وللماء اتجاه واحد
وللماء اتجاه واحد
أستفتح ُ الماءَ القراءةَ ، من مقام القارئ ِالمقروءِ
غصنا بعد غصنٍ ، ماارتقت قدماى منى ، فارتويتُ ،
أو ارعويتُ ، فغَطَّنى شجرُ الحروفِ ، وقال لى : اقرأ .
قرأتُ الماءَ ..
منه تكوَّنتنى
(عالقا)
فى جنبةِ الجبِّ المسافرِ ، أسفرَت
عن وجهها
مالى أراها اشوَّقتنى ، سبعَ مرَّاتٍ
تراودُها الفراشة ُ
كلما سَبَرَت ، أسرَّت لامِّها : حَولاً ترجرجُنى
وما هَدَّ المدى فى داخلى جدبُ الجنوبِ ، وإنما لم يستبنِّى
فابتنى لى رقية ًمن شعرى المخضلِّ فى زيت القرنفل ،
علَّهُ الوجدُ المسافرُ ، والطريقُ مُمَهَّدٌ للماءِ ، ما شالت يدى .
كانت بلادى :
حيثما لاينبغى للشمس ما لا ينبغى
كانت بلادى :
أينما يَمَّمتُ ، كان الماءُ ـ ثمة ذروة ٌ للماء ، ثمة ذروة ٌ للضوءِ
ثمة ذروة للدِّفءِ ، ثمة من ينادينى اجتبيتُكَ ،
فاختلجتُ ، وما ترانى ،
إذ تقاسمنى اندياحُ الماءِ : منه نكونتنى ـــ عالقا ــ ،
ما بين عَينَى منبتىَّ ، تبسَّما من عهد آدم :
ما الذى كانت تئوول إليه لو لم
يأكلا .. ؟!
طفقت تمازحُه المجاوزة َ: اشتكى ،
مدَّت يدا
خَصَفت عليها من رياشِ التين ، ما خصفت له
حتى احتراها ، واحتذى ، كانت إذا ..
ما اشوَّفت ، تقضي ، وتُفرغُ زيتها فى الماء ، يلتمعُ المدى
واثاقلت
ما أوجعتنى ..
أبرقت لى : أزلفت ،
فجمعتُ بين مطيتى ــ كفنى
دخلتُ إلى وعاءِ الطرد
فيه تقاذفتنى سُدَّةُ البابِ ،
اشتعلتُ
وما انشغلتُ بصرختى ،
: يا بسمةَ العينين فى لغة الذرارى
مَن حَمَلنا
واحتملنا
والرياحُ لواقحٌ فى السوق خَضَّله الندى
والعود ناشئة ٌ.. تدحرجُ طوقها فى أول المشوار بين مدينتَى
نعم ٍ ، ولا
إذ أنتَ من لغتى وعيتَ الدرسَ أوَّلَ مَن وَعَى
ولئن وعيتَ البابَ لغة ً، واصطلاحا
كنتَ أوَّلَ مَن رَعَى رَعيِى
فإنِّى .. فى الخلاءِ ، وفى المِلاءِ
وفى ارتدادِ الطرفِ تدركُ أنها الخضراءُ فينا استافها سيفُ الطوائفِ
والفرنجةُ تحت باب القصر تحسِبُ حسبتى
والعودُ ناشئة ٌ.. تدحرجُ طوقها فى السُّوق بين مدينتى
نعم ٍ ، ولا
: ولئن بسطتَ يداً إلىَّ فما أنا ..
