6
الخروج من عنق الزجاجة, كان هو الهم الأكبر للأخوين, الذين أرسلا أخيهما الأصغر, وأخذا يصارعان الوقت للنفاذ بجلديهما, من أجل مغادرة المزرعة والوصول إلى مأمن, قبل أن تبدأ ذرات الضوء باغتيال العتمة التي تسترهما
ركب حامد على حصانه بمساعدة حمدان, لأن الدم كان يتدفق بكثافة وحيوية, من الجرح العميق في فخذه جراء طعنات الخناجر, بينما تلقى حمدان عدة ضربات على مختلف جسده ورأسه, أثمرت عن انتفاخات بحجم التين وجرح ليس بليغا في كتفه
يجب أن نربط قدمك ونوقف تدفق الدم, لا يمكن أن تسير هكذا فخلال سويعات ستهلك من نقص الدم
ليس لدينا وقت يجب أن نتحرك ونفترق بسرعة وإلا..
انتظر لا تذهب لا يمكن أن أدعك تذهب هكذا, يجب أن اربطه وإلا هلكت فلا فائدة من هربك إذن
حسنا بسرعة هيا
سأربطها من أعلى منطقة في فخذك هيا شمر بنطالك
نعم انطلق الآن على بركة الله, ولا تنس ان تمر على معارفك في شبعا ومن الضروري أن تعالج قدمك .. اسمع ضروري جدا لا تهمل فأنا أعرفك
حسنا حسنا لا تكثر الكلام هيا انطلق أمامي بسرعة
إذهب أنت أولا
كلا أنت أولا فحصاني قوي سريع
حسنا لنتحرك في نفس الوقت ولا تنس شمشمة الأخبار من هنا وهناك والاطمئنان على حماد
وأنت لا تنس جرحك.. عالجه وإلا سيصيبك تسمم
حسنا يا أخي
ويركب حمدان حصانه.. ويتعانقان عناق وداع كأنه الأخير بلا لقاء.. عناق الرجال التي تذرف دموعها إلى الداخل..
عمدا الى جولة وداع في ربوع البساتين, التي اختفى حراسها في بطن الظلام!!.. أخذا كل ما خف وزنه وغلا ثمنه..
انطلق حامد باتجاه الشمال بينما اتجه حمدان بعكس شروق الشمس ليسير فيما بعد بموازاة الساحل الفلسطيني باتجاه غزة
كانت جراح فخذه تئن.. قدمه الأخرى غدرت بها ضربة عصى غليظة ربما تسببت بتهشم العظم في منطقة الساق، لم يشعر بها في بداية الامر, لكنها مع البرودة بدأت تصرخ بجنون.. لم يلق لكل ذلك بالا.. بل استوطنت عقله الهواجس على أخيه حماد.. لكنه رجل فقد تلافى كل الضربات بحمد الله, وأهوى على رأس أحدهم بعصى أفقدته توازنه مما سهل علي التخلص منه.. هو رجل لن أخشى عليه فقد ربيناه تربية رجال.. لكن الليل غدار ومركبه ضعيف بطيء.. فهل سيصل يا ترى؟!.. تجتاحه الهواجس تسير مع خيط أحمر يترك أثره على التراب.. وهو يناور الليل والشجر والحضر.. يروغ من الظلال وبصائص النور, بحصان قوي يهرول دون كلل.. يحاول يحاول الحفاظ على دم الوقت بين يديه.. وطرد الاوهام والأفكار السوداوية التي تستعر في رأسه كزوبعة سيبيرية..
بدأ يشعر بالبرد ويترنح على ظهر الحصان لا يثبت إلا بصعوبة.. يحاول بضعف رفع رأسه وفتح عينيه لرؤية ما تبقى من طريق.. جسده يتهالك تخور قواه بسرعة.. بدأت طلائع النور تغزو فلول الليل على مقربة من قرية الشجرة التابعة للناصرة
رفع رأسه.. تحامل على جفونه.. فتحهما.. لمح منارة المسجد الصغير المنزوي كصومعة في بداية القرية.. توجه نحو البيت المحتمي خلفه.. توقف الحصان عند باب السياج الخاص بالمزرعة المؤدي إلى البيت الصغير
يسمع من في البيت صهيل الحصان.. كان الحاج أسعد يستعد للوضوء من أجل قراءة بعض الابتهالات قبل الأذان, فلما سمع الصوت أسرع وتوجه إلى الخارج
هذا الحصان أعرفه.. كأنه حصان حامد الأدهم.. من أتى به إلى هنا .. وأخذ يفرك عينيه محاولا تبين الظل الراكب على ظهره في ظلام الليل.. اقترب أكثر وهو يفرك عينيه ويحك راسه في محاولة لاستجماع انتباهه حتى صار عنده
هذا الحصان بلا راكب!! أين راكبه؟
مصطفى الصالح
10\07\2010
بقية الأجزاء هنا
الخروج من عنق الزجاجة, كان هو الهم الأكبر للأخوين, الذين أرسلا أخيهما الأصغر, وأخذا يصارعان الوقت للنفاذ بجلديهما, من أجل مغادرة المزرعة والوصول إلى مأمن, قبل أن تبدأ ذرات الضوء باغتيال العتمة التي تسترهما
ركب حامد على حصانه بمساعدة حمدان, لأن الدم كان يتدفق بكثافة وحيوية, من الجرح العميق في فخذه جراء طعنات الخناجر, بينما تلقى حمدان عدة ضربات على مختلف جسده ورأسه, أثمرت عن انتفاخات بحجم التين وجرح ليس بليغا في كتفه
يجب أن نربط قدمك ونوقف تدفق الدم, لا يمكن أن تسير هكذا فخلال سويعات ستهلك من نقص الدم
ليس لدينا وقت يجب أن نتحرك ونفترق بسرعة وإلا..
