الكل هباء ... لولاك يا وطني!!
-1-
وراء الفصول البعيدة
عشرون عاما مضت
ووجهك في الغربة
صار هجيرا
وبات هباء..
وبصمة كافر تعفّر جبهتك
و الطرقات البغيضة
تسدّ نوافذ الحلم
والأمنيات تغلّق أبوابها.
تكسرّ قامة دوحتك الوارفة ..
فتمسي هباء ..
_ 2 _
من كلّ الجهات ..
من الشرق تحسو مرارة روحك
وتمشي غريبا ..
ومن الغرب تعدّ ساعات الأسى
و تمشي غريبا ..
ومن شمال الفصول ومن عتبات جنوبها والشمال
فأنت سجين زمانها والأمكنة ..
عدوّ مدائنها والأرصفة ..
ذاتك تبكي ذاتك فتهذي غريبا ..
ووحدك تخطو خطاك الثقيلة..
وتحمل كأس عذاباتك المستحيلة ..
-3-
وتسأل عن سرك المستكين
عصافير حديقتك و الخميلة ..
وتسأل أرضك كيف تغيّر الصحب وخانوا العهود ..
والأقرباء باتوا هباء ؟
وتعزف أوجاعك لتلك البلاد الحبيبة ..
وتسمع صدى البحر يردّد حسرتك
ولا صوت يَستَعِيدُ صدى غربتك ..
وتلك الفصول البعيدة تلاشت
وصارت هباء .. هباء..هباء..
وذاك النّهار الذي كنت تمسك صهوته
وذاك النّهار الذي كنت تمسك صهوته
اضمحل وبات سرابا ..
وذاك النخيل لم يعد يحمل ثمرته فقد تسوّس عذقه
وصار هباء ..
-4-
وراء الفصول البعيدة
وعشرون عاما
ووجهك سنونوة
ذبحت نضارة عمرها في الرحيل
وباتت هباء..
تقول لأرضك أحبك يا وطني !
لأنك أنبل من حكايات جدي ..
وأجمل من وجه أمّي ..
وأسمى من القصص التي شرّدتني
أيا وطني !! أنت أسطورة في مرايا سمائي
ومهما تصد الفصول عن المرآة ظلّي
سأبقى مدى الدهر أهذي :
يا وطني أحبك حدّ البكاء وحدّ الجنون ..
لأني بحبك أمحو سعير تلك الفصول التي عفّرتني
وأسكب ماء قصيدي على نارها التي أحرقتني ..
-5-
متى تستفيق زنابق الذكريات بين الصّحاب
متى تقيم العصافير أعراس باب البحر * ؟؟
متى تطفئ تلك الحرائق الحانية في مهجتي
حنيني و عصيان شوقي ؟؟
أيا وطني شرعتي حبك دوما
وأفنى و أحيا على نبضات حبك
أحبك رغم ضنى تلك الفصول وكيد حراسها
أحبك رغم تمرد الذكريات وقسوة أصحابها
أحبك رغم فحيح الزمان
و أرسم وجهك أسطورة في سماء الفضيلة
ورغم كل المعاصي التي نراها وتلك التي لانراها
فكل الفصول هباء ولولاك يا وطني
ما كنت أبعث في بركة نور العاشقين .
15-7-2010 م
تعليق