الكاتب الساخر : سخرية الموقف، أم سخرية الشخص ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مهند حسن الشاوي
    عضو أساسي
    • 23-10-2009
    • 841

    الكاتب الساخر : سخرية الموقف، أم سخرية الشخص ؟

    الكاتب الساخر: سخرية الموقف، أم سخرية الشخص


    ربما شاهد أكثرنا مسرحيات ساخرة (كوميدية)، وراح يغرق في الضحك، ويعود الى منزله وهو رائق النفس، منفرج الأسارير، مرتاح البال.
    يقول الفلاسفة أن الضحك خاصة الإنسان، يتميز فيها عما سواه، وسببه هو إدراك الشيء الغريب مما يدفع الى التعجب فالضحك ... لهذا يقول المثل العربي المشهور: (الضحك بلا سبب من قلة الأدب)، فلا بد إذن من اطلاع الضاحك على ما يستغرب منه، ويكون سبباً لإثارة هذا الفعل، وإلا عدّ ذلك سفهاً.
    وفي المسرحيات الساخرة التي أشرنا إليها، يكون سبب ضحك الجمهور لإحدى حالتين:
    1. سخرية الموقف: والذي يحاول الممثل (الكوميدي) أن ينقل من خلاله فكرة للمجتمع بأسلوب ساخر، مما يثير فيهم التفكير على ارتياح ودون جهد وتعقيد وتشنجات لإيصال الفكرة، فيكون بعمله هذا قد ضرب عصفورين بحجر واحد كما يقولون، فهو بالإضافة الى أنه أشعرهم بالارتياح لسخرية الطرح الذي يحمل النفس على الاستغراب والضحك، قد أوصل إليهم أيضاً مضمون فكرة سلبية (ولو بنظره) أراد معالجتها أمام جمهور عريض، وبأسلوب مرضٍ لهم. وحينها يكون هذا الممثل البارع مصلحاً اجتماعياً (ولو بنظر فئة ما تتبنى طرحه) بأسلوب ساخر.
    2. سخرية الشخص: والذي يكون معه الممثل (الكوميدي) عبارة عن ضُحْكَة (مهرّج) يقوم بالتصرفات الصبيانية، والحركات الغريبة التي تثير استغراب الجمهور فضحكهم، وفي حقيقة الأمر، فمثل هذا الممثل هو شخص قد فقد احترامه لنفسه، وراح يتخذ من إضحاك الناس عليه مهنة، ويالها من مهنة وضيعة تثير الشفقة عليه والاشمئزاز منه في ذات الوقت من قبل العقلاء، وربما كانت مرضاً نفسياً أو عقدة اجتماعية يعاني منها هذا الممثل فتجعله باحثاً عن محاولة إلفات النظر إليه بأية طريقة، حباً بالشهرة ولو على حساب كرامته.
    إن هاتين الحالتين اللتين تعرضان على طريقة تمثيل الممثل الساخر، تعرضان أيضاً على طريقة الكاتب الساخر، والذي اتخذ من السخرية في الكتابة أسلوباً لتناول المواضيع التي يكتب عنها.
    فقد يتخذ من السخرية شكلاً لطرح مواضيع تعالج مشاكل اجتماعية أو سياسية ونحوهما، فيثير في نفس القارئ استغراباً حول المسائل السلبية ليضحك منها ساخراً فيثير في نفسه الاشمئزاز منها والرفض لها.
    والحالة الأخرى أن يكشف من خلال أسلوبه الساخر نفسيته غير الرفيعة باعتبار أن كل نص مكتوب يمثل انعكاساً لنفسية الكاتب وتعبيراً مباشراً لشخصيته كما تشير الى ذلك المدرسة النفسية في النقد، فغاية ما يخرج به القارئ الواعي والمتابع الجاد من الموضوع المطروح هو السخرية من الكاتب نفسه بسبب أفكاره المطروحة والتي لا تحمل مضموناً شريفاً، ومن الأسلوب الصبياني الذي تناول به ذلك الموضوع.
    فهل عرف الكاتب الساخر وظيفته في الكتابة؟


    [CENTER][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=purple][B]" رُبَّ مَفْتُوْنٍ بِحُسْنِ القَوْلِ فِيْهِ "[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
  • مهند حسن الشاوي
    عضو أساسي
    • 23-10-2009
    • 841

    #2
    [align=center]

    إن أول من وصف بـ(الساخر) في أسلوبه ومعالجاته كان (سقراط) الفيلسوف اليوناني الذي قام بالتصدي للسوفسطائيين الذين نشروا في الحياة اليونانية الاجتماعية والسياسية (السفسطة) والتلاعب بالألفاظ، حيث قام حينها باستعمال أسلوبه المعروف بتناول القضايا من خلال تعاريفها ومناقشة السفسطائي بحيث يجعله يناقض نفسه ويتركه أضحوكة للمستمعين، وبذلك قضى على هذه الحركة التي أخذت تنتهك المُثُل الأخلاقية وقيمة العقل من خلال هذا الأسلوب.. فكان أسلوبه (الساخر) بنظر أنداده - فهم من أطلقوا عليه هذا اللقب - علاجه الناجع لتلك السفسطة.

