أحاول الصراخ فأجهش بصمت كظيم .. ولأني ضقت ذرعا بها، أمضي إلى حيث الركن البعيد .. لم أجد فيها طيب مقام ، تبدد حلمي يوم عرفت ضنّها.. وعندما كشفت لها رغبتي في الرحيل ، لم تبالي ، بل تركتني لحالي أضطرم و أذوي ..
كلّ مساء تبدو حزينة وباردة .. وكلّ صباح تبدو ثقيلة ومزعجة .. وبين تعسر الدمع في المآقي ، وضيق صدري بالهموم .. و بعد أن أفرشتني الجمر .. لا أرى غير الهروب ملجأٌ يناسب خيبتي ..
يا أيها العمر الطويل إلى متى..؟! فقلبي أهرأه الحزن الدفين .. وغابت عن شفتاي بسمة الطفولة فسئمت براءة الصابرين ..
أنا .. عندما تغربت صغيرا ..لم يشدني لها الحنين .. لم أبالي ببقايا تتحرك خلفي دون أنين .. غابت عن عقلي حماسة الصبا، وغاب وعيي بين كأس وحور عين ..آهاٌ لو تدرين لماذا ،أو يدرون..؟! وما السبيل وقد تحجر الدمع ..؟! ورفضي أن أموت مرتين ..!!
تجمّع حول كلماتي المتنطعون و المزايدون، وأنا الذي تعرض صدري للرصاص لأجلهم.. وتنازلت للجلوس دونهم .. وحرصت على إشباعهم وكنت من الصائمين .. ففقدت كلّ شيءٍ ثمين .. آه يا لحرقتي و جحودهم ، وقسوة الفقد مرتين .. وتغيب الشمس وتشرق للآخرين .. ونورها يأبى أن يشعّ لي ولو لحين ..
تعليق