انتظر لا تذهب لا يمكن أن أدعك تذهب هكذا, يجب أن اربطه وإلا هلكت فلا فائدة من هربك إذن
حسنا بسرعة هيا
سأربطها من أعلى منطقة في فخذك هيا شمر بنطالك
نعم انطلق الآن على بركة الله, ولا تنس ان تمر على معارفك في شبعا ومن الضروري أن تعالج قدمك .. اسمع ضروري جدا لا تهمل فأنا أعرفك
حسنا حسنا لا تكثر الكلام هيا انطلق أمامي بسرعة
إذهب أنت أولا
كلا أنت أولا فحصاني قوي سريع
حسنا لنتحرك في نفس الوقت ولا تنس شمشمة الأخبار من هنا وهناك والاطمئنان على حماد
وأنت لا تنس جرحك.. عالجه وإلا سيصيبك تسمم
حسنا يا أخي
ويركب حمدان حصانه.. ويتعانقان عناق وداع كأنه الأخير بلا لقاء.. عناق الرجال التي تذرف دموعها إلى الداخل..
عمدا الى جولة وداع في ربوع البساتين, التي اختفى حراسها في بطن الظلام!!.. أخذا كل ما خف وزنه وغلا ثمنه..
انطلق حامد باتجاه الشمال بينما اتجه حمدان بعكس شروق الشمس ليسير فيما بعد بموازاة الساحل الفلسطيني باتجاه غزة
كانت جراح فخذه تئن.. قدمه الأخرى غدرت بها ضربة عصى غليظة ربما تسببت بتهشم العظم في منطقة الساق، لم يشعر بها في بداية الامر, لكنها مع البرودة بدأت تصرخ بجنون.. لم يلق لكل ذلك بالا.. بل استوطنت عقله الهواجس على أخيه حماد.. لكنه رجل فقد تلافى كل الضربات بحمد الله, وأهوى على رأس أحدهم بعصى أفقدته توازنه مما سهل علي التخلص منه.. هو رجل لن أخشى عليه فقد ربيناه تربية رجال.. لكن الليل غدار ومركبه ضعيف بطيء.. فهل سيصل يا ترى؟!.. تجتاحه الهواجس تسير مع خيط أحمر يترك أثره على التراب.. وهو يناور الليل والشجر والحضر.. يروغ من الظلال وبصائص النور, بحصان قوي يهرول دون كلل.. يحاول يحاول الحفاظ على دم الوقت بين يديه.. وطرد الاوهام والأفكار السوداوية التي تستعر في رأسه كزوبعة سيبيرية..
بدأ يشعر بالبرد ويترنح على ظهر الحصان لا يثبت إلا بصعوبة.. يحاول بضعف رفع رأسه وفتح عينيه لرؤية ما تبقى من طريق.. جسده يتهالك تخور قواه بسرعة.. بدأت طلائع النور تغزو فلول الليل على مقربة من قرية الشجرة التابعة للناصرة
رفع رأسه.. تحامل على جفونه.. فتحهما.. لمح منارة المسجد الصغير المنزوي كصومعة في بداية القرية.. توجه نحو البيت المحتمي خلفه.. توقف الحصان عند باب السياج الخاص بالمزرعة المؤدي إلى البيت الصغير
يسمع من في البيت صهيل الحصان.. كان الحاج أسعد يستعد للوضوء من أجل قراءة بعض الابتهالات قبل الأذان, فلما سمع الصوت أسرع وتوجه إلى الخارج
هذا الحصان أعرفه.. كأنه حصان حامد الأدهم.. من أتى به إلى هنا .. وأخذ يفرك عينيه محاولا تبين الظل الراكب على ظهره في ظلام الليل.. اقترب أكثر وهو يفرك عينيه ويحك راسه في محاولة لاستجماع انتباهه حتى صار عنده
هذا الحصان بلا راكب!! أين راكبه؟
مصطفى الصالح
10\07\2010
بقية الأجزاء هنا
تعليق