كان يوم حار من ايام الصيف ودرجات الحرارة في ذروتها
امتشقت بندقية الصيد والذخيرة وماء الشرب وبعض الزاد وخرجت نحو
منطقة جبلية بعيدة عن مناطق السكنى طلبا للصيد ,, فهناك تلة مليئة
بالاشجار اللوزية واشجار الزيتون تقصدها الغزلان للرعي
سرت على الاقدام قرابة الساعة الى ان وصلت تلك التلة
على سفحها تتربع شجرة ضخمة باسقة تتدلى اغصانها لتصل الارض
كانها خيمة احد شيوخ العشائر تراها من كل صوب
جلست تحتها ارقب فريسة اصطادها ,,, طال انتظاري زهاء ثلاث
ساعات دون ان تمر اي فريسة ,,, وفجأة سمعت صوت الحشائش
اليابسة وصوت همهمات ياتي من الخلف
التفتت نحو الصوت وركّزت سمعي وامعنت البصر ولكن لم ار شيئا
الا انني لا زلت اسمع ذاك الصوت يقترب ,, حشوت بندقيتي واتخذت
وضع التاهب لما يخبئه ذاك الصوت ,,, كانت الاشواك عالية والحشائش
كذالك فلم ارى شيئا
توقعت ان تكون افعي او حيوان يمر عبر الحشائش اليابسه
الا ان ما رأيته من مفاجأة اذهلني رغم درايتي ومعرفتي التامة بتلك
المنطقة التي عشت بها عمري كله وعلى علم بمعاناة هناك لم يعهدها
البشر
خرجت من تحت الشجرة لتلفح الشمس وجهي وانا انظر باتجاه اسفل
التلة ارقب الصوت الذي يتجه نحوي
بدأت ثلاثة رؤوس تطل من بين الاشواك والحشائش اليابسه وقد اخذت
الشمس حصتها من لون الوجوه وقد تصبب العرق من الجباه
ثلاث فتيات يحملن حقائب المدرسة على ظهورهن لم يتجاوزن سن
السابعه فخانتني دموعي وبكيت حتى اصبحت لا ارى امامي شيئا
استجمعت قواي ومسحت دموعي ونزلت باتجاههن احمل ما تبقى لدي
من ماء الشرب خوفا ما ان تلاقيهن الافاعي في هذا الحر الشديد
وصلتهن ومعي الماء ... عرضته عليهن فتلقفنه كلبؤات تتضور عطشا
وجوعا وفجأة تجد الفريسة التي ترد لها الروح
لم تكن كمية الماء تكفي لسد ظمأ الطفلات الثلاث
فآثرت الواحدة منهن الاخرى ايثارا عجيبا كانها الام لابنتها
فهذه تقدم الماء للاخرى فتاخذه لتعطيه للاخرى ... هذه تقول اشربن
وانا انتظر وتلك تقول انا انتظر
اجهشت بالبكاء مرة اخرى رغم ما اعتراني من احساس بالفخر لروح
التضحية التي تحلت بها تلك الزهرات اللواتي اعياهن التعب والظمأ من
شدة الحر
طفلات ثلاث حرمهن الاحتلال الصهيوني من الوصول الى مقاعد
الدراسة .. حيث اغلق طريقهن الوحيده .. فسلكن طريق الشوك
والافاعي والوحوش لينهلن من علم يصنع لفلسطين مستقبلا بهؤلاء
الزهرات
الويل لكل الخونة والمتآمرين وتجار الدم من جيل هؤلاء الزهرات اللواتي
لن يرحمن جلاديهن ولن يتسامحن بقطرات العرق التي تصببت من
جباههن ولحظات الخوف التي اعترتهن في تلك الطرقات الموحشه
فكفرا بزمن الزيف والعهر
وسحقا لقانون المبادئ والقيم
كفرا بتجار الارواح والدم
وسحقا لمؤتمرات القمم
كفرا بتاريخ اسود مزيف
يعطي السيادة للوطيين والخدم
كفرا بديمقراطية وحرية
تؤتي العمى والبكم والصمم
كفرا بامة تفيق آخر الشهر
وتندب بوقت لا يجــدي به الندم
كفرا بامة حقيرة بائسة
ايمانها صفر وسلاحها عدم
كفرا بجامعة البغاء واللواط
والــف سحــق لراعيها الصنم
كفرابالعروبة ومجلس الامن
وسحقا لامريكا وشارون القزم
طفلنا يبصــق بوجـه بوش
وكلاب الحراسة وهيئة الامم
كفرا بمسيرة السلام المفبركة
وسحقا لصانعيها رعاة الغنم
المجد يركع لطفل فلسطيني
يعلو دبابة القمع ليزرع العلم
المجد يركع لطفلات ثلاث
