ديوان الشاعر / د . جمال مرسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عيسى عماد الدين عيسى
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2394

    ديوان الشاعر / د . جمال مرسي


    يسعدني اليوم أن أقدم لكم ديوان لشاعر عريق ، هو من فحول الشعر في هذا العصر ، بفكره و خلقه ، هو ابن هذا الصرح الكبير ، و من كبار شخصياته
    أسس منتدى ( قناديل الفكر و الأدب ) ، هذا الشاعر الخلوق هو
    الدكتور جمال مرسي
    و أقدم لكم سيرة ذاتية بقلمه .




    سيرة ذاتية بقلم جمال مرسي
    ]
    جمال مرسي إنسان بسيط محب للناس يبذل كل طاقاته من أجل إسعاد الآخر ، يسعي للخير بأمر الله و لا يتوانى عنه .
    شهد اليوم الثاني من شهر فبراير لعام 1957م الصرخة الأولى في قرية جميلة نائمة في أحضان النيل هي قرية دار السلام بمحافظة كفر الشيخ بمصر . كان والدي رحمه الله يعمل مدرساً بهذه القرية و كنت ثالث مولود له فرعاني و أمي رحمهما الله و ربياني على القرآن و الخلق القويم و حب الناس . فكان أن التحقت ب ( كتّاب القرية ) .. و هو ما يعادل روضة الأطفال في أيامنا هذه و لكن بطريقة بدائية و أنا في الرابعة من عمري فتتلمذت على يد أستاذي المرحوم الشيخ أحمد عابدين الذي بدأ بتحفيظنا القرآن و معي محموعة من أصدقائي الصغار الذين صارت لهم مناصبهم المرموقة الآن . و كان يتخذ معنا أسلوب اللين و الشدة ، العصا و الحلوى فحفظنا ما تيسر من كتاب الله في أقل من سنة . كنت أمارس طفولتي كبقية زملائي في اللعب في أزقة القرية الضيقة بألعاب بدائية لم أنسها لأن لها ذكريات جميلة عندي .

    فلما أشرقت السنة الخامسة من عمري انتقل والدي رحمه الله و الأسرة جميعا للمدينة حيث منصبة الجديد كإداري بمديرية التربية و التعليم بكفر الشيخ المدينة . رغم أنه خريج المعاهد الأزهرية
    و أنا أعتبره قدوتي و مثلي الأعلى فقد كان عطوفاً و مربياً فاضلاً لا يخشى في الحق لومة لائم حتى أنني أذكر عندما كنتُ ضابطا احتياطيا في القوات المسلحة ، حاولت التوسط لأحد الزملاء عنده و كان هذا الزميل مخالف فما كان إلا أن أخذت دشاً باردا فوق رأسي أمام موظفي مكتبه و كأنه نسي أنني ابنه الذي يرتدي الحلة العسكرية أمامه .

    التحقت بمدرسة أحمد عرابي الابتدائية ثم انتقلت بعدها لمدرسة الشهيد حمدي الإعدادية و من بعدها لمدرسة الشهيد رياض الثانوية العسكرية و التي أخذت منها شهادة الثانوية العامة . و كان هذا في العام 1975م .
    كانت بي رغبة شديدة للإلتحاق بإحدى الكليات العسكرية و خاصة الفنية العسكرية و لكن الظروف حالت دون ذلك فالتحقت بكلية الطب البيطري التي تخرجت منها عام 1980م .

    و بعد أن أنهيت دراستي الجامعية و أديت الخدمة العسكرية تغير مسار حياتي تماماً بدءً من السفر للأردن و مرورا ببعض الدول الأوربية كهولندا و النمسا و تركيا و يوغوسلافيا و انتهاءً بالمملكة العربية السعودية التي أقيم فيها الآن منذ أكثر من سبعة عشر عاما أدير فيها إحدى مؤسسات الأدوية .

    تزوجت بأم رامي حفظها الله و بارك فيها مع نهاية العام 1988م و رزقني الله منها بولد ( رامي ) في كلية التربية قسم فيزياء و بنتين ( سلمى في الصف الثالث الإعدادي و مروة في الصف الخامس الابتدائي ) جميعهم مع أمهم هم كل شيء في حياتي لهم اعيش و لهم أعطي حبي و وقتي .


    كنت محبا للقراءة منذ نعومة أظفاري و كان أبي رحمه الله يوفر لي الكتب و القصص و الدواوين التي أحبها حين لمس بي رغبة في الأدب بشتى أنواعه شعراً و نثراً .. حتى حفلت مكتبته رحمه الله بأنفس الكتب و التي ورثتها منه رحمه الله مستأذنا بقية أخوتي فيها .


    و كان القرآن هو معلمي الأول و ما زال فمن كلام الله عز و جل تعلمت فنون الكلام و طريقة النطق و مخارج الألفاظ حتى أنني فزت بجائزة الإلقاء في كثير من مسابقات الشعر التي كانت تنظمها الجامعة .

    أحببت الشعر حباً كثيراً و عشقته حد الثماله و له كرست معظم وقتي و فكري فقرأت لفحول الشعراء في عصر ما قبل الإسلام و العصر العباسي و الأموي و العصر الحديث ابتداءً من البارودي و مرورا بشوقي و حافظ و انتهاءً بأدونيس و محمود درويش . و لا زالت القراءة دون انقطاع حتى أنني أقرأ أيضا لكثير من الشعراء عبر شبكة الإنترنت و مواقعها المختلفة الشباب منهم و المخضرمين .

    روحي مرحة .. أعشق النكته و التندر و أحب مداعبة أصدقائي و مشاغبتهم حتى في ردودي عليهم .. احببت الناس فأحبوني و هذه نعمة كبيرة منَّ الله عليَّ بها فكان لي قبولٌ عند الكثيرين .
    أتعامل مع الآخر بأدب و احترام حتى لو أخطأ فيّ ، و أغفر له لأنني أيضا لي أخطائي و زلاتي و أحب أن تُغفر لي . و الله غفور رحيم

    ========================


    من أعماله المنشورة ديوان شعري عمودي و تفعيلي بعنوان ( البنفسج يرفض الذبول ) , وأعمال أخرى ،
    و إليكم بعض أعماله .
  • عيسى عماد الدين عيسى
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2394

    #2
    على شاطئها

    شعر : د. جمال مرسي









    [frame="1 80"]
    نَـقَـشـتُ عَـلَــى رَمـلِــكِ اْلـمَـوعِــدا
    و أَسلَـمـتُ قَلـبِـيَ وَجـــهَ الـنَّــدَى

    فَحَطَّـت عَلَـى شَـطِّ قَلبِـكِ طَـيـرِي
    و لامَـسْـتُ فِــي عَيـنِـكِ اْلـفَـرقَـدَا

    سَـمِـعــتُ بَــلابِــلَ قَـلـبِــكِ تَــشــدُو
    فَأَرسَلْـتُ شِعـرِي يَـجُـوبُ اْلـمَـدَى

    يُـعَـاتِــبُــنِــي خَــــافِــــقٌ لا يَــــنَــــامُ
    يُـنَـاشِـدُنِــي كَـــــي أَمُــــــدَّ اْلـــيَـــدَا

    أَلُــــوذُ بِـبَـحــرِكِ ، أَكــتُــمُ سِـــــرِّي
    فَهَـل كَـانَ بَـحـرُكِ لِــي مُنـجِـدَا ؟

    قُـصَـاصَــاتُ أَورَاقِــنَــا المُـلـقَـيَـاتُ
    عَـلَـى شَــطِّ ذِكــرَايَ لَــن تَصـمُـدَا

    و مَقـعَـدُنَـا فِـــي الـفَــرَاغِ يُـنَــادِي
    فَمَا مِن مُجِيبٍ و مَا مِن صَـدَى

    لَـكَ اللهُ يَــا قَـلـبُ تَبـنِـي قُـصُـوراً
    تُــرَى هَــل سَتَـهـدِمُ مَــا شُـيِّــدَا ؟

