إغتصاب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الباسط بوشنتوف
    أديب وكاتب
    • 23-06-2010
    • 75

    إغتصاب

    رجاء : ... خذ شهقة واحدة واقتلها بقراءة مسترسلة ونفس واحد...!!


    لأني أغرقت النص في بحر دموعي فضاعت علامات الترقيع في لججه.




    اغتصاب

    مع هجعة اليل كان قلبه المحزون يتنفس الألم ليخرجه زفرة حارة مليئة بالكراهية ومع الظلمة طلق أمنيات الحياة ولبس عباءة الشيطان أراد أن يرسم الجريمة ويعبث بنواميس الفضيلة لينقش اسمه على صفحة الحياة بأحرف من سواد لم يكن القتل أو التدمير الطريق الموصل لنزوته بل هو الاغتصاب...!!! حمل نفسه نحو ضحيته وهو يجر أذيال الأسى بحرا من الذكريات الحزينة الهائجة المائجة وبعينيه بريق مخيف
    رمقها وحيدة عارية في زاوية الغرفة تربص بها كذئب جائع وجد ضالته فجأة رمقته و نار الرذيلة تلفح من عينيه ارتعدت فرائسها واهتزت أركانها أدركت ان الموت إن كشر عن أنيابه فلا مناص عنه وأن القضاء أن دقت نواقيسه فهو قدر محتوم صرخت وتوسلت ثم بكت دمعاأجاجا نزل على الجسد الطاهر كجمرة محرقة في لحظة كان يقترب منها الهوينة دون أن يصده حالها عن وسوسات شيطانه راودها عن نفسها وغلق الباب و قال هيت لك بيضاء كانت وبالاحمر سطر جريمته فواعجبا كيف شرفها!! وبعد العري سترها!! بيضاء كانت وكأنه عليها كفن فالنور بدون ظلام عدم راودها بحبر أسود فبث الامن في قلبها الخائف و أحياه وفي صمت رهيب رفعت رأسها لتلتقي العيون وتشاهد الذئب والدمع ينهمر من مأقيه آهات وعذابات وينزل على وجنتيها بردا وسلاما حتى إذا ما امتزج بدمعها تحول الى كلمات تستر الجسد العاري ولكن بحذر شديد خوفا على الحروف أن تتخذ من روعة هذا المشهد الرومنسي خنجرا للإنتحار وكيف لا وكثير من الكلمات تفنى حين تكتب أو تقال
    قامت من وهنها وعانقته هامسة في أذنه أن يتمم الجريمة إذ أنها أيقنت أن الذئب كان بالأمس إنسانا و أن الجريمة صنعها من منعوه يوما عن الكلام فلم يجد سبيلا الا جسدها الطاهر يرسم عليه مأسي الايام المريرة بألوان واقع الفساد و الضغينة ويصيره ساحة حرب صامتة يصارع فيها عساكرا صامتة بعد أن كان يرنوا عزف أغنية الحب على سنفونية جسدها ويسطر على رموشها أنشودة عشق غناها تحت التراب ووأدها في مهدها قبل الميلاد كغيره من ألوف المحبين الشرفاء عله يبعث في النفس الأمل و في القلب الرجاء ويرسم البسمة على شفاه داعبها الفناء و يخطوا الهوينة على أشواك الحياة ليغرس بدلها وردة فيحاء
    تعجب من طلبها وسارع لتحقيق رغبتها مكشرا عن أنيابه من جديد تقدم نحوها خطوة لكنه تراجع ثلاثة و أربعين سنة للوراء أرهبه رضاها بالاغتصاب و أرعبته ابتسامتها و أرعدته برودة أنفاسها أحس في لحظة أن قدميه ما عادتا تقدران حمل جسده وأن قلبه قد انخلع من مكانه وأن غمامة من الهواجس أطبقت على سماه ليجد نفسه يهوي الى الارض ومعه تتهاوى الاحلام وشجر الزيتون وليلى و هدام
    رأته و الموت يدب بداخله كيهودي ينخر أرض ارشليم فسارعت اليه فاتحة أحضانها تناديه
    " ما ضرك إن مت بهدوء فجسمي الأبيض لك كفن وإن لم تنهي جريمتك فليختمها القلم "
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الباسط بوشنتوف; الساعة 21-07-2010, 11:17.
  • عبد الباسط بوشنتوف
    أديب وكاتب
    • 23-06-2010
    • 75

    #2
    .................................................. .......................

