لم يكن يعلم أن هذا الارتباك الذي يجتاح نبضات قلبه كلما اقترب من حضرتها سيطول ،
كانت الحروف تفر من بين شفتيه وهو يهم بالكلام أمامها،
تيه عذب يستبد بوعيه كلما تجرأ وارتمى بنظرته الحائرة في عسل عينيها الأسيويتين،
كان يستشعر رجّة في روحه تسقط الأشياء القديمة من أمكنتها ،تتكسر مرايا التوازن في داخله... يختنق تحت أنقاض ذكريات تتهاوى..تترنح ثم تسقط في الهباء...
الآن تأكد من يقين إحساسه،وبات مستعدّا أن يعلن العصيان على ذاكرته،ويصرخ في القوم بأعلى ما بين ضلوعه من نفس:هذه هي...ولن أزيد.
تأكد تماما أنه لا يملك ذاته في حضرتها،يختلط عليه الأمر، يحس نفسه هي ويحسها هو،يذوب معها في إناء على نار مضطرمة،فتصبح شيئا منه... من دمه ..من كيانه..من روحه،يتغير إحساسه بالزمن.. يسري سريعا... سريعا ليخنق أنفاس لحظات جميلة...
يهذي في لياليه الصامتة باسمها وتتراقص نظراتها الآسرة تحت أجفانه،يتملّص النوم من عينيه،يستدير في سريره يسارا ويمينا بحثا عنه فلا يجد إليه سبيلا،
منذ عقد وأكثر لم يعش ليل" أهل الهوى"،بكل ألوانه وآهاته ودموعه...وعذاباته الحلوة،
ظن أنه تجاوز المرحلة بسلام..وأنه ثبت قدميه على أرض المسؤولية فصار أكثر ثباتا وحكمة ووقارا،واعتقد أنه ودّع تلك المشاعر الجميلة التي يحدثها الحب وهو يدغدغ قلب مراهق لأول مرة، يختلط الخجل بالخوف...يشتدّ الخفقان...ويسود الارتباك جنبات نفسه...
ما كان له أن يستسلم لهذا الحب الجارف كان يعي ذلك تماما..ولأجله قاوم لشهور طويلة تيارحبها الهادر بضراوة وشراسة أتت على مخزونه الإستراتيجي من أسلحة أللجم والتماسك وبدا طفلا فجوعا.. ناحبا على فراق أم في زحمة من وجوه غريبة...بدا ضعيفا ..
في الليلة العاشرة بعد المائة على الرجّة الأولى، قرّر أمرا خطيرا.. حاول تجنبه ولم يفلح ،
أن يفجر ينابيع الحب في حضرتها،
أن يبوح بالمكنون على استحالته وعبثيته...ربما تفهّمت حاله ورقت لعذابه فتترك في سمعه كلمة مهموسة ..غير واضحة يسند بها يقينه من أنها أيضا تعارك نفس التيار،يهزمهاحينا و أحيانا تهزمه ...
تساءل في صمته عن ذنبه وهو يفكر في ذلك..أو يعتزم إسقاط كل الحواجز بينه وبين هاتين العينين الأسيويتين،رغما عن كونه متزوجا وأبا لطفلين..وغصبا عن سنواته الخمسين.
جرفه تيار حب هادر وانتهى أمره على شاطئ بعيد، ،
هو يحب ....يحب بقوة وكفى،ما العيب في ذلك؟ وما الضير؟
لملم بقايا جسارته وقرر أن يكون نفسه،
ليلتها كتب لها أراقا كثيرة...لكنها لم تكتمل،كان يتوقف عند السطر الأول..عندا لفقرة الأولى..الصفحة الأولى، يتوقف ويمزق ويبدأ من جديد...يكتشف أنه يسبح في زمن غير زمانه...يخجل من نفسه،يحاور عقله فيتفهّم..لكن قلبه يصرخ بقوة:
ـ هي ولا واحدة غيرها.
يزيح صورة زوجته من أمامه،يرمي بنظرات صغيريه في بئر عميقة و يكتب من جديد...
هي ذي بقامتها المديدة تعبر خياله،تنظر إليه فتأخذه بالكامل بين رموشها ،قالت له يوما أنها امرأة لا تنحني أبدا لتلتقط ما سقط من عينيها،فقرّر أن يتفادى السقوط ..وأن يظل على صورته في عينيها...
أهي سخرية القدرإذن ؟ و إلاّ ما معنى أن يتأخر حضورها في حياته كل هذا العمر،هيّ بكل المواصفات التي أحب وتمنى ،الفتنة والوداعة والطيبوبة الزائدة وعشق المعاني العالية..
يحبها بكل تأكيد وإلاّ لماذا يحاصره البله حين يطأ دائرتها المغناطيسية تصطكّ ركبتاه،تفر الكلمات من شفتيه ويهرب الصوت من حنجرته كلما تجرأ على البوح....
ماذا يحدث لو استوقفها يوما وطفح بحبه وهيامه؟هل هي تحسه كما يحسها ؟أم أن الأمر يتعلق بمعتقدات أنشأها في قرارته؟...تتملص الإجابات من بين اصابعه كسمكات في مياه لزجة...
حرر الرسالة كتب على ظهرها "حب ممنوع من الصرف"...ارتاح لهذا العنوان كثيرا.
حينما حاول الدخول إلى مكتبها في صباح اليوم الموالي أخبرته زميلتها بسفرها المفاجئ أول أمس ،جف حلقه ،هاله غيابها..عاد أدراجه نحو مكتبه محتارا، في الطريق رن هاتفه المحمول برسالة قصيرة اهتز لها بلا إرادة، كانت الرسالة منها:
ـ صباحك جميل أخي الطيب..ليلة أمس كتب عقد زواجي من ابن عمي بشكل مباغت..تحياتي..