    لَـــكَ اللهُ كَـــم رَاوَدَتـــكَ الأَمَــانِــي
    و كَـم عَانَـقَـت فِــي رُؤَاكَ الـغَـدَا

    كَـلِــيــمٌ ، كَـــــأَنَّ جِــرَاحَـــكَ نَـــــارٌ
    أَبَــت فِـــي جَِـنَـانِـكَ أَن تُـخـمَـدَا

    لَهِيـبٌ هِـيَ الصَّرخَـةُ المُشتَـهَـاةُ
    لِـطِـفــلِ الحَـقِـيـقَـةِ كـــــي يُــولَـــدَا

    مَهَـدتُ لَـهُ مِــن شِــذا الذِّكـرَيَـاتِ
    فِـرَاشـاً و مِــن سَلـسَـلِـي مَـــورِدَا

    هُرِعـتُ إِلَيـهِ و قَـد شَـابَ رَأسِــي
    و مَـا كُـنـتُ أَحـسَـبُ أَن يَجـحَـدَا

    دُرُوبٌ مِنَ الشَّوكِ أَدمَت خُطَايَ
    و فَوقَ شِفَاهِـي أُجَـاجُ الصَّـدَى

    لَـــهُ اللهُ سَامَـحـتُـهُ مِــــن زَمَــــانٍ
    و لِـــي نَـبــعُ ذِكـــرَاهُ لَـــن يَـنـفَــدَا

    وَحِـيـداً .. إِذَا ضَلَّلَـتـنِـي صُـــواهُ
    سَـأَبــقَــى لَـــــهُ هَــادِيـــاً مُــرشِـــدَا

    قُـلُــوبُ الـعَــذَارَى تَـقَـطِّـرُ شَـهــداً
    فَـيَــا قَـلــبُ قَــــد آَنَ أَنْ تَـشـهَــدَا

    تُنَاجِيكَ فِي اللَّيلِ أُنثَـى القَصِيـدِ
    و تُهدِيكَ جَفنَ الرُّؤَى المُسهِـدا

    بِــأَيِّ القَـوَافِـي سَتَمـضِـي إِلَـيـهَـا
    و أَشــعَـــارُكَ الـنَّــازِفَــاتُ مُــــــدَى

    سَمِـعـتَ نِـدَاهَـا و فِــي شَفَتَـيـهَـا
    يَـــمَــــامُ الــتَــوَلُّـــهِ قَـــــــد غَـــــــرَّدَا

    بِـــــلادٌ تُــبَــاعِــدُ بَـــيـــنَ صَـــبَـــاحٍ
    ضَـحُــوكٍ و لَــيــلٍ هُــنَــا عَــربَــدَا

    إِذَا مَـــرَّ طَـيـفُـكِ كَـحَّـلـتُ جَـفـنِـي
    بِـــأَنـــوَارِ طَــيــفِـــكِ إِمَّـــــــا بَـــــــدَا

    حَنَانَيـكِ يَـا طُهـرَ لَـيـلِ اغتِـرَابِـي
    و يَــا آَخِــرَ العِـشـقِ و المُـبـتَـدَا

    سَفِيـنَـةُ شَـوقِـي سَتَمـضِـي إِلَـيـكِ
    و إِن بَعـثَـرَتْـنِـي رِيَــــاحُ الــــرَّدَى

    أَنَــا يَــا بِـــلادِي شَـهِـيـدُ الـوَفَــاءِ
    و مَـا كُـنـتُ عَــن نِيـلِـكَ المُبـعَـدا

    سَـأَنـسَـى بِـأَنَّــكِ أَوصَـــدْتِ بَــابــاً
    و أَنِّـــي فَـتَـحـتُ الـــذي أُوصِـــدَا

    كَـتَـمـتُ هَـــوَايَ و خِـلــتُ بِــأَنِّــي
    سَـأُطـفِـئُ بِالـصَّـمـتِ مَـــا أُوقِــــدَا

    أُحِـبُّــكِ قَـــد قُلـتُـهَـا مِــــن زَمَــــانٍ
    و حُــبُّــكِ فِــــي خَـافِــقِــي خُــلِّـــدَا

    نَـوَارِسُ قَلبِـي جَفَتْنِـي و طَــارَت
    إِلَـيـكِ ، و ضَــاعَ نِـدَائِـي سُــدَى

    تُــرَى هَــل سَـتَـرجِـعُ يَـومــاً إِلَـــيَّ
    و قَد عفتُ مِن بَعدِهَا المَرقَدَا ؟

    أُحِــبُّـــكِ رَغـــــمَ جِـــــرَاحٍ بِـقَـلــبِــي
    و لَيـلٍ عَلَـى مُهجَـتِـي اْستَـأسَـدَا

    عَلَـى شَــطِّ غَــزَّةَ كَــانَ انتِـظَـارِي
    نَـقَـشـتُ عَـلَــى رَمــلِــهِ اْلـمَـوعِــدَا

    رَأَيـتُــكِ كَالـنِّـيـلِ شَـــقَّ الـحِـصَــارَ
    بِـرَغــمِ المَـعَـابِـرِ ، رَغـــمَ الـعِــدَى

    فَلُـذتُ مِـن الخَـوفِ فِـي مُقلَتَـيـكِ
    و قَـبَّـلـتُ قَـلـبَـكِ ، قَـلــبَ الـنَّــدَى

    هُـنَـالِــكَ عَــــادَت إِلَـــــيَّ الـحَــيَــاةُ
    بِــوَجـــهٍ بَــشُـــوشٍ تَــمُـــدُّ الــيَـــدَا

    أَنَـــا أَنـــتِ ، لا أَحَـــدٌ هَــــا هُــنَــا
    سِـوَانَــا ، سَنَـحـيـا هُـنَــا سَـرمَــدَا

    أُخَــلِّـــدُ قِــصَّـــةَ قَـلـبَــيْــنِ صَــــــارَا
    كِـتَـابــاً لأَهــــلِ الــهَــوَى يُـقـتَــدَى

    حُــرُوفُــكِ يَـــــا غَـــــزَّةُ الـكِـبـرِيَــاءُ
    و سَـيـفُـكِ يَـــا غَـــزُّ لَـــن يُـغـمَـدَا

    بِـبَـحـرِكِ أَلـقَـيــتُ كُــــلَّ هُـمُـومِــي
    و أَغرَقـتُ لَيـلَ الأَسَـى الأَســوَدَا

    كَــأَنِّــي و قَــــد قَـبَّـلَـتْـكِ الـعُـيُــونُ
    أَسِــيــرٌ ، بِـوَصــلِــكِ قَـــــد قُــيِّـــدَا

    أُحِبُّـكِ ، إِنِّـي نَسَجـتُ الـحُـرُوفَ
    لأَجــلِــكِ يَـــــا أَنـــــتِ أَبــهَـــى رِدَا

    فَضُمِّـي إلـيـكِ شَتَـاتِـي و كُـونِـي
    زُهُـــوراً إِذَا مَـــا طَـوَانِــي الـــرَّدَى

    هُوَ النَّهرُ أنتِ،هُوَ الطُّهـرُ أنـتِ
    هُــوَ الـنّـوُرُ أنـتِ،وأنـتِ الـهُــدى

    جَعَـلـتُ قَـصِـيـدِيَ مَـهــرَ رِضَـــاكِ
    و قَـلـبِــي الــــذِي تَمـلِـكِـيـنَ فــــدا

    و أَسلَـمـتُ أَمــرِي لِـمَـن لا يَـنَـامُ
    و خَـــــرَّ الأَنَـــــامُ لَــــــهُ سُـــجَّـــدَا


    [/frame]




    التعديل الأخير تم بواسطة عيسى عماد الدين عيسى; الساعة 16-07-2010, 21:06.

