
لقد فكرت بالكثير من الأمور قبل أن أكتب لكِ
ولقد فكرتُ أكثر بردة فعل الناس حين تسمع تلك الكلمات ..وماذا سيضنون
وهل سيبدؤون بإطلاق الأشعات
وبالكثير الكثير..فكرتٌ ماذا سأكتب لكِ وعن ماذا سأكتب
ولكن لايهم شيئاً في العالم مادمت علاقة صداقة بريئة بشرف
وسأبدؤها بأولى أوراقي التي ستجعلكِ أسيرةٌ لها طول الزمن
أكتب إليكِ رفيقتي, حبيبتي, صديقتي ,عمري ,صخبي,جنوني, معشوقتى
أكتب إليكِ هذه المرة بكلمات خارجة عن المألوف, كلمات لن ولن تسمعيها من رجل بعدي..!!
أكتب إليكِ رسالتي الأولى وهذه المرة لن يظلها ساعي البريد ذالك الذي يجيب البيوت دون أستئدان
ليقتحم إغداق الروح برسائل خطتها أقلام تعبت أحيانا وفرحت أحياناً أخرى, وأحياناً أنهكها الترحال
اليوم سأخلع عباءة التقاليد وسأخلع ثوب الماضي وسأخلع حذاء المناسبات, وسأرتدي ثوبي الجديد الذي صنعته رفيقتي..
حلمتي كثيراً بالرقص تحت المطر, وبطعم القبل, بحرارة ذالك الجسد
حلمتي بذالك الشاطئ ,والرقص عارية القدم تحت المطر
أما إنا سأقول لكِ أنهضي معي لنرقص تحت الأغطية ,تحت تلك السماء البريئة ,وتلك الشمس الذهبية,عندما
تهاجمنا جيوش المطر ,فأتيكِ على جوادى الأبيض الجامح وأخطفكِ لحدود الريح
وأرسمكِ قبلة على جبين الشمس ,سأقول لكِ ارتدى ذالك الثوب الأسود ,وأخلعى حذاء التقاليد القديم,وخالفي
ذالك الشرطي المتمسك بعباءة المدينة.وهلم بنا لنرقص تحت الأغطية ...
لنعانق بعضناعانق حار جداً أحر من لهيب الشمس وأبرد من الجليد ..ترين كل ذالك التناقض
تلك هو أنت سيدتي المتناقضة بكل تفاصيلكِ وخرائطكِ ,تلك هو أنت بجدائلكِ الليلكية ,وعيونكِ السمراء
الغجرية,تلك هو آنت رفيقتي وحبيتي وجميلتي ووطني الصغير..
تلك الشهور الخرساء التي مرت دون كلمة دون خطاب دون جواب لم ادري بأنك كنتِ تهربين مني وألي.ولكن
دون أن تشعرين بأنك ملكتِ ذالك القلب وأسكنته عالم الجحيم
أعترف الآن لك بأني كنتُ معجب بأدق تفاصيلكِ لأنها كانت تلهمني
اعترف بأني أعجبت بتلك الجميلة أحلام مستغانمي مثلكِ مع أنى لم أكن على اطلاع بكامل إعمالها
واعترف أيضا باني عشقت الصحراء في الليل على ضوء قناديل القمر لأنك كنتِ فيها تنتظرين
أعترف لكِ بأشياء كثيرة عشقتها لأنكِ كنتِ معي فيها
لي عندكِ سؤال ألا يجيء ذالك اليوم الذي تظهرين فيه أمام العلن وتظهرين أسرار نفسكِ الخالدة في عالم
العشق ومأتى تلك الكلمات؟؟
ألا ياتى يوم وتعلنين أمام العلن عن سر تحرر ورفض تلك الروح للبقاء داخل تلك الزنازين الشرقية المغلقة؟؟
أنت تعيشين فيَّ وأنا أعيش فيكِ, أنتِ تبحثين عن سرى وأنا أعلم ذلك وأبحثُ عن سركِ
أليست هذه الكلمات القليلة أفضل بما لا يقاس بحدود الكلام ؟؟
ماذا يا ترى يمنعنا عن الحديث بتلك الجرأة في العام الأحمق المعكوس؟
أهو الخجل من أنفسنا أم الكبرياء؟؟ أم عباءة التقاليد أم ماذا؟؟
منذ البدء عرفنا تلك الحقيقة الصادقة فلماذا لم نظهرها بصراحة المؤمنين المخلصين المتجردين أمام الله؟
مع أنى على يقين بان تلك الكلمات مقدسة ؟
إذ نبعت من قلب ذالك الرجل والمرأة..
حتى لو تحول بلسم القلب إلى جرح..وتحولت دموع الروح إلى تراب..
هذه المرة لن أقول لكِ أنى أحبكِ
أحب ابتسامتكِ
اعشق تقبيلكِ
اهذيكِ قبلة من عينيكِ
ومن شفتيكِ..
لن أقول أحبكِ لأجل كل ذالك
بل سأقول أحبكِ لأجل الحب ذاته..!!
أرجوكِ أعذرينى إذ كنتُ أثقلتٌ عليكِ بالكلمات
لا أريد أن يفهمني الناس إذا كان فهمهم لي ضرباً من الكلمات المغلوطة. وما أكثر الذين يتوهمون بأنهم
يفهموننا لأنهم وجدوا فينا بعض مظاهر اختبروها أحياناً في حياتهم
وليتهم يكتفون بادعائهم إدراك أسرارنا وأسرار حياتنا
تلك الأسرار التي نحن دواتنا لا ندركها حتى ألان..!
لقد رسمتٌ بالحبر الأحمر عدة نقاط ووضعت نفسي بها لأرى أين أن فيها الآن
فوجدتٌ نفسي عالقاً بين شفاه الماضي والأمس
داخل كهوف لا أجد فيها مكاناً أسند إليه رأسي, ولو كان لكِ الشجاعة على اقتحام تلك الكهوف لما وجدتي فيها
سوى رجل راكع على ركبتيه وهو يصلى في محراب التجلي
لاتسألينى إذ كنتٌ أريد من أحد إن يفهمني من وراء ستار الكلمات..!!
لأني لن أجيب..!
أنى أنتظر ردكِ وجوابكِ على أسئلتي يارفيقتي..
أتعرفين شيئاً يا رفيقتي
للحظات كثيرة أردت أن املك القدرة على التخفي وراء أقنعة الكلمات
ولكن ما لبثت الحروف أن تفضحني
وفي كل مرة تسبب لي الألم أكثر من أي يوم مضي
كم تمنيت الحصول على تذكرة للنسيان يهديني أيها شخص عزيز علي
أنها بالتأكيد ستكون الأفضل في حياتي
تذكرة سفر عبر الذاكرة لنسيان جميع الأحداث المؤلمة التي مرت علينا
كثيرةٌ إلى الان كانت مراحل الألم في حياتنا,ومازلت تتدفق بغزارة كل يوم كشلال من المياه
بالأمس كنا نبكي على رفاه من فقدنا يوماً
واليوم أصبحنا بمزاج جديد لتجربة فرح جديدة مرت علينا
هكذا هي الحياة دوماً تجيد سرقة اللحظات الجميلة في حياتنا بخفة لم أعهدها من قبل..!!
حزينةٌ هي الأيام
ومدهشة هي الصدفة
كيف لي أن أعيد لذاكراتي وجهكِ الذي توارى بين السحاب
هكذا كتبتٌ يوماً في ذاكرة عالقة بين طقوس الورق
ولوعة المسافة الفاصلة..!!
تعليق