رحلة إلى الأعماق - رواية من الخيال العلمي في حلقات -ج10 - نزار ب. الزين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نزار ب. الزين
    أديب وكاتب
    • 14-10-2007
    • 641

    رحلة إلى الأعماق - رواية من الخيال العلمي في حلقات -ج10 - نزار ب. الزين

    [align=center]
    رحلة إلى الأعماق
    قصة من الخيال العلمي في حلقات
    الجزء العاشر

    نزار ب. الزين*
    [/align]

    [align=right]*****
    أبطال القصة :
    د.عبد الله من المغرب تخصص ألكترونيات و برمجة و هندسة الحاسوب
    د. هشام من سورية تخصص معادن و سبائك معدنية
    د. مجدي من مصر تخصص جيولوجيا و طبقات الأرض و علم الزلازل و البراكين
    د. حمود من الإمارات العربية المتحدة /أمارة دبي تخصص كيمياء ، فرع النفط و الصناعات النفطية
    د. رياض فلسطيني يعيش في الأردن تخصص ميكانيك و محركات ثقيلة .
    *****
    [/align]

    [align=right] كان الأصدقاء العلماء العرب ، يتصلون بأهاليهم بالصوت و الصورة من خلال حاسوب وضعوه في غرفة صغيرة تتسع لشخص واحد في أقصى الجهة الخلفية من المركبة ؛ يلج إليها كل بمفرده ، فيجري اتصاله ، ثم يترك المجال لغيره ..
    عندما خرج الدكتور مجدي من غرفة الإتصال ، بدا عليه الحزن و قد ترقرقت الدموع في عينيه .
    سأله الدكتور هشام : " مايزعجك يا أخي مجدي ؟ " ، " الوالدة مريضة يا أخي هشام! " أجابه الدكتور مجدي و هو يمسح دمعة نفرت رغما عنه ..
    هنا اقترب منه كرزون مواسيا ، ثم أضاف :
    - إذا كنت ترغب برؤيتها عن كثب فأنا على استعداد لتلبية رغبتك حالا ، و ستكون إلى قربها خلال دقائق ..
    نظر إليه الدكتور مجدي و قد تملكته الدهشة ثم سأله :
    = هل تمزح يا صاحبي ؟
    فابتسم كرزون و هو يجيبه بكل ثقة :
    - لا مزاح في هذه الأمور .
    و لا غرابة فيما أقترح ، فعندما تكون داخل فقاعة من المادة المعتمة ، تصبح تماما كأي مخلوق من هذه المادة ، تغوص في الأعماق و تخترق الصهارة و تتسلل بين الشقوق بسرعة مذهلة تتجاوز سرعة مركبتكم هذه !
    يتدخل الدكتور هشام قائلا :
    = هذه مغامرة ، أتدري كم المسافة بيننا هنا و بين دبي ؟ إنها مغامرة لا أنصحك بها يا صاحبي ، و على الأرجح سوف تتوه و ربما نفقدك إلى الأبد .
    يجيبه كرزون مطمئنا :
    - لا تقلق ، سأكون برفقته ، فقط نريد اسم الفندق الذي ينزل فيه أهله ، أما الزمن فسيكون أقصر مما تظن ، مدة زيارته مضافا إليها بضع دقائق للذهاب و الإياب .
    يسأل الدكتور حمود عن اسم الفندق فيجيبه :
    = فندق شاطئ الجميره و يقع على الشارع المسمى بنفس الإسم .
    *****
    كان الدكتور مجدي و و مرافقه كرزون يتحركان في باطن الأرض حينا و على سطحها حينا آخر بسرعة مذهلة تتجاوز سرعة البرق ، و كان الدكتور مجدي يشعر و كأنه يعيش حلما تتوالى صوره ؛ كانا يتسللان عبر الصدوع الكثيرة في قشرة الأعماق ، أو يتسلقان الجبال أو يخترقان الوديان و الغابات حين يحلو لهما ذلك .
    و رغم هذه السرعة الكبيرة فقد تمكن الدكتور مجدي من تمييز نفق بحر المانش معجزة الهندسة في القرن العشرين و هو النفق الذي يفصل بين فرنسا و انكلترا ، و استطاع أن يميز كذلك مدنا كبرى كباريس و فينيسيا ( البندقية ) و استنبول على السطح ، و تجمعات نفطية و مائية في أماكن مختلفة في الأعماق ، و أيضا الكثير الكثير من عروق الذهب و كتل الماس في أماكن متعددة ، و الأهم من كل ذلك بحيرة كبيرة جدا من الماء العذب تحت الربع الخالي ، و الكثير الكثير من البحيرات النفطية صغيرها و كبيرها على أعماق متفاوتة في منطقتي البحر الأبيض المتوسط و الخليج .
    و فجأة وجد نفسه يخرج من البحر المحاذي لمدينة دبي و يتجه مع رفيقه كرزون إلى أحد شواطئ المدينة ، و إن هي إلا ثوانٍ حتى كان أمام مجمع سياحي ضخم يتوسطه فندق على شكل موجة بحرية عملاقة و لافتة كتب عليها (فندق شاطئ الجميرة) .
