إني أعلنت البراءة
محمد نوري قادر
مُتـَشابـكة في وطني القـِيـَمُ
كما هي في البحر شِعـَبُ المرجان ِ
تـَحْمـِلـُها بـَينَ الجـَوانـِح ِ ضَواري شـَرسـَة ً
تـَرْتـَدي ملابسَ الحملان ِ
عانـَقتْ في مَخدَعـِها مـُضَيـّفاً يـُطـْعـِمـُها
ما تـُطـْعـَم الجـُرذان ِ
عـَبـَثـَتْ بمـَنْ لا يـُجـيدُ القـِراءة
ومـَنْ أقـْسَمَ بالـولاء ..
وبحُمـق ٍ للسلطان ِ
عـَجـِبـْتُ لِمَـنْ يـَلـُوذ َ عاشِقا ً
كما هـُو الطـَيّرُ ليلا ًعلى الأغصان ِ
هي في النـَفـْس ِ مُخـَبـَئـَة ٌ كاللؤلؤةِ
ساطـِع ٌ نـُورِها ما بـَقـِيَ الزمانِ
ثـَمـْرَةٌ طـَيـّبة ٌ أنـْبـَتـَها
مـَنْ خـَلـَقَ الدُنـْيـّا مـَنْ بَعـَثَ الإيمانِ
زُرِعـَتْ في النـُطـْفـَة ِ
مُنـْذ ُ نـُشـُوءَ الكـَون ِ
مـُنذ َ الخـَليقـَة َ حتى ألان ِ
لـَمْ يَكـُنْ أبا سُفيان مـَزّهـُواً بـِفِعـْلـَتـِه ِ
حينَ اجتـَمـَعَ حـَولـَهُ الصـِبـْيان ِ
ولا كـُسرى
عـِندَما أصابـَه ُ الـدّاءَ مُسـْتـَبيحـا ًعـِزَة َالنـُعـمان ِ
كـُلٌّ يـَنالَ ما يـَبـْتـَغي
إذا رَكـِبَ جـَوادُ الحـَقّ
مـُؤمـِنـاً بـالـحـق في المـيـدان ِ
لـَمْ تـَكـُنْ مـَعْصِيـّة ما كانَ كلكامش يـُقاتـِلُ لأجلها
ما يحـلـم به الإنسان
ولـَمْ يـَكـُنْ جيفارا والقرمطي
يـَعـْرِفـان ِبـَعْضَهُما ,بل هـما للحبِّ صنوان ِ
مـَنْ كانَ مـَهـْووساً لـِمَ يـَهـْرِب مـِنها
مـُشَـرَداً ,بعـيـدا في الأوطان ِ؟
يـَرمي الحـِجـارَة َعـَنْ بـُعْـدٍ مـُتـَعـَلِلا ً
وأخرى يـَمدّها مـُطالبا بالإحسان
وآخرون يـَسْتـَشيطوا غـَضَبـاً
إذا سَـهْواً قـُرئ الفنجانِ
لـَمْ يـَسـْجـِدَ للات ِأبـدا
مـِلـوك القـَوْم ِ
ماجد واحمد وأبو تماضر وعلوان
كـُلـّهُـمْ عـَرِفـوا الهـَوى
شَـرِبوا نـَخْـبَهُ ومَنْ مَعَهُمْ
في مقهى الفـتيـان ِ
أصبحَ مـَنْ يـَطرِقُ أبواب الدعـارة ِ
لـيلا ثـمـلا ًبَعْـدِهُمُ صاحبُ العـِرفان ِ
أنَّ المَراكِبَ لـَنْ تـَرسُو
أذا أصابـَها خـَطـَبٌ
أو مَرّتْ بالقـُرْب منها حيتانِ
هـو عـَلـَّمنـي قـَول الحـقيـقة
مـَنٍْ يـَحـْمِل المـَطرقـة والسنـدان
تـُركَ فـي مـهبِّ الـريح ِِ
تـَحـومُ فـَوقَ رأسِه الغـربـان ِ
صـارخـاً كـفى
نحـن غـرقى
قبـل أنْ تـَغـرقَ السـفيـنة ,قبـل الطوفان ِ
لـَنْ يـَأبـه لـلموتِ حـصانـي
حيـنَ الّـتـَفَ حولي الثعـبان
بـغـِلـوٍ أمـرَ الـربـان أنْ يـُعـقـدوا لساني
فأصبح الموتُ كماً بالمجان ِ
إنـي أعـلـنـْتُ البـَراءةَ الآن
مـِنْ سـاجدٍ بالرضا مـَسني منه الهوان ِ
لـَمْ يـزلْ كما فـي الأمس ِ
لـَمْ يـشرْ بسبـابةٍ
حتـى مـَنْ أضـرم النيـران
يـَتـكأُ علـى عكـازٍ خـُضِبَ لـونـِها
بـدماءٍ تـعطـرت بالمسك ِوالأرجوان ِ
لـو نـَهـضـتْ مـِنْ رقـادِها لحـظـة
لـعنـَتْ أيـامـها كـلها تـَعـلنُ العصيان
تعليق