سُطِّرَتْ صَفَحَاتِيْ وَخَطَيْتْ كَلِمَاتِيْ
وَكُتِبَتْ أَلِيَ الَّتِيْ لَمْ تَقْرَاءُ أَيُّ شَئِ
أَوْ تُفْهَمُ لِمَاذَا أَنَا كَتَبْتُ ابْيَاتْ ِ
وَمِنْ اجْلِ مَاذَا تَعِبَتْ عِبَارَتٌ ِ
فَكَمَا الرِّيَحُ يَنْثُرُ الْأَوْرَاقِ الْيَابِسَةِ عَلَيَّ قَارَعَهُ الْطُّرُقَاتِ ِ
وَفَوْقَ الْأَرْصِفَةْ أَوْ بَعِيْدٌ نَحْوَ الْمَجْهُوْلِ ِ
كَمَا الفَوَارِغَ الْمُهْمَلَةِ
وَالْأَرْكَانِ المُحَطَّمَةٌ
بِلَا كَلَامٍ أَوْ عِتَابُ رَحَلْتِ عَنْ عَالَمِيَ
هَكَذَا
كَمَا تَغْيِبُ الشَّمْسُ
فَمَا بَعْدَ الْشَّفَقِ الْظَّلامِ وَغُيَّابُ الْضَّوْءِ ِ
آَمَالٌ ابْتَعَدْتَ وَجُنَّ عَلَيْهَا ظَلَامُ الْلَّيْلِ ِ
فَأَصْبَحَتْ صَفْحَةٌ عَايشَهَا الْيَأْسِ ِ
غَائِبَةٍ فِيْ طَيَّاتِ الْنِّسْيَانِ وَالْمَوْتُ ِ
وَتَعِبْتُ مِنِّيْ الْحَيَاةِ وَشَارِدٍ مِنِّيْ الْهَمْسِ ِ
فَمَا الْفِرَاقُ إِلَا نِهَايَةْ قِصَّهْ طَوَاهَا الْهَجْرِ ِ
وَالْإِبْحَارْ فِيْ بَحْرٍ مُظْلِمٌ
تُطِلْ عَلَيْهِ عَوَاصِفُ
وَ أَعَاصِيْرُ وَأَسَاطِيْنُ الْغَدْرِ ِ
مِثْلَمَا إِنْسَانٍ مُسْتَكِيْنَ فِيْ الْأَحْزَانِ ِ وَالْكُرْهُ ِ
وَالْبُغْضُ لِكُلِّ هُيَّامُ قَدْ سَطَّرْتُهُ الْأَيَّامِ ِ
وَغَدِرَتِ بِهِ كَمَا تَغْرَقُ فِيْ تَقَلُّبِ الْأَجْوَاءِ ِ
فِيْ الْبِحَارِ الْفُلْكِ ِ
فَاهّ
لَقَدْ تُنُحِبْ الْنَّحِيْلُ وتَشْجِبُ
وَعُرِفَ الْنَّوَىَ أَنْ الْدَمْعَ ِ
مِنْ عَيْنٍ أُمِّهَا يَتَسَاقَطُ
وَانْ الْرَّحِيْلِ عَلَيَّ الْأَبْوَابَ ِ يَتَسَارَعُ
فَالَمَطَرُ مُهِمَّا حَمَلْتَهُ الْرِّيَاحَ ِ
لَابُدَّ عُلَيَّةَ يَوْمَا أَنْ يَتَسَاقَطَ
وَكَمَا الْحُبِّ مُهِمَّا كَانَ
سَيَأْتِيَ الْيَوْمُ الَّذِيْ فِيْهِ يَرْتَشِفُ
مِنْ كَأْسٍ الْفِرَاقِ ِ وَنِتُفَارِقَ
أَوْ يَغِيْبُ كَمَا الْحُلْمُ الْزَّائِفَ
فَالصُّدُوّرِ الْهَائِمَةٌ بِالْحُبِّ ِ
تَظُنُّ أَنَّهَا فِيْ أَبَدِيَّةِ الْسَّعَادَةِ تَتَعَانَقُ
لَكِنَّهَا كَمَا الْنَّوَىَ الَّذِيْ مِنْ الْنَّخِيلُ يَتَسَاقَطُ
فَاهّ
أَيُّهَا الْحُبُّ ِ الَّذِيْ كَمَا نَارٍ ِ بِالْأَنْفَاسِ ِ يَلْتَهِبُ
يَامَنْ قُتِلَتْ وَمَزَّقَتْ الْأُلُوفِ وَالْأُلُوفُ مِنَ الْنَّاسِ
بِلَا ذَنْبٍ أَوْ دَافِعٍ
فَأَنْتَ تُحْرِقُ وَتَهْدِمُ وَتَعْذُبُ
كَأَّنَّكَ أَنْتَ الْقَاضِيْ وَالْحُكْمَ وَ الْسَّيَّافُ
مِثْلَمَا الْجَبَّارُ الْجَائِرِ
لَقَدْ أُذِنَ لَكَ بِالْرَّحِيْلِ أَيُّهَا الْحُبُّ ِ
فَنَبْضَيَ الْيَوْمَ غَائِبٌ ُ
وَالَّذُّبُوْلِ يَرْتَسِمُ عَلَيَّ وَجْهِيَ