    [/align]
    [CENTER][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=purple][B]" رُبَّ مَفْتُوْنٍ بِحُسْنِ القَوْلِ فِيْهِ "[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

    تعليق

    • مباركة بشير أحمد
      أديبة وكاتبة
      • 17-03-2011
      • 2034

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مهند حسن الشاوي مشاهدة المشاركة
      الكاتب الساخر: سخرية الموقف، أم سخرية الشخص



      وفي المسرحيات الساخرة التي أشرنا إليها، يكون سبب ضحك الجمهور لإحدى حالتين:
      1. سخرية الموقف: والذي يحاول الممثل (الكوميدي) أن ينقل من خلاله فكرة للمجتمع بأسلوب ساخر، مما يثير فيهم التفكير على ارتياح ودون جهد وتعقيد وتشنجات لإيصال الفكرة، فيكون بعمله هذا قد ضرب عصفورين بحجر واحد كما يقولون، فهو بالإضافة الى أنه أشعرهم بالارتياح لسخرية الطرح الذي يحمل النفس على الاستغراب والضحك، قد أوصل إليهم أيضاً مضمون فكرة سلبية (ولو بنظره) أراد معالجتها أمام جمهور عريض، وبأسلوب مرضٍ لهم. وحينها يكون هذا الممثل البارع مصلحاً اجتماعياً (ولو بنظر فئة ما تتبنى طرحه) بأسلوب ساخر.
      2. سخرية الشخص: والذي يكون معه الممثل (الكوميدي) عبارة عن ضُحْكَة (مهرّج) يقوم بالتصرفات الصبيانية، والحركات الغريبة التي تثير استغراب الجمهور فضحكهم، وفي حقيقة الأمر، فمثل هذا الممثل هو شخص قد فقد احترامه لنفسه، وراح يتخذ من إضحاك الناس عليه مهنة، ويالها من مهنة وضيعة تثير الشفقة عليه والاشمئزاز منه في ذات الوقت من قبل العقلاء، وربما كانت مرضاً نفسياً أو عقدة اجتماعية يعاني منها هذا الممثل فتجعله باحثاً عن محاولة إلفات النظر إليه بأية طريقة، حباً بالشهرة ولو على حساب كرامته.
      إن هاتين الحالتين اللتين تعرضان على طريقة تمثيل الممثل الساخر، تعرضان أيضاً على طريقة الكاتب الساخر، والذي اتخذ من السخرية في الكتابة أسلوباً لتناول المواضيع التي يكتب عنها.
      فقد يتخذ من السخرية شكلاً لطرح مواضيع تعالج مشاكل اجتماعية أو سياسية ونحوهما، فيثير في نفس القارئ استغراباً حول المسائل السلبية ليضحك منها ساخراً فيثير في نفسه الاشمئزاز منها والرفض لها.
      والحالة الأخرى أن يكشف من خلال أسلوبه الساخر نفسيته غير الرفيعة باعتبار أن كل نص مكتوب يمثل انعكاساً لنفسية الكاتب وتعبيراً مباشراً لشخصيته كما تشير الى ذلك المدرسة النفسية في النقد، فغاية ما يخرج به القارئ الواعي والمتابع الجاد من الموضوع المطروح هو السخرية من الكاتب نفسه بسبب أفكاره المطروحة والتي لا تحمل مضموناً شريفاً، ومن الأسلوب الصبياني الذي تناول به ذلك الموضوع.
      فهل عرف الكاتب الساخر وظيفته في الكتابة؟


      أصبت كبد الحقيقة وعينها ،فغدت للفكر والروح ،وليمة فاخرة .
      شكري ،تقديري وأسمى تحاياي
      أيها الكاتب المبدع / مهند حسن الشاوي.

      تعليق

      • فوزي سليم بيترو
        مستشار أدبي
        • 03-06-2009
        • 10949

        #4
        هو الموقف بلا شك يا أخي مهند
        الموقف الضاحك الباكي
        وكما يقولون في علم المسرح والسينما
        الورق المكتوب جيدا هو الذي يصنع السخرية
        وليس المؤدي .
        هناك مثل عفوا يقول :
        يا ماخد القرد على ماله ، يضيع المال ويبقى القرد على حاله .
        وأذكر من عمالقة المؤدين الجادين . الأستاذ يوسف وهبة ومحمود ياسين وغيرهم . شاهدت لهم كوميديا
        تفوق في روعتها ، أداء الممثل الكوميدي نفسه .
        تحياتي لك
        فوزي بيترو

        تعليق

        • نهى محمد الربيع
          • 09-10-2012
          • 3

          #5
          الموضوع نال اعجابى وارى ان الكاتب الساخر يجب ان يوظف امكانياته تلك لمعالجة القضايا التى تهم وتفيد مجتمعه .... ويجب ان يبتعد عن السخرية من الاخرين اذ ان هنالك مقولة مفادها ان الانسان يموت ولكن الكتابة تبقى

          تعليق

          • ريما ريماوي
            عضو الملتقى
            • 07-05-2011
            • 8501

            #6
            يوجد فرق كبير بين السخرية والاستهزاء كذلك،
            اقدر الكاتب الذي يقتنص اللحظة
            ويتناولها بأسلوب ساحر ساخر فيضحكنا ويمتعنا،
            بعكس الذي يسخر فيزعج...

            الموضوع قيم، شكرا جزيلا لك،،

            تحيتي وتقديري.


            أنين ناي
            يبث الحنين لأصله
            غصن مورّق صغير.

            تعليق

            يعمل...
            X