    تعليق

    • عيسى عماد الدين عيسى
      أديب وكاتب
      • 25-09-2008
      • 2394

      #3
      بين الواقع و الخيال



      شعر : د. جمال مرسي

      [frame="1 80"]




      أَمَـــــــــلٌ يُـــــــــرَاوِدُهُ ، و قَــــلـــــبٌ يَـــخـــفُــــقُ
      و عُــيُـــونُـــهُ فِــــــــي الــقــادمــيــنَ تُــــحَـــــدِّقُ


      بَــيــنَ انـتِــظَــارِ الـحُــلــمِ فِـــــي لَــيـــلٍ دَجَـــــا

      و سُــطُـــوعِ شَـــمـــسٍ دُونَـــهَـــا لا تُـــشـــرِقُ

      نَـــاحَــــت بِــمَــرسَـــى الاْنــتِـــظَـــارِ حَــمَـــائِـــمٌ
      و طُـــيُـــورُ قَـــلــــبِ الـعَــابِــرِيــنَ تُـشَــقْــشِــقُ

      تَاللهِ مَـــــــــا ظَـــــــــنَّ الـــمُـــعَـــذَّبُ بِـــالـــنَّـــوَى
      أَنَّ الـــنَّــــوَى جَـــمــــرٌ يَـــقُــــضُّ و يَـــحــــرِقُ

      أَنـــفَـــاسُـــهَــــا والــيَـــاسَـــمِـــيـــنُ مَــــنَـــــابـــــعٌ
      لِــلــعِــطـــرِ ، فَـــــــــوقَ سَــــرِيـــــرِهِ تَـــتَـــدَفَّـــقُ

      لَـبِــسَــتْ رِدَاءَ الــحُــســنِ فَـــهْـــوَ حِـجَـابُــهَــا
      و نَــضَـــا رِدَاءَ الـصَّــبــرِ فَـــهْـــوَ الأَحـــمَـــقُ

      آهٍ إِذا نَــــطَــــقَـــــتْ ، كَـــــــــــــأَنَّ يَــــمَــــامَـــــةً
      فِـــي صَـوتِـهَــا ، تَـحـنُــو عَـلَـيــهِ و تُـشـفِــقُ

      سَــــكِـــــرَتْ بِـــخَـــمـــرَةِ عَـــزفِـــهَـــا أَطـــــيَـــــارُهُ
      و تَــغَــيَّــبَــتْ عَــنـــهَـــا فَــــغَــــابَ الــمَــنــطِــقُ

      كَــــانَـــــت زَوَارِقُ قَـــلـــبِـــهِ تَــــدنُـــــو لَـــــهَـــــا
      و يُـقِــلَّــهَــا .. نَـــحــــوَ ابــتِـــعَـــادٍ .. زَورَقُ

      نَــجــمُ الـسَّـمَــا قَــصــرٌ لَــهَــا ، و جُـنُــودُهَــا
      شُــــهُـــــبٌ ، فَــــأَنَّـــــى لــلــنُّــجُـــومِ يُـــحَـــلِّـــقُ

      دَأْبُ الــمُــحِــبِّــيــنَ الــتَّــصَـــبُّـــرُ و الـــــرَّجَـــــا
      و بِـــــمَ الـتَّـصَـبُّــرُ ، والـــرَّجَـــاءُ مُـــمَـــزَّقُ ؟

      رُوحَــــــانِ لَــــــم تَـجـمَـعْـهُـمَـا أَرضٌ سِـــــــوَى
      فِـــي الـحُـلْـمِ ، يَـــا لَلـحُـلـمِ هَـــل يَـتَـحَـقَّـقُ ؟

      يَـــــــــا لَــلــتــرَقُّـــبِ ! والـــدَّقَـــائِــــقُ جَـــــمـــــرَةٌ
      أَجَّــــــــتْ بِـــخَـــافِـــقِ مُــســتَــهَـــامٍ يَـــعـــشَـــقُ

      هُــــــوَ لا يُـــصَــــدِّقُ أَنَّ تَـــحــــتَ ضُــلُــوعِـــهِ
      يَـــنـــبُـــوعَ حُــــــــــبٍّ بِــالــصَّــبَــابَــةِ يَـــفـــهَــــقُ

      سَكَـنَـتْ "سُلَيـمَـى" فِــي الحُشَـاشَـةِ مُـــذ رَأَتْ
      عَــيْـــنَـــاهُ صُــــبـــــحَ جَــمَــالِــهَـــا يَـــتَـــرَقْـــرَقُ

      كَـتَـبَــتْ عَـلَـيــهِ الـسُّــهــدَ ، فَــهْـــوَ أَسِـيــرُهَــا
      و هِـــــيَ الــجَــدِيــرَةُ بِــالــهَــوَى و الأَخـــلَـــقُ

      يَــــا أَنــــتِ : أَلــقَــى فِــــي مَـسَـامِــعِ قَـلـبِـهَــا
      إِنِّـــــــــي أُحِــــبُّـــــكِ و اعـــتِـــرَافِـــي مَــــوْثِـــــقُ

      نَــــــوْرُ اســمِــهـــا لَـــمَّــــا تَـــرَنَّــــمَ بِـاســمِــهَــا
      عَـــــــن عِــطــرِهَـــا فِــــــــي ثَــــغــــرِهِ يَــتَــفــتَّــقُ

      نَادَى و نَادَى ، مَا استَجَابَ سِوَى الصَّدَى
      وعُــيُـــونُ دَهــشَـــةِ مَـــــن تَـسَــمَّــعَ تَــســبِــقُ

      هُـــــــــم رَاجِـــــمُـــــوهُ بِـــنَـــظــــرَةٍ مَــحــمُـــومَـــةٍ
      و هُـــــــوَ الـمُــغَــيَّــبُ عَــنــهُـــمُ الــمُــتَــشَــوِّقُ

      تَـــاهَــــت نَـــــــوَارِسُ فِـــكــــرِهِ فِـــــــي أُفْــقِــهَـــا
      و فُـــــــؤادُهُ فِـــــــي لُـــــــجِّ بَــــحــــرٍ يَــــغــــرَقُ

      فَـــــإِذَا وَفَـــــتْ ، طَـــــوقُ الـنَّــجَــاةِ يَـمِـيـنُـهَـا
      و إِذَا جَــفَــت ، حَــبـــلُ الـمَــنُــونِ مَــطَـــوِّقُ

      و إذا صَـفَــتْ ، فَـالـكَـونُ بَـعــضُ صَفَـائِـهَـا
      أَو أَفَّــــفَــــتْ ، فَــالـــكَـــونُ هَــــــــمٌّ مُــطـــبِـــقُ

      ***
      و مَــضَـــى بِـــــهِ لَـــيـــلٌ ، عَـــلَـــى أَعــتَــابِــهِ


      وَقَـــفَ الـصَّـبَــاحُ عَــلَــى الـسَّـرِيــرِ يُـصَـفِّــقُ


      وَكَـــزَتْــــهُ إِصـــبَــــعُ وَاقِـــــــعٍ فِـــــــي جَــنـــبِـــهِ
      فَـــأَفَـــاقَ مِــــــن حُـــلــــمٍ و وَهـــــــمٍ يُـــــــؤْرِقُ

      زَفَّـــــــــتْ عَــــقَـــــارِبُ سَـــــاعَـــــةٍ بِــشِــمَـــالِـــهِ
      أنْ شــمـــسَ يــومِـــكَ بَــعـــدَ لَــيـــلٍ تُــشـــرِقُ

      [/frame]
      التعديل الأخير تم بواسطة عيسى عماد الدين عيسى; الساعة 16-07-2010, 21:53.