إذ أنت من لغة السقيفةِ لستَ أولَ مَن سعى
أو أنت من لغة الغرابِ وقد بَغَى بَغىَ الوصايةِ
لستَ أوَّل مَن بغى
باسمى علىَّ
فإننى عنك انفصلتُ إلى حَوَافِّ الدور : لا تستنبحنَّ كلابَها
والعُودُ ناشئة ٌ تدحرجُ طوقَها
يتكالبون لدورةِ المحو المُرَكَّز
حيثما كانت تكون بدايةُ اللا إسم
لاعنوان
لا إعلان
جَرَّت ياؤها بابَ الكتابِ ، وبابُها
بابُ الحوارى : حارَها من حوَّرته الناسُ
فينا يرتجى نهرا من الملكوت :
فينا استافه سيفُ الطوائف ، والفرنجة ُ ظاهرون اليوم
بين مدينتى نعم ٍ ، ولا
قالت حزامى
إذ تقادمَ عهدُها ، والماءُ : منه تكوَّنتنى :
كلما سكنَ الهواءُ ـــ دبورُه ، ما استقبلت من أمرها
ما استدبرته رحالها
منى تَمُدُّ أصابعى الخمسين فى شرخ ِالصِّبَا
بين الحروف ، وما تداخل من عناصر
عنصرتها حلة ُالنِّفطِ المجددِ عزمَها ،
: يا شيبةَ الكيمياء فى جسدٍ ترامى
ما تنامى
إذ تَعَرَّى بحرُها الطامى (1) ، جنزرَها بليل ٍ
خشية العشاق ، لكن أسقطوا .. (2)
فتطوَّحَ البدوىُّ فى وجهِ ابن ِأمٍّ
ما استدارَ له سريرُ الرَّمى : طاشت قنبلة . (3)
ما أعلنتها فى العوام وكالة الأنباء
حين تفكَّهوا فى شارع الجسر القديم ، فداخلتنى غبطتى
إذ غطنى شجرُ الحروفِ وقال لى : اقرأ
قرأتُ الماءَ : طاشت قنبلة
ماغطنى غمرُ انفجار الماء
فيه تقاسمتنى : إن رأيتك بعدها
لن أكشفنَّ لك الحمولة ، إنها فى دفتر الحمراء
فيما استافه سيفُ الطوائف ، فاعترف ، أو فاغترف
: لما اغترفنا غرفة من نهرها
كان النهار على المشارف
ما اغترفنا غرفة ، إلا وقال النهرُ :
" منِّى مَن تردَّى إذ تصدَّى "
"ليس منَّى مَن تصدى إذ تردى"
: فى كتاب الماء عُودٌ ،
ليس يحنى عودَه .
يا أوَّلَ الصبوات ، آخرها
ثقوب فى جدار الغزل .. أليل من
عباءة جدتى
يتقاطرون
وعندما يتصقَّرونَ فتيلة َالمصباح
فى قاع المدوَّنِ فى كتاب الماء ، يختلُّ الرهان ، فما الرهين ؟!
: لم يبق غيرُك ،
والطريق بمَلكنا
جاوزتنا فى البحر
أم فى البحر
أم أنَّ الخطابَ إلى العصافير ، السنابلِ فى كتاب الليل :
فيه يعكرون الماء (عينا) ، ليس فيها من رجيع القوم
ما تترسمون ..
مالكم لا تنطقون ؟!
: ما لكم لا تنأمون ؟!
: ما لكم لاتدخلون ، وكيفما دخلت فروخ النمل ، إذ تتنمَّلون ؟!
: لم يبق غيرُك .
قال لى : أوَ لا ترانى ؟!
قلتُ : حولى
قال لى : والما ترانى ؟!
قلت : وُشِّجَتِ الوشائجُ قبلما " قال أنبئوني"
قال لى : كان الخليفة ,
ما اختلفنا خلفة من بعدنا إلا وغيض الماء
منا من تلبَّث ، أو تلبَّس ، أو تبلَّس إذ نبا
قلت : احتملنى .
قال : فى الأرض البراحُ يضيقُ متَّسَعُ احتمالى
غطنى شجر الحروف وقال لى : اقرأ
قرأت ، وما قرأت
وبينما يتدابرون حوالة الدفع المؤجَّل ِ، قلتُ لى :
ويكأنَّ وجوهَهم نفسُ الوجوه ، وإن تغير ثبتنا
فالسابقون السابقون مقرَّنون لسيد التاجين
فى حقل التجاوز ، والطقوس بريئة من كل ذى ظفر
وناب
والحوايا
ما لكم لا تنطقون ؟!
: ما لكم لا تنأمون ؟!
: ما لكم لا تخرجون ، وكيفما كانت فروخ القوم ، إذ يتصقَّرون ؟!
قال لى :
لما خرجتُ إلى الملاء ، وإذ همو يتلاومون
" إنما هم يغسلون من العيون عباءة
ليست تفيئ بغير ما تتفيأون "
: ويكأنَّ عيونهم نفس العيون .. وما تغير ثبتها
المبثوث فيما
يرتجون من البيوت ، وإن أوهنها ..
