أرْجوزة أكتبُها لكلّ منْ
يريدُ من بناتِهِ أنْ تؤتمن

من فئةِ الشبابِ كالذئابِ
تحتَ سِتار الحُبّ والأحبابِ

أصُوغها فى قصّةٍ ميسّـرَهْ
ليأخذ الإنسانُ منها عِبَرَهْ

قصّة بنتٍ منْ بناتِ الجَامعَهْ
تزوّجَـتْ ببدْعةٍ مبتدَعَهْ

ابتدأتْ معَ زميل حَبّها
اسطاعَ أن يأخذ منها لبّها

كلاهُمَا تعاهَهدَا وشدّدا
وزعَما حبًا شريفا يُقتدَى

فى كلّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ ّّّّّّّّّّّّّّّّّ لحْظةٍ تراهُما معَا
إنْ يذهبا (للجامعَه)أو يَرجعا

وقلما نراهُما تفرّقا
إلا بأنْ يتفـقا للملتقى

فى رابع الأعوَم للدّرَاسةِ
كلاهُما أحسّ هَولَ الفرْقةِ

فقرّرا تجاوزَ التّخوّفا
بما ينافى فى الأصُول الشرَفا

لايرْتضيه الدّينُ والشريعَهْ
واتخذا منَ الحُبّ ذريعَهْ

ذلك ما يُقالُ عنه العُرْفُ
فى السرّ والزواج فيهِ أخفوا

والعرْفُ أنْ يعرفهُ الجميعُ
والأهلَ والأصولَ أنْ يطيعُوا

وقـبْلَ الامتحان قدْ تزوّجا
أوْهَمَها الزواج فيه المُرْتجى

وفيه أنْ يحتفظا بالحُبّ
وأنْ يظلا دَائمًا فى قرْبِ

وأدّيا آخرَ الامتحان
وافترَقا كلٌ إلى مكان

أحسّت التكوينَ فى الأحْشاءِ
فانخرطتْ فى حدّةِ البكاء

بعدَ انتهاء السنةِ الأخيرهْ
زادَ الجنين أصبحتْ فى حِيرهْ

وبدأتْ فى نوبةِ الترْجيع
فضيحة أقبح بذا الصنيع

والأمّ مِنْ خبرتها تشككتْ
فى أمرها وأسْرَعَتْ وسألتْ

ماذا دَهَاكِ ؟ أسْرعِى أجيبى
ماذا دَهَاكِ ؟هيّا للطبيبِ

وأسرعَ الطبيبُ بالبشارَهْ
لم يدْر فى التبشيرمن خسَارهْ

وجذبتْ ابنتها وأسْرَعـتْ
وغمْغـمَتْ لابنتها توعّدَتْ

وبالزواج اعترَفت لأمّها
فلطمتها وبَكتْ منْ همّها

وأيْنَ هذا الزوجُ يامُصِيبتى
مازرْتهُ فى البيتِ غيرمرّةِ

ويوْمها كان الزواجُ خِلسَهْ
صديقة لى وأنا فى جَلسَهْ

هيّا وبالهاتفِ كلمِيهِ
عسَى يجئُ ثمّ أخبريهِ

حاولتُ يا أمّاهُ غير مرّةِ
لم ْيجدِ الاتصَالُ قيدَ شعْـرةِ

وذهبتْ وَأمّها لأهلهِ
فى البدْءِ لمْ تخبرْهُمُ بفعْـلهِ

وعرَفتْ من أهلهِ بسفرهْ
وأنهُمْ ماعلمُوا بخبَرهْ

وأخبرتهمْ أنهُ زوجٌ لها
فأنكرُوا معْـرفة بأمْرها

وخرَجَتْ حَزينة منكسِرَهْ
لمْ تدْر بالجنين كيْفَ تخبرَهْ

لعلهُ يأتِى لتصْليح الخطأ
ويكملُ الأمرَ الذى فيهِ بدَأ

فأصْبَحتْ ذليلة مَقهُورَهْ
فلتتعـظ بناتنا بالصّورَهْ

بَعْـدَ انتهاءِ تسْعةِ الشهور
مااسْتقبلَ المولودُ بالسّرور

والأمّ لمْ تدْر الذى تفعَـلهُ
واستحْرمَتْ ماذنبُهُ تقتلهُ

والبنتُ ماتتْ سَاعة الولادَهْ
ما ابتسمَتْ ولا رأتْ سعادهْ

وأمّهَا مصيبتين استقبلتْ
فصرَختْ باكية ولطمَتْ

ومرّت السنونُ منها أرْبعَا
وأخبرَتْ أنّ أباهُ رَجعَا

فذهبَتْ إليهِ حتى تخبرَهْ
وقدْ نفى موْلودَهُ وأنكرَهْ

قالتْ لهُ من حزنها توُفِيَتْ
وأنها بالعُـرْف منهُ بُليَتْ

لى ترَكتْ هذا الصغيرَ ذكرَى
فليتهُ يلقى لديك العُذرَا

لمْ يبدِ أىّ أثر أوْ حُزن
مستقبلا كلا مَها بجُبْن

إلى المُحَامِى الجدّة قدْ ذهبَتْ
ومَعها وُرَيْقة قدْ كتبتْ

بخطهِ هلْ كتبَ الوثيقهْ ؟
قالت : نعَمْ وهذهِ الحقيقهْ

ماوقعَ الشهودُ إلا واحِدَا
هلْ تعرفينهُ فقالت: أبدَا

تعدّدَتْ جلسَاتها فى المحْكمَهْ
مظلمَة تعرضُ بَعـدَ مظلمَهْ

وحكمَ القاضِى بصحةِ النسَبْ
مُستندا للخط والذى كتِبْ

فالحرْصَ يا فـتاة أنْ تغـرّرى
بالعُرفَ فى الزواج كىْ لاتقهرى

بالحبّ واسمهِ الذنوب تقترفْ
فالسرّ فى الزواج ما بهِ شرفْ

شعر السيد درويش الضبع
2009