سلاحهن الكتاب والكراس والقلم
امتشقت بندقية الصيد والذخيرة وماء الشرب وبعض الزاد وخرجت نحو
منطقة جبلية بعيدة عن مناطق السكنى طلبا للصيد ,, فهناك تلة مليئة
بالاشجار اللوزية واشجار الزيتون تقصدها الغزلان للرعي
سرت على الاقدام قرابة الساعة الى ان وصلت تلك التلة
على سفحها تتربع شجرة ضخمة باسقة تتدلى اغصانها لتصل الارض
كانها خيمة احد شيوخ العشائر تراها من كل صوب
جلست تحتها ارقب فريسة اصطادها ,,, طال انتظاري زهاء ثلاث
ساعات دون ان تمر اي فريسة ,,, وفجأة سمعت صوت الحشائش
اليابسة وصوت همهمات ياتي من الخلف
التفتت نحو الصوت وركّزت سمعي وامعنت البصر ولكن لم ار شيئا
الا انني لا زلت اسمع ذاك الصوت يقترب ,, حشوت بندقيتي واتخذت
وضع التاهب لما يخبئه ذاك الصوت ,,, كانت الاشواك عالية والحشائش
كذالك فلم ارى شيئا
توقعت ان تكون افعي او حيوان يمر عبر الحشائش اليابسه
الا ان ما رأيته من مفاجأة اذهلني رغم درايتي ومعرفتي التامة بتلك
المنطقة التي عشت بها عمري كله وعلى علم بمعاناة هناك لم يعهدها
البشر
خرجت من تحت الشجرة لتلفح الشمس وجهي وانا انظر باتجاه اسفل
التلة ارقب الصوت الذي يتجه نحوي
بدأت ثلاثة رؤوس تطل من بين الاشواك والحشائش اليابسه وقد اخذت
الشمس حصتها من لون الوجوه وقد تصبب العرق من الجباه
ثلاث فتيات يحملن حقائب المدرسة على ظهورهن لم يتجاوزن سن
السابعه فخانتني دموعي وبكيت حتى اصبحت لا ارى امامي شيئا
استجمعت قواي ومسحت دموعي ونزلت باتجاههن احمل ما تبقى لدي
من ماء الشرب خوفا ما ان تلاقيهن الافاعي في هذا الحر الشديد
وصلتهن ومعي الماء ... عرضته عليهن فتلقفنه كلبؤات تتضور عطشا
وجوعا وفجأة تجد الفريسة التي ترد لها الروح
لم تكن كمية الماء تكفي لسد ظمأ الطفلات الثلاث
فآثرت الواحدة منهن الاخرى ايثارا عجيبا كانها الام لابنتها
فهذه تقدم الماء للاخرى فتاخذه لتعطيه للاخرى ... هذه تقول اشربن
وانا انتظر وتلك تقول انا انتظر
اجهشت بالبكاء مرة اخرى رغم ما اعتراني من احساس بالفخر لروح
التضحية التي تحلت بها تلك الزهرات اللواتي اعياهن التعب والظمأ من
شدة الحر
طفلات ثلاث حرمهن الاحتلال الصهيوني من الوصول الى مقاعد
الدراسة .. حيث اغلق طريقهن الوحيده .. فسلكن طريق الشوك
والافاعي والوحوش لينهلن من علم يصنع لفلسطين مستقبلا بهؤلاء
الزهرات
الويل لكل الخونة والمتآمرين وتجار الدم من جيل هؤلاء الزهرات اللواتي
لن يرحمن جلاديهن ولن يتسامحن بقطرات العرق التي تصببت من
جباههن ولحظات الخوف التي اعترتهن في تلك الطرقات الموحشه
فكفرا بزمن الزيف والعهر
وسحقا لقانون المبادئ والقيم
كفرا بتجار الارواح والدم
وسحقا لمؤتمرات القمم
كفرا بتاريخ اسود مزيف
يعطي السيادة للوطيين والخدم
كفرا بديمقراطية وحرية
تؤتي العمى والبكم والصمم
كفرا بامة تفيق آخر الشهر
وتندب بوقت لا يجــدي به الندم
كفرا بامة حقيرة بائسة
ايمانها صفر وسلاحها عدم
كفرا بجامعة البغاء واللواط
والــف سحــق لراعيها الصنم
كفرابالعروبة ومجلس الامن
وسحقا لامريكا وشارون القزم
طفلنا يبصــق بوجـه بوش
وكلاب الحراسة وهيئة الامم
كفرا بمسيرة السلام المفبركة
وسحقا لصانعيها رعاة الغنم
المجد يركع لطفل فلسطيني
يعلو دبابة القمع ليزرع العلم
المجد يركع لطفلات ثلاث
سلاحهن الكتاب والكراس والقلم
تعليق