القصة المخمورة/قصة قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دريسي مولاي عبد الرحمان
    أديب وكاتب
    • 23-08-2008
    • 1049

    القصة المخمورة/قصة قصيرة

    [frame="14 98"]


    على شرفة المقهى المطلة على الشارع الرئيسي للمدينة,كنت أحتسي قهوتي ضمن طقوسها اليومية.كنت مفقودا الى درجة لا تتصور.احتميت بانغماسي في صفحات الجرائد اليومية المملة,فزادتني أخبار اليومي عمقا في فقداني.كان هاجس القصة المقبلة يشغل بالي لحدود لذة منتظرة,لكن شيئا يمنع ميلادها,فأصبحت العمليات القيصرية تجرح مخيلتي الصماء فترن في محيطي نداءات احتساءات تفتح نفسي على روحانيتها.

    بسرعة ألملم زمكاني بتفاصيله الجزئية: علبة سجائري,ولاعتي,قلمي ونظارتي التي تعرف مكانها من خلل شعري.دراهم أنثرها على الطاولة والتفاتة نحو النادل وهو وراء الكونطوار,ثم تلويحة يد تشي برمزية الحضور المؤبد في المقهى.

    الوجهة معروفة.أعبر الشارع نحو الضفة الأخرى ومباشرة بعد انعطافة صغيرة في شارع فرعي تفضي بي الى ضالتي.رائحة الأسماك المقلية المنبعثة من المطاعم القريبة تشعرني بالغثيان,فأنسل بسرعة الى كهفي المعهود متأبطا جرائدي وحزني.

    مع الولوج المرغوب,أحسني داخل البار مفتونا بروعة سحر البدايات الأولى للخليقة.عذرية الجسد وهو ينحت مع تناغي الطيور وسنا البروق وسموق الجبال بهجة الحياة.

    كأس أولى..كأس ثانية..كأس ثالثة,فطقطقة مدوية على أديم رخام الكونطوار أفزعت النادلة من خلفه.شابة وسيمة,اسمها وسيلة,ذات ابتسامة غير مصطنعة وعينان تتأرجحان بنزق صوب كل الجهات,ثم تمايد يوحي لاضطرابات ستهز الساعات الأخيرة من الليل.

    ترمقني بنظرات صامتة لأنها تعرف زهدي داخل كهفي..

    تترادف جرعات الويسكي,وتتوالى قناني البيرة تقطعها كؤوس صغيرة من النبيذ الأحمر.ذا الطقس تجلله شعلة سيجارة مالبورو مع اندلاق الموسيقى من الجهة المقابلة,يعزفها شابان.الأول على البيانو والثاني على الغيثار.

    أغنية بوب ديلان "the answer my friend is blowing " تصدح من أداء الشاب الثاني وهو يحشو فمه بالهارمونيكا.تتألق في دواخلي قصائد بوب الرائعة فأتمنى لو أن رواد البار كلهم سيعانقون عظمة هذا الفنان.مع انتهائه شكرته بتصفيق حاد انزاح عبر حركة لا ارادية ليردي كأسي أشلاء.

    انكفأ وجهي على هلامية الويسكي المهروق وندم يتحسر على ضياغ نغمة الروح بهذا العبث غير المرتقب..

    أعدت تأثيث التبعثر في جلستي,واستسمحت النادلة الجميلة على نزقي ثم طلبت كأس فودكا ليشعرني بصقيع سيبيريا وعظمة الأدب الروسي.

    احتسيته بتمهل أعاد لي معالم القصة التي كنت أنتوي كتابتها,تشوبها أمنيتي
    " امرأة جميلة بلا قلب,تعزف على قيثارة نشيد دموع باخوس وتراقص في لحظات العربدة زوربا وتضاجع في اخر الليل دونيزوس"

    مع الجرعة الأخيرة الساهمة من الكأس الأخيرة,دفعت للنادلة حسابي وهي تعترضني بابتسامة موحية.منطفئا تضيئني نجومي.أتوجه نحوالباب لأجدني في أقرب مطعم أطلب طبقا من السمك المقلي.

