في الحمام البلدي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد يوب
    أديب وكاتب
    • 30-05-2010
    • 296

    في الحمام البلدي

    في الحمام البلدي
    حملت حقيبتي في يدي دخلت بابا مزركشا بالسيراميك و الفسيفساء ، صعدت درجين ، فتحت بابا دوارا ، استقبلني بلفحة ساخنة ، كلما توغلت في أعماقه كلما ازددت حبا فيه وعشقا ، رائحته تزكم النفوس ، فيه رائحة الداد و الكبريت ، حرارته قطعة من نار جهنم .
    تفحصت أنظار الناس رأيتها شاخصة مرهقة من شدة الإعياء ، وجوه نضرة عليها سر وبهاء ، فوق الأريكة الخشبية منتظرة ، أنهت دورها وغسلت أدرانها ، ووجوه حالكة عليها قترة ممددة على الأرض فوق قطعة نار جهنم المستعرة .
    بسربالي الأبيض الناصع تمددت على الأرض أتقلب ذات اليمين وذات الشمال أتضور من شدة الحرارة ، نار الله الموقدة ، شعرت بإغماء ودوار ، تثاقلت حركاتي ضاقت نفسي ، أتلهت من شدة العطش ، أجساد ممددة مرهقة كأعجاز نخل خاوية ، مختلف ألوانها منهم الأبيض و منهم الأسود .
    بخار أبيض يتصاعد في السماء ، أحدث سحابة بيضاء، تتساقط منها قطرات ماء بارد،أتسابق إليها أعترض طريقها أبلل بها ريقي الناشف ، وأخرى تخطئ هدفها وتهاجم بؤبؤ عيني .
    وفجأة وقف على رأسي رجل أسود مفتول العضلات ، تسمر لساني،لا ينبس ببنت شفة ، أحسست بدنو أجلي أدرت ظهري ، أغمضت عيني ، حضرت نفسي للعذاب ، لبس قفازا خشنا برزت منه مخالب بيضاء ،بسمل و حوقل ثم انحنى وسلخ جلدي الميت ، بدا أمامي مفتتا كالبرد ، ثم ضغط على صدري وسمع الحشود فرقعات أضلاعي توسلت إليه ، رجوته طلبت منه الرأفة بحالي ، عبد ضعيف ، لساني الطويل رأس مالي لم ينفعني عندما كنت في الحمام .
    محمد يوب
  • سحر الخطيب
    أديب وكاتب
    • 09-03-2010
    • 3645

    #2
    عشت قصتك مع نفسي وبعد كل هذا العناء لما لم تفسر شعورك بعد سلخ جلدك الميت لتجد انك تطير كفراشه تنطلق بجلد حي بخفة الفراشه تارة تريد النوم واخرى تريد الانطلاق كافعى القت بثقل كسوتها لتلبس حلة جديده من خالقها ههه
    يا استاذ محمد النتيجة اجمل من معاناتك فاين النتيجه الجميله
    الجرح عميق لا يستكين
    والماضى شرود لا يعود
    والعمر يسرى للثرى والقبور

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      الزميل القدير
      محمد يوب
      نص أفزعني في البداية
      وقلت لابد وأن يكون كابوسا
      وإذا بك تحضر لنا مزحة صغيرة
      رأيت أن الزميلة سحر الخطيب قد أجادت تصوير النهاية ليتك يضمنها في نصك فستكون نهاية مرحة جدا
      ودي الأكيد لك

      الخلاص
      وفاء لم يكد ْيدلف البيت, حتى تناهت أصوات القادمين لسمعها, وطرقعة الأسلحة, تدوّي حولها, تقرع أجراس الخطر, فبان الهلع, على قسمات وجهها الحزين: - اهرب قصي, سيقتلونك, اسرع أمسك يدها, يسحبها - معي وفاء, لنهرب معاً, سيقطّعونك بدلا عني, سيعذبونك, حتى الموت. - لن يفعلوا, سأشاغلهم, فقط اسرع قبل أن يقتحموا الباب. حمل سلاحه, قفز
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      يعمل...
      X