    تعليق

    • بسمة الصيادي
      مشرفة ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3185

      #3
      وقفت أمام هذا النصّ أكثر من مرّة
      قرأته مرّات حاولت فكّ رموزه ،
      وجدت صعوبة مع اختفاء علامات الترقيم
      فهمت الرسالة التي اردتها،
      الفكرة التي أردتها عميقة جدا، وفي غاية الأهمية،
      لكن ما ربطها بالنموذج الذي قدمته خيطا ليس بمتين
      وربما كانت المشكلة مني
      إليك ما فهمته :
      اولا الشخصية هي ضحية لمجتمع فاسد ...
      لكنه فجأة تحول من فريسة إلى ذئب
      وكأن جسد تلك الفتاة هو ساحة المعركة أو الظلم الذ ينتقم منه

      ولكن الغريب أن هذه الفتاة
      أحست بألمه رغم الشر الذي يقوم به (هنا كانت ذروة الإبداع)
      وسلّمت له نفسها (هنا ردة فعل غير منطقية من فتاة، تسلم نفسها للاغتصاب) كان عليها ان تعبر عن تعاطفها بطريقة أخرى ..
      هو نموذج للإنسان الجبان الذي ينتقم من الضعفاء البريئين ليغدو بدوره ظالم
      الصراع في داخله بين الشرّ والخير .. كانت نقطة تسحتسب لك ..
      لكن التصوير في بعض اللقطات جاء من النقيض الى النقيض مما يصعب فهم الحقيقة او الموقف .. فيجعل القارئ في حيرة من أمره،
      دراسة الشخصية الإنسانية وصرعها مع الخير والشرّ
      من أروع ما قد يدرسه قاص ..
      فهو ولد بريئا ككل الأطفال، لكن المجتمع هو من قتل هذه البراءة،
      وهذا يجيب على السؤال التقليدي: أين تذهب البراءة ؟؟
      أشعر أنك اردت ما هو اعمق، لكن ربما خانني استيعابي،
      أرجو التوضيح لي، وأن تخبرني إن كان ما فهمته صحيحا او لا ..
      كما أرجو منك، ان تهتم بعلامات الوقف والترقيم، لأن وجودها اساسي جدا،
      وغيابها يفقد النصّ بعضا من قيمته، لذا ارجو المراجعة ..
      أسلوبك جميل.. واسدخمت تعابير جميلة، وتستطيع التمرس اكثر، فيما بعد
      لأنه يظهر أنك تملك الموهبة ولا شك في ذلك ..
      كان قلمك يضطرب مع اضطراب الشخصية، ويتأرجح مع مشاعرها،
      لذلك لنك اردت الإنغماس بكل حواسك في التعبير ..
      فقط اعتني بالنص وكأنه طفل بين يديك ..
      تقبل مروري وملاحظتي حتى لو كنت غير أهل لإبداء الملاحظات ..
      تحياتي لك
      في انتظار ..هدية من السماء!!

      تعليق

      • عبد الباسط بوشنتوف
        أديب وكاتب
        • 23-06-2010
        • 75

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
        وقفت أمام هذا النصّ أكثر من مرّة
        قرأته مرّات حاولت فكّ رموزه ،
        وجدت صعوبة مع اختفاء علامات الترقيم
        فهمت الرسالة التي اردتها،
        الفكرة التي أردتها عميقة جدا، وفي غاية الأهمية،
        لكن ما ربطها بالنموذج الذي قدمته خيطا ليس بمتين
        وربما كانت المشكلة مني
        إليك ما فهمته :
        اولا الشخصية هي ضحية لمجتمع فاسد ...
        لكنه فجأة تحول من فريسة إلى ذئب
        وكأن جسد تلك الفتاة هو ساحة المعركة أو الظلم الذ ينتقم منه