وكان النهرُ
يغسل ساعديه
ويرتدى بَردِيَّة
قد فصلتها حاجة
فى النفس تنغل فى دمى
والنهر يمضى
ليس يعبأ بالعيون
وليس يعبأ بالوجوه
وليس يعبأ
إننا ممن يريق الماء
قبض الريح ..
قبض الريح ..
قبض القبض .
( طنطا 17 / 3 / 1987 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالحاشية :
1 ـ السيد البدوى
2 ـ الألمان
3 ـ الزمان : الحرب العالمية الثانية
المكان : طنطا
الحدث : قيل إن طائرتين ألمانيتين أغارتا ليلا على طنطا ؛ نكاية فى الملك فاروق الذى أعلن الحرب على ألمانيا المحور، ضمن خمس وأربعين دولة (الحلفاء) .
وقيل إن البدوى كان دائما يعارض فكرة الحرب فى مجلس ليلة الأحد المنعقد بديوان الست (أ) ويضم الأقطاب الأربعة (ب) ، لكن الأمر خرج من يده .
وقيل إنه حين انطلقت صفارات الإنذار من فوق عمارات الأوقاف الشامخة بميدان المحطة ، صرخ البدوى فى وجه تلميذه البكر : عبد المتعال : " هات الجنزير" ، وقيل إنه جنزر طنطا جيدا وقفلها بالقفل ، ثم أحالها بحرا ..
لكن أخبث الطيارين أسقط فى الموقع المحدد ( طبوغرافيَّا) ، وقيل إن البدوى ضربه بأحد اللثامين فأصابته لويثة ، وضرب القتبلة الساقطة باللثام الآخر ؛ فطاشت .
قالوا يومها : إنها سقطت فى حظيرة فى حقل بناحية :( طوخ مزيَد) مركز السنطة ، فقتلت فلاحا وأفلتت الجاموسة ، غير أن أبسط ما قيل يومها فى القتيل أنه كان عاقا لزوجته ، وأنه كان متيما بالسيرة الهلالية ، وأنه كان متحفظا على الموالد ، وبخاصة مولد ( البدوى) . إذ بدت عداوته الحقيقية فى حادثة الحلق المخرطة ..
قالوا يومها : إن زوجته ( ست الملك) نزعت الحلق من أذنيها وهمت بوضعه فى صندوق النذور الملحق بالمقصورة النحاسية للضريح ؛ فاختطفه (القتيل) مفضلا أن يشارك واحدا من العبايدة على بهيمة للعيال ..
وقالوا أخيرا : إن البدوى رأى فى الحدث فرصة لتصفية الموقف .
( رويت هذه الحادثة شفاهة وتناقلها العوام فى أحياء طنطا الشعبية * )
4 ـ سورة البقرة آية (31)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
هوامش على الحاشية
أ ـ السيدة زينب بنت الإمام على ـ كرم الله وجهه ـ ( وهى من أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم) قيل إنها بعد كربلاء فضلت المجيئ إلى مصر كمنفى ، وليس فى تاريخها ما يدل على أنها جاءت إلى مصر ، وينسب إليها مسجد وضريح شهيران فى القاهرة ( الموسوعة العربية الميسرة صـ 939 ) وينسب إليها عوام المصريين كرامات عدة . وتكنى بأم العواجز ، وأن ديوانها ينعقد كل ليلة أحد تحت رئاستها مع الأقطاب الأربعة للنظر فى شئون المريدين .
ب ـ القطب عند الصوفية هو الواحد موضع نظر الله فى كل زمان يسرى فى الكون سريان الروح فى الجسد ، ويفيض على الكون الأعلى روح الحياة ، والأسفل ، وقد يسمى غوثا ؛ لالتجاء الملهوف إليه ، وقد يكون قطبا لأقطاب سابقا على وجودهم ، وعلى كل ما فى عالمى الغيب والشهادة ، والأقطاب الأربعة هم : الدسوقى ، والجيلانى ، والرفاعى ، والبدوى . ( الموسوعة العربية الميسرة صـ1387)
(*) واقعة الضربة الجوية على طنطا ثابتة تاريخيا ، وبناء الحادثة قصصيا من عندياتى .
