يوم ضاع نبضي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وسام دبليز
    همس الياسمين
    • 03-07-2010
    • 687

    يوم ضاع نبضي


    يوم ضاع نبضي

    كان حمادة تلك الروح التي لامست قلبي بهمسة، وأضّفت على حياتي بريقاً من السعادة،كانت روحهُ الشقية تحلّق في رتابةِ أيامي فتتدفقُ عذوبةً وحيويةً .

    حمادة هو الياسمين الذي يتناثرُ فوق روحي المتعبة فتورق سعادةً,حمادة هو الطفل الذي لم أنجبه والذي لن أستطيع أنجابه أبداً.

    همس حمادة اسمي قبل أي اسمٍ أخر،يومها وقفت بذهولٍ للحظة,وركعت أمام شمعته الأولى راجيةً منه أن يدغدغ أذنيّ بصوته ِ من جديد.

    عدتُ هنيهة للوراء, يوم أعطتني إياه القابلة وأمسكته بين يدي،يومها فتحت عيني بدهشةٍ،وانّحنيّت برفق انحناء الغزلان فوق الموارد كي أقبّل أصابعهُ الصغيرة، وأداعبَ شعره بشفتيّ معانقةً وجهه بعينّي،لم يكن أول طفل أُحمله،لكنه كان الطفل الأول الذي بكيت أمام ملاكه النائم .

    سار نهرٌ جارفٌ من الحنين إليه ،فاشتعلت دمائي وكدتُ احرقه شغفاً, فانتزعوه من بين أضلاعي خوفاً عليه من نهر حبي .

    كنت أمه الثانية وكان ابني الأول،وحين أكمل عامه الثاني خرجت به لأشتري له كل شيء,يكفيه أن يشير لي بيده لأشتري له العالم .

    امتلأت يداي بالهدايا, لكني وفي غفلةٍ مني وشقاوةٍ منه فقدته،جلّتُ بناظري إلى اليمين واليسار،ثم استدرت للوراء،فلم ألمح ملاكه حولي،هزني إعصار من التوتر.

    شحذتُ عزيمتي وابتلعتُ صرخةً بكماء :من المستحيل أن يحدث هذا معي،سحبتُ شهيقاً عميقاً وأنا أهمسُ لنفسي لا تتوتري.. ستجدينه.. صلّي باسم النبي .
    على مفترقِ طريقين وقفت،وقد أصغتْ أذني إلى قلبي، وفي الطريق الأول قادني إحساسي الخائب،وعدتُ إلى الطريق الآخر لأصطدمَ بفقدانه .
    تركتُ هدايا شمعتهِ الثانية تتناثرُ على أرصفةِ ألمي،وأنا أستوقف المارةَ سائلةً إياهم بصوتٍ مبللٍ بالدعوات عن طفلي الضائع،وأصفهُ لهم بثيابهِ بشعرهِ بوجهه،كانوا ينظرون إليَّ هامسين :مسكينة.

    أخذتْ حباتُ العرق ترشحُ من مسامات وجهي الأحمر،وتسلل خدرٌ رهيبٌ إلى مفاصلي،وأنا ألهث وابكي راح قلبي يهرول باحثاً عن نبضه الضائع, أصابتني عاصفةٌ من الجنون:أين أنت يا حمادة؟ماذا سأقول لوالديك ؟

    رقدتْ الحياة للحظة في عيني،وتوقف عقلي عن التفكير، واستطعت أن أفهم كيف يصاب الإنسان بالجنون ،هطلتْ عليَّ الأسئلة ممزقةً ما تبقى من روحي :في أي يدٍ وقعت يا حمادة ؟ كيف سأعود إلى البيت دونك ؟

    جلستُ على الرصيف بشعرٍ مبللٍ بالدموع،ووجهٍ جامدٍ ورحّتُ أتسوّل في وجوه المارين سائلةً إياهم عن حمادتي ،إليك أيها الرحيم أشكو عجزي واطلبُ أن تردّه إلى قلبي،أخذ عوسجُ الألم ينمو ويتسلّق أغصان صدري ليصل إلى قلبي فعُنُقي،ساعاتٌ مرّتْ وأنا أجوبُ شوارع مدينتي ولا أملك إلا يديّ،وصخرة الصمت تجثو فوق لساني، وعلمتُ كيف يفقد الإنسان النطق .