        ولكن الغريب أن هذه الفتاة
        أحست بألمه رغم الشر الذي يقوم به (هنا كانت ذروة الإبداع)
        وسلّمت له نفسها (هنا ردة فعل غير منطقية من فتاة، تسلم نفسها للاغتصاب) كان عليها ان تعبر عن تعاطفها بطريقة أخرى ..
        هو نموذج للإنسان الجبان الذي ينتقم من الضعفاء البريئين ليغدو بدوره ظالم
        الصراع في داخله بين الشرّ والخير .. كانت نقطة تسحتسب لك ..
        لكن التصوير في بعض اللقطات جاء من النقيض الى النقيض مما يصعب فهم الحقيقة او الموقف .. فيجعل القارئ في حيرة من أمره،
        دراسة الشخصية الإنسانية وصرعها مع الخير والشرّ
        من أروع ما قد يدرسه قاص ..
        فهو ولد بريئا ككل الأطفال، لكن المجتمع هو من قتل هذه البراءة،
        وهذا يجيب على السؤال التقليدي: أين تذهب البراءة ؟؟
        أشعر أنك اردت ما هو اعمق، لكن ربما خانني استيعابي،
        أرجو التوضيح لي، وأن تخبرني إن كان ما فهمته صحيحا او لا ..
        كما أرجو منك، ان تهتم بعلامات الوقف والترقيم، لأن وجودها اساسي جدا،
        وغيابها يفقد النصّ بعضا من قيمته، لذا ارجو المراجعة ..
        أسلوبك جميل.. واسدخمت تعابير جميلة، وتستطيع التمرس اكثر، فيما بعد
        لأنه يظهر أنك تملك الموهبة ولا شك في ذلك ..
        كان قلمك يضطرب مع اضطراب الشخصية، ويتأرجح مع مشاعرها،
        لذلك لنك اردت الإنغماس بكل حواسك في التعبير ..
        فقط اعتني بالنص وكأنه طفل بين يديك ..
        تقبل مروري وملاحظتي حتى لو كنت غير أهل لإبداء الملاحظات ..
        تحياتي لك

        أستاذتي بسمة الصيادي إن الجميل في الأدب أن لكل متلقن قراءته الإبداعية الخاصة، وإني بلا مجاملة أحترم ملاحظاتك وإن قراءتك لدالة على حس أدبي جميل لكن سأجيبك لتتبيني رمزية كتابتي هذه، فإهمال علامات الترقيم شيء مفتعل و إن أمعنت في الكلمات التي سبقت العنوان لتبين لك ذاك في قولي : فضاعت علامات الترقيع أي الترقيم لأننا بدل أن نرقم بها كتاباتنا أصبح العابثون اليوم يرقعون بها زلاتهم وخطاياهم الكتابية، أما عن الإغتصاب فهو فعل يرتكبه رواد هذا المنتدى يوميا و أنت واحدة منهم إذ أننا نغتصب لا الفتاة و إنما الورقة البيضاء التي شرفناها بكتاباتنا بعد أن منعنا يوما من الكلام، فما بالك في زمن الرقابة فيه حتى على الأحلام فما بالك بالكلام سلوانا القلم والقرطاس نسطر فيه ما يراه الأخرون جريمة وخطئا كبيرا، أشكرك على مرورك الذي شرفني و السلام عليكم ورحمة الله
        التعديل الأخير تم بواسطة عبد الباسط بوشنتوف; الساعة 19-07-2010, 23:01.

        تعليق

        • محمد حومد
          عضو الملتقى
          • 18-05-2010
          • 25

          #5
          لست بذلك الخبير
          لكني وجدتها من بين ما قرأت سابقا في غاية الروعة

          تعليق

          • أحمد عبد الرحمن جنيدو
            أديب وكاتب
            • 07-06-2008
            • 2116