كَمَا الْظَّلامِ مِنَ وَرَاءَ الْأَطْلَالِ ِ
وَالْخَوْفِ ِ وَالْعَدُوُّ الْغَاضِبِ ُ
فالنَّيِّرَانُ بِدَاخِلِيَّ اصْطِليّ بِهَا
والظُّلْمَةُ حَوْلِيَّ وَلَا نُوْرَ
وَلَا شُمُوْعٌ ولاقَمرّ فِيْ لِلَيْلِيْ الْقَاتِمِ ُ
كَمَا الْزُّهُوْرِ ِ الَّتِيْ قُطِفَتْ
وَكَانَتْ مِنَ قَبْلَ تَتَأَنَّقُ
فِيْ الْحَفَّلَاتِ ولَيْلَهَا الْصَّخَبِ
وَهَاهِيَ الْيَوْمُ كَمَا الْأَكْفَانَ ِ
الَّتِيْ فِيْ ثَرِيٌّ الْتُّرَابِ تَوَارَتْ
وَامْسَتْ فِيْ الْظَّلْمَاءِ ِ
وَحْدَهَا عِنَدَمّا سُلِبَ مِنْهَا الْحَيَاةِ ِ
سَّارِقَ قَاتِلُ
فَمَنْ أَنْتَ ؟
أَيُّهَا الْحُبُّ
اذَا كُنْتَ جُثَّةَ مُهَشَّمَهْ مُلَوَّنَةٍ بِلَوْنِ وَاحِدُ؟
فَلَقَدْ أَذِنَ بِالْرَّحِيْلِ يَا مُسَافِرَةً الْحُبِّ ِ
الَّذِيْ يُقْرِئُهُ فِنْجَانَكَ ِ
كَمَا الْعَاصِفَةِ وَالْدُّمُوْعُ وَالْشُّجُوْنُ ِ
وَالْأَهْوَالِ الْصَّعْبَةِ كَمَا الْبَحْرُ الْهَائِجَ ُ
فَقَدْ هَرَبْتُ ِ مِنْهُ يَا مُسَافِرَةً
وَابْتَعَدَتْ ِ عَنْ الْقَلْبِ الَّذِيْ كَانَ فِيْ الْهَوَى ذَائِبٌ ُ
وَهَا أَنَا الْمُمْ أَوْرِقي وَذّكَريِاتْ ِ الْمُبَعْثْرةً
كَمَا حُلُمِ أَغْمَضْتُ عُلَيَّةَ عَيْنِيْ
تتَكَاثَفَ عُلَيَّةَ الْجُرُوحِ
وَيمْسِيَ وَهُمْ قَائِمُ
فَالَّعُمَرَ ِ قَدْ مَرَّ
كَمَا سِنِيْنَ كَثِيْرَةً تَلَوَتُهَا
بِلَا أَعْمَارِ ِ
ابْتِهَالَ تَاهَ عَنْ ظَنِّيِ
وَغَدَوْتَ مِنْ دُوْنِهِ ظُلْمَا
وَكَلِمَاتٍ عَاشِقَةٌ كَثِيْرَةً دَوَّنْتُهَا
بِلَا أَحْبَارُ ِ
كَمَا الْنَّقْشُ عَلَيَّ الْمِيَاهِ
بِالْمِدَادِ ِ الزِئفِ
نِسْيَانُ ّ سَكْنَتْ فِيْهِ
وَلَا صِرْتُ ابَدَا خَالِدَ
فَمَا الْفَائِدَةُ مِنْ اثَرِ أَعْلَاهُ الْغُبَارِ ِ
مِثْلَمَا مَدِيْنَةِ بَنَيْتُهَا بِالْحُبِّ ِ وَالْآمَالُ ِ
سَكَنَهَا الْطَّيْرِ الْمُهَاجِرَ
لُكْنَةً كَمَا يَحُطُّ ُ عَلَيَّ بُحَيْرَةِ
أَوْحَلَها الْسَّيْلُ
واخْتَزْلَهَا الْأَمَلْ ِ الْضَّائِعِ َ
فَأَمْسَتْ مِلْجَاءُ لِلْبُؤْسِ ِ
وَالْأَمَلُ الَّذِيْ انْقَلَبَ سَرَابُ ِ
رائَيَتِيْهُ مَاءّ أَيَّتُهَا الْمُسَافَرَةِ
وْعِشْقّ كَمَا سَعَفٍ الْنَّحِيْلُ
مِنْ الْهَوَاءِ يَتَرِقَصُ
فَهَاهَوا الْحُبٌّ قَدْ غَدَا تُرَابٍ ِ
وَهَاهِيَ الْأَشْلَاءِ ِ وَهَاهِيَ الْأَنْقَاضِ ِ
حُلُمٌ مَدِيْنَةِ كَالْبَسْمَةِ الْعَامِرَةِ
قَتَلَهَا خِنْجَرٌ غَائِرٌ
فَمَاتَتْ الْبَرَاءَةَ
كَمَا الْطِّفْلِ الَّذِيْ بِمُوَلِدّةً قُتِلَ يَائِسَ
بِقَلَمِ احْمَدُ مُحَمَّدٍ الْنَادِيْ
تعليق