    دخلتُ وقد أقامت الدموع قصراً في وجهي إلى مركز الشرطة ،فطلبوا مني الجلوس وهم سيبحثون عنه،لكنني عدتُ أسير بقدمين من فولاذ في صحراء عطشى بحثاً عن ثرابِ واحتي الضائعة دون جدوى.
    إلى أن لمّتْ الشمس ضفائرها،ورأيتُ جثمان الأمل مسجى أمامي،أدركتُ عندئذٍ أنَّ ما حدث حقيقة يجب عليَّ تفجيرها في بيتِ أخي،أين أنت أيها الموت أنني أستدعيك؟كيف أعود وأنا بلا نقود وبلا جوال, هل أمدُّ يدي للمارة ؟.

    دخلتُ مركز الشرطة وقد تغلغل التعب في جسدي، فاستوقفني الشرطي سألاً : إن كان اسمي رهف.
    تسمّرت قدماي،وانّتفضت أوردتي وحفرت عيني في وجهه, كدّتُ امسك يده سائلةً :هل وجدّته ؟
    قطعَ لهفتي قائلاً:لقد وجدنا حقيبتك،قيل لنا إنها لامرأة أضاعتْ أبنها .

    هززتُ رأسي وأنا أنفثُ زفيراً عميقاً أطفئ به شمعتي الأخيرة :ظننتُ أنكم وجدتموه،سطعَ بياضُ أسنانه وأومأ لي :هو في تلك الغرفة إنه جائع لقد أحضرتُ له ما يأكله.

    ركضتُ مرفرفةً إليه وقد غرد قلبي في جسدي،وعند عتبة تلك الغرفة استعدتُ حواسي المعطلة،واشتعلتْ جمرات الأمل المنطفئة،فتحتُ عيني ونظرت إليه بحبور ركضتُ إليه وضممته إلى صدري المجنون شوقاً لاحتضانه صارخة :حمادة .
    تركَ (سندويشته) وركضَ إلى أحضاني صارخاً بصوته الطفولي :(لهف).

    تسلّقت ذراعاي المرتجفان جسده الصغير لتصل إلى وجهه وأنا أتحسسُ بملء كفي وجهه الصغير،نعم هذا هو حمادة وأضمه إلى ربيع صدري المورق شوقاً.

    عندما عدت إلى البيت وأنا أزنّر جسده الغافي بذراعي نظروا إلى يديّ بدهشة:كل هذا التأخير في السوق ولم تحضري شيئاً ؟!.
    ضممتُ حمادتي أكثر وأنا أمسح عيني بوجنتيه :لقد أحضرت حمادة ألا يكفي؟.
    التعديل الأخير تم بواسطة وسام دبليز; الساعة 15-07-2010, 19:07.
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة وسام دبليز مشاهدة المشاركة
    ...
    ضممتُ حمادتي أكثر وأنا أمسح عيني بوجنتيه :لقد أحضرت حمادة ألا يكفي؟.

    نعم، يا وسام، إحضار حمادة يكفي، و يكفي، و يكفي !!!
    قصة رائعة تشد الأعصاب و تثير الاعجاب !
    قلتُ من قبل إنك تجيدين التعبير و تحسنين التصوير و تتقنين التحبير !
    لقد تخللت قصتك هفواتٌ تصويرية يمكن تجاوزها ببعض المراجعة.
    في انتظار إبداعاتك المتميزة كوني بخير.
    تحيتي.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • وسام دبليز
      همس الياسمين
      • 03-07-2010
      • 687

      #3
      شكرا لمرورك استاذ حسن وشكرا لقصتي أيضا أنها أعجبتك أني لسعيدة بك أول المارين من هنا
      لكني أريد معرفة العثرات التي وقعت بها كي أتجاوزها
      بانتظارك

      باقة من ياسمين لك

      تعليق

      • علي ابريك
        كاتب وباحث سياسي
        • 08-07-2010
        • 42

        #4
        نص جميل ..
        ما أصعب أن نفقد من نرى العالم من خلالهم ..
        رائع ..
        دمت بود
        [gdwl]العرب أمّة ستعرّب العالم بقرآنها ...كل العالم ..[/gdwl]