      تعليق

      • عيسى عماد الدين عيسى
        أديب وكاتب
        • 25-09-2008
        • 2394

        #4
        سِنِمَّار

        شعر : د. جمال مرسي


        [frame="1 80"]



        تَـــبّـــاً لِـغَـيــرَتِــكِ الـحَـمــقَــاءِ تَـخـنُـقُــنِــي
        و تُـوقِـدُ الـنَّـارَ فِــي قَلـبِـي و أَحشَـائِـي


        و تَــزرَعُ الـشَّـكَّ فِــي أَجـــوَاءِ مَملَـكَـتِـي
        فَتُنـبِـتُ الـشَّـوكَ بَـيـنَ الجَـمـرِ و الـمَـاءِ

        نَـعَــمْ تَـغَـارِيِـنَ ، ذَا حَـــقٌّ ، أَأُنـكِــرُهُ ؟!
        و قَـــد وَهَـبـتُـكِ مِـــن دِفـئِــي و أَفـيَـائِـي

        و صُغـتُ مِــن ذَهَــبِ الأَشـعَـارِ أَســوِرَةً
        و مِــــن نَـفَـائِـسِـهَـا عِــقـــداً لِـحَـسـنَـائِـي

        يَــا مَـــن جَـعَـلـتُ لَـهَــا الـجَــوزَاءَ مُـتَّـكَـأً
        و الشَّمـسَ فـي أَلَــقٍ تَسـخُـو بِـأَضـوَاءِ

        و النَّـجـمَ تَـــاجَ عَـــلاءٍ فَـــوقَ هَامَـتِـهَـا
        و الـبَـدرَ حَارِسَـهَـا مِــن غَـــدرِ أعـــدَاءِ

        هَـل قَصَّـرَتْ لُغَـتِـي عَــن مَـنـحِ سَيِّـدَتِـي
        فَيضَ المَشَاعِرِ فِـي جَهـرٍ و إِخفَـاءِ ؟

        و هَــل رَضِـيـتُ سِــوَى العَلـيَـاءِ مَـنـزِلَـةً
        حَـتَّــى تَـــدُكَّ بِـنَــارِ الــشَّــكِ عَـلـيَـائِـي ؟

        جَعَلـتُ مَهـرَكِ نَبـضَ القَلـبِ مُــذْ نَبَـتَـت
        تَحـتَ الضُّـلُـوعِ زُهُــورُ الـحَـاءِ و الـبَـاءِ

        و شِــدتُ بِالـصِّـدقِ قَـصــراً أَنـــتِ رَبَّـتُــهُ
        فَـشِـدتِ بِالـشَّـكِّ قَـصـراً فَــوقَ أَشـلائِــي

        هِــيَ القَصَـائِـدُ يَــا حَسـنَـاءُ ، يَـأخُـذُنِـي
        فِيهَا الخَيالُ إِلَـى " لَيْلَـى" و " لَميَـاءِ "

        هِـــيَ القَـصَـائِـدُ ، قَـــد أَلبَسـتُـهَـا حُـلَــلاً
        مِــنَ الضِّـيَـاءِ ، فَكَـانَـت بَــدرَ ظَلـمَـائِـي

        أُنـثَـى القَصِـيـدِ عَــرُوسُ فِــي مُخَيَّـلَـتِـي
        زُفَّـــتْ إِلَـــىَّ بِـــلا رَقــــصٍ و ضَــوضَــاءِ

        أَزُورُ فِـــي غَـفـلَــةِ الــحُــرَّاسِ خَيـمَـتَـهَـا
        فَـتُـلـهِـبُ الــشَّــوقَ فِــــي دَلٍّ و إِغـــــرَاءِ

        أَضُـمُّـهَــا ضَــمَّــةَ الـمُـشـتَــاقِ مُـرتَـشِـفــاً
        رُضَابَهَـا العَـذبَ فِــي صُـبـحٍ و إِمـسَـاءِ

        يُــغــرِي الــفُــؤَادَ أَرِيــــجٌ مِــــن مَفَـاتِـنِـهَـا
        فَيَـنـتَـشِـي دُونَــمَــا كَــــأسٍ و صَـهــبَــاءِ

        أُنـثَـى القَصِـيـدةِ أُنـثَـى لَـيـسَ يُشبِـهُـهَـا
        فِـي الحُسـنِ فَاتِـنَـةٌ مِــن جِـنـسِ حَــوَّاءِ

        أَمـهَـرتُـهَـا أَرَقِــــي ، أَسكَـنـتُـهَـا وَرَقِـــــي
        أَطعَـمـتُـهَـا حُــرَقــي ، جَـــــادَت بِـأَبــنَــاءِ

        هـم مـن كَوَاكِـبِ "بُــرجِ الشِّـعـرِ" نَبتُـهُـمُ
        و أُمُّـهُـم فِــي سَـمَـاءِ الشِّـعـرِ جَـوزَائِـي

        فَـهَــل تَـغَـارِيــنَ مِــمَّــن بِــــتُّ أَعـشَـقُـهَـا
        عِشقِـي لِعَينَيـكِ يَــا طِـبِّـي و أدوَائِــي ؟

        و مَــن تَـفُـوحُ عُـطُـورِي مِــن حَدَائِـقِـهَـا
        و مَــن تُخَـفِّـفُ فِــي الأَسـفَـارِ أَعـبَـائِـي

        و هَـــل تَـغَـارِيـنَ إِن صَـوَّرتُـهَــا وَطَــنــاً
        رَأَيـــتُ فِـــي عَـيـنِـهِ سَـهـلِـي و بَـيـدَائِــي

        يَـنـسَــابُ نِــيــلُ إِبَــائِـــي مِـــــن مَـنـابِـعِــهِ
        فَتَستَـقِـيـمُ عَـلَــى الإِخــــلاصِ حَـوْبَـائِــي

        أُنـثَـايَ يَــا زَفــرَةَ الأَشـــوَاقِ فِـــي رِئَـتِــي
        قَـد جَفَّـفَ الشَّـكُّ فِـي عَينَيـكِ خَضرَائِـي

        قَد كُنتُ "سِنْمَارَ " إِذ شَيَّدتُ مِن وَلَهِي
        لَـــكِ " الـخَـوَرنَـقَ " يُـغــرِي كُــــلَّ بَــنَّــاءِ

        فَـكُـنـتِ وا شِـقــوَةَ "النُّـعـمَـانِ " قَـاتِـلَـتِـي
        مُــذ بَعـثَـرَتْ رِيـحُـكِ الهَـوجَـاءُ أَشيَـائِـي
        [/frame]






        التعديل الأخير تم بواسطة عيسى عماد الدين عيسى; الساعة 16-07-2010, 21:45.

        تعليق

        • عيسى عماد الدين عيسى
          أديب وكاتب
          • 25-09-2008
          • 2394