    م ع الرحمان دريسي
    المغرب

    [/frame]
  • أحمد أبوزيد
    أديب وكاتب
    • 23-02-2010
    • 1617

    #2
    الأستاذ / دريسى مولاى .

    بالتأكيد يشرفنى المشاركة فى الحوار مع شخصكم من خلال هذا المتصفح

    لقد بدأت يومك مشتت متلخبط الأحاسيس فوضعت لنا نموذج لهذه اللخبطة

    شربت فنجان القهوة الصباحية لتزيد إحساسك و ترفع من نسبة التركيز ثم تألمت من رائحة السمك المقلى و شربت جميع أنواع الخمور لكى تذهب عقلك
    ثم ذهبت لتناول وجبه سمك مقلى

    فعلا كان يومك ملخبط و قد وصل إلينا هذا الإحساس

    و أنا مستمتع بالغوص فى بحور دريسى مولاى الجميلة

    تحياتى و تقديرى
    أحمد أبوزيد

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      كأنك تعيد علىّ ترنيمة ( سمك .. لبن .. تمرهندي )
      ما الجديد ، كل شيء يشبه كل شيء
      لا القهوة ، و لا كأس الفودكا .. و لا محل السمك
      سوف يبتلع أو يمتص حزنك ، أو هذه الغوصة التى غصتها
      مع أبطال القصص ، وكتابها الكبار
      فهل كانت قصة مخمورة أم قصة مقهورة
      أجمل ما فيها تلك الرقصة ، و غناء أحببته من حديثك عنه
      الفارق الزمنى بين ماهو وجودي و المخمورة
      فارق أنك هنا محب .. تنزع إلى المتعة ، إلى الرقص و الصخب
      و تقرر الفودكا دفئا لليلة

      قرأتها وفورا كنت أكتب مشهدا رهيبا كاد يقضي على ، أنا بن الخامسة او السادسة عاشرة ، حين كتبت أول أشعارى أو أول ما دونت من فلكولور شعبي
      كانت ليلة فاصلة ، عرفت لأول مرة فى عمرى ، كيف تكون بجاحة اللص ،
      و المزيف ، و كيف خرجت مهزوما ، لألقي بكل شىء ، و انغمس فى حياة
      غريبة أجمل ما فيها بالطبع الكتب !!

      ليلتك سعيدة أخي الجميل
      sigpic

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #4
        العزيز دريسي...
        دروب تتماوج خطوطها..
        تتقاطع ، وتتباعد، ثمّ تعود للتشابك..
        لا بدّ للأديب من طقوس غير عاديّة يمارسها..
        عند مخاض نصّ يستفزّه حدّ الجنون...
        بتعابير متباينة....
        كلّها تؤدّي لدروب مقهاك عند أول رشفةٍ لقهوتك..
        وعلى قدر عمق القلم ..والمشاعر ،وقوّة الإحساس،وجموح الخيال..
        تزداد فوضى اللحظات..واصطراخها متسرّبة ..هنا وهناك..
        هنا في هذا النص ..
        كان يبدو بوضوح جنون عالم دريسي..لحظة ما قبل الكتابة..
        دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي...

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • دريسي مولاي عبد الرحمان
          أديب وكاتب
          • 23-08-2008
          • 1049

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة
          الأستاذ / دريسى مولاى .