        تعليق

        • سحر الخطيب
          أديب وكاتب
          • 09-03-2010
          • 3645

          #5
          لن تكتب هذا النص الرائع سوى انثى عاشت رحله الامومه بكل ما فيها من حب
          لحضه رايت الاسم وسام ضننت الاسم لذكر وليس انثى ثم تذكرت ان الاسم يحتمل الاثنين معا
          عشت مشاعرك بقلب ام تعلقت بكل كلمه وهي تركض وراء الكلمات
          اين المصير
          ثم ارتاح قلبي لنهاية المطاف
          اخت وسام ابدعت مشاعرك الجميله بسرد الاحساس الرائع الذي ينفطر بالالم والخوف على حمادة وكأني فقدت نبضي معك
          مشاعر مرهفه صادقه وعنوان رائع
          يوم ضاع نبضي
          الجرح عميق لا يستكين
          والماضى شرود لا يعود
          والعمر يسرى للثرى والقبور

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة وسام دبليز مشاهدة المشاركة
            شكرا لمرورك استاذ حُسين وشكرا لقصتي أيضا أنها أعجبتك أني لسعيدة بك أول المارين من هنا
            المشاركة الأصلية بواسطة وسام دبليز مشاهدة المشاركة


            لكني أريد معرفة العثرات التي وقعت بها كي أتجاوزها

            بانتظارك
            باقة من ياسمين لك


            على الرحب و السعة أختي الكريمة.

            و شكرا لك على الهدية.

            إن ما أقترحه عليك من ملاحظات هي بعض ما رأيته و ليس كله، وتبقى مجرد ملاحظات لست ملزمة بالأخذ بها، و المعنى في بطن الشاعر كما يقال.
            وهذه هي :

            1) "... وحين أكمل عامه الثاني حلّقت به لأشتري له كل شيء..." كلمة حلقت هنا تحمل معنى عاميا لا يمت إلى الفن بصلة، فلو قلت خرجت به لكان أحسن؛

            2) "... واليسار، ثم استدرت للوراء، فلم ... " الاستدارة لا تكون إلا إلى الوراء، فكلمة "للوراء" زائدة؛


            3) " ... وجهي الأحمر .. " كيف ظهر لك أنه أحمر ؟ والأحمر لون يرى و لا يُستشعر ؟


            4) "جلستُ على الرصيف بشعرٍ مبللٍ بالدموع ..." هذا تعبير غريب جدا، كيف تبلل الشعر بالدموع ؟!!! هل كانت الدموع تنزل فتبلل الخد مثلا أو الذقن أم كانت تصعد فبللت الشعر؟!!!


            5) "... فصخرة الصمت جثت فوق لساني..." لو قلت "تجثو" للحال و ليس للماضي للمعايشة، معايشة الحدث في وقته؛


            6) "عدتُ لسير بقدمين من فولاذ ..." لو قلت "عدت أسير" لكان أجود؛


            7) "... ورأيتُ جثمان الأمل مشيّعاً أمامي ..." كلمة جثمان هنا زائدة و لو قلت "رأيت الأمل مسجى" أو "هاربا" لتصوير فقدانه أو اضمحلال فرصه ...
            هذه بعض الهفوات التي سجلتها بسرعة حتى ألبي طلبك ثم لا أريد إزعاجك أكثر.
            ملاحظة عامة : أنت تملكين قدرة كبيرة على التعبير بسلاسة و وضوح، كما تملكين قدرة معتبرة على التصوير، و لغتك لغة مقبولة عموما لولا بعض الهفوات الطفيفة يمكن استدراكها بالمطالعة في كتب الأدب العالية ككتب مصطفى صادق الرافعي و تجنبي كتب مصطفى المنفلوطي بشدة !

            معذرة إن بدوت لك كـ ..."الأستاذ" لكن الخير قصدت و النصح أردت.
            تحيتي و تقديري.

            حُسين.
            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • عائده محمد نادر
              عضو الملتقى
              • 18-10-2008
              • 12843

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة وسام دبليز مشاهدة المشاركة
              يوم ضاع نبضي

              كان حمادة تلك الروح التي لامست قلبي بهمسة، وأضّفت على حياتي بريقاً من السعادة،كانت روحهُ الشقية تحلّق في رتابةِ أيامي فتتدفقُ عذوبةً وحيويةً .

              حمادة هو الياسمين الذي يتناثرُ فوق روحي المتعبة فتورق سعادةً,حمادة هو الطفل الذي لم أنجبه والذي لن أستطيع أنجابه أبداً.