أستفتح ُ الماءَ القراءةَ ، من مقام القارئ ِالمقروءِ
غصنا بعد غصنٍ ، ماارتقت قدماى منى ، فارتويتُ ،
أو ارعويتُ ، فغَطَّنى شجرُ الحروفِ ، وقال لى : اقرأ .
قرأتُ الماءَ ..
منه تكوَّنتنى
(عالقا)
فى جنبةِ الجبِّ المسافرِ ، أسفرَت
عن وجهها
مالى أراها اشوَّقتنى ، سبعَ مرَّاتٍ
تراودُها الفراشة ُ
كلما سَبَرَت ، أسرَّت لامِّها : حَولاً ترجرجُنى
وما هَدَّ المدى فى داخلى جدبُ الجنوبِ ، وإنما لم يستبنِّى
فابتنى لى رقية ًمن شعرى المخضلِّ فى زيت القرنفل ،
علَّهُ الوجدُ المسافرُ ، والطريقُ مُمَهَّدٌ للماءِ ، ما شالت يدى .
كانت بلادى :
حيثما لاينبغى للشمس ما لا ينبغى
كانت بلادى :
أينما يَمَّمتُ ، كان الماءُ ـ ثمة ذروة ٌ للماء ، ثمة ذروة ٌ للضوءِ
ثمة ذروة للدِّفءِ ، ثمة من ينادينى اجتبيتُكَ ،
فاختلجتُ ، وما ترانى ،
إذ تقاسمنى اندياحُ الماءِ : منه نكونتنى ـــ عالقا ــ ،
ما بين عَينَى منبتىَّ ، تبسَّما من عهد آدم :
ما الذى كانت تئوول إليه لو لم
يأكلا .. ؟!
طفقت تمازحُه المجاوزة َ: اشتكى ،
مدَّت يدا
خَصَفت عليها من رياشِ التين ، ما خصفت له
حتى احتراها ، واحتذى ، كانت إذا ..
ما اشوَّفت ، تقضي ، وتُفرغُ زيتها فى الماء ، يلتمعُ المدى
واثاقلت
ما أوجعتنى ..
أبرقت لى : أزلفت ،
فجمعتُ بين مطيتى ــ كفنى
دخلتُ إلى وعاءِ الطرد
فيه تقاذفتنى سُدَّةُ البابِ ،
اشتعلتُ
وما انشغلتُ بصرختى ،
: يا بسمةَ العينين فى لغة الذرارى
مَن حَمَلنا
واحتملنا
والرياحُ لواقحٌ فى السوق خَضَّله الندى
والعود ناشئة ٌ.. تدحرجُ طوقها فى أول المشوار بين مدينتَى
نعم ٍ ، ولا
إذ أنتَ من لغتى وعيتَ الدرسَ أوَّلَ مَن وَعَى
ولئن وعيتَ البابَ لغة ً، واصطلاحا
كنتَ أوَّلَ مَن رَعَى رَعيِى
فإنِّى .. فى الخلاءِ ، وفى المِلاءِ
وفى ارتدادِ الطرفِ تدركُ أنها الخضراءُ فينا استافها سيفُ الطوائفِ
والفرنجةُ تحت باب القصر تحسِبُ حسبتى
والعودُ ناشئة ٌ.. تدحرجُ طوقها فى السُّوق بين مدينتى
نعم ٍ ، ولا
: ولئن بسطتَ يداً إلىَّ فما أنا ..