          #5
          غيبوبة



          شعر : د. جمال مرسي



          ماذا دَهَاكْ ؟!
          أَهِيَ النِّهايَةُ لَوَّحَت بِيَمِينِهَا
          أم طَوَّقَت شَمسَ الغُرُوبِ يَدَاكْ ؟
          عَينَاكَ فِي الأُفْقِ البَعِيدِ ، و ضَوءُ نَجمِكَ خَافِتٌ
          و القَلبُ مُرتَعِشٌ عَلَى كَفِّ انتِظَارِكَ
          للذي يَأتِي يَقِيناً
          بَعدَ يَومٍ رُبَّمَا ،
          أو بعدَ ثَانِيَةٍ ، و ما ..
          زَوَّدتَ رَاحِلَةَ الخُلُودِ بِغَيرِ مَاءِ الشِّعرِ ،
          سَطَّرَ فِي كِتَابِ العُمرِ بَعضاً مِن رُؤَاكْ .
          هُم تَارِكُوكَ
          عَلَى بِسَاطِ الرِّيحِ وَحدكَ
          حَيثُ تَأخُذُكَ المَسَافةُ لِلمَسَافةِ
          و الرَّحِيلُ إِلى النَّعِيمِ أو الهَلاكْ .
          يا أَيُّهَا الجَسَدُ المُسَجَّى بِالدُّمُوعِ و بِالعَرَقْ :
          مَا لِي أَرَى أَنهَارَكَ اللا تَعرِفُ الخَوفَ
          اْستَكَانَت لِلغَرَقْ ؟
          و بَنَفسَجَاتٍ طَالَمَا أَبَتِ الذُّبُولَ
          الآنَ تَذوِي ،
          بَعثَرَتْهَا الرِّيحُ فِي كُلِّ اْتِّجَاهٍ
          لَم تَدَع فِي جِسمِكَ المَهزُولِ بَعضاً مِن شَذَاكْ .
          تَقتَاتُ مِن عُشبِ الرَّحِيلِ الآنَ وَحدَكَ
          يَرتَعُ الفَيْرُوسُ فِي نَعنَاعِ قَلبِكَ ،
          يَحتَسِي البُنَّ " المُحَوَّجَ "
          مِن دِمَاكْ.
          فَتَغِيبُ عَن هَذَا الوُجُودِ سُوَيْعَةً
          و تُفِيقُ ،
          صَوتُ أَبِيكَ فِي أُذُنَيكَ ،
          أَطيَافٌ أَمَامَكَ كَالفَرَاشَاتِ المُزَركَشَةِ ،
          اْحتِضَارُكَ لَيسَ يَمنَعُهَا بِأَن تَأوِي إِلَيكَ ،
          لِنُورِ مِصبَاحٍ تَدَلَّى مِن خَيَالِكَ ،
          رُوحُ أُمِّكَ وَحدَهَا تَنثَالُ نُوراً مِن نَوَافِذِ
          غُرفَةٍ غَجَرِيَّةٍ
          و يَمِينُهَا تَمتَدُّ نَحوَكَ كَي تُجَفِّفَ مَا تَصَبَّبَ مِن جَبِينِكَ ،
          سَاعَةٌ فَوقَ الجِدَارِ تَسَلَّلَت مِنهَا العَقَارِبُ
          لِلسَّرِيرِ
          و " زُخمَةُ " الشَّيخِ المُعَلِّمِ لَم تَزَل تَقفُو خُطَاكْ .
          يَا أَيُّها الطِّفلُ الشَّقِيُّ :
          أَمَا حَفظتَ "الفَجرَ" و "الفُرقَانَ" بَعدُ ؟ ،
          أَلَم تَحُلَّ الوَاجِبَ اليَومِيَّ بَعدُ ؟ ،
          أَلَم تَزَل مُتَعَثِّراً فِي جَدوَلِ الضَّربِ
          الذي عُلِّمتَ بَعدُ ؟ ،
          لأَضرِبَنَّكَ بِالعَصَا
          فِهيَ الجَزَاءُ لِمَن عَصَى
          فَتَفِرُّ مِن فَزَعٍ إلى أَحضَانِ أمِّكَ
          هَل تَفِرَّ اليَومَ مِمَّن قَد أَحَاطَكَ بِالشِّبَاكْ .
          قَد صَارَ أَقرَبَ مِن رَفِيفِ الهُدبِ ،
          أَقرَبَ مِن شَرِيطِ الذِّكرَيَاتِ ،
          و مِن مَحَالِيلِ الطَّبِيبِ و حُقنَةِ التَّخدِيرِ
          تَسرِي فِي الوَرِيدِ
          تَغِيبُ عَن دُنيَا الهُمُومِ هُنَيْهَةً
          عَن دَمعِ أَطفَالِ العِرَاقِ ،
          حِصَارِ غزةَ ،
          جُوعِ إِفرِيقيَا ،
          زَلازِلَ بِنجِلادشَ ،
          تَستَفِيقُ عَلَى دَوِيٍّ هَائِلٍ ،
          أَبوَاقِ إِسعَافٍ ، و جَرحَى ، و انشِغَالٍ عَنكَ
          فَاْصمُتْ
          إِنَّهُ المَوتُ الذي قَد جَاءَ يُنذِرُ بِالغِيابِ
          اْلآنَ يَلقَاهُم هُنَاكْ .
          و تَظَلُّ وَحدَكَ سَابِحاً
          و مُسَبِّحاً
          عَينَاكَ فِي الأُفقِ البَعِيدِ و ضَوءُ نَجمِكَ خَافِتٌ
          و غُيُومُ ذِكرَى الأَمسِ
          قَد غَطَّت سَمَاكْ .
          التعديل الأخير تم بواسطة عيسى عماد الدين عيسى; الساعة 16-07-2010, 21:27.

          تعليق

          • عيسى عماد الدين عيسى
            أديب وكاتب
            • 25-09-2008
            • 2394

            #6
            على بُعدِ شاطئين


            شعر : د. جمال مرسي





            [frame="1 80"]



            رِمَــــــــالٌ و شُــــطــــآنٌ يُــدَاعِــبُــهَـــا بَــــحـــــرُ
            تَـلاقَـى عَـلَـى أَمـواجِـهِ الـحُـسْـنُ و الـسِّـحـرُ

            يَــنَـــامُ عَـــلَـــى كَــفَّــيــهِ..إنْ يَـهـدأِ..الــدُّجَــى
            و يَصحُـو عَلَـى عَينَـيـهِ..إنْ يَهدِرِ..الفَـجـرُ

            و يَـهــمِــسُ فِــــــي أُذْنَـــيـــهِ نَـــخـــلٌ مُـــؤَثَّـــلٌ
            فَيُـصـغِـي ، كَـطِـفـلٍ جَــــاءَهُ مِــــن أَبٍ أَمــــرُ

            و فِــــي أُفْــقِـــهِ الـمُــنــدَاحِ تَـلــهُــو نَـــــوَارِسٌ
            يُــقَــرِّبــهـــا مَـــــــــدٌّ ، و يُــبــعِــدُهـــا جَــــــــــزْرُ

            هُــنَــا ، فِــــي فَــرَادِيــسِ الــوَضَــاءَةِ حَـلَّـقَــت
            فَــرَاشَـــاتُ ذِكــــــراكَ الـوَضِـيــئَــةِ يــــــا بَــــــدرُ

            عَــلــىَ مَـقـعَــدِ الــذِّكــرَى تَــــرُوحُ و تَـغــتَــدِي
            و فِــــي مَــرفَـــأِ الأَحـــــلامِ يَـرتَــحِــلُ الـعُــمــرُ

            هُـنَــا ، حَـيــثُ كَـــانَ الـبَـحـرُ شَــاهِــدَ حُـبِّـنَــا
            عَــلَـــى رَمــلِـــهِ الـفِــضِّــيِّ أَحـلامُــنَــا قَــصـــرُ

            تُـسـائِــلُــنِــي ذَاتُ الـــحِـــجَـــابِ ، ومَـــكـــرُهَـــا
            عَـلَـى وَجهِـهَـا بَــادٍ ، و فِـــي عَيـنِـهَـا سِـــرُّ

            أَرَاكَ أَسِـــــيــــــراً لِــلـــعُـــيُـــونِ و سِــــحــــرِهَــــا
            فَـهَـل طَــابَ لِلمَـأسُـورِ فِــي أَسْـرِهَـا أَســرُ ؟


            فَـقُـلــتُ : و قَـلـبِــي غَــــارِقٌ فِــــي أَرِيـجِـهَــا
            هُـوَ الشِّعـرُ يَـا مَـولاةَ قَلـبِـي ، هُــوَ الشِّـعـرُ

            إذا زَارَنِـــــــي شَـيــطَــانُــهُ ، خِـــلــــتُ أَنَّـــنِــــي
            أَمِيرٌ ، خُيُولِي فِي الهَـوَى الصِّـدقُ والفِكـرُ

            تُــسَــيِّــرُهَــا نَــــحـــــوَ الـــخَـــيَـــالِ صَــبَــابَــتِـــي
            و قَلبِـي لَهَـا مَـرعَـىً ، و عَيْـنِـي لَـهَـا نَـهـرُ

            و إنْ غَــابَ عَـنِّـي الـوَحـيُ عِـشــتُ كَـأَنَّـنِـي
            عَـلَـى هَـامِـشِ الأَرقَــامِ لا شَــيءَ أو صِـفـرُ

            هُــوَ الشِّـعـرُ تَـزهُــو فِـــي عُـرُوقِــي حُـرُوفُــهُ
            كَـمَــا فِـــي عُــــرُوقِ الأَرضِ يَـلـتَـمِـعُ الـتِّـبــرُ