              همس حمادة ((أ/ ا ))سمي قبل أي اسمٍ أخر،يومها وقفت بذهولٍ للحظة,وركعت أمام شمعته الأولى راجيةً منه أن يدغدغ أذنيّ بصوته ِ من جديد.

              عدتُ هنيهة للوراء, يوم أعطتني إياه القابلة وأمسكته بين يدي،يومها فتحت عيني بدهشةٍ،وانّحنيّت برفق انحناء الغزلان فوق الموارد كي أقبّل أصابعهُ الصغيرة، وأداعبَ شعره بشفتيّ معانقةً وجهه بعينّي،لم يكن أول طفل أُحمله،لكنه كان الطفل الأول الذي بكيت أمام ملاكه النائم .

              سار نهرٌ جارفٌ من الحنين إليه ،فاشتعلت دمائي وكدتُ احرقه شغفاً, فانتزعوه من بين أضلاعي خوفاً عليه من نهر حبي .

              كنت أمه الثانية وكان ابني الأول،وحين أكمل عامه الثاني حلّقت به لأشتري له كل شيء,يكفيه أن يشير لي بيده لأشتري له العالم .

              امتلأت يداي بالهدايا, لكني وفي غفلةٍ مني وشقاوةٍ منه فقدته،جلّتُ بناظري إلى اليمين واليسار،ثم استدرت للوراء،فلم ألمح ملاكه حولي،هزني إعصار من التوتر.

              شحذتُ عزيمتي وابتلعتُ صرخةً بكماء :من المستحيل أن يحدث هذا معي،سحبتُ شهيقاً عميقاً وأنا أهمسُ لنفسي لا تتوتري.. ستجدينه.. صلّي باسم النبي .
              على مفترقِ طريقين وقفت،وقد أصغتْ أذني إلى قلبي، وفي الطريق الأول قادني إحساسي الخائب،وعدتُ إلى الطريق الآخر لأصطدمَ بفقدانه .
              تركتُ هدايا شمعتهِ الثانية تتناثرُ على أرصفةِ ألمي،وأنا أستوقف المارةَ سائلةً إياهم بصوتٍ مبللٍ بالدعوات عن طفلي الضائع،وأصفهُ لهم بثيابهِ بشعرهِ بوجهه،كانوا ينظرون إليَّ هامسين :مسكينة.

              أخذتْ حباتُ العرق ترشحُ من مسامات وجهي الأحمر،وتسلل خدرٌ رهيبٌ إلى مفاصلي،وأنا ألهث وابكي راح قلبي يهرول باحثاً عن نبضه الضائع, أصابتني عاصفةٌ من الجنون:أين أنت يا حمادة؟ماذا سأقول لوالديك ؟

              رقدتْ الحياة للحظة في عيني،وتوقف عقلي عن التفكير، واستطعت أن أفهم كيف يصاب الإنسان بالجنون ،هطلتْ عليَّ الأسئلة ممزقةً ما تبقى من روحي :في أي يدٍ وقعت يا حمادة ؟ كيف سأعود إلى البيت دونك ؟

              جلستُ على الرصيف بشعرٍ مبللٍ بالدموع،ووجهٍ جامدٍ ورحّتُ أتسوّل في وجوه المارين سائلةً إياهم عن حمادتي ،إليك أيها الرحيم أشكو عجزي واطلبُ أن تردّه إلى قلبي،أخذ عوسجُ الألم ينمو ويتسلّق أغصان صدري ليصل إلى قلبي فعُنُقي،ساعاتٌ مرّتْ وأنا أجوبُ شوارع مدينتي ولا أملك إلا يديّ،فصخرة الصمت جثت فوق لساني، وعلمتُ كيف يفقد الإنسان النطق .

              دخلتُ وقد أقامت الدموع قصراً في وجهي إلى مركز الشرطة ،فطلبوا مني الجلوس وهم سيبحثون عنه،لكنني عدتُ (( لسير/للسير)) بقدمين من فولاذ في صحراء عطشى بحثاً عن ثرابِ واحتي الضائعة دون جدوى.
              إلى أن لمّتْ الشمس ضفائرها،ورأيتُ جثمان الأمل مشيّعاً أمامي،أدركتُ عندئذٍ أنَّ ما حدث حقيقة يجب عليَّ تفجيرها في بيتِ أخي،أين أنت أيها الموت أنني أستدعيك؟كيف أعود وأنا بلا نقود وبلا جوال, هل أمدُّ يدي للمارة ؟.