العربي الثابت
كانت الحروف تفر من بين شفتيه وهو يهم بالكلام أمامها،
تيه عذب يستبد بوعيه كلما تجرأ وارتمى بنظرته الحائرة في عسل عينيها الأسيويتين،
كان يستشعر رجّة في روحه تسقط الأشياء القديمة من أمكنتها ،تتكسر مرايا التوازن في داخله... يختنق تحت أنقاض ذكريات تتهاوى..تترنح ثم تسقط في الهباء...
الآن تأكد من يقين إحساسه،وبات مستعدّا أن يعلن العصيان على ذاكرته،ويصرخ في القوم بأعلى ما بين ضلوعه من نفس:هذه هي...ولن أزيد.
تأكد تماما أنه لا يملك ذاته في حضرتها،يختلط عليه الأمر، يحس نفسه هي ويحسها هو،يذوب معها في إناء على نار مضطرمة،فتصبح شيئا منه... من دمه ..من كيانه..من روحه،يتغير إحساسه بالزمن.. يسري سريعا... سريعا ليخنق أنفاس لحظات جميلة...
يهذي في لياليه الصامتة باسمها وتتراقص نظراتها الآسرة تحت أجفانه،يتملّص النوم من عينيه،يستدير في سريره يسارا ويمينا بحثا عنه فلا يجد إليه سبيلا،
منذ عقد وأكثر لم يعش ليل" أهل الهوى"،بكل ألوانه وآهاته ودموعه...وعذاباته الحلوة،
ظن أنه تجاوز المرحلة بسلام..وأنه ثبت قدميه على أرض المسؤولية فصار أكثر ثباتا وحكمة ووقارا،واعتقد أنه ودّع تلك المشاعر الجميلة التي يحدثها الحب وهو يدغدغ قلب مراهق لأول مرة، يختلط الخجل بالخوف...يشتدّ الخفقان...ويسود الارتباك جنبات نفسه...
ما كان له أن يستسلم لهذا الحب الجارف كان يعي ذلك تماما..ولأجله قاوم لشهور طويلة تيارحبها الهادر بضراوة وشراسة أتت على مخزونه الإستراتيجي من أسلحة أللجم والتماسك وبدا طفلا فجوعا.. ناحبا على فراق أم في زحمة من وجوه غريبة...بدا ضعيفا ..
في الليلة العاشرة بعد المائة على الرجّة الأولى، قرّر أمرا خطيرا.. حاول تجنبه ولم يفلح ،
أن يفجر ينابيع الحب في حضرتها،
أن يبوح بالمكنون على استحالته وعبثيته...ربما تفهّمت حاله ورقت لعذابه فتترك في سمعه كلمة مهموسة ..غير واضحة يسند بها يقينه من أنها أيضا تعارك نفس التيار،يهزمهاحينا و أحيانا تهزمه ...
تساءل في صمته عن ذنبه وهو يفكر في ذلك..أو يعتزم إسقاط كل الحواجز بينه وبين هاتين العينين الأسيويتين،رغما عن كونه متزوجا وأبا لطفلين..وغصبا عن سنواته الخمسين.
جرفه تيار حب هادر وانتهى أمره على شاطئ بعيد، ،
هو يحب ....يحب بقوة وكفى،ما العيب في ذلك؟ وما الضير؟
لملم بقايا جسارته وقرر أن يكون نفسه،
ليلتها كتب لها أراقا كثيرة...لكنها لم تكتمل،كان يتوقف عند السطر الأول..عندا لفقرة الأولى..الصفحة الأولى، يتوقف ويمزق ويبدأ من جديد...يكتشف أنه يسبح في زمن غير زمانه...يخجل من نفسه،يحاور عقله فيتفهّم..لكن قلبه يصرخ بقوة:
ـ هي ولا واحدة غيرها.
يزيح صورة زوجته من أمامه،يرمي بنظرات صغيريه في بئر عميقة و يكتب من جديد...
هي ذي بقامتها المديدة تعبر خياله،تنظر إليه فتأخذه بالكامل بين رموشها ،قالت له يوما أنها امرأة لا تنحني أبدا لتلتقط ما سقط من عينيها،فقرّر أن يتفادى السقوط ..وأن يظل على صورته في عينيها...
أهي سخرية القدرإذن ؟ و إلاّ ما معنى أن يتأخر حضورها في حياته كل هذا العمر،هيّ بكل المواصفات التي أحب وتمنى ،الفتنة والوداعة والطيبوبة الزائدة وعشق المعاني العالية..
يحبها بكل تأكيد وإلاّ لماذا يحاصره البله حين يطأ دائرتها المغناطيسية تصطكّ ركبتاه،تفر الكلمات من شفتيه ويهرب الصوت من حنجرته كلما تجرأ على البوح....
ماذا يحدث لو استوقفها يوما وطفح بحبه وهيامه؟هل هي تحسه كما يحسها ؟أم أن الأمر يتعلق بمعتقدات أنشأها في قرارته؟...تتملص الإجابات من بين اصابعه كسمكات في مياه لزجة...
حرر الرسالة كتب على ظهرها "حب ممنوع من الصرف"...ارتاح لهذا العنوان كثيرا.
حينما حاول الدخول إلى مكتبها في صباح اليوم الموالي أخبرته زميلتها بسفرها المفاجئ أول أمس ،جف حلقه ،هاله غيابها..عاد أدراجه نحو مكتبه محتارا، في الطريق رن هاتفه المحمول برسالة قصيرة اهتز لها بلا إرادة، كانت الرسالة منها:
ـ صباحك جميل أخي الطيب..ليلة أمس كتب عقد زواجي من ابن عمي بشكل مباغت..تحياتي..
العربي الثابت
تعليق