            أُغَذِّيـهِ مِـن رُوحِــي ، و أَسقِـيـهِ مِــن دَمِــي
            فَــلا تَعـذُلِـي شِـعــراً ، لِـجَـدبِـي هُـــوَ الـقَـطـرُ

            و لا تَـمـنَـحِـي الـوَاشِـيــنَ سَـمـعــاً ، فَـإِنَّـنِــي
            عَـلَـى عَهـدِنَـا بَـــاقٍ ، و إنْ رَاقَـــكِ الـهَـجـرُ

            و قُــولِــي : أَنَــــا بَـــــدءٌ لَــدَيـــهِ و مُـنـتَـهَــى
            فَـمَـا كَــانَ إلا أَنــتِ ..يــا أنــتِ .. لا غَـيــرُ

            يُــشَــاطِــرُكِ الـــصَّـــدرَ الــرَحِــيـــبَ عُـــرُوبَــــةٌ
            وَهَـبـتُـكُـمَـا إيَّـــــاهُ ، لَـــــم يَـشــتَــكِ الـــصَّـــدرُ

            هُـنَــا كَــــم بَــكَــت بَــغــدَادُ فِــيــهِ ، فَكَـفـكَـفَـتْ
            يَـــدَاكِ دُمُـوعــاً ( مِــــن خَـلائِـقِـهَـا الـكِـبــرُ )

            و كَـــم كَــــانَ لـلأَقـصَــى نَـصِـيــبٌ بِـخَـافِـقِـي
            و يَـا كَـم ثَــوَت فِــي عُـمـقِ أَعمَـاقِـهِ مِـصـرُ

            تَـغَــرَّبــتُ عَـنــهَــا مُـــنـــذُ عِــشــرِيــنَ حِـــجَّـــةً
            فَــلَــم يَـــــكُ إلا أَنـــــتِ سَــلـــوَايَ و الـصَّــبــرُ

            أَرَى الـنِّـيـلَ فِــــي عَـيـنَـيـكِ يُـخـفِــي دُمُــوعَــهُ
            و عَـيـنُـكِ لا تُـخـفِـي دُمُـوعــاً ، هِـــيَ الـــدُّرُّ

            تَـسِــيــلُ عَــلَـــى الـخَــدَّيــنِ تَـــــروِي حِـكَــايَــةً
            تُـخَـبِّـؤُهَـا الأَصــــدَافُ ، يـفـضَـحُـهـا الـثَّــغــرُ

            و يَـرفَـعُـهَـا مَــــوجٌ ، فَـتَـرقَــى إلــــى الــــذُّرى
            و يَـخـفِـضُـهَــا مَــــــوجٌ ، فَـيَـسـتُـرُهَــا بَـــحـــرُ

            هُــــوَ الـبَـحــرُ سِــتـــرِي إنْ تَـعَــرَّيــتُ عِــنـــدَهُ
            هُـــوَ الـبَـحـرُ خَـمــرِي إِن تَـلَــذُّ لِـــيَ الـخَـمــرُ

            هـــو الـبَـحـرُ سِـفــرِي مُــــذ قَــــرَأتُ سُــطُــورَهُ
            وَدَدتُ لَــو اْنِّـــي فِـــي كِـتــابِ الـوَفَــا سَـطــرُ

            فَــيَـــا سَـــيِّـــدَ الأَمــــــوَاهِ : رِفـــقـــاً بِـمَـركــبِــي
            إِلـيـهَــا ، فَــمَــا عَــهــدِي بِـأَمـوَاجِــكَ الــغَــدرُ

            إلـــى أَرضِـهــا خُـذنِـي،فَـقَـد هَــدَّنِــي الــنَّــوَى
            و فِي حِضنِهَا دَعنِي، فَفِي حِضنِهَا الطُّهرُ

            فَـإنْ عِـشـتُ بَـعـدَ الـيَـومِ ، بَيـتِـي ضُلُوعُـهَـا
            و إِن مِــــتُّ مِــثــلَ الآن ،عَـلـيـاؤُهَـا الـقَــبــرُ
            [/frame]
            التعديل الأخير تم بواسطة عيسى عماد الدين عيسى; الساعة 16-07-2010, 21:33.

            تعليق

            • عيسى عماد الدين عيسى
              أديب وكاتب
              • 25-09-2008
              • 2394

              #7
              عزفٌ على الوترِ السابع


              شعر : د. جمال مرسي


              قُولِي : أُحِبُّكَ
              و ارحَلِي
              ما دُمتِ تَنوِينَ الرَّحِيلْ .
              ما دُمتِ أَعدَدْتِ الحَقَائِبَ
              و افتَرَشْتِ مَوانِئَ الهَجرِ الثَّقِيلْ .
              هِيَ آخِرُ الكَلِمَاتِ مِنكِ
              فلا تَضِنِّي
              مِثلَمَا ضَنَّت عَلَى قَلبِ المُتَيَّمِ
              مُهجَةُ الزَّمَنِ البّخِيلْ .
              هِيَ كِلْمةٌ
              يا رُبَّما أَحيَتهُ مِن بَعدِ المَمَاتِ
              و رُبَّما
              عَادَت بِأَشلاءِ المُعَذَّبِ فِي هَوَاكِ
              مِنَ الشَّتَاتِ
              و رُبَّما
              زَرَعَتْهُ فِي رَوضِ الأَمَانِي شَامِخاً
              مِثلَ النَّخِيلْ .
              قُولِي أُحِبُّكَ ،
              و اجعَلِيهَا آخِرَ الأَنغَامِ
              تَسكُبُهَا طُيُورُكِ فِي مَسَامِعِهِ
              و آخِرَ زَهرَةٍ تَنمُو عَلَى شَفَتَيكِ
              يَقتُلُهَا الذُّبُولْ .
              ما كُنتُ أَحسَبُكِ البَخِيلةَ لَحظَةَ التَّودِيعِ ،
              لا تُلقِينَ نَظرَتَكِ الأخِيرَةَ
              قَبلَما يُغرِي شِراعَ فُؤَادِكِ المَجنُونَ
              بَحرُ الأُمنِيَاتِ
              و رِحلَةُ السَّفَرِ الطَّوِيلْ .
              و يُقِلُّكِ البَحرُ الخِضَمُّ إلى جَزِيرَتِكِ البَعِيدةِ
              حَيثُ لا قَلبٌ يُرَوِّيكِ
              كَمَا قلبِ المُغَنِّي حين أفنى عُمرَهُ
              يَسقِيكِ مِن سلسالِ نهرٍ سَلسَبِيلْ .
              و يُرِيقُ فِي كَفَّيكِ مَاءَ حَيَاتِهِ
              فَجَحَدْتِهِ
              و تَرَكتِهِ طُعماً لأَنيَابِ السُّهَادِ
              و لُقمةً
              لِذِئابِ لَيلٍ مُستَبِدٍّ
              تَنهشُ الحُلمَ الجَمِيلْ .
              قُولِي أُحِبُّكَ وارحَلِي
              و خُذِي حَقَائِبَكِ التي حَمَّلتِهَا بِالذِّكرياتِ
              فإنَّنِي لَن أَمنَعَكْ .
              و نَوَارِسُ القَلبِ المُعّذَّب .. يَا سُعا .. لَن تَتْبَعَكْ
              و أنا
              سَيَصلِبُنِي الفَرَاغُ عَلَى جُذُوعِ الوَقتِ
              أَجتَرُّ الدَّقَائِقَ ،
              و المَفَارِقَ ،
              و الحَرَائِقَ ،
              أَستَعِينُ عَلَيكِ بِالنِّسيَانِ يا نَيسَانَ حُلمٍ مُستَحِيلْ .
              قُولِي أُحبُّكَ و ارحَلِي
              لا تَقرَئِي كَلِمَاتِ أُغنِيَتي الحَزِينةَ
              لا تُرِيقِي دَمعَةً بَعدِي
              و إنْ قلَّبْتِ سِفرَ الذِّكرياتِ فَلا تَقُولِي
              هَا هُنَا كَانَ اللِّقاءُ
              و هَا هُنَا
              كُنَّا نَجُوبُ مَدِينَةَ الأَحلامِ
              نَلهُو كَالفَرَاشِ
              إذا دَعَاهُ .. لحفلةِ الرقصِ .. الضِّياءُ
              و هَا هُنَا
              ضَحِكَت لَنَا شَمسُ الصَّباحِ
              و بَارَكَت خُطُوَاتِنَا شَمسُ الأَصِيلْ .
              لا تَنظُرِي لِلخَلفِ نَظرَةَ مُشفِقٍ
              أو تَحسَبِي
              أَنِّي كَمَا جَبَلِ الجَلِيدِ إذا تَفَجَّرَ فِيهِ بُركانٌ يَسِيلْ .
              أناْ مَن عَرَفتِ ،
              اْلفَارِسُ الحُرُّ النَبِيلْ .
              لو مِتُّ أُبعَثُ مِن رَمَادِي مِثلَمَا الفِينِيقِ
              مُمتَشِقاً زُهُورَ صَبَابَتِي
              أَرعَى شُؤُونَ إِمَارَتِي
              و أُضَمِّدُ الجُرحَ الذي خَلَّفْتِهِ
              أَناْ أَلفُ نيلْ .
              سَأَظَلُّ رَمزاً لِلعَطَاءِ و إِن تَقَلَّبَتِ الفُصُولُ
              فَلَن أَجِفَّ
              و لَن أَغُورَ و لن أمِيلْ.
              فَلتَرحَلِي ، لَن أَمنَعَكْ
              قَلبِي مَعَكْ
              لابُدَّ يَوماً ترجعينْ إليه .