              دخلتُ مركز الشرطة وقد تغلغل التعب في جسدي، (فستوقفني / فاستوقفني ) الشرطي (سأل/سائلا )اً : إن كان (أسمي /اسمي)رهف.
              تسمّرت قدماي،وانّتفضت أوردتي وحفرت عيني في وجهه, كدّتُ امسك يده سائلةً :هل وجدّته ؟
              قطعَ لهفتي قائلاً:لقد وجدنا حقيبتك،قيل لنا إنها لامرأة أضاعتْ أبنها .

              هززتُ رأسي وأنا أنفثُ زفيراً عميقاً أطفئ به شمعتي الأخيرة :ظننتُ أنكم وجدتموه،سطعَ بياضُ أسنانه وأومأ لي :هو في تلك الغرفة إنه جائع لقد أحضرتُ له ما يأكله.

              ركضتُ مرفرفةً إليه وقد غرد قلبي في جسدي،وعند عتبة تلك الغرفة استعدتُ حواسي المعطلة،واشتعلتْ جمرات الأمل المنطفئة،فتحتُ عيني ونظرت إليه بحبور ركضتُ إليه وضممته إلى صدري المجنون شوقاً لاحتضانه صارخة :حمادة .
              تركَ (سندويشته) وركضَ إلى أحضاني صارخاً بصوته الطفولي :(لهف).

              تسلّقت ذراعاي المرتجفان جسده الصغير لتصل إلى وجهه وأنا أتحسسُ بملء كفي وجهه الصغير،نعم هذا هو حمادة وأضمه إلى ربيع صدري المورق شوقاً.

              عندما عدت إلى البيت وأنا أزنّر جسده الغافي بذراعي نظروا إلى يديّ بدهشة:كل هذا التأخير في السوق ولم تحضري شيئاً .
              ضممتُ حمادتي أكثر وأنا أمسح عيني بوجنتيه :لقد أحضرت حمادة ألا يكفي؟.
              الزميلة القديرة
              وسام دبليز
              سعيدة بك وبنصوصك التي ترشح عذوبة وإنسانية
              جميل نصك
              وهذا الخوف على حمادة
              سرد جاء شفافا ووصف المشاعر رقيقا وحزينا
              وقد وضعت لك بعض الأخطاء بين قوسين
              كما أرجو منك أن تشاركي الزميلات والزملاء نصوصهم فهي فائدة للجميع وأنت ماشاء الله لك ملكة قصصية رائعة
              ودي الأكيد لك

              الخلاص

              وفاء لم يكد ْيدلف البيت, حتى تناهت أصوات القادمين لسمعها, وطرقعة الأسلحة, تدوّي حولها, تقرع أجراس الخطر, فبان الهلع, على قسمات وجهها الحزين: - اهرب قصي, سيقتلونك, اسرع أمسك يدها, يسحبها - معي وفاء, لنهرب معاً, سيقطّعونك بدلا عني, سيعذبونك, حتى الموت. - لن يفعلوا, سأشاغلهم, فقط اسرع قبل أن يقتحموا الباب. حمل سلاحه, قفز
              الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

              تعليق

              • محمد عزوز
                عضو الملتقى
                • 30-03-2010
                • 150

                #8
                ساحرة تلك النصوص التي تكتبها وسام
                وقمة سحرها في مطالعها
                ولم تكن خاتمتها في مستوى مقدمتها
                أما الأخطاء التي أشار إليها الزملاء فبعضها طباعي
                والآخر اختلاف في وجهات النظر في التعبير أو كلمات اعتبرها البعض
                زائدة .. ثم أن وسام تكتب بلغة شعرية ولها الحق في استخدام بعض المجازات
                أليس كذلك أيها الزملاء ..؟
                نص جميل أقر بذلك معكم
                شكراً لقلمك الرائع وسام

                تعليق

                • د. نديم حسين
                  شاعر وناقد
                  رئيس ملتقى الديوان
                  • 17-11-2009
                  • 1298

                  #9
                  العزيزة وسام دبليز
                  قرأتُ فحزِنت . حماده هو جيلٌ كاملٌ من أطفالنا الذين " يضيعون " فنجدهم أو .. لا نجدهم ! إياكِ - إيَّانا - أن نضيع أطفالنا !! وأنتِ اللبيبةُ أختاه .
                  ألفت نظرك إلى ملاحظة الأخ محمد شعبان الموجي في مفتتح الملتقى .
                  كتبتِ فقرأنا لنستخلص العِبر .
                  لك الصحة والسعادة بإذن الله تعالى .

