[frame="14 98"]
[/frame]
على شرفة المقهى المطلة على الشارع الرئيسي للمدينة,كنت أحتسي قهوتي ضمن طقوسها اليومية.كنت مفقودا الى درجة لا تتصور.احتميت بانغماسي في صفحات الجرائد اليومية المملة,فزادتني أخبار اليومي عمقا في فقداني.كان هاجس القصة المقبلة يشغل بالي لحدود لذة منتظرة,لكن شيئا يمنع ميلادها,فأصبحت العمليات القيصرية تجرح مخيلتي الصماء فترن في محيطي نداءات احتساءات تفتح نفسي على روحانيتها.
بسرعة ألملم زمكاني بتفاصيله الجزئية: علبة سجائري,ولاعتي,قلمي ونظارتي التي تعرف مكانها من خلل شعري.دراهم أنثرها على الطاولة والتفاتة نحو النادل وهو وراء الكونطوار,ثم تلويحة يد تشي برمزية الحضور المؤبد في المقهى.
الوجهة معروفة.أعبر الشارع نحو الضفة الأخرى ومباشرة بعد انعطافة صغيرة في شارع فرعي تفضي بي الى ضالتي.رائحة الأسماك المقلية المنبعثة من المطاعم القريبة تشعرني بالغثيان,فأنسل بسرعة الى كهفي المعهود متأبطا جرائدي وحزني.
مع الولوج المرغوب,أحسني داخل البار مفتونا بروعة سحر البدايات الأولى للخليقة.عذرية الجسد وهو ينحت مع تناغي الطيور وسنا البروق وسموق الجبال بهجة الحياة.
كأس أولى..كأس ثانية..كأس ثالثة,فطقطقة مدوية على أديم رخام الكونطوار أفزعت النادلة من خلفه.شابة وسيمة,اسمها وسيلة,ذات ابتسامة غير مصطنعة وعينان تتأرجحان بنزق صوب كل الجهات,ثم تمايد يوحي لاضطرابات ستهز الساعات الأخيرة من الليل.
ترمقني بنظرات صامتة لأنها تعرف زهدي داخل كهفي..
تترادف جرعات الويسكي,وتتوالى قناني البيرة تقطعها كؤوس صغيرة من النبيذ الأحمر.ذا الطقس تجلله شعلة سيجارة مالبورو مع اندلاق الموسيقى من الجهة المقابلة,يعزفها شابان.الأول على البيانو والثاني على الغيثار.
أغنية بوب ديلان "the answer my friend is blowing " تصدح من أداء الشاب الثاني وهو يحشو فمه بالهارمونيكا.تتألق في دواخلي قصائد بوب الرائعة فأتمنى لو أن رواد البار كلهم سيعانقون عظمة هذا الفنان.مع انتهائه شكرته بتصفيق حاد انزاح عبر حركة لا ارادية ليردي كأسي أشلاء.
انكفأ وجهي على هلامية الويسكي المهروق وندم يتحسر على ضياغ نغمة الروح بهذا العبث غير المرتقب..
أعدت تأثيث التبعثر في جلستي,واستسمحت النادلة الجميلة على نزقي ثم طلبت كأس فودكا ليشعرني بصقيع سيبيريا وعظمة الأدب الروسي.
احتسيته بتمهل أعاد لي معالم القصة التي كنت أنتوي كتابتها,تشوبها أمنيتي
" امرأة جميلة بلا قلب,تعزف على قيثارة نشيد دموع باخوس وتراقص في لحظات العربدة زوربا وتضاجع في اخر الليل دونيزوس"
مع الجرعة الأخيرة الساهمة من الكأس الأخيرة,دفعت للنادلة حسابي وهي تعترضني بابتسامة موحية.منطفئا تضيئني نجومي.أتوجه نحوالباب لأجدني في أقرب مطعم أطلب طبقا من السمك المقلي.
م ع الرحمان دريسي
المغرب
بسرعة ألملم زمكاني بتفاصيله الجزئية: علبة سجائري,ولاعتي,قلمي ونظارتي التي تعرف مكانها من خلل شعري.دراهم أنثرها على الطاولة والتفاتة نحو النادل وهو وراء الكونطوار,ثم تلويحة يد تشي برمزية الحضور المؤبد في المقهى.
الوجهة معروفة.أعبر الشارع نحو الضفة الأخرى ومباشرة بعد انعطافة صغيرة في شارع فرعي تفضي بي الى ضالتي.رائحة الأسماك المقلية المنبعثة من المطاعم القريبة تشعرني بالغثيان,فأنسل بسرعة الى كهفي المعهود متأبطا جرائدي وحزني.
مع الولوج المرغوب,أحسني داخل البار مفتونا بروعة سحر البدايات الأولى للخليقة.عذرية الجسد وهو ينحت مع تناغي الطيور وسنا البروق وسموق الجبال بهجة الحياة.
كأس أولى..كأس ثانية..كأس ثالثة,فطقطقة مدوية على أديم رخام الكونطوار أفزعت النادلة من خلفه.شابة وسيمة,اسمها وسيلة,ذات ابتسامة غير مصطنعة وعينان تتأرجحان بنزق صوب كل الجهات,ثم تمايد يوحي لاضطرابات ستهز الساعات الأخيرة من الليل.
ترمقني بنظرات صامتة لأنها تعرف زهدي داخل كهفي..
تترادف جرعات الويسكي,وتتوالى قناني البيرة تقطعها كؤوس صغيرة من النبيذ الأحمر.ذا الطقس تجلله شعلة سيجارة مالبورو مع اندلاق الموسيقى من الجهة المقابلة,يعزفها شابان.الأول على البيانو والثاني على الغيثار.
أغنية بوب ديلان "the answer my friend is blowing " تصدح من أداء الشاب الثاني وهو يحشو فمه بالهارمونيكا.تتألق في دواخلي قصائد بوب الرائعة فأتمنى لو أن رواد البار كلهم سيعانقون عظمة هذا الفنان.مع انتهائه شكرته بتصفيق حاد انزاح عبر حركة لا ارادية ليردي كأسي أشلاء.
انكفأ وجهي على هلامية الويسكي المهروق وندم يتحسر على ضياغ نغمة الروح بهذا العبث غير المرتقب..
أعدت تأثيث التبعثر في جلستي,واستسمحت النادلة الجميلة على نزقي ثم طلبت كأس فودكا ليشعرني بصقيع سيبيريا وعظمة الأدب الروسي.
احتسيته بتمهل أعاد لي معالم القصة التي كنت أنتوي كتابتها,تشوبها أمنيتي
" امرأة جميلة بلا قلب,تعزف على قيثارة نشيد دموع باخوس وتراقص في لحظات العربدة زوربا وتضاجع في اخر الليل دونيزوس"
مع الجرعة الأخيرة الساهمة من الكأس الأخيرة,دفعت للنادلة حسابي وهي تعترضني بابتسامة موحية.منطفئا تضيئني نجومي.أتوجه نحوالباب لأجدني في أقرب مطعم أطلب طبقا من السمك المقلي.
م ع الرحمان دريسي
المغرب
[/frame]
تعليق