إذ أنت من لغة السقيفةِ لستَ أولَ مَن سعى
أو أنت من لغة الغرابِ وقد بَغَى بَغىَ الوصايةِ
لستَ أوَّل مَن بغى
باسمى علىَّ
فإننى عنك انفصلتُ إلى حَوَافِّ الدور : لا تستنبحنَّ كلابَها
والعُودُ ناشئة ٌ تدحرجُ طوقَها
يتكالبون لدورةِ المحو المُرَكَّز
حيثما كانت تكون بدايةُ اللا إسم
لاعنوان
لا إعلان
جَرَّت ياؤها بابَ الكتابِ ، وبابُها
بابُ الحوارى : حارَها من حوَّرته الناسُ
فينا يرتجى نهرا من الملكوت :
فينا استافه سيفُ الطوائف ، والفرنجة ُ ظاهرون اليوم
بين مدينتى نعم ٍ ، ولا
قالت حزامى
إذ تقادمَ عهدُها ، والماءُ : منه تكوَّنتنى :
كلما سكنَ الهواءُ ـــ دبورُه ، ما استقبلت من أمرها
ما استدبرته رحالها
منى تَمُدُّ أصابعى الخمسين فى شرخ ِالصِّبَا
بين الحروف ، وما تداخل من عناصر
عنصرتها حلة ُالنِّفطِ المجددِ عزمَها ،
: يا شيبةَ الكيمياء فى جسدٍ ترامى
ما تنامى
إذ تَعَرَّى بحرُها الطامى (1) ، جنزرَها بليل ٍ
خشية العشاق ، لكن أسقطوا .. (2)
فتطوَّحَ البدوىُّ فى وجهِ ابن ِأمٍّ
ما استدارَ له سريرُ الرَّمى : طاشت قنبلة . (3)
ما أعلنتها فى العوام وكالة الأنباء
حين تفكَّهوا فى شارع الجسر القديم ، فداخلتنى غبطتى
إذ غطنى شجرُ الحروفِ وقال لى : اقرأ
قرأتُ الماءَ : طاشت قنبلة
ماغطنى غمرُ انفجار الماء
فيه تقاسمتنى : إن رأيتك بعدها
لن أكشفنَّ لك الحمولة ، إنها فى دفتر الحمراء
فيما استافه سيفُ الطوائف ، فاعترف ، أو فاغترف
: لما اغترفنا غرفة من نهرها
كان النهار على المشارف
ما اغترفنا غرفة ، إلا وقال النهرُ :
" منِّى مَن تردَّى إذ تصدَّى "
"ليس منَّى مَن تصدى إذ تردى"
: فى كتاب الماء عُودٌ ،
ليس يحنى عودَه .
يا أوَّلَ الصبوات ، آخرها
ثقوب فى جدار الغزل .. أليل من
عباءة جدتى
يتقاطرون
وعندما يتصقَّرونَ فتيلة َالمصباح
فى قاع المدوَّنِ فى كتاب الماء ، يختلُّ الرهان ، فما الرهين ؟!
: لم يبق غيرُك ،
والطريق بمَلكنا
جاوزتنا فى البحر
أم فى البحر
أم أنَّ الخطابَ إلى العصافير ، السنابلِ فى كتاب الليل :
فيه يعكرون الماء (عينا) ، ليس فيها من رجيع القوم
ما تترسمون ..
مالكم لا تنطقون ؟!
: ما لكم لا تنأمون ؟!
: ما لكم لاتدخلون ، وكيفما دخلت فروخ النمل ، إذ تتنمَّلون ؟!
: لم يبق غيرُك .
قال لى : أوَ لا ترانى ؟!
قلتُ : حولى
قال لى : والما ترانى ؟!
قلت : وُشِّجَتِ الوشائجُ قبلما " قال أنبئوني"
قال لى : كان الخليفة ,
ما اختلفنا خلفة من بعدنا إلا وغيض الماء
منا من تلبَّث ، أو تلبَّس ، أو تبلَّس إذ نبا
قلت : احتملنى .
قال : فى الأرض البراحُ يضيقُ متَّسَعُ احتمالى
غطنى شجر الحروف وقال لى : اقرأ
قرأت ، وما قرأت
وبينما يتدابرون حوالة الدفع المؤجَّل ِ، قلتُ لى :
ويكأنَّ وجوهَهم نفسُ الوجوه ، وإن تغير ثبتنا
فالسابقون السابقون مقرَّنون لسيد التاجين
فى حقل التجاوز ، والطقوس بريئة من كل ذى ظفر
وناب
والحوايا
ما لكم لا تنطقون ؟!
: ما لكم لا تنأمون ؟!
: ما لكم لا تخرجون ، وكيفما كانت فروخ القوم ، إذ يتصقَّرون ؟!
قال لى :
لما خرجتُ إلى الملاء ، وإذ همو يتلاومون
" إنما هم يغسلون من العيون عباءة
ليست تفيئ بغير ما تتفيأون "
: ويكأنَّ عيونهم نفس العيون .. وما تغير ثبتها
المبثوث فيما
يرتجون من البيوت ، وإن أوهنها ..
