رجاء : ... خذ شهقة واحدة واقتلها بقراءة مسترسلة ونفس واحد...!!
لأني أغرقت النص في بحر دموعي فضاعت علامات الترقيع في لججه.
اغتصاب
مع هجعة اليل كان قلبه المحزون يتنفس الألم ليخرجه زفرة حارة مليئة بالكراهية ومع الظلمة طلق أمنيات الحياة ولبس عباءة الشيطان أراد أن يرسم الجريمة ويعبث بنواميس الفضيلة لينقش اسمه على صفحة الحياة بأحرف من سواد لم يكن القتل أو التدمير الطريق الموصل لنزوته بل هو الاغتصاب...!!! حمل نفسه نحو ضحيته وهو يجر أذيال الأسى بحرا من الذكريات الحزينة الهائجة المائجة وبعينيه بريق مخيف
رمقها وحيدة عارية في زاوية الغرفة تربص بها كذئب جائع وجد ضالته فجأة رمقته و نار الرذيلة تلفح من عينيه ارتعدت فرائسها واهتزت أركانها أدركت ان الموت إن كشر عن أنيابه فلا مناص عنه وأن القضاء أن دقت نواقيسه فهو قدر محتوم صرخت وتوسلت ثم بكت دمعاأجاجا نزل على الجسد الطاهر كجمرة محرقة في لحظة كان يقترب منها الهوينة دون أن يصده حالها عن وسوسات شيطانه راودها عن نفسها وغلق الباب و قال هيت لك بيضاء كانت وبالاحمر سطر جريمته فواعجبا كيف شرفها!! وبعد العري سترها!! بيضاء كانت وكأنه عليها كفن فالنور بدون ظلام عدم راودها بحبر أسود فبث الامن في قلبها الخائف و أحياه وفي صمت رهيب رفعت رأسها لتلتقي العيون وتشاهد الذئب والدمع ينهمر من مأقيه آهات وعذابات وينزل على وجنتيها بردا وسلاما حتى إذا ما امتزج بدمعها تحول الى كلمات تستر الجسد العاري ولكن بحذر شديد خوفا على الحروف أن تتخذ من روعة هذا المشهد الرومنسي خنجرا للإنتحار وكيف لا وكثير من الكلمات تفنى حين تكتب أو تقال
قامت من وهنها وعانقته هامسة في أذنه أن يتمم الجريمة إذ أنها أيقنت أن الذئب كان بالأمس إنسانا و أن الجريمة صنعها من منعوه يوما عن الكلام فلم يجد سبيلا الا جسدها الطاهر يرسم عليه مأسي الايام المريرة بألوان واقع الفساد و الضغينة ويصيره ساحة حرب صامتة يصارع فيها عساكرا صامتة بعد أن كان يرنوا عزف أغنية الحب على سنفونية جسدها ويسطر على رموشها أنشودة عشق غناها تحت التراب ووأدها في مهدها قبل الميلاد كغيره من ألوف المحبين الشرفاء عله يبعث في النفس الأمل و في القلب الرجاء ويرسم البسمة على شفاه داعبها الفناء و يخطوا الهوينة على أشواك الحياة ليغرس بدلها وردة فيحاء
تعجب من طلبها وسارع لتحقيق رغبتها مكشرا عن أنيابه من جديد تقدم نحوها خطوة لكنه تراجع ثلاثة و أربعين سنة للوراء أرهبه رضاها بالاغتصاب و أرعبته ابتسامتها و أرعدته برودة أنفاسها أحس في لحظة أن قدميه ما عادتا تقدران حمل جسده وأن قلبه قد انخلع من مكانه وأن غمامة من الهواجس أطبقت على سماه ليجد نفسه يهوي الى الارض ومعه تتهاوى الاحلام وشجر الزيتون وليلى و هدام
رأته و الموت يدب بداخله كيهودي ينخر أرض ارشليم فسارعت اليه فاتحة أحضانها تناديه
" ما ضرك إن مت بهدوء فجسمي الأبيض لك كفن وإن لم تنهي جريمتك فليختمها القلم "
تعليق