              تعليق

              • عيسى عماد الدين عيسى
                أديب وكاتب
                • 25-09-2008
                • 2394

                #8
                ... و ما بينهما !!

                شعر : د. جمال مرسي



                [frame="1 80"]




                غِــــيَــــابٌ رَاحَ يُــــنــــذِرُ بِــالــغِــيَـــابِ
                حُــضُــورٌ جَــــاءَ يُـنـبِــئُ بِـاغـتِـرَابِـي


                يَـنَـابِـيــعٌ تَـفَــجَّــرُ فــــــي ضُــلُــوعِــي
                و مَـــا زَالَ الـلَّـظَـى يَـكــوِي إهَـابِــي


                صَحَارَى التِّيـهِ تَشـرَبُ مِـن عُيُونِـي
                ومَــا زِلــتُ المُـحَـدِّقَ فِـــي الـسَّــرَابِ


                أَطِـيــرُ عَـلَــى جَــنَــاحٍ مِــــن يَـقِـيــنٍ
                لأَســقُـــطَ فِـــــي دَيَـاجِــيــرِ ارتِــيَـــابِ


                ويَـجـنَـحُ بِـــي خَـيَــالٌ ، أنـــتِ فِـيــهِ
                كَوَمضِ البَرقِ فِـي عَيـنِ السَّحَـابِ


                عَـلَـى أَغـصَـانِـكِ الـخَـضـرَاءِ تَـلـهُـو
                فَـــرَاشَـــاتُ الــتَّــمَــرِّدِ و الـتَّــصَــابِــي


                و فِـــي جَـنَّـاتِـكِ الفَـيـحَـاءِ ، يَـتـلُــو
                حَـمَـامُـكِ مَـــا تَـسَـطَّـرَ فِـــي كِـتَـابِـي


                أَنَـا نِصفَـانِ ، نِصـفٌ فِـي هُـدُوئِـي
                و نِـصـفٌ قَــد تَــوَارَى فِــي عُـبَـابِـي


                أَنَـا شَمسَـانِ ، شَمـسٌ فِـي جَبِينِـي
                و شَـمـسٌ قَــد أَشَـعَّـت فِــي ثِـيَـابِـي


                أَنَــا مَـطَــرٌ ، بِـرَغــمِ هَـزِيــمِ رَعـــدِي
                بِــــــهِ رَوَّيــــــتُ أَزهَــــــارَ الـــرَّوَابِــــي


                أَنَـــا مَـــا كُـنــتُ ظِـــلاًّ ، بَـيــدَ أنِّــــي
                أُظَـلِّــلُ مَـــن تَـعـثَّـرَ مِـــن صِـحَـابِــي


                أَحِـنُّ و لَسـتُ أَحـنِـي رَأسَ شِـعـرِي
                و أَحنُـو مَـا حَيِيِـتُ عَلَـى المُصَـابِ


                سَــلِــي عَــنِّــي إِذَا أُنـسِـيــتِ قَــــدرِي
                أَنَا الحَادِي ، و غَيـرِي فِـي رِكَابِـي


                أُحِـبُّـكِ ، لَــم تَــزَل بِـدِمَــايَ تَـســرِي
                و فِــي عَيـنَـيَّ يَفضَـحُـنـي شِـهَـابِـي


                أُحِـبُّــكِ ، لا أُمَـــارِي فِـــي شُـعُــورِي
                و مَـــا كُــنــتُ الـمُـزَايِــدَ و الـمُـرَابِــي


                فَــــلاَ يَــغــرُرْكِ أَنِّـــــي قَـــــد تَـنَــاهَــى
                إِلَـــى عَـيْـنَـيـكِ حُــبِّــي و انـتِـسَـابِـي


                و لا يَــغـــرُرْكِ أَنَّـــــكِ كُــنـــتِ بَـــــدراً
                أَطَــــلَّ عَــلَــيَّ فِــــي لَــيــلِ اكـتِــئَــابِ


                فَــإِن كُـنـتِ الأَمِـيـرَةَ فَــوقَ عَـرشِــي
                فَـقَـد شَـيَّـدتُ عَـرشَـكِ مِــن شَـبَـابِـي


                وَهَـبـتُــكِ مَــــا تَـمَــنَّــى كُـــــلُّ أُنــثَـــى
                و لَـم أَحصُـدْ سِـوَى شَـوكِ الغِـيَـابِ


                مَـنَـحـتُ لِـقَـلـبِـكِ الـخَـفَّــاقِ نَـبـضِــي
                سَـلِـيـهِ يُـجِـبْــكِ يــــا ذَاتَ الـحِـجَــابِ


                سَـلِـي عَينَـيـكِ كَـــم كَفـكَـفـتُ دَمـعــاً
                و ثَـغـرَكِ كــم تــروَّى مِــن رُضَـابِــي


                سَـلِــي يُـمـنَـاكِ كَـــم نَــامَــت بِـكَـفِّــي
                و خَوفَكِ كَـم تَحَصَّـنَ فِـي هِضَابـي


                سَلِـي اللَّيـلَ الــذِي نَـهَـشَ الأَمَـانِـي
                بِـمِـخــلَــبِــهِ ، و مَــزَّقَـــهَـــا بِــــنَــــابِ


                يُجِـبْـكِ بِـأَنَّـنِـي مَـــن كُـنــتُ أَقـضِــي
                عَـلَـيـهِ ، بِـــلا سُــيُــوفٍ أو حِــــرابِ


                فَـيَـهــرُبُ مِـثـلَـمَـا الـجَـانِــي طــريـــداً
                هُـرُوبَ الـوَحـشِ مِــن آسَــادِ غَــابِ

                و كَـانَــت ضِحْـكَـتِـي تَـنـسَـابُ فِــيــهِ
                إِلَـــــى أُذُنَــيـــكِ كَـالـخَـمــرِ الــمُـــذَابِ


                و كُنـتُ أُضِـيءُ كُــلَّ شُـمُـوعِ قَلـبِـي
                لأَجــلِـــكِ فِـــــي ذَهَـــــابٍ أو إِيَــــــابِ


                و كَم سَهِرَتْ عَلَيـكِ عُيُـونُ شِعـرِي
                و نِمتِ عَلَـى السَّكِينَـةِ فِـي جَنَابِـي