وكان النهرُ
يغسل ساعديه
ويرتدى بَردِيَّة
قد فصلتها حاجة
فى النفس تنغل فى دمى
والنهر يمضى
ليس يعبأ بالعيون
وليس يعبأ بالوجوه
وليس يعبأ
إننا ممن يريق الماء
قبض الريح ..
قبض الريح ..
قبض القبض .
( طنطا 17 / 3 / 1987 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالحاشية :
1 ـ السيد البدوى
2 ـ الألمان
3 ـ الزمان : الحرب العالمية الثانية
المكان : طنطا
الحدث : قيل إن طائرتين ألمانيتين أغارتا ليلا على طنطا ؛ نكاية فى الملك فاروق الذى أعلن الحرب على ألمانيا المحور، ضمن خمس وأربعين دولة (الحلفاء) .
وقيل إن البدوى كان دائما يعارض فكرة الحرب فى مجلس ليلة الأحد المنعقد بديوان الست (أ) ويضم الأقطاب الأربعة (ب) ، لكن الأمر خرج من يده .
وقيل إنه حين انطلقت صفارات الإنذار من فوق عمارات الأوقاف الشامخة بميدان المحطة ، صرخ البدوى فى وجه تلميذه البكر : عبد المتعال : " هات الجنزير" ، وقيل إنه جنزر طنطا جيدا وقفلها بالقفل ، ثم أحالها بحرا ..
لكن أخبث الطيارين أسقط فى الموقع المحدد ( طبوغرافيَّا) ، وقيل إن البدوى ضربه بأحد اللثامين فأصابته لويثة ، وضرب القتبلة الساقطة باللثام الآخر ؛ فطاشت .
قالوا يومها : إنها سقطت فى حظيرة فى حقل بناحية :( طوخ مزيَد) مركز السنطة ، فقتلت فلاحا وأفلتت الجاموسة ، غير أن أبسط ما قيل يومها فى القتيل أنه كان عاقا لزوجته ، وأنه كان متيما بالسيرة الهلالية ، وأنه كان متحفظا على الموالد ، وبخاصة مولد ( البدوى) . إذ بدت عداوته الحقيقية فى حادثة الحلق المخرطة ..
قالوا يومها : إن زوجته ( ست الملك) نزعت الحلق من أذنيها وهمت بوضعه فى صندوق النذور الملحق بالمقصورة النحاسية للضريح ؛ فاختطفه (القتيل) مفضلا أن يشارك واحدا من العبايدة على بهيمة للعيال ..
وقالوا أخيرا : إن البدوى رأى فى الحدث فرصة لتصفية الموقف .
( رويت هذه الحادثة شفاهة وتناقلها العوام فى أحياء طنطا الشعبية * )
4 ـ سورة البقرة آية (31)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
هوامش على الحاشية
أ ـ السيدة زينب بنت الإمام على ـ كرم الله وجهه ـ ( وهى من أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم) قيل إنها بعد كربلاء فضلت المجيئ إلى مصر كمنفى ، وليس فى تاريخها ما يدل على أنها جاءت إلى مصر ، وينسب إليها مسجد وضريح شهيران فى القاهرة ( الموسوعة العربية الميسرة صـ 939 ) وينسب إليها عوام المصريين كرامات عدة . وتكنى بأم العواجز ، وأن ديوانها ينعقد كل ليلة أحد تحت رئاستها مع الأقطاب الأربعة للنظر فى شئون المريدين .
ب ـ القطب عند الصوفية هو الواحد موضع نظر الله فى كل زمان يسرى فى الكون سريان الروح فى الجسد ، ويفيض على الكون الأعلى روح الحياة ، والأسفل ، وقد يسمى غوثا ؛ لالتجاء الملهوف إليه ، وقد يكون قطبا لأقطاب سابقا على وجودهم ، وعلى كل ما فى عالمى الغيب والشهادة ، والأقطاب الأربعة هم : الدسوقى ، والجيلانى ، والرفاعى ، والبدوى . ( الموسوعة العربية الميسرة صـ1387)
(*) واقعة الضربة الجوية على طنطا ثابتة تاريخيا ، وبناء الحادثة قصصيا من عندياتى .
تعليق