          بالتأكيد يشرفنى المشاركة فى الحوار مع شخصكم من خلال هذا المتصفح

          لقد بدأت يومك مشتت متلخبط الأحاسيس فوضعت لنا نموذج لهذه اللخبطة

          شربت فنجان القهوة الصباحية لتزيد إحساسك و ترفع من نسبة التركيز ثم تألمت من رائحة السمك المقلى و شربت جميع أنواع الخمور لكى تذهب عقلك
          ثم ذهبت لتناول وجبه سمك مقلى

          فعلا كان يومك ملخبط و قد وصل إلينا هذا الإحساس

          و أنا مستمتع بالغوص فى بحور دريسى مولاى الجميلة

          تحياتى و تقديرى
          أحمد أبوزيد
          الأستاذ أحمد أبو زيد...
          تشرفت بك وبتقاسمك الجميل لهذه القصة المبتغاة وهي تنتظر ميلادها...
          حديثك رائع وحضورك أروع...
          سعيد يمعرفتك هنا على متن متصفحي.
          تقديري الشديد.

          تعليق

          • دريسي مولاي عبد الرحمان
            أديب وكاتب
            • 23-08-2008
            • 1049

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
            كأنك تعيد علىّ ترنيمة ( سمك .. لبن .. تمرهندي )
            ما الجديد ، كل شيء يشبه كل شيء
            لا القهوة ، و لا كأس الفودكا .. و لا محل السمك
            سوف يبتلع أو يمتص حزنك ، أو هذه الغوصة التى غصتها
            مع أبطال القصص ، وكتابها الكبار
            فهل كانت قصة مخمورة أم قصة مقهورة
            أجمل ما فيها تلك الرقصة ، و غناء أحببته من حديثك عنه
            الفارق الزمنى بين ماهو وجودي و المخمورة
            فارق أنك هنا محب .. تنزع إلى المتعة ، إلى الرقص و الصخب
            و تقرر الفودكا دفئا لليلة

            قرأتها وفورا كنت أكتب مشهدا رهيبا كاد يقضي على ، أنا بن الخامسة او السادسة عاشرة ، حين كتبت أول أشعارى أو أول ما دونت من فلكولور شعبي
            كانت ليلة فاصلة ، عرفت لأول مرة فى عمرى ، كيف تكون بجاحة اللص ،
            و المزيف ، و كيف خرجت مهزوما ، لألقي بكل شىء ، و انغمس فى حياة
            غريبة أجمل ما فيها بالطبع الكتب !!

            ليلتك سعيدة أخي الجميل
            القدير ربيع ع الرحمان...
            شكرا لك على هذا الحديث الصادق وهو يشعرني بتقاسم رائع.
            محبتي.

            تعليق

            • دريسي مولاي عبد الرحمان
              أديب وكاتب
              • 23-08-2008
              • 1049

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
              العزيز دريسي...
              دروب تتماوج خطوطها..
              تتقاطع ، وتتباعد، ثمّ تعود للتشابك..
              لا بدّ للأديب من طقوس غير عاديّة يمارسها..
              عند مخاض نصّ يستفزّه حدّ الجنون...
              بتعابير متباينة....
              كلّها تؤدّي لدروب مقهاك عند أول رشفةٍ لقهوتك..
              وعلى قدر عمق القلم ..والمشاعر ،وقوّة الإحساس،وجموح الخيال..
              تزداد فوضى اللحظات..واصطراخها متسرّبة ..هنا وهناك..
              هنا في هذا النص ..
              كان يبدو بوضوح جنون عالم دريسي..لحظة ما قبل الكتابة..
              دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي...
              العزيزة ايمان...
              حضورك الباهي بعمقه ورحابة أفقه يشعرني رفقة نصوصي اني في حضرة قارئة فذة...
              دمت ودام حضورك المميز.
              مودتي.

              تعليق

              • دريسي مولاي عبد الرحمان
                أديب وكاتب
                • 23-08-2008
                • 1049

                #8
                "كل سكر لا يكون عن شرب لا يعول عليه" الشيخ الأكبر

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  انسيال الوجع على رقعة الروح
                  دم مغاضب
                  و قلب يتوق لقلب
                  وعمر زائد عن الحاجة يبحث عن منفى أو مرسي أو حتى مقبرة !!


                  أين أنت ؟

                  أوحشتني كثيرا
                  sigpic

                  تعليق

                  يعمل...
                  X