    دخل و رفيقه من باب البهو الرئيسي ، و بحكم العادة اقترب من مكتب إستعلامات الفندق ليسأل عن رقم غرفة والديه ، فضحك كرزون منه و قال له منبها و هو لا زال يضحك :
    - أنسيت أنك ضمن فقاعة المادة المعتمة ؟ و أن أحدا لا يراك أو يسمعك ؟!
    ثم تقدم كرزون داخل المكتب و اخترق أدراج ملفات النزلاء ، و عاد إلى الدكتور مجدي ليبلغه بأن و الديه و شقيقتيه موجودون في الغرفتين رقم 185 و 186 على التوالي في الطابق الثامن عشر .
    *****
    قال له كرزون :" ساقوم بجولة ألقي خلالها نظرة على هذا المجمع السياحي الفاخر ثم أعود إلى تلك الزاوية هناك .. حيث نلتقي قبل أن نبدأ رحلة العودة " .
    سأله الدكتور مجدي راجيا : " ألا يمكنك إزاحة الفقاعة عني لأتمتع بلقاء حي مع أهلي ؟"
    فأجابه منبها : " إذا كنت تريد أن تقتلهم ، أفعل ! " ثم أضاف :
    - يارجل كلموك قبل أقل من نصف ساعة و أنت في أقاصي شمال اسكتلوندا ، ثم يجدونك في وجوههم ، سوف تقتلهم المفاجأة يا دكتور !
    عندما تمكن الدكتور مجدي من دخول غرفة والديه ، شاهد ما جعله يضطرب ، فثمت طبيبة تقوم بفحص والدته ، و قد وقف إلى جوارها والده الذي بدا عليه الإنزعاج ، و في الطرف الآخر من السرير جلست شقيقتاه و قد استبد بهما القلق .
    و إذ أنهت الطبيبة فحصها و بدأت تكتب وصفة الأدوية المناسبة ، سالها والده ملهوفا : " خير يا دكتورة ؟ " تجيبه مبتسمة : " كل الخير إنشاء الله ، مجرد نوع فيروس الأنفلوينزا أصاب قصباتها الهوائية ، و مع العناية و الدواء الذي وصفته ، سيزول البأس بعون الله خلال أيام ".
    و فجأة سمع والدته تنادي : " مجدي .. مجدي .. مجدي .. تعال إلى حضن أمك يا حياة أمك "
    تدمع عيون الفتاتين ، بينما يقترب منها والده قائلا بحنان كبير :
    - أنت تعلمين أن مجدي مسافر يا أم مجدي ، و أنه سيعود قريبا مظفرا بعون الله...
    فتجيبه ملحة :
    = بل هو هنا ، أنا اشعر بوجوده ، أكاد أشم أنفاسه !
    و تعود للمناداة :
    = مجدي...مجدي ..اقترب مني يا روح أمك ....
    يلتفت أبو مجدي إلى الطبيبة متساءلا بعينين دامعتين ...
    فتجيبه الطبيبة بصوت خافت :
    - لا تقلق يا عم ، هذا مجرد هذيان بسبب ارتفاع حرارتها ، أكثروا من إعطائها السوائل ، و ضعوا ثلجا على جبينها لفترة ثلاث دقائق كل عشر دقائق و قد وصفت لها دواء خافضا للحرارة و آخر مضاد حيوي وقائي لمنع وصول المرض إلى رئتيها ، و غدا سوف أعود لزيارتها و ستكون بحال أفضل بقدرة الله ..
    أما مجدي فقد همس إلى ذاته و قد اعتصره الألم : " الآن عرفت أكثر من أي وقت مضى ، أن قلب الأم لا يخيب حدسه ؛ لقد شعرت بوجودي المسكينة ! "
    أدرك مجدي أن مرض والدته ليس بالمرض الخطير ، اقترب منها محاولا طبع قبلة على جبينها أو تقبيل يدها ، و لكن فقاعته من المادة المعتمة لم تمكنه من ذلك ، فأرسل لها و للجميع قبلا في الهواء ، ثم مضى للقاء رفيقه كرزون.
    [/align]

    [align=right]=========================
    * نزار بهاء الدين الزين
    سوري مغترب
    عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
    عضو الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب ArabWata
    الموقع : www.FreeArabi.com
    البريد : nizar_zain@yahoo.com
    =========================
    [/align]

    [align=right]رحلة إلى الأعماق
    روابط الأجزاء السابقة
    [/align]
    [align=right]رابط الجزء الأول

    رابط الجزء الثاني

    رابط الجزء الثالث

    رابط الجزء الرابع

    رابط الجزء الخامس

    رابط الجزء السادس

    رابط الجزء السابع

    رابط الجزء الثامن

    رابط الجزء التاسع
    http://www.freearabi.com/رحلة-إلى-ال...الزين.htm
    [/align]
يعمل...
X