            #6
            في هذه القصة إسقاطات لواع عربي يحرم الحب ويحرم زواج المحبين
            ولو أن القاص أتى بأسلوب رمزي مبهم بكثير من الأحيان عن فهمه
            إلا أن القصة بمداخلها ودهاليزها ورمزها جاءت بأسلوب تعبيري جميل
            رغم الإسهاب بمواقع عدة
            القصة جميلة من العيار الأمثل
            ويمتاز الأخوة في المغرب بالروي أكثر من الشعر لذلك يبدعون فيه
            ويصعب علينا اللحاق بهم بهذا كما يصعب عليهم اللحاق بنا في الشعر
            محبتي وتقديري لقلمك النابض بحرية الرأي والتعبير وكسر العادات البالية
            وصحوة الرجولة في الأنفاس الأخيرة وكشف الحقيقة في المتر الأخير
            يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
            يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
            إنني أنزف من تكوين حلمي
            قبل آلاف السنينْ.
            فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
            إن هذا العالم المغلوط
            صار اليوم أنات السجونْ.
            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
            ajnido@gmail.com
            ajnido1@hotmail.com
            ajnido2@yahoo.com

            تعليق

            • عبد الباسط بوشنتوف
              أديب وكاتب
              • 23-06-2010
              • 75

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد حومد مشاهدة المشاركة
              لست بذلك الخبير
              لكني وجدتها من بين ما قرأت سابقا في غاية الروعة
              أشكرك أستاذي محمد ، مرورك أثلج قلبي، وشهادتك زادت من تعلقي بالقلم
              مودتي

              تعليق

              • عبد الباسط بوشنتوف
                أديب وكاتب
                • 23-06-2010
                • 75

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عبد الرحمن جنيدو مشاهدة المشاركة
                في هذه القصة إسقاطات لواع عربي يحرم الحب ويحرم زواج المحبين
                ولو أن القاص أتى بأسلوب رمزي مبهم بكثير من الأحيان عن فهمه
                إلا أن القصة بمداخلها ودهاليزها ورمزها جاءت بأسلوب تعبيري جميل
                رغم الإسهاب بمواقع عدة
                القصة جميلة من العيار الأمثل
                ويمتاز الأخوة في المغرب بالروي أكثر من الشعر لذلك يبدعون فيه
                ويصعب علينا اللحاق بهم بهذا كما يصعب عليهم اللحاق بنا في الشعر
                محبتي وتقديري لقلمك النابض بحرية الرأي والتعبير وكسر العادات البالية
                وصحوة الرجولة في الأنفاس الأخيرة وكشف الحقيقة في المتر الأخير
                أستاذي أحمد عبد الرحمن جنيدو كلماتك نقشت في قلبي بأحرف من المودة والمحبة، كنت أريد رأيك لأجعله نورا أهتدي به في حوالك الكتابة
                أشكرك إن كان الشكر يجزيك
                محبتي يا أستاذي الفاضل

                تعليق

                • ماهر هاشم القطريب
                  شاعر ومسرحي
                  • 22-03-2009
                  • 578

                  #9
                  استاذ عبد
                  وكما وعدتك مررت بواحتك الجميلة
                  ان التقاليد القاسية التي تفرض احكامها على الجمال بكل اشكاله لهي اكبر ظلم
                  ان يغتصب الجمال والابداع

                  مودتي لك ولقلمك الجميل الشفيف
                  ماهر

                  تعليق

                  • عبد الباسط بوشنتوف
                    أديب وكاتب
                    • 23-06-2010
                    • 75

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ماهر هاشم القطريب مشاهدة المشاركة
                    استاذ عبد
                    وكما وعدتك مررت بواحتك الجميلة
                    ان التقاليد القاسية التي تفرض احكامها على الجمال بكل اشكاله لهي اكبر ظلم
                    ان يغتصب الجمال والابداع

                    مودتي لك ولقلمك الجميل الشفيف
                    ماهر
                    أستاذي ماهر هاشم
                    السياسي يهدم و الاديب يبني
                    وقد قيل أعطني أدبا بانيا اصنع لك إنسانا سويا
                    ما عدنا نحتاج إلى كوادر و أطر بل إننا في امس الحاجة لصناعة الإنسان
                    مودتي لك
                    عبد الباسط الصحراء المغربية العذراء
                    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الباسط بوشنتوف; الساعة 21-07-2010, 11:26.

                    تعليق

                    يعمل...
                    X