                  تعليق

                  • وسام دبليز
                    همس الياسمين
                    • 03-07-2010
                    • 687

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                    الزميلة القديرة
                    وسام دبليز
                    سعيدة بك وبنصوصك التي ترشح عذوبة وإنسانية
                    جميل نصك
                    وهذا الخوف على حمادة
                    سرد جاء شفافا ووصف المشاعر رقيقا وحزينا
                    وقد وضعت لك بعض الأخطاء بين قوسين
                    كما أرجو منك أن تشاركي الزميلات والزملاء نصوصهم فهي فائدة للجميع وأنت ماشاء الله لك ملكة قصصية رائعة
                    ودي الأكيد لك

                    الخلاص

                    http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=58884
                    مرورك جميل كروحك استاذة عايدة وشكرا على ما الأقواس أنتظر المزيد
                    أما مشاركة النصوص الأخرى
                    ساعات النهار لا تكفيني ولا أيام الأسبوع فماذا أفعل
                    إني أمر بالنصوص ولكن الرد يأخذ مني وقتا إضافيا بسبب سرعة النت السلحفاتية
                    لك باقة من ياسمين

                    تعليق

                    • وسام دبليز
                      همس الياسمين
                      • 03-07-2010
                      • 687

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                      [size=4][/center]


                      على الرحب و السعة أختي الكريمة.

                      و شكرا لك على الهدية.

                      إن ما أقترحه عليك من ملاحظات هي بعض ما رأيته و ليس كله، وتبقى مجرد ملاحظات لست ملزمة بالأخذ بها، و المعنى في بطن الشاعر كما يقال.[/center]
                      وهذه هي :

                      1) "... وحين أكمل عامه الثاني حلّقت به لأشتري له كل شيء..." كلمة حلقت هنا تحمل معنى عاميا لا يمت إلى الفن بصلة، فلو قلت خرجت به لكان أحسن؛

                      2) "... واليسار، ثم استدرت للوراء، فلم ... " الاستدارة لا تكون إلا إلى الوراء، فكلمة "للوراء" زائدة؛


                      3) " ... وجهي الأحمر .. " كيف ظهر لك أنه أحمر ؟ والأحمر لون يرى و لا يُستشعر ؟


                      4) "جلستُ على الرصيف بشعرٍ مبللٍ بالدموع ..." هذا تعبير غريب جدا، كيف تبلل الشعر بالدموع ؟!!! هل كانت الدموع تنزل فتبلل الخد مثلا أو الذقن أم كانت تصعد فبللت الشعر؟!!!



                      5) "... فصخرة الصمت جثت فوق لساني..." لو قلت "تجثو" للحال و ليس للماضي للمعايشة، معايشة الحدث في وقته؛


                      6) "عدتُ لسير بقدمين من فولاذ ..." لو قلت "عدت أسير" لكان أجود؛


                      7) "... ورأيتُ جثمان الأمل مشيّعاً أمامي ..." كلمة جثمان هنا زائدة و لو قلت "رأيت الأمل مسجى" أو "هاربا" لتصوير فقدانه أو اضمحلال فرصه ...
                      هذه بعض الهفوات التي سجلتها بسرعة حتى ألبي طلبك ثم لا أريد إزعاجك أكثر.
                      ملاحظة عامة : أنت تملكين قدرة كبيرة على التعبير بسلاسة و وضوح، كما تملكين قدرة معتبرة على التصوير، و لغتك لغة مقبولة عموما لولا بعض الهفوات الطفيفة يمكن استدراكها بالمطالعة في كتب الأدب العالية ككتب مصطفى صادق الرافعي و تجنبي كتب مصطفى المنفلوطي بشدة !

                      معذرة إن بدوت لك كـ ..."الأستاذ" لكن الخير قصدت و النصح أردت.

                      تحيتي و تقديري.


                      حُسين.