                أَيَـــــا وَطَــنـــاً يَـتِــيــهُ الـنِّــيــلُ فِـــيِـــهِ
                أُعَـــاتـــبُـــهُ فَــيُــصــغِـــي لــلــعِـــتَـــابِ


                و أَعــــزِفُ عِــنـــدَهُ لَـحــنــاً حَـزِيــنــاً
                فَـيَـســحَــرُنِــي بِــأَلـــحَـــانٍ عِـــــــــذابِ


                و أُغــرِقُ فـيِـهِ كُــلَّ سِنـيـنِ يَـأسِـي
                و أَسـتَـهـدِيِــه يُـلـهِـمُـنِـي صَـــوَابِـــي


                أغـــارَ الـنـيـلُ ، أم ضـلّــت خــطــاهُ
                و من كالنيلِ عوناً في المُصابِ ؟


                أَتُـوصِــدُ كُـــلَّ بَـــابٍ فــــي عُـيُـونِــي
                و فِـــي قَـلـبِـي أُوَارِبُ كُـــلَّ بَــــابِ ؟


                و تَتـرُكُـنِـي عَـلَــى وَلَــهــي وَحِــيــداً
                أُفَـتِّــشُ فِـــي خَـيَـالِـي عَـــن جَـــوَابِ
                [/frame]



                التعديل الأخير تم بواسطة عيسى عماد الدين عيسى; الساعة 16-07-2010, 21:41.

                تعليق

                • عيسى عماد الدين عيسى
                  أديب وكاتب
                  • 25-09-2008
                  • 2394

                  #9
                  شَهد و سُهد


                  شعر : د. جمال مرسي






                  [frame="1 80"]

                  صَـبَــاحُــكِ الـشَّــهــدُ إلا أَنَّـــــكِ الأحـــلـــى
                  و شَــمــسُــهُ الأَوجُ إلا أَنَّـــــــكِ الأَعْـــلــــى

                  و وَجــهُــهُ الــنُّــورُ إِن تُــشــرِقْ مَـفَـاتِـنُـهُ
                  لَـكِـنَّ وَجـهَـكِ فِــي عَـيْـنِـي هُـــوَ الأجْـلَــى


                  إنْ كـــــانَ لـلـصُّـبــحِ أَجـــفَـــانٌ تُـكَـحِّـلُـهــا
                  يَـدُ الشُّمُـوسِ ، فَـأَنـتِ الأَعـيُـنُ الكَحْـلَـى


                  أو كـــــــانَ لـلــعِــطــرِ أَزهَـــــــارٌ تَــؤَصِّــلُـــهُ
                  فَيَـاسَـمِـيـنُـكِ كَـــــانَ الــنَّــبــعَ و الأَصْــــــلا

                  الــــدُّرُّ غَــــالٍ ، نَـفِـيــسٌ عِــنــدَ صَـائِــغِــهِ
                  أَمَّـــــا أنـــــا ، فَــــــأَرَاكِ الــــــدُّرَّةَ الأَغْـــلـــى

                  أَمِــيــرَةَ الـقَــلــبِ ، لـــــم يُـســعِــدْ إمــارَتَـــه
                  مِــــن قَــبــلُ أو يُــرضِــهِ إلاّكِ يــــا لـيْـلــى

                  مُـنــذُ التَقَـيْـنَـا ، و دِفءٌ مِـنــكِ يَغـمُـرُنِـي
                  كَـأنَّــهُ الـسَّـيـلُ ، لَـــم أَعـــرِفْ لـــهُ مِــثْــلا

                  عُصـفُـورُ ثَـغـرِكِ إِن غَـنَّـى عَـلَــى فَـنَـنِـي
                  رَأَيْـــــتُ نَـفــسِــيَ مِـــــن ألـحَــانِــهِ جَــذْلـــى

                  و إِنْ يَـضِـنَّ ، فَـقَـد أَشـقَــى بِـــلا سَـبَــبٍ
                  و مَــا عَـهِـدتُ بِــهِ الإِمـسَــاكَ و الـبُـخْـلا

                  قُــولِــي أُحِــبُّــكَ مَــــا أحــلـــى مَـخَـارِجـهَــا
                  مِـــن ثَـغــرِ فَاتِـنَـتِـي اْلوَسـنَـانَـةِ الـكَـسْـلـى

                  قُــولِــي أُحِــبُّــكَ ، آهٍ لــــو يَــبُــوحُ ِبَــهــا
                  فَــــمٌ كَــمَــا الــكَــرَزِ الـنِّـيـلِـيِّ بَــــل أَحْــلــى

                  تَـحُـطُّ مِـثـلَ طُـيُــورِ الـشِّـعـرِ فـــي لُـغَـتـي
                  فَتُـصـبِـحَ الـرَّوضَــةَ الـغَـنَّــاءَ و الـسَّـهْــلا

                  و يَـرتَـوي القـلـبُ مِــن أَصـــدَاءِ نَغْمَـتِـهـا
                  فَـيُـنـبِــتَ الـــــوَردَ و الـنَّـعـنَــاعَ و الـــفُـــلاّ

                  يــا يَاسَمِيـنَـةَ أَمـسِـي ، يــا رَبـيـعَ غَـــدي
                  مـا كُنـتِ إلا المُنَـى و الصَّحْـبَ والأهْــلا

                  فَــهَــل سَـأَعـشَــقُ بَــعـــدَ الـنَّــهــرِ رَافِـــــدَهُ
                  و نَـهــرُكِ الـعَــذبُ لا يَـفـنَـى و لا يَـبْـلــى

                  كــم سَـافَـرَت فِـيــهِ يـــا لَـيــلايَ أَشـرِعَـتِـي
                  و كــم عَـلـى شَـطِّـهِ قَــد حَـطَّــتِ الـرحْــلا

                  و كـــم غَـرَقْــتُ بِـعَـيـنٍ ، دَمـعُـهـا عَـسَــلٌ
                  لَو لامَسَ الشَّوكَ رَقَّ الشَّوكُ و اْخضَلاّ

                  سُبحَانَ مَن صَبَّ كُلَّ الحُسنِ فِـي امـرَأةٍ
                  و قَــالَ كُـونِـي ، فَكُـنـتِ الـمَــرأَةَ المُـثْـلـى

                  و كُنتِ أصـدَقَ مـا فـي الشِّعـرِ مـن لُغَـةٍ
                  و كُـنـتِ أجـمــلَ مـــا فـــي صِـدقِــهِ فِـعْــلا

                  و كُنـتِ لِـي وَطَنـاً مـا غَـابَ عـن خَلَـدي
                  مَـهـمَـا تَـغَـرَّبــتُ ظَــــلَّ الـخـيــرَ و الـنُّـبْــلا

                  أَغَـــــرَّكِ الــحُــســنُ أم إِطــــــرَاءُ مُـفـتَــتَــنٍ
                  قَــد لامَــسَ السُّـحْـبَ إذ أَسعَـدْتِـهِ وَصْــلا

                  أطْعَمتِهِ الشَّهـدَ بعـدَ السُّهـدِ ، فابتَسَمَـت
                  لَــهُ الحـيـاةُ ، و كـانـت تـشـهَـرُ الـنَّـصْـلا

                  بِــالأَمــسِ أَحـيَـيْـتِـهِ مِـــــن بــعـــدِ مِـقـتَـلِــهِ
                  و الـيَــومَ جَـرَّعْـتِـهِ مِــــن صَــــدِّكِ الـقَـتْــلا
                  [/frame]


                  التعديل الأخير تم بواسطة عيسى عماد الدين عيسى; الساعة 16-07-2010, 22:08.

                  تعليق

                  • مصطفى خيري
                    أديب وكاتب
                    • 10-01-2009
                    • 353

                    #10
                    شهد وسهد
                    عزف على الوتر السابع
                    وعلى شاطئها
                    وبين شاطئين
                    الربان الشاعر
                    الدكتور جمال مرسي
                    حاضر بكل القواميس
                    هادر
                    كل التقدير للمسات شاعر في تقدير الشاعر

                    تعليق

                    يعمل...
                    X