يحضر قبل الموعد خشية أن يتأخر عنك ، بينما في الدول العربية تجد بعضهم يتعمد الهروب من مواجهة الآخرين ، ومواعيدهم مثل مواعيد عرقوب ، لا يلتزمون بموعد ولا يوفون بعهد ، ولا يملك الإنسان أن يقول حيال تصرفاتهم إلا ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) .
أذكر هناك موقف حدث لوالدي قبل أكثر من ثلاثين عام ، عندما ذهب إلى سكرتير أحد المسؤولين طالبًا منه خدمة فأخذ السكرتير (يمط) في القضية ويطلب من والدي أوراق وتوقيعات ليست هامة ، وبعد عدة أيام تمكن والدي من مقابلة المسؤول وكان رجل أمين وطيب القلب ، وأبلغه والدي بالمعاناة التي مر بها من أجل مقابلة ذلك المسؤول الأمين ، وعندما علم ذلك المسؤول بما تعرض له والده لم يرتاح باله حتى قام بإهانة وإذلال السكرتير على تصرفاته مع والدي ، عندها قال ذلك المسؤول الأمين لوالدي ( هذه أمانة عظيمة حملتها بناء على طلب الدولة ، وأفضل أن أموت وأفنى أنا ومالي وعيالي ولا أخون الأمانة التي حملتها ) ....
في الختام أود أن أوجه رسالة إلى كل مسؤول وأقول ( يا مسؤولين .. أكبر الخيانات من بني آدم أن يخون أمانة مأمن عليها ... يا مسؤولين هل تقبلون أن يشكك أحد في أمانتكم ؟؟ هل تقبلون أن يقال عنكم (خوّان) ؟؟ هل تعلمون أنكم عندما تخونون الأمانة فإنكم تصغرون في عيون الآخرين ويستحقرونكم ... يا إخواني المسؤولين في جميع القطاعات في الدول العربية أود أن أقول لكم في نهاية رسالتي هذه [ الأمانة مثل الشرف والعرض ... الأمانة مثل الدين والأرض ] ، فأدوها على الوجه الذي يرضي ربكم وقادتكم وشعبكم) ...........
منقول
بقلم : سامي السعدي
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=117525
تعليق