                      الأستاذ حسين
                      للجميع و لك أيضا أن تقف عند كل هفوة وتخط تحتها بالأحمر ولن تزعجني طالما أنها لصالح النص
                      لي أن أخذ ببعض الملاحظات وقد عدلت بعض تلك الهفوات
                      لكن
                      الاستدارة...ألا تكون أحيانا لليمين واليسار والوراء
                      وجهي الأحمر ...حين الشعور الخجل والحب والخوف يحمر الوجه وإن لم أراه فأنا أشعر أن وجهي أحمر من خلال الحرارة التي تجتاح الوجه
                      شعر مبلل بالدموع ؟لا أدري ولكني وحسب ما رسمت الصورة قصدت الشعر المسدل على الوجه
                      بالتأكيد ستنتظرك هفواتي كي تسمو بما بما وقعت به
                      شكرا لك

                      تعليق

                      • وسام دبليز
                        همس الياسمين
                        • 03-07-2010
                        • 687

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد عزوز مشاهدة المشاركة
                        ساحرة تلك النصوص التي تكتبها وسام
                        وقمة سحرها في مطالعها
                        ولم تكن خاتمتها في مستوى مقدمتها
                        أما الأخطاء التي أشار إليها الزملاء فبعضها طباعي
                        والآخر اختلاف في وجهات النظر في التعبير أو كلمات اعتبرها البعض
                        زائدة .. ثم أن وسام تكتب بلغة شعرية ولها الحق في استخدام بعض المجازات
                        أليس كذلك أيها الزملاء ..؟
                        نص جميل أقر بذلك معكم
                        شكراً لقلمك الرائع وسام
                        استاذ محمد عزوز أنت الرائع وليست نصوصي
                        فأنت دائما استاذي الذي أستظل به وأمد له يدي ليمد لي طوق النجاة كلما هاجت الأمواج
                        سعيدة بك
                        اعتدتك دائما في الكرسي الأول لماذا التأخير اليوم ؟
                        شكرا لك
                        لك أشجار الياسمين التي أحب

                        تعليق

                        • وسام دبليز
                          همس الياسمين
                          • 03-07-2010
                          • 687

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة علي ابريك مشاهدة المشاركة
                          نص جميل ..
                          ما أصعب أن نفقد من نرى العالم من خلالهم ..
                          رائع ..
                          دمت بود
                          استاذ على لا أصعب من لحظة الفقد
                          ولا أصعب من تلك اللحظة
                          شكرا لك

                          تعليق

                          • وسام دبليز
                            همس الياسمين
                            • 03-07-2010
                            • 687

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة د. نديم حسين مشاهدة المشاركة
                            العزيزة وسام دبليز
                            قرأتُ فحزِنت . حماده هو جيلٌ كاملٌ من أطفالنا الذين " يضيعون " فنجدهم أو .. لا نجدهم ! إياكِ - إيَّانا - أن نضيع أطفالنا !! وأنتِ اللبيبةُ أختاه .
                            ألفت نظرك إلى ملاحظة الأخ محمد شعبان الموجي في مفتتح الملتقى .
                            كتبتِ فقرأنا لنستخلص العِبر .
                            لك الصحة والسعادة بإذن الله تعالى .
                            استاذ نديم لن أضيع حمادة مرة أخرى فلولا أستمر ضياعه عن قلبي لما وجدتني هنا
                            لك باقة من ياسمين

                            تعليق

                            • وسام دبليز
                              همس الياسمين
                              • 03-07-2010
                              • 687

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة سحر الخطيب مشاهدة المشاركة
                              لن تكتب هذا النص الرائع سوى انثى عاشت رحله الامومه بكل ما فيها من حب
                              لحضه رايت الاسم وسام ضننت الاسم لذكر وليس انثى ثم تذكرت ان الاسم يحتمل الاثنين معا
                              عشت مشاعرك بقلب ام تعلقت بكل كلمه وهي تركض وراء الكلمات
                              اين المصير
                              ثم ارتاح قلبي لنهاية المطاف
                              اخت وسام ابدعت مشاعرك الجميله بسرد الاحساس الرائع الذي ينفطر بالالم والخوف على حمادة وكأني فقدت نبضي معك
                              مشاعر مرهفه صادقه وعنوان رائع
                              يوم ضاع نبضي
                              سحر
                              لن تكتب هذا النص الرائع سوىانثى عاشت رحله الامومه بكل ما فيها من حب
                              لا لم أعش رحلة الأمومة بعد
                              ربما حين أعيشها تتوقف كلماتي وتتقزم أمام قوة مشاعر الأمومة
                              سحر أيتها الساحرة في نسيمك الجميل واللطيف كاسمك
                              لك باقة من ياسمين

                              تعليق

                              يعمل...
                              X